الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
بيتي مملكتي
كنتُ أستيقظ في الصباح فأرى أمِّي تجهِّز لنا طعامَ الإفطار، كنتُ أرى السعادة تملأ وجهها وهي تُعِدُّ لأبِّي أغراضَه قبل أن يخرج، ألعبُ تحتَ قدميها وأنا أستنشق عبير تلك الأثواب التي تَنْشُرُها، وأرى ألوانها الزاهية، أعودُ من المدرسة فأسمع آيات القرآن تملأ أرجاء البيت، أدركُ ساعتَها أن أمِّي الآن في المطبخ تطبخُ طعامَ الغداء وقد أدارت مؤشِّر الرَّاديو على إذاعة القرآن الكريم، كانت أيَّامًا جميلةً، فيها بيوت عامرة، وحياة هادئة، وأُسَرٌ سعيدة، وهكذا صِرْتُ أنا في مملكتي مثلما كانت أمي.
وأي عاقل يقولُ غيرَ ذلك، ما بال هؤلاء يريدون أن يُخرِجوا الملكةَ من مملكتِها الحقيقية، ما بالهم يهدمون القيم التي تربَّيْنا عليها، ويُكثِرون الجدل حول هذه الثوابت التي أتى بها الشرعُ وأقرَّها العُرْفُ، وسارت عليها حياة البشر منذ قديم الزمن، وبها تحقَّق استقرار الأُسَر واستمرارُ المجتمع، ولماذا تخرج علينا هذه الفتاوى حول مسألة خدمة المرأة لزوجها وبيتها؟ أليست الحياة الزوجية تقوم على العشرة بالمعروف، وخدمة المرأة زوجها من المعروف؟ قال تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228]، وقال تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228]، وهذه الآية تشمل جميع حقوق الزوج على زوجته، ومنها حقُّ الخدمة، وفي الصحيحين: أن فاطمة رضي الله عنها أتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تَلْقَى في يديها من الرَّحى، وتسأله خادمًا فلم تجده، فذكرَتْ ذلك لعائشة رضي الله عنها، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ: ((عَلَى مَكَانِكُمَا)) فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ))[1]. وهذه أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما، تقول: "تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ، وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ نَاضِحٍ (أي: ناقة يُستقى عليها) وَغَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ جَارَاتٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ مِنِّي عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَدَعَانِي ثُمَّ قَالَ: ((إِخْ إِخْ))- كلمة تقال للبعير ليبرك- لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ وَكَانَ أغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي قَدِ اسْتَحْيَيْتُ فَمَضَى، فَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى رَأْسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ لِأَرْكَبَ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ تَكْفِينِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي"[2]. وفي لفظ لمسلم "أن أَسْمَاءَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ، وَكُنْتُ أَسُوسُهُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْخِدْمَةِ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ، كُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ، وَأَقُومُ عَلَيْهِ، وَأَسُوسُهُ"[3]. فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل لعليٍّ: لا خدمة عليها، وإنما هي عليك، ولما رأى أسماء والعلف على رأسها والزبير معه لم يقل له: لا خدمة عليكِ؛ بل أقرَّ سائر أصحابه على خدمة الزوجة لزوجها[4]. وعَنْ سَهْلٍ رضي الله عنه، قَالَ: "لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا، وَلَا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ"[5] عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.... وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ))[6]. في حديث توبة كَعبٍ رضي الله عنه، قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ[7]، لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ قَالَ: ((لَا، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ))[8]؛ فإذن النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة هلال رضي الله عنه في خدمته يدل على مشروعية خدمة المرأة زوجها. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنهما، قَالَ: هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَاتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟))، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: ((بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟))، قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ: ((فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ، وَتُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ))، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عَبْدَاللَّهِ هَلَكَ، وَتَرَكَ بَنَاتٍ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَجِيئَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عَلَيْهِنَّ وَتُصْلِحُهُنَّ، فَقَالَ: ((بَارَكَ اللَّهُ لَكَ))[9]. فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على جابرٍ رضي الله عنه لما ذكر أنه تزوَّج امرأة ثيِّبًا؛ لأجل الخدمة، فدلَّ ذلك على مشروعية خدمة المرأة زوجها، وأولاده، وعياله، وعائلته. عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: "كُنْتُ أَغْسِلُ الجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" يعني: أثر الجنابة، وفي رواية مسلم: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ"[10]. غَسلُ عائشةَ رضي الله عنها ثوبَ النبي صلى الله عليه وسلم، وفَرْكُه يدل على خدمة المرأة زوجها في غسل ثيابه، ونحوه. وهل بعد كل هذه الأدلة نحتاج إلى دليل على هذا الأصل الأصيل؟! فخدمةُ المرأةِ زوجَها والقيام على شئون بيتها من العمل الصالح الذي تُثاب عليه، قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَتْ شَهْرَها، وحصَّنَتْ فَرْجَها، وأطاعَتْ زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ))[11]. وهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجَها، وترعى أولادها، فيا أختي الكريمة، لا تفرِّطي في بيتك فهو مَمْلَكَتُكِ الحقيقية، ولا تغْترِّي بالأفكار الواردة والأقوال الشاردة، ولا تلتفتي لصيحات الفكر النسوي الذي لن نجني من ورائه إلا ضياعَ الأُسَرِ وهَدْمَ المجتمع. [1]متفق عليه: أخْرجَهُ البخاري (5361)، باب عمل المرأة في بيت زوجها، ومسلم (2727)، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. [2] متفق عليه: أخْرجَهُ البخاري (5224)، باب الغيرة، ومسلم (2182)، كتاب السلام. [3] صحيح: أخْرجَهُ مسلم (2182)، كتاب السلام [4] ترتيب الأدلة وتخريجها والتعليقات عليها نقلًا عن مقال: "خدمة المرأة زوجها"، د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني، [5]صحيح: أخْرجَهُ البخاري (5182)، باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس. [6] متفق عليه: أخْرجَهُ البخاري (5200)، باب المرأة راعية في بيت زوجها، مسلم (1829)، كتاب الإمارة [7] أي: لا يستطيع القيام بشؤون نفسه [8] متفق عليه: أخْرجَهُ البخاري (4418)، باب حديث كعب بن مالك، ومسلم (2769)، كتاب التوبة [9] متفق عليه: أخْرجَهُ البخاري (5367)، باب عون المرأة زوجها في ولده، ومسلم (1466)، كتاب الرضاع [10] صحيح: أخْرجَهُ مسلم (288)، كتاب الطهارة. [11] صحيح الجامع (660). نجلاء جبروني
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 04:20 PM
|