الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التوبة وفرح الله بالتائب
أمر الله عباده في كثير من الآيات في الكتاب العزيز بالتوبة والاستغفار في أسماء الله وصفاته كيف أن الله سبحانه وتعالى له من الصفات العظيمة الجليلة ما لا تبلغه عقولنا القاصرة في إدراك معاني هذه الصفات فقد وصف ربّنا نفسه بصيغة المبالغة الحقيقية المطابقة والمتضمنة لأسمائه وصفاته لا المجازية بالغفار الغفور الرحمن الرحيم الحليم التواب غافر الذنب وقابل التوب ذي الطول ليبن لك جلالة قدر من انطرح إليه متذللا منكسرا بين يدي مغفرته وأنّه يريد ذلك سبحانه من عباده ويحبه كما قال تعالى {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} [النساء 27] وقال {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة 222] وقال {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} [الأحزاب 43] ووعد بالمغفرة والثواب لمن تاب وأناب كما قال {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان 70] ليس العجب في مغفرة الذنوب بل في تبديلها إلى حسنات وتأمل في قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران 135-136] فعلوا فاحشة ولكن ما أن أقبلوا على ربهم وعلموا أنه إليه التوبة لا إلى غيره ومنه المغفرة لا من غيره إلا وجدوا الله توابًا رحيمًا وتأمل أخى قوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [الزمر 53-54] التوبة سبب في فرح الرب سبحانه وتعالى فرحاً يليق بجلاله وعظمته سبحانه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( للهُ أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَويّة مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فاللهُ أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده ) رواه مسلم الله أكبر ما أعظم هذا الفرح، والله إنه لفرح عظيم، ولا يمكن لأحد أن يتصوره تخيل نفسك بأرض صحراء ليس حولك أحد ولا ماء ولا طعام ولا أناس وقد ضاع بعيرك وعليه طعامك وشرابك وأخذت تبحث عنه هنا وهناك ولكن بدون جدوى فيئست من الحياة وجلست تحت شجرة تستظل بظلها وأنت تنتظر الموت فبينما أنت كذلك تفتح عينيك فتجد الناقة أمامك، قد تعلق خطامها بالشجرة وعليها طعامك وشرابك فأخذت بخطامها وصحت من شدة الفرح قائلًا اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأت من شدة الفرح وإنما أردت أن تقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليها وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي فهو سبحانه يغفر كل الذنوب ويقبل التوبة قال تعالى {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة من الآية 104] يا الله ما أرحمك ما أعظمك ما أحلمك نعصيك فتحلم علينا ونتمادى فترزقنا وتنعم علينا ونعود ونتوب فتغفر وتقبل وتفتح لنا أبواب رحمتك « لا تكتم عملاً تجزى به خيراً » « الدال على الخيرِ كفاعله »
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 11:02 AM
|