دوماً ما يكون النجاح قريباً ، لكن ينبغي اجتياز الخط الفاصل من قبلنا نحن ، لا الركون إلى أنه سيأتي إلينا ، أو أننا باستمرار التطلع إليه سنجذبه .
انتظار النجاح ليس حلاً - إذن - ولا الوقوف على مقربة ، فشأن الحياة أنها عالم متغير ، لا يؤمن بالجمود ، وكلما ازداد جمودنا تراكم في طريقنا مزيد من الصعاب والعقبات ، التي تفصلنا أكثر عن تحقيق الهدف والنجاح ، وتكسر عزيمتنا.
أوهام الفشل
كرد فعل لعدم مبادرتنا بفعل شيء ، تنمو في داخلنا أوهام ، تصنعها نفوسنا ، وتضطرنا للتقوقع حين تكبر شيئاً فشيئاً ، حتى تغدو عظيمة ، نهابُ الاقتراب منها.. ولو كنا اقتربنا منها ، وأحدثنا الفارق ، فسنجدها أصغر مما ظننا ، لكننا - بجمودنا الدائم - نكون قد أدمنَّا الوقوف دون حراك، مبررين فشلنا بأكوام من الأعذار الواهية ، فيما يركض الآخرون أمامنا باحثين عن النجاح وتحقيق الأحلام .
اشحذ إرادتك أولاً !!
طريق النجاح ليس بعيداً كما تتصور ، لكنه بحاجة لإرادة مقرونة بتناسي المحبطات والأشواك المزروعة في ذاكرتك كلون أسود لا تستطيع محوه .. ابدأ بشحذ نفسك بإرادة صلبة ، ثم اقلب صفحة الأوهام التالية التي عرقلت مسارك ، وعطَّلت رغبة النجاح لديك:
لا مستحيل
طريق نجاحك يبدأ بشطب كلمة مستحيل من قاموس رأسك ، وتجاهُلها لدى سماعها من أي شخص آخر ، والإيمان بأن الأحلام التي تكون مستحيلة تتحقق ، ثم تصبح واقعاً ملموساً يراه الكل ، فمثلاً لو فكرت في بعض الأحلام الكبيرة ، التي أُنجزت في هذا العصر ، بمنطق العقل قبل أن تصبح حقيقة ، فحتماً كنت ستسخر ممن كان يحلم بإنجازها ، لكنها في نهاية المطاف أضحت واقعاً .
غادر يأسك
حين تجد الأبواب مُقفلة أمامك في الظاهر فقط ، والظلام جاثماً على حياتك ، فلا بد أنك من أولئك الذين يشعرون باليأس مراراً ، ويرضخون له حتى وصلوا لمرحلة فقدان الأمل ، وتبدُّد الأحلام .. يمكنك توديع هذه الفئة من الناس ، والانطلاق بعيداً لو جرَّبت فتح هذه الأبواب لتعرف أنها ليست مغلقة بأي مفتاح .. وعندها .. ستتأكد أن اليأس ليس أكثر من وهم ، وستعلم أنك تملك كل شيء بين يديك ، وأن حاجز اليأس هو الذي أعاقك عن لمس ما بجانبك .
دع الكلام وابدأ ..
تضييع كل أوقات حياتك في الكلام دليل فشلك ، فمن يبحث عن النجاح يعمل ، ولا يتكلم ، ولا يأبه بانتقاد الجميع حواليه ، أو يحاول تغييرهم ، دون علم منه أنه لم يحاول تغيير نفسه ، ولم يفكر بأن العيب فيه .. الناجحون وحدهم مَنْ يبدؤون نجاحهم بحلم جرَّبوا تحقيقه أكثر من مرة ، وفشلوا ، حتى تمكنوا من تحقيقه ، وأثبتوا أنهم معدن صلب لا يقبل الكسر ، ولا يأبهون لحجم العقبات ، أو يدعون منفذاً لليأس للولوج إلى رؤوسهم.