الفعل ( وسوس )،فيه ثلاثة آراء -
الرأي الأوّل: قالوا: هو ثلاثيّ زيدَ عليه حرف.
واستدلّوا على ذلك بأمرين:
أ) أنّ الفعل الرباعيّ المجرّد لا يكون معتلاّ.
ب) أنّ أصله وسّ ( أي: وسس)، ثمّ إذا تكرّر ضُوعف، فقالوا: وسوس.
ونظيره ( زلّ ) و( كبّ )، إذا تكرّر الفعل صار: ( زلزل ) و( كبكب ).
من أجل ذلك نجد بعض العلماء يذكر الفعل (وسوس) تحت مادّة: ( وسس)، كابن منظور، والفيروز آبادي رحمهما الله.
الرأي الثّاني: قالوا: هو رباعيّ معتلّ.
كما في "وسائل التّعريف في مسائل التّصريف " للعينيّ رحمه الله.
وعلى هذا القول فلا إشكال، ويُستَثْنَى من قاعدة: ليس هناك فعل رباعيّ معتلّ. وما من قاعدةٍ وإلاّ لها استثناء.
الرأي الثّالث: قالوا: هو فعلٌ صحيح !
وذكروا: أنّ الفعل المعتلّ هو ما كانت حروف علّته يطرأ عليها الإبدال والقلب، والفعل ( وسوس ) وجدناه ثابتا لا يتغيّر.
وأولى الأقوال بالصّواب - إن شاء الله - هو القول الثّاني:
أنّه رباعيّ معتلّ، مستثْنًى من القاعدة.
وقد عزا بعضهم إلى ابن مالك رحمه الله في كتاب " إيجاز التعريف في فنّ التّصريف " أنّه قال: كلّ أحرف الفعل (وسوس) أصول.
فهو على قوله رباعيّ.
أمّا كونُه ثابتا لا يتغيّر بالقلب والإبدال وغير ذلك؛ فذلك لأنّه مضعّف، والمضعّف أثبت الأفعال .
هل الفعل وسوس صحيح أم معتل ؟
فأجاب] دضوة )
الصحيح والمعتل من أقسام الثلاثي، ولم يهتم العلماء العرب بتقسيم الرباعي من حيث الصحة والاعتلال، فهذا الفعل لن يخضع للإعلال الذي يخضع له الثلاثي.