الأدارة ..♥ |
عبق منقول الخواطر و القصيد من غياب الخاطر✿ «• َواحة الخواطر والنثر المنقولة وكل ما سطر من ابداع الحروف لنبحر بها ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أنت منذ الآن, أنت
الكرملُ في مكانه السيّد ... ينظر من علٍ إلى البحر. والبحر يتنهّد، موجةً موجةً، كامرأةٍ عاشقةٍ تغسل قدَمَيْ حبيبها المتكبّر! □ كأني لم أذهب بعيداً. كأني عُدْتُ من زيارة قصيرة لوداع صديق مسافر، لأجد نفسي جالسة في انتظاري على مقعد حجري تحت شجرة تفاح. □ كل ما كان منفى يعتذر، نيابةً عني، لكلّ ما لم يكن منفى! □ الآن، الآن ... وراء كواليس المسرح، يأتي المخاض إلى عذراء في الثلاثين، وتلدني على مرأى من مهندسي الديكور، والمصوّرين! □ جرت مياه كثيرة في الوديان والأنهار. ونبتت أعشاب كثيرة على الجدران. أمّا النسيان فقد هاجر مع الطيور المهاجرة ... شمالاً شمالاً. □ الزمن والتاريخ يتحالفان حيناً، ويتخاصمان حيناً على الحدود بينهما. الصفصافة العالية لا تأبه ولا تكترث. فهي واقفة على قارعة الطريق. □ أمشي خفيفاً لئلاً أكسر هشاشتي. وأمشي ثقيلاً لئلاً أطير. وفي الحالين تحميني الأرض من التلاشي في ما ليس من صفاتها! □ في أعماقي موسيقى خفيّة، أخشى عليها من العزف المنفرد. □ ارتكبتُ من الأخطاء ما يدفعني، لإصلاحها، إلى العمل الإضافيّ في مُسَوّدة الإيمان بالمستقبل. من لم يخطىء في الماضي لا يحتاج إلى هذا الإيمان. □ جبل وبحر وفضاء. أطير وأسبح، كأني طائرٌ جوّ – مائيّ. كأني شاعر! □ كلّ نثر هنا شعر أوليّ محروم من صنعة الماهر. وكلّ شعر، هنا، نثر في متناول المارة. □ بكلّ ما أوتيتُ من فرح، أخفي دمعتي عن أوتار العود المتربّص بحشرجتي، والمتلصّص على شهوات الفتيات. □ الخاص عام. والعام خاص ... حتى إشعار آخر، بعيد عن الحاضر وعن قصد القصيدة! □ حيفا! يحقّ للغرباء أن يحبّوك، وأن ينافسوني على ما فيك، وأن ينسوا بلادهم في نواحيك، من فرط ما أنت حمامة تبني عُشّها على أنف غزال! □ أنا هنا. وما عدا ذلك شائعة ونميمة! □ يا للزمن! طبيب العاطفيين .. كيف يحوّل الجرح ندبة، ويحوّل الندبة حَبّة سمسم. أنظر إلى الوراء، فأراني أركض تحت المطر. هنا، وهنا، وهنا. هل كنتُ سعيداً دون أن أدري؟ □ هي المسافة: تمرين البصر على أعمال البصيرة، وصقل الحديد بناي بعيد. □ جمال الطبيعة يهذب الطبائع، ما عدا طبائع مَنْ لم يكن جزءاً منها. الكرمل سلام. والبندقية نشاز. □ على غير هُدىً أمشي. لا أبحث عن شيء. لا أبحث حتى عن نفسي في كل هذا الضوء. □ حيفا في الليل ... انصراف الحواس إلى أشغالها السرية، بمنأى عن أصحابها الساهرين على الشرفات. □ يا للبداهة! قاهرة المعدن والبرهان! □ أداري نُقّادي، وأداوي جراح حُسّادي على حبّ بلادي ... بزِحافٍ خفيف، وباستعارة حَمّالة أوجُه! □ لم أرَ جنرالاً لأسأله: في أيّ عامٍ قتلتَني؟ لكني رأيتُ جنوداً يكرعون البيرة على الأرصفة. وينتظرون انتهاء الحرب القادمة، ليذهبوا إلى الجامعة لدراسة الشِعر العربيّ الذي كتبه موتى لم يموتوا. وأنا واحد منهم! □ خُيّل لي أن خُطاي السابقة على الكرمل هي التي تقودني إلى "حديقة الأم"، وأن التكرار رجعُ الصدى في أغنية عاطفيّة لم تكتمل، من فرط ما هي عطشى إلى نقصان متجدّد! □ لا ضباب. صنوبرة على الكرمل تناجي أرزة على جبل لبنان: مساء الخير يا أختي! □ في قلبي منطقة ما، غيرُ مأهولة، تُرحّبُ بالصغار الباحثين عن حيّز غير محتلّ، لنصب مُخيّم صيفيّ! □ أعبُرُ من شارع واسع إلى جدار سجني القديم، وأقول: سلاماً يا مُعلّمي الأول في فقه الحرية. كنتَ على حق: فلم يكن الشعر بريئاً! □ هل قال أحدهم: إن سيد الكلمات هو سيد المكان؟ ليس هذا زهواً ولا لهواً. إنه أسلوب الشاعر في الدفاع عن جدوى الكلمات، وعن ثبات المكان في لغة متحركة! □ لرائحة الشجر الصيفية نكهة إيروسية. هنا تداخلتُ في العشب والزغب والنمَش وسواه، تحت ضوء القمر! □ حيفا تقول لي: أنت، منذ الآن، أنت!
الساعة الآن 04:52 PM
|