نصري صديق غسان

سافر نصري وغسان للدولة الخليجيه وأستقبلهم مندوب المستشفى ونقلهم لسكن المستشفى وفي اليوم التالي زارا مدير المستشفى والذي أوجز لهما العمل والواجبات المناطة بهم وحقوقهم وصلاحياتهم وكان السكن بمثابة شقه جميله من شقق الأطباء ... ويعتقد د. نصري أن العمل كان في محيط ما تعلمه بدراسته غير أن الأعمال المناطة بهم كانت في بداية الأمر مراجعة تقارير الأطباء والرفع برؤيتهم على تلك التقارير قبل تأييدها من الطبيب المشرف على الوحدة لإعتمادها وفي اليوم التالي وجد غسان أن تقريراً من التقارير التي لديه تم إستبداله بتقرير آخر ولكنه لا يعرف إسم صاحب أو صاحبة التقرير المعطى له والبديل الذي وضع بين تلك التقارير وسبب معرفته أنه شاهد أن عدد الإناث يتساوى مع عدد الذكور وفجأه يقل عدد النساء واحده ويزيد عدد الذكور واحداً فدخل الشك أن نصري من فعل ذلك في مكتبه وتأكد حين عرف أن عدد الذكور عند نصري أقل من الإناث فكاد أن يجنّ غيظاً من هذا التصرف غير المسئول من نصري وبدا على نصري أنه الإنسان المظلوم في الموقف وبعد مراجعة الأسماء عرف غسان من هي الفتاة التي حظى بملفها نصري وهي ابنة تاجر كبير تعرضت لشتات ذهني بسبب موقف مروّع تعرضت له ... وصار جدال بين الطبيب المسئول مع نصري حين قال الأخير لقد بدأ في ملفها وكاد ينتهي وهو غير معني بمن تسبب في العبث بالتقارير فأصرّ غسان للحصول على الملف وتدخّل مدير المستشفى بنفسه لحل القضيه وتردد غسان في تنبيه مدير المستشفى لسلوك نصري وقرر المدير أن يحظى نصري بالتقرير وبدت ملامح الأخير كأنه انتصر في معركة حياة أو موت ... غير أن ذلك لم يُشغل أو يُحزِن غسان من سلوك نصري لكن كيف عرف نصري بحكاية الفتاة وبدت علاقات نصري تتكاثر مقارنةً بغسان وتفاعل مع الجميع حتى كسب مدير المستشفى بنفسه وبدت الممرضات الأجانب يزرن نصري في شقته ولم يكن سلوكه غريباً لأحد في المستشفى ولا يعلم أحد ما يفعله نصري في تلك الشقه وأخذت طبيبات خليجيات يتعاطفن مع نصري ويجالسنه في شقته ولا يشك أحد أو يتأكدون أن ما يفعله نصري مخالف لقوانين تلك الدولة وشعر غسان أن البساط سيسحبه نصري من تحت أقدامه وربما يتسبب في إنهاء عقده ولذلك لن يهدأ له بال بظل وجود من يعرف عن ماضي سلوك نصري المشين ... وبعد مضي أسبوع يرفع نصري تقريره بفشل الطبيب الذي أشرف على فتاة التشتت وبدأ يثني على نفسه في معالجة الفتاة وأن المفروض أن يفعل كذا وكذا لتكون خطواته بطريقة طبيّةٍ بحته فقام مدير المستشفى بسحب معالجة المريضه من طبيبها السابق وتحويلها للدكتور نصري لمعالجتها وما إن رأى د. غسان ملامح الفتاة حتى دار به رأسه وتعهد بإستخدام كافة الطرق في كشف نصري فتوجه لرئيسة شئون التمريض والممرضات ونظراً للبسها المحتشم ولحرصها وعنايتها وخوفها من الله أخبرها بأن تتنبّه للدكتور نصري فسألته عن السبب فرفض أن يخبرها طالباً منها أن تهتم بشئون المرضى وتخاف الله في صحتهم وخصوصياتهم ... فشكرته لكن لم يحدث شيئاً وبدأ نصري يمارس هوايته في الخفاء ومع الجانب الأجنبي ويحاول الوصول إلى أهل البلد أو من يجاورون بلدهم للعلاج فيها ... وتمضي الأيام ويلاحظ غسان أنه بالفعل وصل إلى بنات تلك البلد برومانسيته ومحاولة جذب إنتباههم عاطفياً وبدأ جواله لا يسكت وبدأت أرباح المعالجة التي في عيادة نصري تفوق بكثير عيادة غسان ... فقرر مدير المستشفى إنهاء خدمات غسان بحجة أن نصري قادر ومتحمّس على تولي معالجة المدونين في قوائم غسان فبدأ الأخير يرتب نفسه للعودة لبلاده وغاب حينها نصري خمسة أيام لا يدرى عنه شيئاً وفي اليوم الخامس إتصلت المباحث الجنائيه بمدير المستشفى تفيد أن الدكتور نصري يرقد في العناية المركزيه نظراً لتعرّضه للضرب المبرح نتج عنه كسور في نواحي متعدده من عظام الجسد والجمجمه وكسر الأنف وتهتّك بشبكيّة العين ونزيف حاد في الصدر جراء ركلات أقدام ويوضح التقرير أنه تعرّض لهجوم من أكثر من شخص وتم إستخدام عصي وحديد ولا يوجد في المكان الذي رُمِيَ به أي آثار لسياره أو بصمات أو أي آثار تم إستخدامها في الضرب أو حتى كاميرات ثابته في المكان من الممكن الإستفاده منها لمعرفة الجناة وبعد شفاءه لا يذكر الدكتور نصري أي شيء عن الحادثه ولا متى حدثت أو أحداً تحدث معه ولا يذكر أن أحداً هدّده وبعد تفتيش جوال د. نصري لم يتبيّن أن أحداً إتصل به قبل الحادثة وقيّدت القضية ضد مجهول وأثبت التقرير أن الدكتور نصري غير قادر لممارسة الطب في الوقت الراهن فتم إنهاء عقده وتولى د. غسان منصب مدير قسم الطب النفسي الإكلينيكي بالمستشفى بدلاً عنه رغم أن تولي نصري كان بيوم تعرّضه للضرب الدامي وعاد د. نصري لبلده ولم يكتفي د. غسان بتولي المنصب بل تم منحه الفبلا الخاصة بمدير قسم الطب النفسي الإكلينيكي مما جعله يحضر والدته وأخته للعيش معه ... إنتهت القصه ... تحيتي لكم وأرجو أن تنال على إستحسانكم

المصدر : منتديات عبق الياسمين