دور المرأة في نهضة الحضارة الإسلامية ( مجموعة النورس )

دور المرأة في نهضة الحضارة الإسلامية



اعلم علمني الله تعالى وإياك أن للمرأة المسلمة مكانة سامية ومنزلة عالية ولم تكن المرأة في يوما من الأيام في الإسلام مسخاً إمعة كلا بل كانت تهز المهد بيمينها وتهز العرش بشمالها فهن محاضن الإبطال وهن سواعد الرجال.
المرأة التي يريدها الغرب وأذنابهم أن تكون سلعة رخيصة ينتهك عرضها ويداس شرفها بزعم الحرية وحقوق المرأة التي يريدها الغرب امرأة متفسخة عارية من الفضائل مسلوبة الشمائل.... يتغنى هؤلاء وأذنابهم أن الإسلام ظلم المرأة ولم يفسح لها المجال فهي مظلومة مقهورة في نظر هؤلاء السحرة الفجرة.
وفي هذه الصفحات نضع لكل مسلم ومسلمة حقائق واضحات وبراهين ساطعات وحجج قاطعات على أن المرأة ما عرفت طعم الحرية ولم تذق طعم الإنسانية إلا في الشريعة المحمدية، فهيا لنلقي الضوء على ما يثلج الصدر ويثبت الجنان.

المرأة قبل الإسلام:
أخي المسلم هيا لنتعرف على المرأة قبل الإسلام لدى جميع الملل والنحل الموجودة على ظهر الأرض وما هي إلا صفحات من العار والشنار حيث لم يعترف أحد منهم بأن لها أدنى حقوق الإنسان بل لم يعتبرها بعضهم إنسانة وعدها شيطانه اسمع إلى ما يندى له الجبين حرموها من كل شيء و سلوبها إنسانيتها.
المرأة عند الإغريقيين قالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة متاع.
المرأة عند الرومان قالوا عنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت.
المرأة عند الصينيين قالوا عنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها.
المرأة عند الهنود قالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من المرأة، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه.
المرأة عند الفرس: أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت.
المرأة عند اليهود: قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز لأبيها بيعها.
وعند النصارى: عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ ! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل (المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة.
المرأة عند العرب قبل الإسلام: تبغض بغض الموت، بل يؤدي الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة.

المرأة في الإسلام:
هل رأيتم عباد الله قدر المرأة عند هؤلاء وكيف كانوا يعاملونها هيا لنتعرف على من حرر المرأة ورفع شأنها وجعل نصف المجتمع وسن لها الحقوق والواجبات.
إلى كل غر مأفون سحره الغرب بعبارته البراقة وسحره الغرب بحريته الخداعة وإلى كل دعي كذاب يفتري على الإسلام بأنه ظلم المرأة واستعبدها.
أيها الدجالون افتحوا قوانين الدنيا جمعاء واقرؤوا جميع كتب الأديان والنحل هل ترون قانونا عظم المرأة وحافظ على شرفها وعفتها وأعطاها حقوقها المادية والمعنوية السياسية والاقتصادية مثل ما عطاها الإسلام؟
افتحوا كتاب الله واقرؤوا إن كنتم تحسنون القراءة ستجدون ما يشرح الصدر ويرفع القدر لكل امرأة على وجه الأرض.
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 232]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 236]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ﴾ [الطلاق: 6]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ﴾ [النساء: 24]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ ﴾ [النساء: 7]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 7]
قال الله في دستوره الخالد ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ ﴾ [البقرة: 187]

المرأة في هدي سيد الرجال -صلى الله عليه وسلم-:
أما ما ورد عن الرحمة المهداة فقد جاءت التوصيات وجاءت العليمات لكل مسلم أن يرفع من منزلة المرأة أما وأختا وبنتا وزوجة وجارته.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته، لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء )) متفق عليه.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ))، أو قال: (( غيره )) رواه مسلم.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ». أحمد، وابن ماجه.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-:« خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي ». أخرجه الترمذي.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنها قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ، وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أخرجه مسلم.
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَعْلَمُ شَكَّ يَحْيَى - قَالَ: دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ فِي الْمَسَاكِينِ، وَدِينَارٌ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ فِي أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الدِّينَارُ الَّذِي تُنْفِقُهُ عَلَى أَهْلِكَ. ) أخرجه أحمد
اسمعوا إلى تعاليم نبي الرحمة: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى اللُّقْمَةُ الَّتِي تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ) أخرجه البخاري.

