ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق الأسرة والمجتمع ღ♥ღ ::.. > موده ورحمه✿ > عبق الأمومة والطفولــه ✿

عبق الأمومة والطفولــه ✿ يختص باحدث طرق التربيه ِِ ومايتعلق بالطفل من المشاكل وغ ـيرها وايجاد الـ ح ـلول المثلى لها ِِ وبتـ ع ـليم وثقافة الطفل﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 09-01-2021, 12:49 PM
غرآم الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1494
 اشراقتي » Dec 2019
 كنت هنا » 08-10-2023 (01:54 AM)
آبدآعاتي » 240,105[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم الهندسي
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي أسلوب التدرج في التلقين التربوي



أسلوب التدرج في التلقين التربوي

- قراءة تحليلية في وصايا لقمان لابنه في القرآن -


عبدالمنعم نعيمي


أصل هذا المقال ورقةُ بحث كنت أنوي المشاركة بها في المؤتمر العلمي الدولي: "الأسرة المسلمة في ظلِّ التغيُّرات المعاصرة"؛ الذي نظَّمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي، بالتعاون مع الجامعة الأردنية في عمان الأردنِّ، في الفترة 28 - 30 جمادى الأولى 1434هـ، الموافق 9 - 11 أبريل (نيسان) 2013م، غير أنه لم يُكتب لي ذلك، فأحببت أن أنشر طرَفًا منها؛ لتعمَّ بها الفائدة.

إنه مشهد من المشاهد الأسريَّة التي خلَّدها القرآن الكريم، وهو مشهد محاورة لقمانَ العبدِ الصالح الحكيم لابنه في السورة التي تسمَّت باسمه: "سورة لقمان"؛ هي سورة مكية، عدد آياتها أربع وثلاثون آية، منها سبع آيات (من الآية 13 إلى الآية 19) تضمَّنت ذلك المشهد الأسريَّ البليغ الذي جمع لقمانَ الحكيم مع ابنه.

وقد عُرفت مضامينُ هذا المشهد التربوي عند أكثرِ أهل العلم "بوصايا لقمان"، وإن كنتُ شخصيًّا أرى تسميتَها أيضًا: "مواعظَ لقمان" من غير ترجيحٍ مُلزم، فلا منافاة بين التسميتين؛ لأنَّ المواعظ هي مضامينُ للوصايا، ودليلي قولُ الله تبارك وتعالى في مطلع مواعظ ووصايا لقمان الحكيم عليه السلام: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ ﴾ [لقمان: 13]، والشاهد في الآية المذكورة قولُه تعالى: ﴿ وَهُوَ يَعِظُهُ ﴾؛ أيْ: ينصحه ويُوصيه.

إذًا هي مواعظُ من جهةِ ورود ما يُشير إليها في النص الصريح للقرآن الكريم، وهو الفعل: "يعظُ" في قوله تعالى المتقدِّم: ﴿ وَهُوَ يَعِظُهُ ﴾، أما من حيث المضامين الرِّسالية لهذه المواعظ، فهي وصايا أيضًا، بل إن لفظة "الوصية" لا تخلو من مدلولٍ عميق؛ من حيث إنها تتضمَّن طابعًا تنفيذيًّا ملزمًا لمتلقِّي الوصية والمُخاطَب بها (المُوصَى)، وكأن الوصايا واجبةُ التنفيذ في حق مُتلقِّيها؛ إنْ في حال حياة صاحب الوصية، أو في حال وفاته.

أمَّا عن صاحب هذه المواعظ والوصايا، فهو لقمانُ العبد الصالح الموصوفُ بالحكيم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾ [لقمان: 12].

وعن معنى الحكمة قيل: هي: "الفقهُ في الإسلام، قال قتادةُ: ولم يكن نبيًّا، ولم يُوح إليه"[1]، وقيل في معناها: "الفَهم والعلم والتعبير"[2]، وقال مجاهدٌ وغيره: "الحكمة: الصواب"[3]، وفي قولٍ آخَر عنه: "القرآن"[4]، وفي قولٍ آخر عنه أيضًا: "الأمانة"[5].

