الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الكفر والكافرون في القرآن الكريم
الكفر والكافرون في القرآن الكريم
الشيخ عبدالله بن حمد الشبانة أوَّلاً: مقدمة الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبيِّنا محمد، المبعوث رحمة للعالَمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: فقد شنَّ أعداءُ الإسلام المعاصرون من الغربيِّين حربًا ضروسًا لا هوادةَ فيها على الإسلام والمسلمين، سلاحُهم فيها السَّنان واللِّسان معًا، الآلة والفِكر جميعًا، فَسيَّروا جيوشَهم وأساطليهم لاحتلال بعضِ البلاد الإسلاميَّة، وتدميرها وقَتْل أهلها الأبرياء وهدْم منازلهم فوقَ رؤوسهم كما حَدَث في أفغانستان والشيشان، وكوسوفا والبوسنة والهرسك، والصومال والعراق، وغيرها، وخَدعوا العالَمَ كلَّه بما سَمَّوه أحداث الحادي عشر من سبتمبر في كذبة كبرى صدَّقوها، وأجبروا العالَم على تصديقها بالقوَّة؛ ليخترعوا بموجبِها ما سَمَّوه "الحرب على الإرهاب" دون أن يُحدِّدوا ما الإرهاب الذي يُريدون محاربته؟ ما حدودُه؟ ما معالِمُه؟ ما صفاتُه؟ ما شكلُه؟ ما ماهيَّته؟ من أين يبدأ؟ وإلى أين ينتهي؟ لم يُحدِّدوا شيئًا من ذلك، ولم يُجيبوا عن سؤال واحد من تلك الأسئلة التي تدور في أذهان المهتمِّين والمتابعين في كلِّ الدنيا، وإنَّما اعتمدوا على قوَّتِهم وجبروتِهم في الأخْذ بأسلوب الهيمنة والغَطْرسة والصَّلف والغُرور، فصنَّفوا العالَم كلَّه إلى معسكرين ومحورين لا غير. أحدهما: محور الخير، وهم في مقدِّمته - زعموا . والآخر: محور الشَّر، وهو كلُّ مَن خالفهم، واحتجَّ على ظلمهم ووقف في وجْهِهم، وبلغ بهم صَلفُهم وغرورُهم أن قال قائلُهم: "من لم يكن معنا فهو ضِدنا"، وأن يعلن كبيرُهم "أنَّها حرب صليبيَّة"، وبدأتْ حربُهم الضروس باللِّسان متمثِّلاً في إعلام موجَّه حاقد مسموم، يقلب الحقائقَ، ويضع الأكاذيب ويشيعها، ويتَّهم الأبرياء، ويُزوِّر التاريخ، ويسيء إلى الإسلام والمسلمين خاصَّة من بين أديان الأرض كلِّها، ومذاهبها وطوائفها جميعًا، فقد أصبح الإسلام والمسلمون في نظر ذلك الإعلام الحاقد مرادفًا للإرهاب في كلِّ قول يقولونه، أو كتابة يكتبونها، أو تعليق يُعلِّقونه، أو ندوة أو محاضرة أو بَرنامج، أو كتاب يؤلِّفونه، والإسلام والمسلمون الحقيقيُّون من ذلك بَراء؛ لكنَّه الحِقد الأعمى، والبُغض الشديد، والكُره المقيت للإسلام والمسلمين. واستغلُّوا ما يقع من بعض المنتسبين إلى الإسلام مِن تفجير، أو تدمير، أو إساءة - أبشعَ استغلال، فعمَّموا فِعلَهم ذاك على المسلمين جميعًا، وآخذوهم به، وازدروا بسببه الإسلام كدِين، ورَموه بالعظائم والموبِقات متغاضين كلَّ التغاضي عمَّا يقع من ذلك كلِّه من غير المسلمين، إذ معلومٌ أنَّ تلك الأفعال الهمجيَّة الشائنة، من قتل الأبرياء والتفجير، والتدمير والإيذاء والإساءة - طبعٌ بشري لا يختص به دِين ولا طائفة، ولا قوم ولا مذهب، وإنَّما هو سِمة بشريَّة يشترك فيها غيرُ الأسوياء