الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الاعجاز البياني في القرآن الكريم
القرآن الكريم هو المعجزة التي هزّت القلوب، وأذهلت العقول، فقد تميّز بنظمه وأسلوبه عن كلّ ما اعتاده العرب من الشعر والنثر، إلّا أنّه في نفس الوقت اشتمل على خصائصهما، ومن أمثلة هذه الخصائص؛ اتّصاف الأسلوب القرآنيّ بنظمٍ بديع اشتمل على فنٍّ تعبيريّ مغايرٍ للشعر والنثر، يقول تعالى: (حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)،
فعندما سمع عتبة بن ربيعة هذه الآيات بهذا النسق البديع، ما كان منه إلّا أن أصيب بالذهول، واحتار في وصفه، فلا هو من الشعر فينسبه إليه، ولا من السحر، ولكنّه الحقّ المبين، والوحي الصادق من الله تعالى إلى نبيّه الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وللقرآن الكريم نسقٌ واحدٌ من الدقّة والجمال لا يتغيّر عند الانتقال من موضوعٍ إلى آخر، كما أنّ معاني القرآن تُخاطب الناس جميعاً على اختلاف أزمانهم ومداركهم، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا)؛ فالعامّي الذي لا علم له سيعلم أنّ هذه الآيات تتحدّث عن وصف الشمس والقمر، وأنّ كلاهما مصادرٌ لإضاءة الأرض، أمّا العالم باللغة العربية، فسيدرك عند تأويل هذه الآية أنّ الشمس تجمع بين الضوء والحرارة؛ لذلك سمّيت سراجاً، والقمر نورٌ من غير حرارةٍ فهو ضوءٌ، أمّا عالم الفلك، فسيدرك أنّ إضاءة الشمس ذاتيّةٌ وإضاءة القمر ناتجةٌ من انعكاس الشمس،[٤] كما أنّ الأعراب وأهل اللغة تنبّهوا إلى ما في القرآن الكريم من الفصاحة والبلاغة، فكانوا إذا سمعوا آيات الله تعالى بادروا إلى السجود، ويحكى أنّ رجلاً من الأعراب عندما سمع قول الله تعالى: (فَلَمَّا استَيأَسوا مِنهُ خَلَصوا نَجِيًّا)، قال: "أَشْهَدُ أَنَّ مَخْلُوقًا لَا يَقْدِرُ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ"، ومن الأمثلة على الإعجاز البيانيّ قوله تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، ويتمثّل الإعجاز البيانيّ في هذه الآية باشتمالها على النداء في قولها أيها، والتنبيه، والأمر، والنهي، والتخصيص، والعموم، والإعذار، من غير ركاكةٍ في ألفاظ القرآن الكريم ولا تنافر، فلا يشعر القارئ للآيات بالعُسر، ولا يشعر السامع بالثقل،[٧] وفي قصة يوسف -عليه السّلام- قال تعالى: (فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ)، ولم يَقل افترسه؛ لأنّه لو قيل افترسه لطالَب يعقوب -عليه السّلام- أبناءه بما تبقى من جسد يوسف، أمّا الأكل فيفهم منه عدم بقاء شيءٍ من أثره، وفي قصة موسى -عليه السّلام- مع المرأتين، قال تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)، فوصف القرآن الكريم حال المرأة بأنّها تمشي ولم يقل تسعى؛ فالسعي يستلزم العجلة التي توقظ الغرائز، أمّا المشي فهو الوصف الدقيق لحال المرأة المسلمة، وما عليها التزامه من الوقار في مشيتها
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 01:49 PM
|