دور المرأة في الدعوة إلى الله:
المرأة أول من أمنت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
إخوة الإسلام لقد كان للمرأة شرفا كبيرا حيث أنها أول من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم- فزوجته -خديجة رضي الله عنها - و هي أول امرأة خوطبت بالرسالة.
عن عائشة، رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان صلى الله عليه وسلم لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وحبب إليه الخلاء، فكان صلى الله عليه وسلم يأتي حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد - يتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فتزوده مثل ذلك، حتى فجأه الحق، وهو بغار حراء، فجاء الملك فيه فقال: اقرأ، فقلت: " ما أنا بقارئ " فأخذني فغطني ثم بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: " ما أنا بقارئ " فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: " ما أنا بقارئ، فأخذني الثالثة، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾[العلق: 1] حتى بلغ ﴿ علم الإنسان ما لم يعلم ﴾ [العلق: 5] " فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل صلى الله عليه وسلم على خديجة رضي الله عنها، فقال: " زملوني زملوني " فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال صلى الله عليه وسلم: " يا خديجة، ما لي " فأخبرها الخبر، وقال: " قد خشيت على نفسي " فقالت له صلى الله عليه وسلم: كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت خديجة رضي الله عنها، حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة رضي الله عنها - أخي أبيها - وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فكتب بالعربية من الإنجيل، ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة رضي الله عنها: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ورقة بن نوفل: هذا الناموس الذي أنزل على موسى عليه السلام، يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك، فقال صلى الله عليه وسلم: " أومخرجي هم؟ " قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وأوذي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم".

فهي أول من خوطبت بالرسالة، وهي أول من أمنت بالرسالة، وهي أول من نصرت الرسالة.

المرأة أول شهيدة في الإسلام:
وتفخر المرأة المسلمة أنها أول امرأة بذلت روحها من أجل دينها ونصرت نبيها - صلى الله عليه وسلم -.
سمية بنت الخياط - رضي الله عنها - قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: سمية بنت خياط رضي الله عنها مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، وهي أم عمار بن ياسر، أسلمت بمكة قديما، وكانت ممن يعذب في الله عز وجل لترجع عن دينها فلم تفعل، فمر بها يوما أبو جهل فطعنها في قبلها فماتت، وكانت عجوزا كبيرة فهي أول شهيدة في الإسلام رحمها الله. صفوة الصفوة (2 /59)
وبذلك سطرت بهذا الموقف الشجاع أعلى وأغلى ما تقدمه امرأة في سبيل الله؛ لتبقى كل امرأة مسلمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ترنوا إليها، ويهفو قلبها في الاقتداء بها، فلا تبخل بشيء في سبيل الله بعد أن جادت سمية بنت خُياط بدمها في سبيل الله(التربية القيادية (1 /217).

دور المرأة في الجهاد في سبيل الله:
لقد لعبت المرأة المسلمة دوارا بارزا في نصرة الإسلام ورفع رايته فقد قدمت التضحيات وساهمت في محاربة الكفار والمشركين كجندي من جنود الرحمن تحارب الإبطال والكماة وتثبت شجاعتها في ميدان القتال ولنضرب على ذلك أروع الأمثلة من تاريخ المرأة المسلمة

نسيبة بنت كعب الأنصارية:
نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول.
أول مقاتلة في الإسلام ورافقت النبي - صلى الله عليه و سلم - في الجنة.
شهدت ليلة العقبة، وشهدت أحداً، والحديبية، ويوم حنين، ويوم اليمامة، وجاهدت وقطعت يدها في الجهاد.
جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحاً، وجرحت يوم اليمامة أحد عشر جرحاً سوى قطع يدها.