من البشر جميعًا، دليلُ ذلك أنَّه يقع الكثيرُ من تلك الأفعال الشوهاء غير السوية، وغير المرضيَّة في معظم دول العالَم، ومن أتباع مختلف الأديان والمذاهب والطوائف، حيث وقَعتْ وتقع في أمريكا وأوروبا النصرانيَّة، وفي فلسطين المحتلَّة من اليهود، وفي الهند الهندوسيَّة، وفي بورما البوذية، وفي الصين، وفي غيرها من أرض الله الواسعة، يقوم بها رِجالٌ ونِساء من مختلف الأعمار والمشارب والاتجاهات، فلماذا يُوصم بها المسلمون وحدَهم؟! ولماذا تُلصق بالمسلمين دونَ سواهم، مع أنَّ الأكثر منها هو ما يقع مِن غير المسلمين؟! لتَصدقْ أمريكا فتُخبرنا عن عدد المنظَّمات الإرهابيَّة لديها داخلَ أمريكا ذاتها، ولتصدق مع نفسها فتُشير بأصبع الاتهام لآلاف المنظَّمات الإرهابية التي تحترف الإرهـاب فعلاً في كثير من دُول العالَـم، في أيرلنـدا، وفي اليابان، وفي... وفي... لماذا لا تُشير إليها؟! لماذا تسكت وتتغاضَى عنها؟! أتدرون لماذا؟ لأنَّهم ليسوا بمسلمين، ولأنَّ دِين تلك المنظمات والإرهابيِّين فيها ليس الإسلام، هذه هي الحقيقة المُرَّة التي لا يُريدون الاعتراف بها حينًا، ويَغلبهم حِقدُهم الذي يفيض من قلوبهم فيخرج على ألسنتهم اعترافًا بها أحيانًا. ويَمضُون مُوغِلين في اتهام الإسلام دِينِ المسلمين بأنَّه دِين القسوة والكراهية والعداء للآخرين - كما يقولون - وأنَّ المسلمين دمويُّون متعطِّشون للدِّماء، وأنَّهم دعاة تكفير وتفجير، وأنَّ مناهجهم التعليميَّة لا تُخرِّج إلاَّ الإرهابيِّين؛ ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا ﴾ [الكهف: 5]. وهم في اتِّهاماتهم تلك للإسلام والمسلمين يضربون صفحًا عن مناهج اليهود في تعليمِهم ومدارسهم التي تعجُّ بذلك كلِّه علانية، ودون مواراة في احتقار للآخَرين من غير اليهود، واستعلاء ذميم بغيض بَلَغ بهم حدًّا سَمَّوا أنفسهم شعبَ الله المختار، وأنَّ الآخرين - كل الآخرين - إنَّما خُلِقوا لخدمتهم، ليس إلاَّ. فأين الغرب الأعمى أو المتعامي عن تلك المناهج اليهودية، وما تمتلئ به من الحِقد والكراهية والإقصاء؟! ولا جوابَ على هذا السُّؤال إلاَّ أنَّ الكفر ملَّة واحدة، وأنَّ الإسلام الذي هو دِين الله الحق الخاتم لجميع الأديان هو العدوُّ في نظرهم جميعًا، الذي تجبُ محاربتُه، والوقوف في وجهه، والإساءة إليه وإلى أهلِه بكلِّ سبيل، ومن كلِّ طريق. لقد حاولوا زعزعةَ ثِقة المسلمين في إسلامهم، وأرادوا أن يُوجِدوا من المسلمين مَن يقف في خَندقهم، ويُحارب دِينَه معهم، ففتحوا أبوابَ سائر وسائل إعلامهم المقروء والمسموع والمرئي لأولئك المخدوعِين من المسلمين، وزيَّنوا لهم اتِّهامَ دِينهم بتلك التُّهم التي روَّج لها الغربيُّون، ووصم المسلمين بالتكفير والإقصاء، والتَّشدُّد، وغير ذلك من الصِّفات المنفِّرة المكروهة، ومحاربة كلِّ ما يدعو إلى الإسلام أو يربِّي عليه، أو يُفقِّه فيه، فحاربوا المراكزَ والمخيَّمات، والملتقيات الدعويَّة، وحاربوا جمعياتِ تحفيظ القرآن