يشير معنى مبهم في اللغة إلى الإبهام وهو عكس الإيضاح، وأمَّا في الاصطلاح فإنَّ المبهم في الحديث هو الراوي أو من له علاقة برواية الحديث ولم يظهر اسمه جليًّا ولم يُعرف أثناء ذكر الحديث سواء في الإسناد أو في المتن، كأن يقول أحد رواة الحديث: حدَّثني رجلٌ فقال: حدَّثني فلانٌ عن فلان وهكذا، ومثل ذلك إذا قال أحدهم: حَّدثني ثقةٌ أو حدثني من أثقُ به، فهنا لم يُعرف الرجل ولا الشخص الثِّقة ولم يتَّضح للسامع مَن ذلك الشخص وبقيَ مجهولًا، وهذا الحديث هو ما يسمَّى في الحديث المبهم، وقد ورد في البيقونية: ومبهمٌ ما فيه راوٍ لم يُسمّْ، أي إنَّ الحديث المبهم هو حديث فيه راوٍ مجهول الهوية، ويُقسم الحديث المُبهم إلى حديث مبهم في المتن وحديث مبهم في السند.[٢]
أقسام الإبهام في الحديث
بعد المرور على تعريف الحديث المبهم والذي اتَّضح أنَّه كلّ حديث في إسناده راوٍ مجهول لم يتمُّ تعيينه، ولا يعدُّ الحديث المبهم من الأحاديث الصحيحة لأنه مخالف لشروط الحديث الصحيح وقد انخرمت عدالة وضبط الراوي فهو مجهول بالنسبة للسامع، وكذلك لا يعدُّ الحديث المبهم من الحديث الحسن، وإنَّما يبقى ضمن دائرة الحديث الضعيف، ولا بدَّ من التفريق بين الحديث المبهم في المتن والمبهم في الإسناد، فالإبهام في المتن مثل قول أبي هريرة: دخل رجل على رسول الله أو قال رجلٌ لرسول الله أو قال رسول الله لرجلٍ جالس، وهذا الإبهام لا يؤثر في السند، وأمَّا الإبهام في الإسناد فينقسم إلى قسمين وفيما يأتي كل منهما مع شرح مختصر:[٣]
إبهام مؤثر: وهو إبهام رجل لا يتَّصل إسناد الحديث إلّا عن طريقه، وهذا يجعل الحديث ضعيفًا، مثل قول أحد الرواة: حدثني رجلٌ حدثني الزهري، فالرجل المجهول هنا هو صلة الوصل في السلسلة لذلك يكون الإبهام فيه مؤثرًا ويضعِّف الحديث.
إبهام غير مؤثر: وهو الذي يتمُّ فيه ذكر الإسناد وفيه إبهام لا يكون له أي تأثير في اتصال السلسلة، مثل أن يقول أحد الرواة: حدثني الزهري وغيره، أو حدثني الزهري ورجل آخر، وقد ورد هذا في قول البخاري عندما قال: حدثنا حيوة ورجل آخر، وكان يقصد عبد الله بن لهيعة، ولكنَّه لا يوافق شروط البخاري فلم يذكره في السند، وهذا الإبهام لا يؤثر في السند.