الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المـرأة المسلمة في العصور اللاحقة
المـرأة المسلمة في العصور اللاحقة بـرز دور المرأة المسلمة أكثر وضوحاً في مشاركتها الـرجل في الحياة العـامّة، وذلك في العصـور الأولـى مبـاشرةً بعد وفــاته ﷺ، وفي العهدالأمـوي واستمر في ازدهاره ثم بدأ المجتمع الإســـــــلامي بعد القـرن الخــامس الهجري يــدخل تدريجياً مــرحلة التقهقر، ولكن بدرجات متفاوتة، وفي مناطق مختلفة، ولم يمنع ذلك التقهقر ظهور شخصيات نسائية بارزة أضاءت ظلام الجهل والتخلّف الذي بـدأ يسود بعض أنحاء الوطن الإسلامي. ففي الجهاد مثلاً، ذكرنا فيما سبق أمثلة لجهاد بعض الصـحـابيات بعد وفاته ﷺ، واستمر ذلك وبشكل أكبر حجماً وأبلغ أثراً، ففي بعض المعارك الكبرى كاليرموك والقادسية وصل عدد النسوة المجـاهدات بضعة آلاف امـرأة، وكان لهن ولا شك أبلغ الأثر في تحقيق النصر. فهذه أسماء بنت أبي بكر، بصحبة زوجها الـــزبير بن العوام، في معـــركة اليرموك، بقيادة خالد بن الوليد، تحارب على فرسها وبسيفها تصول وتجول، إلى جانب أنها كانت تخطب في الرجال تحثهم على القتال. وخولة بنت الأزور، التي شاركت في معركة اليرموك وفتح مصر، ولقد قاتلت الروم وهي ملثّمة لا يظهر منها إلاّ حدق عينها، وكان خالد ابن الوليد يعجب من ذلك الفارس الذي يضرب دات اليمين وذات الشمال، ويخـتـرق صفـوف الـروم، ويختفي ثم يعود مـرةً أخـرى إلـى صفـوف المسلمين، ولما أزاح الفارس لثـامه، دهش الجميع أنها امـرأة وأعجبوا بشـجـاعـتها. وهذه أم حكيم في المعركة نفسها مع زوجها عكرمة بن أبي جهل، وكان على قيادة أحد فيالق المسلمين، فأصابه سهم قاتل، وأراد الرومان مبــــــــاغتة المسلمين وعبور القنطرة التي تفصل بين الجـيشـين، انتهازاً منهم لوفاة القائد، فاندفعت أم حكيم وأخذت سلاح زوجها القتيل ومعها فريق من نساء الصحابة، فقاتلن الـرومان على القنطرة، وردوهم على أعقابهم، وكرمها خالد بن الوليد فأطلق اسمهاعلى القنطرة التي لا تزال تحمل اسمها حتى اليوم في فلسطين المحتلة. وكانت النسـوة يمارسـن أدواراً أخرى في المعارك، فـفـي معركة اليرموك مثلاً وضع خـالد ابن الـوليد النسـوة على ربوة خلف الجيش، وأمـرهنّ يمنع المتراجعين بِحثِّهم على العودة للقتال، فكنّ يضربـن من يتراجع بالحصى والتراب، ويخطبن فيهم: إين تنهزمون يا أهل الإسلام عن الأمهـات والأخوات والبنـين والبنات؟ أتـريدون أن تسلمــونا إلـى أعلاج الـروم؟». وهـذه هـنـد بنت عتبة، تصـرخ في زوجها أبـي سفـيان وهو يتراجع بفـرسه تحت ضغظ جنود الرومان» إلـى أين يا أبا صخر ارجع الى القتال وابذل مهجتك حتى تمحص ما سلف من تحـريضك على رسول اللّـه ﷺ»، ويــــــــذكر المؤرخّـون أن النساء من شِـدّتهن على المتراجعين جرحن خمسة منهم، وقتلن واحداً، وذلك بأعمدة الخيام. ويروي الـواقدي على لسان أحد المجاهـدين في معركة اليرموك «كانت النساء أشدّ علينا غلظة من جنود الروم». ولا أظن أن التاريخ البشري قد سجّل معركة كبيرة خاضها جيش من النساء ضد جيش كله من الرجال إلاّ في معركة الـرملة بفلسطين، التي خاضتها نساء المسلمين ضد جيش الرومان وانتصرن عليهم، فقد عـلم قـائـد جيش الرومان في مصر أن جيش عمرو بن العاص قد تـرك تـموينه والـكثير من عدة الحرب في الـرملة، وأن الذي يحرسها فريق من النساء، فـركب الأسطول ونزل على الشاطئ وحاصر النساء في الليل، وهـو يعتقد أنه على وشك تحقيق غنيمة سهلة، ولكنه فوجئ بالنساء يـتبادرن إلى سـلاحهن ويصـرخن كالنمور، وكـانت