ولقمانُ لم يكن نبيًّا يُوحى إليه، بل كان عبدًا صالحًا من غير نبوَّة أو رسالة في أصحِّ قولَي أكثر العلماء، آتاه الله تعالى الحكمة المتقدِّمَ معناها، كما نقل ذلك ابنُ كثير في "تفسيره"[6]، وانظر الخلافَ عند ابنِ جرير[7].

وقد ذكروا له أوصافًا خِلْقيَّة وأخرى خُلُقِيَّةً تُراجَع في مظانِّها[8].

ومع أن مشهدَ المحاوَرة الأسرية بين الوالد لقمان الحكيم وابنه لا يَبدو من ظاهره أن الابن كان محاورًا لأبيه، بقدرِ ما يبدو متأدِّبًا مُربًّى يُحسِن الاستماع والإنصات، فهو بحق كان مُصغيًا ومُستمعًا جيدًا، وفي المقابل كان فيه الوالد متكلِّمًا محنَّكًا، يُحسن الكلام وتخيُّر مضامينه ومواضعه، وأسلوبُه في توجيه الكلام لابنه ينمُّ عن درايةٍ بأصول التربية وأسلوبها الأمثل، إلا أنه في كلِّ الأحوال هو مشهد يشير إلى عدَّة نقاط، من أهمها:
1- أن الأسرة هي المرتَع الخصب والطبيعي، والميدان الأساسي الذي يحتضن الأبناء، ويرعاهم رعايتهم الأولى؛ ما يعني أن الأسرة هي أول موقفٍ تربوي يتلقَّى فيه الأبناءُ المفاتيح الأولى للتربية السليمة، وهذا يحسم جدليَّة التربية التي يثيرها البعض حول من يتحمَّل المسؤولية التربوية وتبِعاتها: الأسرة أم المدرسة أم المجتمع؟ من حيث إن دور الأسرة في التلقين التربويِّ هو الأساس والأصل، أما ما عداه من أدوار تربوية أخرى - دور المدرسة، ودور المجتمع - وإن تعيَّنَت واجبًا ملزمًا، إلا أنَّ دورها يبقى دورًا تكميليًّا.

2- أن الأب - وهو يُشير إلى الأم كذلك - مهندسُ العمليَّة التربوية، والمخطِّط لها، والمتابع الفعليُّ لتنفيذها، والمشرف على تحقيق غاياتها ومقاصدها، وهذا كله يجعل من الوالدينِ ملزَمين برعاية أبنائهما حقَّ الرعاية، مع التزام الأسلوب الأمثل للتربية.

3- أن التربية الإيمانية تأتي في المقام الأول عند بَدء العملية التربوية؛ فإصلاح العقيدة وتجريد التوحيد وتخليصه من نواقض الإيمان: مطلبٌ رئيسي يتعيَّن على المُربِّي مراعاته؛ فتعريف الابن بربِّه تبارك وتعالى وبدينه ونبيِّه، وما يتعيَّن عليه معرفته من أصول الإيمان هو الفِطرة الأولى التي يلزم الأبوين رعايتُها والمحافظة عليها؛ فالولدُ يُولد على هذه الفطرة النقيَّة، فأبواه يُوجِّهانه بعد ذلك وفقَ مقتضيات ومتطلَّبات هذه الفطرة، أو يُوجهانه وفق ما يتعارض مع هذه الفطرة ويُغيِّرها تغييرًا سلبيًّا متعسفًا لا يُرجى معه صلاحٌ في الدنيا، أو فلاح في الآخرة.

وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ يقول: ((مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ؛ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ؛ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟!))، ثمَّ يقول أبو هريرة رضي الله عنه: واقْرؤُوا إن شئتم: ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 30][9].

4- أنَّ مواعظ لقمان ووصاياه تُؤصِّل للقيمة التربويَّة لحوار الآباء مع الأبناء، وقد أثبتَت الأبحاث والدراسات الحديثة أهمية الحوار كأسلوبٍ للتواصل مع الأبناء، وتلقينهم القيمَ التربويَّة عبر مختلِف مراحلهم العمريَّة، من المهمِّ تخصيصُ وقتٍ للأبناء؛ لمحاورتهم ومحادثتهم ومخاطبتهم بما يتناسب وأعمارهم، وقدراتهم على الفهم والاستيعاب والتجاوب.

