2- هل نحن مستعدون للتركيز على الآخرين ؟
كل البشر لديهم رغبة في الارتباط بغيرهم من الناس، والحاجة إلى الارتباط تكون مدفوعة أحيانًا بالرغبة في الحب، وقد تكون نابعة من مشاعر الوحدة، أو الحاجة إلى القبول والانتماء، وعندما تكفُّ عن الاهتمام الشديد بنفسك، وتبدأ في النظر إلى الآخرين، فإنك تبني جسرًا إليهم، وهناك عدة أسس للتركيز على الآخرين منها، مبدأ الصورة الكبيرة، فعندما يتعلَّق الأمر بالفوز مع الناس، يبدأ كل شيء بالقدرة على التفكير في أناس غير أنفسنا، وليس الجميع يدركون الصورة الكبيرة ويتخلَّون عن أنانيتهم، ولذا فإن الأشخاص الذين يظلون متمركزين حول أنفسهم، سيعانون دائمًا في الانسجام مع الآخرين، وهم بحاجة إلى الخروج من عالمهم، والنظر إلى الآخرين.
وهناك مبدأ التبادل، فبدلًا من وضع الآخرين في مكانك، ينبغي أن تضع نفسك في مكانهم، وتحاول رؤية الأمور من وجهة نظرهم، ويتعلَّق الفشل في العلاقات بعجزنا عن رؤية الأمور من منظور شخص آخر، فكم من مرة وجدت نفسك في خلاف مع شخص آخر لأنك ترى الأمور بطريقة، وهو يراها بطريقة أخرى، ولذا حاول دائمًا وضع نفسك مكان الآخرين، وسؤالهم ما الذي كانوا سيفعلُونه لو كانوا في نفس موقفك، وهناك مبدأ التعلم، فكل شخص نقابله يمكنه أن يعلمنا شيئًا، فنحن يمكننا أن نتعلَّم في أماكن غير محتملة، ومن أشخاص غير محتملين، ولذا حاول دائمًا الابتعاد عن الغطرسة، والتقليل من قيمة الآخرين.
وهناك مبدأ الكاريزما، فالناس يهتمون بالشخص الذي يُبدي اهتمامًا بهم، ولجعل الناس تحبك حاول أن يكون اهتمامك بهم صادقًا، وابتسم في وجوههم، واعمل على تذكُّر أسمائهم، وعامل الناس بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها، كما أن الإيمان بأفضل ما في الناس، عادةً ما يستخرج أفضل ما لديهم، وكل واحد منا يجب أن يكون واقعيًّا عند النظر إلى الآخرين، فليس هناك أحد كامل، وهناك مبدأ المواجهة، ويقول إن الاهتمام بالناس ينبغي أن يسبق مواجهتهم، وفي بعض العلاقات يكون الصراع لا مفر منه، وعلى الرغم من أن المواجهة ستكون صعبة، فإن لو أظهرت اهتمامك بصدق، وقابلت الشخص وجهًا لوجه، ووضعت حدًّا للمشكلة، حينها ستتحوَّل المواجهة إلى محبة.