يسعى الباحثون عن العمل إلى الحصول على الوظيفة التي تليق بتطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية للوصول إلى الاستقرار العملي، وهو حق مكتسب، حيث إن الوظيفة تعتبر لدى الكثيرين هي مصدر الدخل الأول وقد تكون مصدر الدخل الأوحد لهم، وتختلف نظراتهم من ناحية مفهوم الوظيفة الأفضل، فمنهم من يركز على المميزات المالية، والبعض الآخر يعتبر بيئة وفريق العمل هما المحور الأهم في الوظيفة، بينما يجد الآخرون أن عمليات التدريب والتطوير المستمر هما الميزة في الوظيفة.
من جهته ذكر المدرب والمستشار للتنمية البشرية محمد باروم أننا نجد العديد من الموظفين يتنقل بين وظفية وأخرى دون النظر إلى ما قد يسببه هذا من نتائج سلبية، حيث يرى الكثير من خبراء التوظيف أن التنقل السريع بين الوظائف يعتبر إحدى السلبيات التي تعطي مؤشراً على عدم وجود الولاء الوظيفي للشخص، مما يجعل المنظمة غير قادرة على الاعتماد، أو الاستثمار في هذا النوع من الموظفين، مبيناً أن آخرين يرون أن التنقل بين الوظائف يزيد من قدرة الشخص على بناء علاقات جديدة، كما يساعد في زيادة قدرة الشخص على التكيف مع بيئات عمل مختلفة، وأن دخول الموظف إلى بيئة عمل جديدة يعطيه نوعا من الحافز للعطاء من جديد، مع الأخذ في عين الاعتبار أن التكيف مع بيئة العمل الجديدة وبناء علاقات جديدة يتطلب وقتا وجهدا من قبل الشخص.
وأضاف: حتى يمكننا الجمع بين الآراء المختلفة لخبراء التوظيف والتي ستساعد الشخص في الابتعاد عن الناحية السلبية من عملية التنقل، فيمكن القول إن عملية التنقل بين الوظائف لا بد أن ترتبط بالمسار الوظيفي للشخص، أو ما يعرف بـCareer Path، بمعنى أن الشخص إذا وجد نوعا من التوقف في تقدمه في المسار الوظيفي، فلا بد أن يبدأ البحث عن وظيفة أخرى، ونقصد بهذا التوقف على سبيل المثال توقف التطور المعرفي للموظف في وظيفته الحالية بالوصول إلى الروتين وعدم وجود أي جديد يمكن تعلمه، أو قد يكون التوقف ناتجا عن عدم وجود أي ترقيات، أو علاوات لسبب أو لآخر، ذاكراً أنه في هذه الأحوال يعتبر البحث عن وظيفة أخرى هو القرار الأفضل