5- دائمًا في سياق النقطة السابقة: إنَّ مَشاهد الحوار الذي أخذ فيه لقمانُ الحكيم عليه السلام زمامَه، وأشرف على إدارته؛ يُشير إلى أهميَّة الحوار في تنمية حسِّ التواصل لدى الأبناء؛ فالحوار وسيلة من وسائل الاتصال مع الأبناء، ووسيلة مُفيدة لترسيخ هذا الاتصال في شخصيتهم، ولا شك أن العملية التربوية في حاجةٍ إلى هذه الوسيلة الاتصالية لضمان نجاحها، ولقمان قد أوتي الحكمة وأُطْلِعَ على فنون التربية ووسائلها، وهذا شرط مهمٌّ تَحقُّقُه في المشرف على العملية التربوية، من المهم أن يستجمع أوصاف المُربِّي، وأن يُلمَّ بوسائل الاتصال التربوي، وفي مقدمتها الحوار.

وفي هذا الإطار يقول الدكتور سعد رياض: "تحتاج العملية التربوية إلى وسائل عدَّة للاتصال؛ فلا تربية ولا تعليم من غير اتِّصال، ولا اتصال فعَّال من غير حوار، ولا يكون الحوار ناجحًا إلا إذا كان قائمًا على علم تربوي، وفهمٍ لطبيعة من يُحاوَر، وما هي قدراته؟ ولذلك يحتاج الحوار الناجح إلى مَزيج من الخبرة والعلم والمعرفة..."[10].

6- أن الخطاب في مواعظ لقمان الحكيم ليس موجَّهًا إلى ابنه بعينه، وإن كان ظاهرُ النص يُوحي بذلك؛ إلا أن العبرةَ بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب؛ فمواعظ لقمان تَرسُم معالم وملامحَ مدارجِ التلقين التربوي للمُربِّين؛ هو أسلوبُ التدرج في التلقين التربويِّ الذي يحتاجه كلُّ قائم على أيَّة عملية تربوية في أيِّ مكان أو زمان، قال ابن كثير: "هذه وصايا نافعةٌ قد حكاها الله سبحانه عن لقمان الحكيم؛ ليمتثلها الناس ويقتدوا بها..."[11].

إذًا، إن الوصايا التربوية للقمان الحكيم تُساعد في تأصيل أسلوب التدرج التربوي؛ وهو أسلوب قرآني يتدرَّج بالمربي في مدارج المربِّين وفقًا لأسلوب تربويٍّ بديع؛ يتخيَّر فيه المربي المواضيعَ المناسبة، وينتقل من خلاله أُفقيًّا من موضوع إلى موضوع آخر من أول العمليَّة التربوية إلى حين الانتهاء منها.

ومن خلال هذا المقال أودُّ تسليط الضوء على أهم المضامين التربوية للوصايا التي ألقاها لقمانُ المُرَبِّي على مسمع ومرأًى من ابنه المُرَبَّى، مستعرضًا أسلوب التدرج في التلقين التربوي، من خلال تلك المضامين التربوية.




يتبع




 توقيع : غرآم الروح




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
الصحابي الجليل - أبو مسعود البدري رضي الله عنه وأرضاه حكآية روح عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 20 22-04-2024 11:58 PM
أضواء على بعض ملامح الفكر التربوي لشخصية سيدنا ونبينا محمد ( صلى الله عليه وسلّم ) فريال سليمي عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 17 20-04-2024 02:39 PM
بحث حول خصائص واهمية النقل البحري رهينة الماضي عبق التربية والتعليم ✿ 24 23-09-2023 11:54 AM
الفرق بين التشخيص الطبي والتشخيص التربوي للإعاقة ~ امير بكلمتى عبق ذوي الإحتياجات الخاصة✿ 36 24-05-2023 10:16 PM
تعريفات مهمة تتعلق بسور القران الكريم رفيفَ اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 32 27-02-2023 01:30 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.