معظم الناس تجدهم في حالة انشغال ذهني دائم حتى لو لم تكن هنالك حاجة لذلك ! مستعجلون أغلب الوقت ، تشعر أنهم في حالة من الركض الدائم ، حياتهم خالية من أوقات الصفاء والهدوء .
إيجاد أوقات للهدوء والصفاء الذهني ركيزة أساسية لبناء المرونة النفسية ، وبدون ذلك قد تمر أوقات طويلة دون أن يشعر الشخص بالإطمئنان والمشاعر الجميلة العميقة .
كثرة الضغوط قد تفقدك بريقك ، لذا توقف يوميا لفترة محددة ، لكي تلملم شتات مشاعرك ، لكي تسترخي وتشعر بالهدوء ، فكما أن الشخص يتعب حين يحمل أشياء كثيرة بيده لفترة طويلة فكذلك الدماغ يتعب من كثرة التفكير والتحليل .
تخيل معي : بحيرة سطحها مضطرب بسبب ظروف الجو ، بينما العمق هادئ ، من الطبيعي أن تمر بك ظروف وتحديات ، ولكن احرص دوماً على استقرار وهدوء جوهر ذاتك وعمق نفسك .
ابحث لك عن مكان ، داخل بيتك أو خارجه ، اجعله مكاناً خاصاً لك ، فيه تقضي عزلتك ولو جزئياً ، تصمت ، تفكر ، تتأمل ، مكاناً خاصاً لروحك ، لذاتك ، لصفاء ذهنك ، وتنقية مشاعرك .
حين تدرب عقلك على ذلك وتحوله إلى عادة يومية قد يساهم ذلك في تخفيف القلق ، هذه ليست معلومة عامة بل نتيجة لدراسات عديدة ، منها هذه الدراسة التي قام بها عدة باحثون ، ونشرت في المجلة الأمريكية للطب النفسي .
يمكنك ممارسة المشي ببطء وتأمل لما حولك ، مارس الهدوء والتأمل عبر محاولة تخفيف جريان التفكير الغزير ، عبر الصمت ، عبر النظر للشجر ، للحجر ، لطائر يطير ، لحيوان يسير ، لزهرة جميلة ، لمنظر بديع .
يقول الدكتور آندرو ويل : " الصمت يعزز اليقظة والشعور الواعي باللحظة الحالية ". فالتأمل هو محاولة لإسكات الأفكار ، لتخفيف شدة التفكير ، لتقليل سريانه ، دقائق يومية من ممارسته مع التنفس العميق وسكون الجسد يخفف التوتر ويقلل هرموناته ويصفي الذهن .
اقض وقتا في حوض ماء دافيء ، استرخ ، تنفس بعمق ، ابعد عنك جوالك وكل ما يشتتك ، فالفوضى ليست فقط فوضى الأشياء ، بل فوضى المشاعر أيضا ، وبدون تخصيص وقت لتصفيتها قد تبقى بقية حياتك في توتر وضيق .
احرص أن تكون معظم حركات جسدك هادئة ، قد سيارتك بهدوء و وعي ، استمتع بشرب مشروبك المفضل ، برائحته، بطعمه ، احرص دوما على عدم الاستعجال حين لا تكون لذلك حاجة ، نظم وقتك بحيث يصبح كل شيء يتم في وقته دون أن تشغل ذهنك وتفكيرك.
د. بندر آل جلالة ✍🏼