معـركة سجالاً بينالجيشـين، انتهت بهزيمة جيش الرومان الذي تراجع مهزوماً تاركاً وراءه بعض الأسرى والجرحى. وقد جُـرِحت خولة بنت الأزور في تلك المعركة، وسقطت أسيرةً في أيدي الرومان حتى استنفذها عمرو بن العاص. ولم يكن دور المرأة المسلمة مقصوراً على الجهاد، وهو ولا شك أهم نشاط في المجتمع يظهر بجلاء قدر المـرأة في أمـر يظن البعض أنه من اختصاص الـــرجل وحده، لقد برزت المرأة المسلمة في مجالات أخـرى تظهر أهميّتها وعظيم قدرها، والأمثلة على ذلك لا عدّ لها ولا حصر، ولكني أورد نماذج منها أبدأها بأن المصحف حين جمع في عهد أبي بكرّ رضي الله عنه وضع عند أم المؤمنين حفصة، وبقيت نسخته الوحيدة عندها أثناء خـلافة أبي بكر وعمر. والقرآن هو أقـدس مقدّسـاتنا وأهم ما يبنـى عليه وجود الإسلام وتنبثق منه شريعته. وقـد مارست المـرأة السياسة بكافة أنواع الممارسات، فقد قادت أم المؤمنين عائشة جيشاً، لتعبّر عن رأيها السياسي في اغتيال الخليفة عثمان بن عفان. وكان كثير من انساء يمارسن نشاطاً سياسياً خطابياً ضد معاوية، ونصرة لـلإمام علي ابن أبي طالب. وكتب التاريخ مليئة بقصصهن في جــدلهن مع معاوية عنــدما استقر له الأمـر وآلت إليه الخلافة، منهن سودة بنت عمارة بن الأشتر، وبكارة الهلالية، والـزرقاء بنت عـدي بن غـالب بن قيس الهمذانية، وعكــرشة بنت الأطـرش بن رواحة، ودارمية الحجـــونية، وأروى بنت الحارث بن عبد المطلب. ولا داعي في هذا المجال لــذكر ما دار بينهن فرادى وبين معاوية بن أبي سفيان، من نقاش يظهر فصاحتهن وبلاغتهن، كما يعبّر بوضوح عن قوة الشخصية من جهة والبراعة اسياسية من جهة أخرى. وهـذه هند بنت زيد الأنصارية، التي فتحت دارها في العراق ليكون نادياً سياسياً لاجتماعات معارضي معاوية حيث يأتي الرجال للتشاور، وكـانت امـرأة بليغة قـويّة الحجّة والبيان، أتى ابن جـرير على ذكــرها ووصف نشاطها وبلاغتها. وتأتي في مقدمة النساء المسلمات ممن قمن بنشاط سياسي مؤثّر وقوي أم كلثوم بنت علي بن أبي طـالب رضي الله عنه، التي صـاحبت علي بن الحسين بن علي إلى الكوفة سنة 61هـ، وكانت خطبها السياسية قوية المفعول والأثر في نفوس سامعيها، حتى وصفها الإمام حذيم الأسدي قـــائلاً: «لم أر خفرةً واللّـه أنطق منها ... كـــأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين علي. وأومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس... وتكلمت فانهالت دموعهم على لحاهم». أما في حقل العلم والأدب، فكـانت المـرأة المسلمة ذات باع طــويل، فهناك سكينة بنت الحسين، الأدبية النـاقدة، تتذوق الشعر وتفتح دارها للشعراء والأدباء، وتجالس الأجلاء من قريش في المدينة المنورة، وذلك إلى جانب ولعها بالمـوسيقى. وهناك من الشـاعرات المسلمات الكثير ممن ورد ذكــــرهن في كتب الأدب، منهن ولادة بنت المستكفـي، وعليَّة بنت المهدي، وحمرة بنت زيادة، وعائشة الباعونية، والخنساء. ومن الشهيرات، عائشة بنت طلحة بن عبيد اللّـه، وكانت أديبة فصيحة اللسان عالمة بأخبار العرب، تستقبل الرجال ولا تحتجب عنهم، وعندما قال لها أنس بن مالك أن القوم يريدون أن يدخلوا عليك قالت: «أفلا قلت لي فألبس أحسن ثيابي». أما في علوم الدين ورواية الحديث فقد أشتهر من النساء الكثير. ويقول الحـافظ الـذهبي في كتـابه ميزان الاعتدال، أنه لا يعلم امـرأة اتهمت في روايتها للحديث، ولا من تركها المحدثون.