📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚
(إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه).
#الراوي :*عبد الله بن عباس
#المحدث :*الألباني*
#المصدر :*صحيح الترغيب
📖 #شــرح_الـحـديـث 🖌
*
الدِّينُ يُسرٌ لا عُسرٌ ، وقدْ أقَرَّ اللهُ سُبحانه وتعالى أحكامًا مُؤكَّدةً ، وأحَبَّ مِن عِبادِه أنْ يَفعلُوها ، كما أنَّه سُبحانه خفَّفَ عنهم ، ورفَعَ الحرَجَ في أوقاتِ الضِّيقِ والضَّرورةِ ، واللهُ سُبحانَه يُـحِبُّ مِن عِبادِه المؤمنينَ أنْ يأْخُذوا بِتَخفيفِه ورُخَصِه ، وهذا الحديثُ يُوضِّحُ ذلك ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :
● "إنَّ اللهَ يُـحِبُّ أنْ تُؤتى رُخَصُه" ، والرُّخَصُ هي التَّخفيفاتُ في الأحكامِ والعِباداتِ ، والتسهيلُ فيها على الـمُكَلَّفِ لِعُذْرٍ ، ومَحبَّةُ اللهِ لها ؛ لِمَا فِيها مِن دَفْعِ التكبُّرِ والترفُّعِ عنِ استباحةِ ما أباحَهُ الشرعُ ؛ فإنَّ مَن استكْبَرَ وأنِفَ ممَّا أباحَهُ الشرعُ وترفَّعَ عنه ، فسَدَ دِينُه.
● "كما يُحِبُّ أنْ تُؤتَى عَزائمُه" والعزائمُ هي الأُمورُ واجبةُ الفِعلِ ؛ لأنَّ أمْرَ اللهِ فِي الرُّخَصِ والعزائمِ واحدٌ ، وهذا للتَّحذيرِ مِن التنطُّعِ في الدِّينِ ، والأخذِ بالتَّشديدِ في جميعِ الأُمورِ ؛ فإنَّ دِينَ اللهِ يُسرٌ.
👈 وفي هذا تَطييبٌ لِقُلوبِ الضُّعفاءِ الذين يأْخُذون بِالرُّخَصِ لِعِلَّةٍ عِندَهم ؛ حتى لا يَنتهيَ بهم ضَعفُهم إلى اليأْسِ والقُنوطِ مِن القُدرةِ على فِعْلِ العزائمِ ، فيَتْرُكوا الـميسورَ مِن الخيرِ عليهم ؛ لِعَجْزِهم عن الوصولِ لِـمُنتهى دَرجاتِ العزائمِ ، وهذا الحديثُ يُوافِقُ قولَه تعالى : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] ، وهذا في عامَّةِ أُمورِ الدِّينِ.