طفلك يُخطئ كثيرًا.. هكذا تعاقبه دون ضرب، وتعلمه الصواب 🌴
لطالما كان ضرب الأطفال موضوعًا مثيرًا للنقاش بين خبراء التربية، فبينما لا ينصح به الخبراء إطلاقًا، فإن العديد من الآباء والأمهات لا يزالون يضربون أبنائهم.
المشكلة في الضرب - كوسيلة عقاب - أنه لا يُعلم طفلك الصواب من الخطأ، والدليل أنه لا يزال يُكرر نفس السلوكيات السلبية حتى بعد ضربه مِرارًا.
إذًا نحن بحاجة إلى وسيلة أخرى أكثر فاعلية لتعليم الطفل السلوكيات الإيجابية، وترسيخها بداخله، هذا قد يتطلب الكثير من الوقت والممارسة، ولكنه جدير بالتجربة.
كيف تعاقب طفلك دون ضرب؟
إليك بعض الخطوات التي تساعدك على تعليم طفلك الصواب دون الحاجة إلى الضرب:
خسارة الامتيازات:
الهدف ليس معاقبة طفلك من أجل إخضاعه، ولكن لمساعدته على تعلم اتخاذ خيارات أفضل للمستقبل، وهذا يتطلب الكثير من الممارسة، ومع ذلك إذا أقدم الطفل على سلوك سلبي، فيجب تعليمه أن العواقب ستكون خسارة بعض الامتيازات.
ويجب توضيح: متى يمكن للطفل استعادة هذه الامتيازات بعد انقضاء فترة العقاب، وعادة ما تكون 24 ساعة هي مدة طويلة بما يكفي ليتعلم الأطفال من أخطائهم.
لذلك: من الممكن أن تقول لطفلك: «إنك لن تشاهد التلفاز لمدة يوم بأكمله، ولكن يمكنك مشاهدته مرة أخرى غدا إذا رتبت ألعابك في المرة الأولى التي أطلب منك ذلك».
تجاهُل بعض السلوكيات السلبية:
تجاهُل بعض السلوكيات السلبية لطفلك قد يكون أكثر فاعلية من الضرب، لا يعني هذا أن تنظر إلى الجانب الآخر بينما يفعل الطفل شيئًا خطيرًا أو غير مناسب، فما يجب تجاهله هو السلوكيات السلبية التي يقوم بها الطفل بحثًا عن الاهتمام.
فعندما يحاول طفلك لفت الانتباه عن طريق التذمر أو الشكوى، لا تمنحه ما يبحث عنه، بل انظر إلى الاتجاه الآخر، وتخيل أنك لا تسمعه ولا تستجيب.
وبعد ذلك: عندما يتصرف الطفل بلطف، أعد انتباهك إليه، فبمرور الوقت سيتعلم أن السلوك المهذب هو أفضل طريقة لتلبية احتياجاته.
تعليم الطفل مهارات جديدة:
واحدة من أهم مشكلات الضرب أنه لا يساعد طفلك على اكتساب سلوكيات جيدة، فضرب الطفل لأنه انخرط في نوبة من الغضب، لن يعلمه كيف يكون هادئا في المرة القادمة التي يشعر فيها بالضيق.
الأطفال يستفيدون مِن تعلم كيفية حل المشكلات وإدراة عواطفهم والمرونة النفسية، فعندما يُدرِّس الآباء هذه المهارات للأطفال، فيمكن أن يقلل ذلك من مشاكل السلوك بشكل كبير، لذلك استخدم الانضباط الذي يهدف إلى التعليم، وليس العقاب.
اللجوء إلى العواقب المنطقية:
العواقب المنطقية هي وسيلة رائعة لمساعدة الأطفال الذين يعانون مشاكل سلوكية محددة، فالعواقب المنطقية ترتبط على وجه التحديد بسوء السلوك.
فعلى سبيل المثال: إذا لم يتناول الطفل عشاءه، فلا تسمح له بوجبة خفيفة قبل النوم، وكذلك إذا رفض الطفل التقاط ألعابه، فلا تسمح له باللعب بها لبقية اليوم.
فربط النتيجة مباشرة بالمشاكل السلوكية يساعد الأطفال على رؤية أن لاختياراتهم عواقب مباشرة.
استخدام العواقب الطبيعية، بشروط:
العواقب الطبيعية تسمح للأطفال بالتعلم من أخطائهم.
فعلى سبيل المثال: إذا رفض طفلك ارتداء سُترته، اجعله يخرج هكذا ليشعر بالبرد، طالما أن ذلك آمن بالنسبة له، فيجب استخدام العواقب الطبيعية إذا كنت تعتقد أن طفلك سيتعلم من أخطائه.
ولكن يجب مراقبة الموقف؛ للتأكد من أن طفلك لن يواجه أي خطر حقيقي.
مكافئة الطفل على السلوك الجيد:
بدلا من ضرب طفلك لأنه قام بسلوك سلبي، كافِئه على السلوك الإيجابي.
فعلى سبيل المثال: إذا كان طفلك يتشاجر مع أشقائه كثيرا، فقم بإعداد نظام مكافئة لتحفيزهم على التعايش معًا بشكل أفضل.
فنظام المكافئات هذا سوف يساعد الطفل على التركيز على ما يحتاج القيام به من سلوكيات إيجابية لكسب الامتيازات، بدلًا من التأكيد على السلوك السلبي الذي من المفترض تجنبه.
الثناء على حُسن السلوك:
وأخيرًا، يمكنك منع السلوكيات السلبية عن طريق الثناء على طفلك عندما يأتي بسلوك إيجابي.
فعلى سبيل المثال: عندما يلعب طفلك بشكل جيد مع أشقائه، أشِر إلى ذلك وقل له: "إنك تؤدي عملًا جيدًا بمثل هذه المشاركة والتناوب في اللعب اليوم".
وعندما يكون هناك العديد من الأطفال في الغرفة، أعطِ القدر الأكبر من الاهتمام والثناء للأطفال الذين يتبعون القواعد، ويتصرفون بشكل جيد، ثم عندما يبدأ الأطفال الآخرين في التصرف الحَسَن، امدحهم، وامنحهم اهتماما أيضا.