الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المهدية
تقع مدينة المهدية على السـاحل الشرقي بوسط البلاد التونسية وهي عبـارة عن شبه جزيرة يحيطهـا البحر من ثلاث جهـات، وتتصل بالبر من الجهة الغربية بواسطة برزخ محدود الأبعاد، تتميّز المدينة بمنـاخها المعتدل الذي يخضع لتأثير التيـارات الهوائية البحرية وخاصة تلك المتأتية من جهة الشمال. يعتمد النشـاط الاقتصـادي بجهة المهدية أساسا على الفلاحة والصيد البحري والسيـاحة بفضل الشريط السـاحلي الذي يمتد على 12 كلم.
تعتبر مدينة المهدية ثاني عواصم الخلافة بإفريقية ولئن عرفت فترات تـاريخية متعـاقبة منذ القدم فـإن الغموض يكتنف تـاريخ هذه المدينة قبـل العهد الفـاطمي رغم تنوع الآثار الموجودة بالجهة من ناحية البرّ والبحر والتي تشير إلى وجود تجمع سكني بالمنطقة منذ الفترة البونية. وقد امتدت الحقبة التـاريخية التي ميزت المدينة منذ تـأسيس الفـاطميين لهـا وجعلهـا عـاصمة للخلافة الفـاطمية سنة 308هـ./920م، حيث اتخذهـا الخليفة الأول عبيد الله الفـاطمي عـاصمة لموقعهـا الجغرافي المميز فهي تطل على البحر من ثلاث جهـات جعلت من المدينة حصنـا منيعـا قادرا على التصدي للغزوات الخـارجية وجعلتهـا مركزا تجـاريا هـامـا بالحوض المتوسط. بعد خروج المعز لدين الله الخليفة الفـاطمي إلى مصر سنة 360هـ./970م، وتـأسيس مدينة القـاهرة حكم الصنهـاجيين إفريقية ولكنهم تـألبوا فيمـا بعد على الفـاطميين فانتقم هؤلاء منهم وأرسلوا إليهم القبـائل الهلالية التي ساهمت في نشر قدر كبير من الفوضى، ومنذ ذلك التـاريخ توالت الحملات ضد المدينة من الأساطيل الأوروبية وخاصة الإسبانية حيث تراوحت حال المدينة بين السقوط والاسترداد وقد انتهى كل ذلك بتدميرها وحرقهـا من طرف الإسبان في 1555م. وقد فقدت بذلك أهميتها كعـاصمة إلى أن قامت العناصر التركية بإعـادة إعمـارها من جديد حيث أعطتهـا طابعـا جديدا تحولت بموجبه إلى مدينة نـشطة يتعـايش فيهـا المسلمون والمسيحيون واليهود ويرتكز اقتصـادها على قطـاعات متعدّدة. وفي فترة الحمـاية الفرنسية للبلاد التونسية ساهمت المهدية في الحركة الوطنية والكفاح وأنجبت ثلة من المناضلين وشاركت في فترة الاستقلال في بناء تونس الحديثة، وعرفت فيما بعد نقلة نوعية على جميع المستويات منذ التغيير المبارك جعلت من المدينة قبلة الزوار من الداخل والخارج وجعلتها من أجمل مدن المتوسط. مثل المدينة العتيقة بالمهدية عاملا من عوامل تطور السياحة بالمنطقة وذلك لثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي، هذا إلى جانب اختلاف الأنشطة بهذه المدينة ومدى مواكبتها للتنمية التي تشهدها المهدية في مختلف مراحلها، ومساهمتها في استقطاب الوافدين على المدينة باعتبارها مسلكا سياحيا فريدا من نوعه. فثراء المعالم الأثرية دليل على تعاقب الحضارات بالمدينة وتنوعها مما دفع بالبلدية إلى دعم مجهودات ترميم الآثار وصيانتها، كما تتميز المدينة العتيقة بطابع معماري مميز من حيث تنوع أشكال المعمار التقليدي ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف الوافدين قديما من مختلف الأصقاع. إن المتأمل في المدينة العتيقة يلاحظ نوعا خاصا من التقسيم الحضري فهي شبه جزيرة تتوسطها الأحياء السكنية. ويربط التجمعات السكنية والمدينة الحديثة الحي التجاري أو ما يطلق عليه السوق العربي أما المنطقة الثالثة المتبقية فهي المقبرة البحرية. ويقطن التجمعـات السكنية قرابة 5500 سـاكن تختلف أنشطتهم بين صيـادين وفلاحين وموظفين، ويبقى الصيد البحري من أهم النشـاطات في المدينة من حيث عدد المشتغلين في هذا القطـاع وارتبـاطه بالحيـاة اليومية لكـافة متسـاكني المنطقة إذ يعتبر مورد الرزق الرئيسي لعدد كبير من العـائلات. تقع مدينة المهدية الأثرية على يسار ضفة نهر سبو، حوالي 30 كلم شمال شرق مدينة سلا المغربية، وهي مدينة بنيت فوق منحدر صخري ولا زالت أطلال أسوارها بارزة لحد الآن على الساحل الأطلنتي. تاريخ هذه المدينة لا زال يلفه الغموض. بعض المؤرخين اعتبروا الموقع ثغراً قرطاجياً يرجع إلى القرن الخامس ق م، والبعض الآخر يرجع تاريخ تأسيسها إلى بني يفرن. وما عدا هذا، فالمدينة أو منطقة المعمورة لم يرد ذكرها إلا في عهد الموحدين خلال القرن الثاني عشر الميلادي حيث قام عبد المؤمن ببناء 120 مركباً في هذه المنطقة. ومنذ هذه الفترة، انتقلت المدينة إلى مكان تبادل تجاري صغير حيث تتم الإتفاقات والمبادلات التجارية مع الأوروبيين. هذا التطور لم يدم طويلاً، إذ تم تدمير المدينة خلال النزاع الذي نشب بين السعيد وأبو سعيد عثمان المريني. في سنة 1515م، نزلت القوات البرتغالية بالمنطقة من أجل بناء قصبة عند مصب نهر سبو وقد تمكن محمد السعدي من محاصرة المدينة وطرد البرتغاليين. في سنة 1614م، تمكن الإسبان من استعمار المدينة مــدة 67 سنــة وأطلقوا عليها اسم " سان ميكيل دو أولترامار". وبعد عدة محاولات تمكن السلطان العلوي المولى إسماعيل من الدخول إلى المدينة، وأصبحت منذ ذلك التاريخ تعرف بالمهدية. وكان يحكمها القائد علي الريفي الذي بنى باباً كبيراً ومسجداً وقصراً وحماماً وسجناً وعدة بنايات. حالياً هناك مجموعة من البنايات لا زالت بارزة داخل القصبة والتي تجسد أهمية الموقع، نذكر بالخصوص السور ثم بوابتين. ويعتبر الباب الواقع ناحية الشرق الأهم على المستوى الهندسي، حيث تم بناؤه بالحجر بطريقة متناسقة تذكرنا بأبواب مدينة سلا وأبواب مدينة الرباط الكبيرة. بالإضافة إلى هذه البنايات، تضم المهدية بعض البنايات الأخرى ذات الطابع الهندسي المتميز نذكر منها منزل القائد الريفي الذي بني خلال القرن السابع عشر الميلادي، وحماماً خاصاً ذا نمط إسباني – موريسكي، ومخازن مياه ثم سجناً ومسجداً وكذلك مجموعة من الفنادق و المحلات.
آخر تعديل hassan Al-waeli يوم 01-03-2021 في 05:44 PM.
الساعة الآن 09:07 PM
|