موقفها يوم أحد:
عن ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته، وكانت قد شهدت أحدا، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان ".
وكانت تراها يومئذ تقاتل أشد القتال، وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا؛ و[ كانت تقول ]: إني لأنظر إلى ابن قمئة وهو يضربها على عاتقها.
وكان أعظم جراحها، فداوته سنة.
ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم. رضي الله عنها ورحمها. ابن سعد في الطبقات.
عن عمارة بن غزية قال: قالت أم عمارة: رأيتني، وانكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة ; وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون به منهزمين، ورآني ولا ترس معي، فرأى رجلا موليا ومعه ترس، فقال: ألق ترسك إلى من يقاتل.
فألقاه، فأخذته.
فجعلت أترس به عن رسول الله.
وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل ; لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم، إن شاء الله.
فيقبل رجل على فرس، فيضربني، وترست له، فلم يصنع شيئا، وولي ; فأضرب عرقوب فرسه، فوقع على ظهره.
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة، أمك ! أمك ! قالت: فعاونني عليه، حتى أوردته شعوب
صفية بنت عبد المطلب-رضي الله عنها-وهي أول امرأة قتلت رجلاً من اليهود.
تحدث هي عن نفسها رضي الله عنها قالت: أنا أول امرأة قتلت رجلاً: كان حسان معنا، فمر بنا يهودي فجعل يطيف بالحصن، فقلت لحسان: إن هذا لا آمنه أن يدل على عورتنا، فقم فقتله. قال يغفر الله لكِ ! لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فاحتجزت وأخذت عموداً، ونزلت، فضربته حتى قتلته.(رواه الحاكم برقم ( 4 /51) وصححه.

دور المرأة في الحياة السياسية:
فإن سألت ماذا قدمت المرأة في مجال الحياة السياسية؟
فالجواب بحول الملك الوهاب: اعلم علمني الله وإياك: أن للمرأة المسلمة دورا بارزا في إثراء الحياة السياسية فلم تكن بمعزل عن معترك تلك الحياة بل خاضت غمارها وأسدت بدورها.
فها هي المرأة تبايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإيمان والنصرة:
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ -رضى الله عنها -قَالَتْ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -، فَقَرَأَ عَلَيْنَا أَنْ: ﴿ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا ﴾، وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ منَّا يَدَهَا، فَقَالَتْ: أَسْعَدَتْنِي فُلاَنَةُ، وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا. فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا، فَانْطَلَقَتْ وَرَجَعَتْ فَبَايَعَهَا فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ غَيْرَ خَمْسِ نِسْوَةٍ: أُمِّ سُلَيْمٍ، وَأُمِّ الْعَلاَءِ، وَابْنَةِ أَبِى سَبْرَةَ امْرَأَةِ مُعَاذٍ، وَامْرَأَتَيْنِ، أَوِ ابْنَةُ أَبِى سَبْرَةَ وَامْرَأَةِ مُعَاذٍ وَامْرَأَةٍ أُخْرَى" صحيح البخاري.

وها هي أم سلمة -رضي الله عنها يشاورها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن المسلمين لما أمرهم أن ينحروا ويحلقوا و يتحللوا من عمرتهم فلم يستجب له أحد اسمعوا عباد الله: عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه –في حديث الحديبة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما) أخرجه البخاري.

دور المرأة في الحياة الزراعية:
المرأة المسلمة لم تكن يوما كلا على المجتمع بل كانت تكافح وتناضل من أجل إثراء المجتمع ومن أجل الكفاف وعدم المسألة لذا نراها تعمل في زارعة الأرض وهي من أشق الأعمال روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال، ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه، واستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن... وكنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: طَُلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدّقي أو تفعلي معروفاً" رواه مسلم، ومعنى تجدي نخلك: تقطعي ثمره.

دور المرأة في الحياة العلمية:
ساهمت المرأة المسلمة بدور كبير جدا في تعلم العلم الشرعي، وتبليغه عبر العصور، وقد كانت النواة الأولى لذلك أمهات المؤمنين، وتلتهن أجيال كثيرة من النساء عبر الأزمنة والأمكنة في التحمل والتبليغ.

حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم النساء:
روى البخاري ومسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثةٌ لهم أجران رجلٌ من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجلٌ كانت عنده أمةٌ يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران."
قال ابن حجر: ((قوله باب تعليم الرجل أمته وأهله) مطابقة الحديث للترجمة في الأمة بالنص وفي الأهل بالقياس إذ الاعتناء بالأهل الحرائر في تعليم فرائض الله وسنن رسوله آكد من الاعتناء بالإماء ). (فتح الباري (1 / 190).

