الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ يختص بالدفاع عن حبيبنا رسول الله وسيرته العطرةوالخلفاء الراشدين وكذلك الصحابيات رضوان الله عليهم وارضاه ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
من عجائب الشافعي :
من عجائب الشافعي :
يقول الفضل بن زياد(ما أحد مس محبرةً ولا قلماً, إلا وللشافعي في عنقه منةَ)) قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [ سورة إبراهيم الآية: 24] أذكر أنني حضَّرتُ مرةً خطبة من تفسير من التفاسير القيمة، وموضوع الخطب تفسير آية، فيه شرط لطيف جداً، وألقيت الخطبة، وشعرت أنها كانت ناجحة جداً، وتركت أثراً طيباً جداً، واللهِ بقيت أسبوعًا أترحم على هذا المفسر، الذي كان هو السبب في نجاح هذه الخطبة، قلت: هذا الرجل مات منذ ألف سنة, ولكن العلم مستقر في كتابه, وانتفع الناس منه من بعده، قد لا تعلم: مبلغ الآثار الطيبة التي ينشرها الله على يديك, إذا أخلصت له . اليوم كنا في زيارة أخ، قال: كنت طالباً في التعليم الإعدادي عند مدرس لغة عربية، يُمضي عشر دقائق في كل درس عن آداب المسلم في بيته، كيف يستيقظ؟ كيف يؤدي صلواته ، كيف يتناول الطعام؟ فهو يذكر هذا المعلم، ويترحم عليه، فإذا تركت أثرًا بين الناس, فأنت أسعد الناس . صدقوني أيها الأخوة, أن تعريف الغنى الحقيقي: هو غنى العمل الصالح، والفقر: هو فقر العمل الصالح، والغنى والفقر بعد العرض على الله . مقولة قالها أحد اللغويين : أما في اللغة، فقال أحد اللغويين(جالسنا الشافعي فما سمعت منه لحنًا قط)) لحَن أحد الأعراب أمام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام(أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل)) وقالوا(جمال الرجل فصاحته)) وقال سيدنا عمر(تعلموا العربية فإنها من الدين)) هذه لغة القرآن، فكلما أتقنتها, أتقنت جزءًا من دينك، لأنك إذا قرأت القرآن, وكنت متقناً لهذه اللغة، فإتقانك هذا, يعينك على فهم القرآن الكريم بشكل أدق، وبشكل أوسع . وقال بعضهم(ما رأيت أحداً أفوه ولا أنطق من الشافعي)) الحقيقة: أنّ ميزةَ اللغة, أنها وعاء الحق، فإذا كان الوعاء نظيفًا وجميلاً, فقد قدَّمتَ الحق للناس بشكل مرغوب فيه، أما إذا أنت ذكرت الحق بلغة عامية غير متماسكة, شوهت الحق، أحضرْ أفخر شراب، وضعه في إناء غير نظيف، فيه صدأ، لا يرغب أحدٌ في شربه، أما إذا كانت الكأس صافيةً، نظيفةً، متألقةً، لها لمعة، فهذا مما يعين على استساغة الشراب، وأنت كمؤمن, من المفروض عليك, أن تقدم الحق بقالب أدبي لغوي، وهذا يعين على إيصال الحق للآخرين، فاللغة أداة، وليست هدفاً، أما عند أهل الأدب فهي هدف، لكنها عند أهل الدين أداة، والفرق بينهما كبير، يمكن لشاعر أنْ يؤلف ديوانين من الشعر في الغزل، والهجاء, والمديح، ويضيع حياته سدى!؟ قال تعالى:﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [ سورة الشعراء الآية: 224-227] يمكن أن تستخدم اللغة أداة ووعاء، أما أن تجعلها هدفاً, فهذا خطر كبير، وقال بعضهم(ما رأيت أحداً أفوه ولا أنطق من الشافعي)) في المنطق والحجة، لأن الله عز وجل قال:﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ [ سورة الأنعام الآية: 83] من المستحيل أنْ يكون المؤمن صادقًا، وليس معه حجة، مؤمن صادق لا يمكن أن يدافع عن وجهة نظره، هذا مستحيل، مؤمن صادق ما معه حجة على أحقية دينه, مستحيل الشافعي حجة في أهل عصره : قال أحدهم(ما رأيت الشافعي، يناظر أحداً إلا رحمه، ولو رأيت الشافعي يناظرك, لظننت أنه سبع يأكلك، وهو الذي علم الناس الحِجاج)) قد يقابلك إنسان, تحترمه لورعه، أما إذا تكلم, لم تسمع له حجة، وكانت أفكاره ضعيفة جداً، ويأتي إنسان منحرف، لا يعتقد بالدين, فيصغّره ويهزمه، أنت لا تحترم رجلاً أخلاقه عالية، لكنه جاهل، هذا لا تحترمه، فلا يكون في نظرك كبيراً، أخلاقي ورع، لكنه في المناقشة لا يصمد، يأتي إنسان منحرف العقيدة, يصغره ويحطمه، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً، ولو اتخذه لعلَّمه، فالحجة من لوازم المؤمن، لأن فضل العالم على العابد, كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ, كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ, ثُمَّ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾إِنَّ اللَّهَ, وَمَلائِكَتَهُ, وَأَهْلَ سَمَوَاتِه,ِ وَأَرَضِيه,ِ وَالنُّونَ فِي الْبَحْر,ِ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْخَيْرَ)) [ أخرجه الترمذي في سننه] كم تكون المسافة كبيرة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين آخر مؤمن, هي نفسها بين العالم والعابد، لعالم واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد، العلم سلاح . أحياناً ترى إنسانًا انتمى إلى مسجد، واتبع الدين، وفجأةً انتكس، وارتكبَ كلَّ الكبائر، فما تفسير ذلك؟ هذا ما اتبع العلم، وما بنى اتجاهه على علم، بنى اتجاهه على تقليد، فلما جاءت الشهوات، وكانت مقاومته هشة, انتكس، هناك ضغوط في الحياة، وهناك شهوات، لا يصمد أمام الضغوط ولا أمام الشهوات, إلا إيمان قوي أساسه علمي، والعلم سلاح كما قال النبي الكريم(العلم سلاحي)) فكل إنسان بنى اتجاهه على التقليد، على الانتماء العاطفي، هذا ربما لا يصمد أمام ضغط, أو أمام إغراء، أو أمام شبهةٍ، ويقف دونك ثلاثة مزالق؛ شبهة في الدين، أو ضغط اجتماعي كبير، أو إغراء شديد، أمام الإغراء، والضغط، والشبهة, تنهار قوى الإنسان، ولا يصمد أمامها، لذلك قال أحدهم: ((ما رأيت الشافعي يناظر أحداً إلا رحمه، ولو رأيت الشافعي يناظرك, لظننت أنه سبع يأكلك، وهو الذي علم الناس الحِجاج)) أحيانا: أهل الدنيا يتوهمون أن الحق معهم، وهم الذين يفهمون، وأهل الدين دراويش، وقد يتفاجؤون عندما يلتقون برجل من أهل العلم, لا يقف شيء أمامه، صاحب حجة، منطقي واقعي، طموح، متماسك مع ذاته، ليست عنده ازدواجية، ولا يكيل بمكيالين، قلبه على لسانه، سريرته كعلانيته، جلوته كخلوته .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 12:21 PM
|