طبقات الكلام (يوم في قسم)

طبقات الكلام

للكلام عيوب كثيرة منها اللحن ومخالفة القياس الصرفي وضعف التاليف والتعقيد والتكرار وتتابع الاضافات الى غير ذلك من الاشياء التي تكون ثقيلة على اللسان مخالفة للذوق والعرف غريبة على السمع
اما طبقات الكلام فثلاث:

الطبقة السفلى:
مرجعها الى الانشاء الساذج وهو ما عرا عن رقة المعاني وجزالة اللفظ والتانق في التعبير فهو بالكلام العادي اشبه لسهولة ماخذه وقرب مورده ويستعمل في المحافل العمومية ليقرب منال المعاني على جمهور السامعين في المقالات والتاليف العلمية لينصرف الذهن الى اخذ المعنى وليس دونه حائل من جهة العبارة وفي المكاتبات الاهلية والرحلات والاسفار والاخبار...
الطبقة العليا:
مرجعها الى الانشاء العالي وهو ما شحن بغرر الالفاظ وتعلق باهداب المجاز ولطائف التخيلات وبدائع التشابيه فيفتن ببراعته العقول ويسحر الالباب ويصلح في الترسل بين بلغاء الكتّاب وفي المجالس الادبية وديباجة بعض التصانيف الى غير ذلك من المواضع التي من شانها الزجر وتحريك العواطف والحماسة
الطبقة الوسطى:
مرجعها الى الانشاء الانيق وهو ماتوسط بين الانشاء العالي والساذج فياخذ من الاول رونقه ومن الثاني جلاءه وسلامته ويصلح في مراسلات ذوي المراتب في الروايات المنمقة والاوصاف المسهبة وفي خطب المحافل وما اشبه ذلك
اما محاسنه فهي اساليب وطرائق معلومة وضعت لتزيين الكلام وتنميقه لغرض ان يتمكن البليغ من ذهن السامع بما يورده من اساليب الكلام المستحسنة فيحرك اهواء النفس ويثير كامن حركاتها ولغرض ان يكون قوله اشد اتصالا
بالعقل واقرب للادراك بتصرفه في فنون البلاغة
فصاحة الالفاظ ومطابقتها للمعاني

فصاحة الالفاظ تكون بثلاث اوجه:
الاول :مجانبة الغريب الوحشي حتى لا يمجه سمع ولا ينفر منه طبع
الثاني:تنكب اللفظ المبتذل والعدول عن الكلام المسترذل حتى لا يستسقطه خاصي ولا ينبو عنه فهم عامي كما قال الجاحظ في (كتاب البيان):اما انا فلم ار قوما امثل طريقة في البلاغة من الكتّاب وذلك انهم قد التمسوا من الالفاظ ما لم يكن متوعرا وحشيا ولا ساقطا عاميا

الثالث:ان يكون بين الالفاظ ومعانيها مناسبة ومطابقة
اما المطابقة فهي ان يكون المعنى يليق ببعض الالفاظ اما لعرف مستعمل او
لاتفاق مستحسن حتى اذا ذكرت تلك المعاني بغير تلك الافاظ كانت نافرة
عنها
وان كانت افصح واوضح لاعتياد ما سواها

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

[/CENTER]