وبلغ من حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تعليم النساء أن يخرج بنفسه للقيام بذلك الأمر العظيم فعن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَمَعَهُ بِلَالٌ فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ؛ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ. فَجَعَلَتْ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْقُرْطَ وَالْخَاتَمَ. وَبِلَالٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ. صحيح البخاري (1 / 31).

ولقد حرصت المرأة في عهد النبوة على طلب العلم وتحصيله والتزود منه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. فَقَالَ: " اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ". فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ:" مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهَا مِنْ وَلَدِهَا ثَلَاثَةً إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنْ النَّارِ" فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ اثْنَيْنِ قَالَ:" فَأَعَادَتْهَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ قَالَ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَاثْنَيْنِ". صحيح البخاري (9 / 101).

روت الكثير من النساء الأحاديث النبوية المختلفة سماعا من النبي -صلى الله عليه وسلم- كالصحابيات بمختلف طبقاتهن: المكثرات والمقلات، زوجاته وبناته وأهل بيته، أو عامة المسلمات.

دور عائشة - رضي الله عنها - في الحياة العلمية:
قال الإمام الزُهري: ((لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل)).
وقال أبو موسى الأشعري: ((ما أشكل علينا أمرٌ، فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علماً)).
وقال مسروق: ((رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض)).
وقال عروة: ((ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة)).
وقال أبو الزناد: ((ما كان ينزل بها شيءٌ إلا أنشدت فيه شعراً)).

دور نساء التابعين في الحياة العلمية:
عن بنت سعيد بن المسيب لما دخل بها زوجها وكان من أحد طلبة والدها، فلما أن أصبح، أخذ رداءه يريد أن يخرج. قالت له زوجته: إلى أين؟ فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم، فقالت له: أجلس أعلمك علم سعيد.
وعن الإمام مالك حين كان يقرأ عليه الموطأ فإن لحن القارئ في حرف أو زاد أو نقص تدق ابنته الباب، فيقول أبوها للقارئ: ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط.
وكان الإمام أبو بكر السمرقندي تعلم على أبي بكر الكاشاني فقرأ عليه معظم تصانيفه، وتزوج ابنته فاطمة الفقهية العاملة الحسناء، وكان مهرها كتاب ألفه السمرقندي واسمه كتاب البدائع شرح التحفة في الفقه. وكان السمرقندي يخطئ ترده زوجته إلى الصواب، وكانت الفتوى تخرج وعليها خطها وخط أبيها، فلما تزوجت السمرقندي خرجت الفتوى وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها.
ومن النساء أُنْس زوج الحافظ ابن حجر سمعت الحديث وأجيزت وروت الحديث وكان زوجها يدعيها بالشيخة، كانت تروي الحديث قرأ عليها سبطها يوسف بن شاهين ولم تضبط لها هفوة ولا زلة.
وبلغ من عناية المرأة في علم رواية الحديث أن قال الإمام الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال: "وما علمت في النساء من اتهمت أو من تركوها." وهذه ميزة امتازت بها النساء عن الرجال في رواية الحديث. مع كثرة الراويات والمحدثات.
وفي غضون المائة الخامسة برزت شيخة الحديث في عصرها وراوية البخاري كريمة بنت أحمد المروزية. أخذ عنها الحديث الفطاحل من العلماء.

وأخيرا يا فتاة الإسلام:

يا درة حفظت بالأمس غالية
واليوم يبغتونها للهو واللعب

يا حرة قد أرادوا جعلها أمة
غريبة العقل غريبة النسب

هل يستوي من رسول الله قائده
دوما وآخر قائده أبو لهب

وأين من كانت الزهراء أسوتها
ممن تخطت خطا حمالة اللهب

فلا تبالي بما يلقون من شبه
وعندك الشرع إن تدعيه يستجب

سليه من أنا من أهلي من نسبي
للغرب أم أنا للإسلام والعُرب

لمن ولائي لمن حبي لمن عملي
لله أم لدعاة الإثم والكذب؟!

هما سبيلان يا أختاه ما لهما
من ثالث ٍ فاكسبي خيراً أو اكتسبي

سبيل ربك والقرآن منهجه
نور من الله لم يحجب ولم يشب

شغف ,طهر القلوب معجبون بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور