ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  



الملاحظات

الحَّج وأَحكَامه ✿ بكل ما يتعلق بالحج والعمرة مناسكها وشروطها ﹂ ✿

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 06-08-2020, 04:23 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (01:26 PM)
آبدآعاتي » 1,606,983[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
كيف نتزكى بالحج؟



شرع الله لنا العبادات حتى نُزكِّي بها نفوسنا، ونصلح بها قلوبَنا، وإذا زكت النفوس أفلحتْ ونجتْ؛ كما قال - تعالى -: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9].

والحج مِن العبادات العظيمة التي جعلَها الله طهارةً، وتربيةً، وغُفرانًا لذنوب عباده.

والكثيرُ من الناس يرى العبادات - ومنها الحج - مجرَّد تعبير عن الإيمان، وحصول أجْر، وينتهي الأمرُ، وليس الأمر كذلك، بل إنَّ العبادات مع تحقيق الإيمان، وتحصيل الأجر - هي علامات يهتدي بها العبدُ في دروب الحياة المختلفة، وفيها تحقيق التوازنِ الصحيح بين عمَل الدنيا، وعمل الآخرة.

ورحلةُ الحج هي مثالٌ مصغَّرٌ لرحلة الحياة خلال أيام معدودة؛ ينتقل الحاجُّ مِن بلده المألوف إلى بلدٍ آخر، هو خيرُ البلاد كلها، ويُمارس عبادات وطاعات بطريقةٍ معينة، مع انتقال من مكان إلى مكان، ويعيش مع أناس آخرين، مع اختلاف الألْوان والأجناس والبلاد، ويُشاركهم في الظعن، والإقامة، واليقَظة، والنَّوْم، والطَّعام، والشراب، ثُم بعد ذلك يكون الافتراقُ والوداع، وهكذا تكون الحياة.

وعبادةُ الحجِّ قد خلتْ عند الكثيرين من معانيها الصحيحة، التي توصلُ الحاج إلى تزكيةِ نفسِه بهذه العبادة العظيمة، وعند النظَر في وسائل التزكية بالحج نجد أنَّ هناك ثلاث مراحل ومستويات لوسائل تزكية النفوس بالحج:
أولها: ما قبل الحج.
وثانيها: ما يكون خلال العبادة.
وثالثها:
ما يكون بعد أداء النُّسُك.

علمًا بأنَّ هذه الوسائل صالحة للعبادات كلها، وتفصيلها كالآتي:
أولاً: وسائل التزْكية قبل العبادة:
1 - إخلاص العبادة لله - تعالى -: وذلك بأن ينوي العبدُ أن هذه العبادة لله - تعالى - لا رياء، ولا سُمعة، ولا غرَض مِن أغراض الدنيا؛ بل خالصة لله - تعالى.
وتأمَّل قوله - تعالى - في تحقيق الإخلاص في الحج؛ {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، ((مَن حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدتْه أمه)).

2 - مُتابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به في كلِّ عملٍ من أعمال الحج: ومعنى هذا أن تبحثَ عن أتم وأكمل الأعمال التي أتى بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في حجِّه، لا أن تبحثَ عن الرخَص والأعذار المقطعة للنسُك أو العمل.
واعلم دائمًا أنك تسعى لغايةٍ عظيمة في حجك، ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))؛ لذا لا يحسن بك أن تُضيع بر حجك، وإتمامه، وصيانته، من خلال البحْث عن الرُّخَص، وتضييع فريضة الله عليك.
ولذا ينبغي تعلُّم أحْكام الحج، مِن خلال قراءة كتابٍ في صفة الحج الصحيحة، أو استماع درس، أو غير ذلك.

3 - تدْريبُ النفس على الحج: من خلال العمرة وتَكْرارها، وهذا واضِحٌ في العبادات كلِّها، ولذا جاءت الشريعةُ بعبادات تطوُّع مِن جنس الفرائض، وهي في غالبها تدريبٌ وتعويدٌ على أداء الفريضة، وذلك مثل: السنَن الراتبة للصلاة، وكذلك صوم غالب شعبان استعدادًا لرمضان، وهكذا نجد هنا في الحج التعوُّد على العمرة؛ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة))، تأمَّل كيف قرن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بين العمرة وبين الحج في حُصُول الثواب مع ابتدائه بالاعتمار، فكانت العمرةُ هي مِن أسباب فَهْم وتدبُّر الحج؛ حتى يُحَصِّلَ العبدُ الأجرَ المترتِّب على الحج، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تابِعوا بين الحج والعمرة)).
ولعل المعنى اتَّضح من سياق هذه الأحاديث.
4- النظَر في فضائل الحج، وتشويق النفْس إلى بلَد الله الحرام من خلال الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم في بثِّ الهمَم لِحج بيت الله الحرام، وتأمَّل دعاء إبراهيم - عليه السلام - في حب الناس لمكة: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37]، ولعل الله كتب في القلوب هذه المحبة والهوى لبيته العتيق.

