الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ يختص بالدفاع عن حبيبنا رسول الله وسيرته العطرةوالخلفاء الراشدين وكذلك الصحابيات رضوان الله عليهم وارضاه ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الدعوة السرية .. وقفات وأحكام
الدعوة السرية .. وقفات وأحكام أول المسلمين إسلامًا إذن أَسْلَمَ حتى هذه اللحظة أربعة؛ هم: خديجة وأبو بكر وزيد وعلي رضي الله عنهم جميعًا، ولعلَّ القارئ يلاحظ التنوُّع العجيب بين هؤلاء الأربعة؛ ففيهم الرجل والمرأة، وفيهم الكبير والصغير، وفيهم السيد والعبد، وفيهم من قبائل متنوعة، وفيهم من أهل مكة وغيرها.. إنه التعبير الصادق عن طبيعة هذا الدين الذي لم يضع حدودًا لمعتنقيه؛ بل جعل التنوُّع في أبنائه هو ذات التنوع بين كل البشر؛ وصدق الله إذ يقول على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جميعًا} [الأعراف: 158]. وهكذا أصبحت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أولى النساء إسلامًا، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه أول الرجال إسلامًا، وزيد بن حارثة رضي الله عنه أول الموالي إسلامًا، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أول الصبيان إسلامًا.. لقد كان اختيارًا موفقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نجح نجاحًا باهرًا في إيصال الدعوة إليهم، وكوَّن قاعدة صلبة من مجموعة نقية من المؤمنين، جمعهم الحبُّ له والحرص عليه، وبذلك ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجًا واضحًا في مثل هذه الظروف؛ حيث علمنا أنه لا تبدأ الدعوات عملها إلا بقوم متحابين متآلفين، وستُظهِر الأيام أن هذه المجموعة كان لها أفضل الأثر في نجاح الدعوة الإسلامية، ووصولها إلى أهدافها ومطامحها. بيت النبي صلى الله عليه وسلم والثابت أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم لم يمررن بأي فترة من فترات الشرك؛ فقد أسلمن مع أبيهن جميعًا [1]، وكُنَّ صغار السن، فكانت زينب كبرى بناته صلى الله عليه وسلم في العاشرة من عمرها تقريبًا [2]، وكانت رقية في السابعة [3]، أما أم كلثوم فكانت في السادسة أو الخامسة، وأصغرهن كانت فاطمة وتبلغ من العمر عامًا واحدًا تقريبًا [4] رضي الله عنهن أجمعين. وهكذا كان بيته صلى الله عليه وسلم بيتًا مؤمنًا خالصًا، ولا شكَّ أن هذا ساهم في تسكين نفسه صلى الله عليه وسلم، وأعانه على طريق الدعوة الصعب. الدعوة السرية لا شكَّ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُريد أن يصل بدعوته إلى كل إنسان في مكة، بل إلى كل إنسان على ظهر الأرض، ويتخيَّل البعض أنه كان من السهل عليه أن يقف وسط الكعبة من أول يوم أُمِر فيه بالإبلاغ ويعلن للناس جميعًا أمر الإسلام، على أساس أنه في حماية ربِّه عز وجل، ومؤيَّد بالوحي. لكن الواقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل؛ بل كان يختار مَنْ يدعوهم آخذًا بكل أسباب الحيطة والحذر، فيذهب إلى الرجل فيُسِرُّ له في أذنه بأمر الإسلام، ويدعوه بعيدًا عن أعين الناس. والدعوة السرية لم تستمر يومًا أو اثنين؛ بل استمرَّت فترة طويلة بالنسبة إلى عمر البعثة النبوية، وقد وصل بها البعض إلى ثلاث سنوات [5]. إن بعض الناس يعتقدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف على الصفا وقال للناس: "أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" [6]، يعتقدون أن هذه المقولة كانت في بدء الدعوة، وبعد نزول أمر الرسالة مباشرة، والواقع غير ذلك، لقد كانت هذه الكلمة بعد مدَّة كبيرة قد تصل إلى ثلاث سنوات كاملة من نزول الوحي! فلماذا ظلَّت الدعوة تقوم على أمر الاصطفاء والانتقاء هذه المدة الكبيرة؟ ولماذا لم يُعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره ليُسْلِم أكبر عدد من الناس في أقل وقت ممكن؟ لم يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعوة الإسلام وإن كانت مقنعة للناس فإنها ستلقى حربًا، ليس من قريش فقط؛ بل من العالم كله، وهذا ما أشار إليه ورقة بن نوفل رحمه الله قبل موته. هل كان الدافع إلى السريَّة هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخشى على نفسه من قريش في هذه الحرب؟ هذا مستحيل، فهو لا شكَّ يعلم أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ ولكنه فعل هذا من قبيل الحكمة في الدعوة؛ بل إن سرية الدعوة في هذه المرحلة لم تكن اختيارًا نبويًّا؛ بل كانت أمرًا إلهيًّا، فالله عز وجل يُعلِّم نبيه صلى الله عليه وسلم، ويُعلِّم أُمَّته، منهج التغيير في مثل هذه الظروف، وكيف تُغَيِّر الأجيال القادمة من حالها في غياب رسول، وكيف يكون التغيير إذا توافقت الظروف مع ظروف النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المرحلة. إن الله تعالى قادر على حماية رسوله، فلا يصل إليه أذًى من قريش أو غيرها، ومع ذلك فهو يُريد منه أن يرسم الطريق الصحيح للمسلمين لإقامة هذا الدين، مهما تباينت الظروف، ومهما كثرت المعوقات. ولذلك تجد أن الله سبحانه قد وضع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل الظروف الصعبة؛ التي من الممكن أن تمرَّ بأُمَّته بعد ذلك، وعلَّم رسوله صلى الله عليه وسلم كيف يتعامل مع كل ظرف، وكيف يصل بدعوته إلى الناس في وجود المعوقات المختلفة، وبذلك حدَّد للمسلمين منهجًا واضحًا لا غموض فيه. ____________________ [1] قال ابن إسحاق: أما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابن هشام: السيرة النبوية 1/191، وذكره مجدي فتحي السيد دون تعليق في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لابن هشام، 1/245، وذكره في صحيح السيرة النبوي لابن هشام ص72، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/281، وابن عساكر: تاريخ دمشق 3/142. [2] وُلدت زينب قبل البعثة بعشر سنين، وعن ابن إسحاق أنها وُلدت في سنة ثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام قبل البعثة بعشر سنين، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية 4/317، 318. [3] وُلدت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1839. [4] توفيت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعده بستة أشهر، وقيل خمسة أشهر، وقيل: وعاشت أربعًا أو خمسًا وعشرين سنة. وأكثر ما قيل: إنها عاشت تسعًا وعشرين سنة. والأول أصح. سير أعلام النبلاء 2/122. وهذا يعني أنها عند البعث كان عمرها سنة تقريبًا، لأن فترة الرسالة 23 سنة، وتوفيت بعدها بستة أشهر. ولكن قيل: وأمها خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي. ولدتها وقريش تبني البيت وذلك قبل النبوة بخمس سنين. الطبقات الكبرى 8/16، وقيل: أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد. وقِيلَ: إن عليًّا تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبني بها بعد تزوجه بها بسبعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وكانت سنُّ علي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. تهذيب الكمال في أسماء الرجال 35/247. [5] ابن هشام: السيرة النبوية 1/262، والبلاذري: أنساب الأشراف (جمل من أنساب الأشراف) 1/116، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/318، وذكره محمد بن طاهر البرزنجي في صحيح تاريخ الطبري 2/23، وابن الأثير: الكامل في التاريخ، 1/658، وقال محمد بن عبد الله العوشن: ولا ريب أن الدعوة كانت سرية في بداية الأمر، لكن تحديدها بثلاث سنوات أو أربع لم يثبت، وبالتالي فإن بناء أحكام شرعية عليها بهذا التحديد لا دليل عليه. انظر: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية ص29، وقال الصوياني: مقدار ثلاث سنوات الروايات فيها ضعيفة. انظر: السيرة النبوية 1/81. [6] البخاري: كتاب التفسير، سورة الشعراء، (4492)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، (208).
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 04:18 AM
|