الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
العبودية لله عز ولغيره هوان
العبودية لله عز ولغيره هوان
درويش علواني في الناس قوم خفاف الأحلام، ليس في عقولهم رجاحة ولا في تفكيرهم حصافة، غلب عليهم الطيش والخفة، وعلا بهم التِّيه والادِّعاء، فشمخوا بأنوفهم، وصعروا خدودهم، وحسبوا أنهم زبدة الناس وخلاصة البشرية. سمعوا مفردات ضخمة اللفظ، حسنة الجرس، عذبة الموقع في الآذان، كثيرة التأثير في النفوس، مثل: الحرية، والتجدد ... سمعوا هذه الكلمات فقاموا لساعتهم يملؤون الدنيا ضجيجًا، يا هؤلاء، رفقًا واتئادًا؛ لا تسرعوا في "تجددكم" فما أخوفني عليكم من العثرات. إن للتجدد سنة لن تجدوا لها تحويلاً؛ وهي السنة الطبيعية التي تتبع الترقي والتدرج حسب ناموس النشوء والارتقاء، الذي طبقت عليه أكثر نظم الحضارة الحديثة، وهذه السنة تقضي أن نأخذ أنفسنا بالأصلح والأنفع، وأن نَدَع الأسوأ والأضر، وأن نؤجل ما لا يمكن إلى وقت إمكانه، ونحقق ما يمكن حينما يُتاح لنا تحقيقه؛ وإذ ذاك نكون قد سلكنا الجادة وما تطرقنا للبنيات. وبعد: فلا أريد أن أطيل على القارئ الأريب بما لا يدخله في الموضوع الذي أريد، فقد سرَتْ ظاهرة في مجتمعنا وعمت أكثر مثقفينا وهي: المغالاة في تفهُّم "الحرية" و"العبودية"؛ حتى إن نفرًا منهم أمعن في هذه المغالاة فترفع باسمه، كارهًا أن تكون فيه كلمة "عبد"، وعمد إلى بترها إشفاقًا على "حريته" من المساس، غير متفطن إلى معنى العبودية في هذا المقام، فإذا بنا نجد من يكتبون أسماءهم مثل: عزيز، غني، رؤوف... بقصد وعمد، لا اختصارًا ولا اقتصادًا. أرأيتكم ما فهمتموه من معنى "العبودية" و"الحرية"؟! تبًّا لحرية تأبى عليكم أن تكونوا عبيدًا لله! وخسارة لسعيكم إذا أردتم الظفر في التغلب على عبودية الله! سمعت أحدهم يقول: "إن الصلاة تُعوِّد المرء على الذل؛ إذ تأمر بالسجود والركوع، وتعفر الجباه بالغبار، وتلوث الآناف بالأدران، وأن الضراعة إلى الله تميت النشاط والفعالية، وتفقد المرء اعتداده بنفسه واعتماده عليها، وتجعله كلاًّ على غيره وأن وأن..." إلى ما تلفظه النفوس الزكية، وتمجُّه القلوب الطاهرة النقية. أيكون المثول بين يدي الحقيقة الأزلية ذلاًّ وخضوعًا، والاعتراف بالقوة المسيرة القاهرة عارًا وهوانًا؟! يا للشقاوة! متى كانت الضراعة إلى الخالق تميت الهمم وتفتر العزائم؟! ومتى كان التوجه إليه يفقد النشاط والفعالية؟! العبادة تُطهِّر النفس من شوائبها، والروح من أدران المادة، وتجعل القلب والعقل معًا يتوجَّهان إلى الخير والحق والجمال. العبودية لله كفران بالعبودية لغيره، وهي له واجب محتم، ولغيره من الخلق نقيصة شائنة وعيب مرذول. فيا دعاة الحرية، تحرروا من ظلم الأوهام، وتخلصوا من قيود التقليد فإنها كادت تأخذ منكم بالخطام. المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثالثة، العدد الأول، 1356هـ - 1937م
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 02:00 AM
|