ونبدأ بميمـونة بنت سعد، مولاة رسول اللّـه ﷺ، التي قال عنها ابن الأثير أن الإمام علي بن أبي طالب تلقى الحديث عنها، وذكر الـذهبي أن أبا بكر الخطيب البغدادي قرأ البـخاري بمكة على كــريمة المروزية، التي كــانت من المحـدثات، وأن الحـافظ بن عساكر كان يقرأ الحديثث عن بضع وثمانين امرأة من راوياته، ومحمد ابن أبي شامة المؤرّخ، قرأ البخاري على أم الفضل كريمة بنت عبد الوهاب. وفاطمة بنت عباس، كانت عالمة فقيهة زاهدة واعظة لها أثرها العظيم في نساء مصر ودمشق.وأخت المزني كانت تحضر مجلس الشافعي، وقد نقل عنها الـرافعي في الزكاة. ونفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان الشافعي يصلي بها في رمضان، وقد صلّت هي على جنازته حين مات، بعد أن طلبت إدخال الجنازة في بيتها. وفــــــاطمة بنت عبد الـرحمن الحـرانية الصـوفية، سمعت عن أبيها الحديث، وروى عنها ابن أخيها. وكـــانت السيدة شُهدَة، التي لقبت بفخر النساء في القـرن الخـامـس الهجـري، تلقـي في مسجد بغداد دروساً في الأدب، كما كانت تدرس التاريخ الإســــلامي، وكان يحضر دروسها كثير من العلماء الأفاضل. والسيدة عائشة بنت أحمد بن قادم الأندلسية، التي لم يكن في زمنها من يمــاثلها علماً وفضلاً، كما كـانت تجيد كتـــابة المصــاحف. وست الملوك فــاطمة بنت علي بن الحسين بن حـمـزة الفقهية الحنبلية، التي أجـازت بعض علماء عصــرها في قراءة سنن الـدارمي. وقد خصّص المؤرخ المكي الفاسي، في كتابه (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين) فصلاً عن النساء الـلاتي درس عليهن، وترجم لهن، وحوى أكثر من مائتين وخمسين ترجمة لأولئك العالمات والشيخات الفاضلات من نساء مكة ممن وفدن إليها وأقمن بها. وتاريخ الإسلام ملـيء بـالمسلمات الــلاتي تبوّأن الحكم أو مـارسن العمل الإداري، منهن السيدة لبنى التي عيّنها الخليفة الحكم بن عبد الرحمن الناصر على رئاسة ديوانه، وكانت تتولّى كتابة رسائله إلى الولاة والمسؤولـين، إلى جــانب كتمان أسراره وإدارة أعمـــاله، وقد اشتهرت بالبلاغة والشعر والعلوم والفنون. والملكة أروى بنت أحمد، زوج الملك الأكـرم، التي امتد حكمها في اليمن نحواً من أربعين سنة في أواخر القرن الخـامس الهجري،وقد أُلّفت عنها الكتب وأعدّت رسائل جـامعية تبحث في إنجـازاتها العلمية والإدارية والسيـــاسية، والسيدة ضيفـة خـاتون، التي تــولّت الحكم في حلب سنة 634 هـ بعد وفاة أبيها الملك العزيز، وهي ابنة أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي، وظلّت في الحكم ست سنين. وفــاطمة بنت الحسن بن محمد علي ملكة صنعاء في اليمن، والتي استولت على صعدة ونجران. وصفوة الدين باديشاه بنت قطب الدين، سادس ملوك الدولة التطـفـلية، ملكة كـرمان.وهناك ملكتان في الهند تولتا الحكم أثناء الحكم الإسلامي، هما سكندر بيكم وشاه جيهان،وذلك إلى جانب الإمبراطورة نور جهان، التي حكمت شمال الهند سنة 1620 ميلادية، وكان اسمها منقــــوشاً على النقود الهندية، واشتهرت بحـزمها ورجاحة عقلها وحسن إدارتها لشؤون دولتها السياسية والعسكرية. وفي إندونيسيا تولّت الحكم عدة نسوة بين عام 1641م وعام 1688م، منهن صفية الـــدين تاج العــالـم، ونقية شاه، وعنايت شاه، وكمالت شاه. والكتابة عن دور المرأة في العصور الـلاحقة للعصر النبوي تستغرق حيزاً ضخماً لو أردنا أن نوفي المـــوضوع حقّه، وما سبق أن أوردنا من أمثلة تعطي القارئ صورة حقيقية تصدّ هجمة المتزمّتين الذين يريدون أن تبقى المرأة حبيسة دارها، محرومة من أداء دورها الذي أراده اللّـه لها.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 10:36 AM
|