ثانيًا: وسائل التزكية أثناء العبادة:
1 - الثبات على الإخلاص لله والتوحيد، واستشعاره في كلِّ عمَل منَ الأعمال، خاصة وأن الحج يظهر فيه التوحيدُ واضحًا جليًّا، وانظر إلى قول الله - تعالى - عن إبراهيم: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} [الحج: 26].
وتأمل التوحيد في تلْبية النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي دعائه على الصفا والمروة، وفي مواقيت الحج المختلفة، بل ثبت عنه عند إحرامه، وهو يُعلِّم الناس الإخلاص لله، وعدم النظر إلى متاع الدنيا، ولا إلى ثناء الناس؛ يقول أنس: حج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على رحْل رث وقطيفة لا تُساوي أربعة دراهم، وقال: ((اللهم هذه حجة، لا رياء فيها، ولا سمعة)).
2 - الاقتداءُ بالقُدوة - صلى الله عليه وسلم - الذي علَّم الأمَّة كيف تؤدِّي هذه الفريضة؛ حيث حجَّ بالأمَّة، وقال لهم: ((لِتأخذوا عني مناسككم))؛ مسلم.
3 - البُعد عنْ كل ما يَحُول بين العبد وبين اغتنام فريضة الحج، وذلك بالبُعد عن المعاصي والذنوب؛ {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197].
وكذلك اجتناب ما حَرَّم عليه لأجل إحْرامِه مِن محْظورات الإحرام، فإنَّ هذا كله مِن تعظيم الحج والنُّسُك الذي تلبس به الحاج، ولذا مَنْ عَظَّم هذه الشعائر رَزَقَهُ الله التقوى، وحُسن العمل؛ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
4- الوقوف على المشاعر، والتأمُّل في تاريخها ومعانيها وعلاقتها بالتوحيد، والتوكل، والتعظيم لله - تعالى - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قفوا على المشاعر؛ فإنها من إرث أبيكم إبراهيم)).
تأمل في السعْي بين الصفا والمروة، وتذكر أسرة آل إبراهيم، وكيف أكرمهم الله، وخلَّد ذِكْرهم، بأن جعل المناسك على طريقتهم.
تأمل في الطواف، وتذكر أن إبراهيم - وغيره من الأنبياء - طاف بهذا البيت، ورجا الله - تعالى - ودعاه، بل وتذكر ما يحاذيه في السماء من البيت المعمور، وأولئك الملائكة الذين يَطُوفون به، ثم لا يعودون إليه أبدًا إلى يوم القيامة، وأنت - أيها الحاج - تعود مرات ومرات، تذكَّر ونافس وسابق عبادَ الله الصالحين في عمَل الصالحات.
ولهذا؛ كلما تأمَّلَ الحاجُّ في هذه الأنساك، ازداد قربًا منَ الله، وعرَف مقدار نعمة الله عليه، بأداء هذا الشعيرة.
5 - الصبر على ما قد يُواجِه الحاج من مشاق خلال أداء نُسُكه، لكنَّه إذا عرف عظيم الأجر، هان عليه كلُّ تعَبٍ.
ولذا منَع الله - تعالى - ما ينقص الأُجُور؛ فقال - تعالى -: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]، وانظر إلى الخِصام والجدل، كم يحرم الحاج من أجور عظيمة!

ثالثًا: وسائل الثبَات على التزكية بعد العبادة:
Ÿ حاسب نفسك واسألها ما بين البداية والنهاية: هل غفر الله لي ذنبي؟ هل تقبَّل عمَلي؟ هل حججتُ الحج المبرور؟
Ÿ أحْسِن الظن بالله في قَبُول عبادتك، واعلم أنَّ حُسن الظن بربّك يُوجب عدم الاغترار بجميل ستره - تعالى - عليك.
Ÿ لا تُحَدِّث نفسك بمعصية الله؛ لأنَّ بعضَ الناس وهو في العبادة أو قارَب ختمها يبدأ يُفَكِّر في ذنوب ومعاصٍ قد تاب منها، فسبحان الله! أهكذا يكون شُكْرُ نعمة الله - تعالى - عليك الذي وفَّقك وهداك، ويسَّر لك أن تكون من حُجاج بيته، ثم تهمُّ بمعصيته - تعالى - وأنت لَم تخرج من بيته العظيم؟! غفرانك اللهم ربي!
Ÿ أيها التائب، اثْبُت على التوبة والإنابة، وادْعُ ربَّك: "اللهم لا تجعل هذا آخر عهدي ببيتك، واجعلنا ممن يحج ويعتمر، مع غفران ذنب، وصلاح قلب".

وأخيرًا:
بكى أحد الصالحين وهو يودِّع الحجاج، وهم في طريقهم إلى الحج، وقال يُخاطب نفسه: وا أسفاه! يتأسف على عدم قدرته على حج بيت الله الحرام، ويقول: هذه حسرة مَن انقطع عن البيت، فكيف بِمَن انقطع عن ربِّ البيت؟!

أسأل الله ألا يحرمنا حج بيته، والتلذُّذ بمناجاته، والتوَدُّد إليه عامًا بعد عام، تقبَّل الله من الجميع.

وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد، وآله وصحبه وسلم.




 توقيع : حسن الوائلي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

 

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 01:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.