زاريا قصة عن مدينة خيالية

زاريا قصة عن مدينة خيالية





في عالم بعيد، كانت هناك مدينة تسمى زاريا، حيث كان السحر والتكنولوجيا يعيشان في تناغم. كانت زاريا مدينة مزدهرة وجميلة، تضم العديد من الأعراق والثقافات والمهارات. كانت مشهورة ببرجها العظيم، الذي يصل إلى السماء، والذي يحتوي على أكبر مكتبة سحرية في العالم. كانت زاريا أيضًا موطنًا للحرس الفضي، وهو نخبة من المحاربين والسحرة الذين يحمون المدينة من أي خطر.
في يوم من الأيام، استقبلت زاريا ضيفًا غير متوقع. كان رجلًا غامضًا يرتدي عباءة سوداء، ولا يظهر من وجهه سوى عينيه الزرقاوتين. دخل المدينة دون أن يلاحظه أحد، وتوجه إلى البرج. لم يكن لديه هدف سوى واحد: سرقة كتاب قديم من المكتبة السحرية. كان هذا الكتاب يحتوي على أسرار خطيرة، قد تغير مصير العالم.
ولكن لم يكن رجل العباءة السوداء وحده من يبحث عن هذا الكتاب. كان هناك شخص آخر، امرأة شابة تدعى ليلي، وهي عضو في الحرس الفضي. كانت ليلي تعلم عن وجود الكتاب من مصدر سري، وقررت أن تجده قبل أن يقع في أيدي خاطئة. كانت ليلي مغامرة وشجاعة، ولديها قدرات سحرية فريدة.
لقد بدأ سباق بين رجل العباءة السوداء وليلي، للوصول إلى الكتاب أولًا. من سيفوز بهذا السباق؟ وماذا سيفعل بالكتاب؟ وما هو سر زاريا، المدينة الخيالية؟
لقد وصل رجل العباءة السوداء إلى المكتبة السحرية، وبدأ يبحث عن الكتاب. كان يعرف أن الكتاب مخفي في مكان سري، وأنه يحتاج إلى كلمة سر لفتحه. كان يمتلك هذه الكلمة، التي حصل عليها من مصدر مجهول. وجد الكتاب في رف مغبر، ونطق بالكلمة السرية. فتح الكتاب بسهولة، وأخذه في يديه. شعر بنبضة قوية في قلبه، وعلم أنه حقق هدفه.
ولكن في ذلك الوقت، دخلت ليلي إلى المكتبة. رأت رجل العباءة السوداء وهو يحمل الكتاب، وصرخت: “أوقف! أنت لا تعرف ما تفعله! أعطني الكتاب!” رجل العباءة السوداء انقلب نحوها، وضحك بسخرية. قال: “أنا أعرف جيدًا ما أفعله. أنا أفعل ما يجب أن يفعله أي شخص ذكي. أنا أستخدم هذا الكتاب لصالحي. هذا الكتاب يحتوي على قوة لا تُقدَّر بثمن، قوة تستطيع تغيير العالم. وأنا سأكون سيدها.”
“لا، لن تفعل ذلك!” قالت ليلي. “هذا الكتاب خطير جدًا، لا يمكن لأحد أن يتحكم في قوته. إذا استخدمته بشكل خاطئ، فإنك ستدمر نفسك والآخرين. هذا الكتاب يحمل سر زاريا، المدينة الخيالية. هذا السر ليس لك.”
“وما هو هذا السر؟” سأل رجل العباءة السوداء بفضول.
“لا أستطيع أن أقول لك” قالت ليلي. “إنه سر يجب أن يظل مخفيًا. إنه سر عن أصل المدينة، وعلاقتها بالسحر والتكنولوجيا. إنه سر عن…”
ولم تستطع ليلي أن تكمل جملتها، فقد هجم عليها رجل العباءة السوداء بسرعة. حاول خطف الكتاب من يدها، ودفعها على الأرض. بدأ صراع بينهما، كلاهما يستخدم قدراته السحرية لإيقاف الآخر. كان رجل العباءة السوداء قويًا وماهرًا، لكن ليلي كانت شجاعة ومصممة.
في نهاية المطاف، استطاع رجل العباءة السوداء أن يتغلب على ليلي، وأن يهرب من المكتبة بالكتاب. لكنه لم يكن يعلم أن ليلي قد تركت علامة سحرية على الكتاب، تمكنها من تتبعه. قامت ليلي بإخبار زملائها في الحرس الفضي عن ما حدث، وطلبت منهم مساعدتها في استرجاع الكتاب. وافقوا على ذلك، وانطلقوا وراء رجل العباءة السوداء.
رجل العباءة السوداء لم يذهب بعيدًا. كان يختبئ في مخبأ سري خارج المدينة، حيث كان يحاول فك شفرة الكتاب. كان الكتاب مكتوبًا بلغة غامضة، لم يفهمها رجل العباءة السوداء. كان بحاجة إلى جهاز ترجمة سحري، كان قد سرقه من مكان آخر. وضع الجهاز على الكتاب، وانتظر بصبر.
في ذلك الوقت، وصل ليلي وزملاؤها إلى مخبأ رجل العباءة السوداء. كانوا يستخدمون علامة ليلي لتحديد موقعه. اقتحموا المخبأ، ووجدوا رجل العباءة السوداء وهو يجلس أمام الكتاب والجهاز. صرخوا: “أسقط الكتاب! أنت محاصر!”
رجل العباءة السوداء نظر إليهم بدهشة، ثم بغضب. قال: “لا، لن أفعل ذلك! هذا الكتاب هو ملكي! أنا قد اكتشفت سره! أنا قد اكتشفت سر زاريا!”
“ماذا تقول؟” قالت ليلي.
“أقول لكم حقيقة مذهلة” قال رجل العباءة السوداء. “زاريا ليست مدينة خيالية. هي مدينة حقيقية، من عالم آخر. هي مدينة من عالم المصادر، عالم السحر والطاقة. هذا العالم كان موصولًا بعالمنا منذ زمن بعيد، حتى حدث شيء مروع. حدث انفصال بين العوالم، وانقطع التواصل بينهما. زاريا كانت المدينة الوحيدة التي نجت من هذا الانفصال، لأنها كانت تحمي نفسها ببرجها العظيم. هذا البرج هو جسر بين العوالم، وهذا الكتاب هو مفتاح فتحه.”
“ولماذا تريد فتح هذا الجسر؟” سألت ليلي.
“لأني أريد الذهاب إلى عالم المصادر” قال رجل العباءة السوداء. “أريد أن أستولي على قوته، وأن أصبح أقوى كائن في الكون. أريد أن أحكم على العوالم بحديد ونار. ولا أحد يستطيع إيقافي!”
“أنت مجنون!” قالت ليلي. “لا يمكنك فعل ذلك! عالم المصادر ليس لك! إنه عالم حي، له حقوقه وقوانينه. إذا حاولت التدخل فيه، فإنك ستثير غضبه، وسيعاقبك بشدة. علاوة على ذلك، فإن فتح الجسر سيؤدي إلى كارثة. سيحدث اختلال في التوازن بين العوالم، وسيتعرض كل شيء للخطر. هذا هو السبب في أن زاريا تخفي سرها، وتحافظ على الجسر مغلقًا. هذا هو السبب في أن هذا الكتاب يجب أن يظل مخفيًا.”
“لا تهتم بما تقول” قال رجل العباءة السوداء. “أنت لا تفهم شيئًا. أنت لا تفهم طموحي ورغبتي. أنت لا تفهم قدراتي وإمكاناتي. أنا لست مجرد رجل. أنا رجل مختار. أنا رجل مصير.”
“لا، أنت رجل مغفل” قالت ليلي.
وبعد هذه الكلمة، اشتعل الصراع من جديد. رجل العباءة السوداء حاول تشغيل الجهاز، وفتح الكتاب. ليلي وزملاؤها حاولوا منعه، وإغلاق الكتاب. كان هناك صرخات وانفجارات وبرق ودخان. كان هناك دماء وألم وخوف.
ولكن في نهاية المطاف، كان هناك فائز واحد.
ولكن من هو؟

المصدر : منتديات عبق الياسمين