الكريم، والجمعياتِ الخيريَّةَ، والمكتبات الإسلامية. وفعلتْ تلك الحرب الجهنميَّة على الإسلام والمسلمين فِعلَها، أو كادتْ، فتوارَى كثير من المسلمين خجلاً وخوفًا من أن يُوصموا بشيء مِن تلك التُّهم الجاهزة، وأصبح المسلم العاميُّ غير المتفقِّه في دِينه في حَيْصَ بَيْصَ، من شدَّة تأثير تلك الحرْب الإعلاميَّة القذرة عليه وعلى دِينه، حتى لقد تردَّد الكثيرون منهم في دعم المناشط الإسلاميَّة ومؤازرتها والوقوف معها؛ خوفًا من أن يُوصفوا بإرهاب، أو يُوصموا بدعمه. ووصل الأمرُ بكثير من عامَّة المسلمين إلى التوقُّف عن الحديث كليَّةً عن مصطلح الكفر والكافرين، وهو مصطلح قرآنيٌّ تفيض آياتُ القرآن الكريم بالحديث المفصَّل عنه؛ بل لقد بلغ الضَّعف والخَور ببعض المسلمين إلى التوقُّف والشَّكِّ في تكفير من كفَّره الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خشيةَ أن يوصف بأنَّه تكفيريٌّ، أو يُوصم بأنَّه إقصائي متشدِّد. وغير خافٍ على مَن يفقه دِينَه، ويعرف كتاب ربه - سبحانه - وسُنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ مصطلح "الكفر"، ووصف "الكافرين" مصطلح متقرِّر في الشريعة الإسلاميَّة، وأصلٌ أصيل فيها، ومَعْلَم بارز من معالِمها؛ بل إنَّ الإسلام كلَّه إنَّما جاء لدعوة الكافرين للدُّخول فيه، والانضواء تحت لوائه، وبَعثةُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إنَّما كانت لإخراج الناس من ظلمات "الكفر" إلى أنوار الإسلام، يُثبت ذلك ويدلُّ عليه مئاتُ الآيات القرآنيَّة الكريمة التي تحدَّثت عن الكُفر والكافرين بصراحة، ووضوح لا خفاء فيه ولا مواربة، بل لقد وَرَدتْ تلك الآياتُ بمختلف الاشتقاقات اللُّغوية لكلمة "كفر" بالأفعال وبالأسماء، بالمفرد وبالتثنية وبالجمع، بالتذكير والتأنيث، وهكذا حتى لا يبقى مجالٌ للشكِّ في أنَّ الكفر وصفٌ قائم يتَّصف به كلُّ مَن لا يؤمن بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - نبيًّا ورسولاً منذ جاء الإسلام، وأشرق نورُه من بِطَاح مكَّة، وحتى يرثَ الله الأرض ومَن عليها. وتذكيرًا بذلك، ودفاعًا عن إسلامنا العظيم في مقابل هجمةِ أعدائه الشَّرسة عليه، وبيانًا للحقِّ والحقيقة؛ كتبتُ هذه الأسطرَ عن الكفر والكافرين في القرآن الكريم؛ رصدًا للآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها لفظُ الكُفر أو أحد مشتقَّاته، وبيانًا للفوائد المأخوذة منها في خِتام ذلك الرَّصد، حتى يعلم كلُّ مطَّلِع عليها أنَّ الوصف بالكفر لِمَن ينطبق عليه فعلاً دينٌ يَدين المسلم به ربَّه، وأن هنالك فَرْقًا كبيرًا بين أن أكفِّر مسلمًا، أو أكفِّر كافرًا كفَّره الله ورسولُه - صلَّى الله عليه وسلَّم. وقد خلط أعداءُ الإسلام بين الأمرين، وأرادوا الاصطيادَ في الماء العَكِر، بحيث يُنفِّرون المسلمين من الوصْف بالكُفر لسائر الناس، حتى الكافرين حقًّا منهم من اليهود والنصارى، والوثنيِّين والملاحدة منكري الإله والبعث والحساب، والمشركين الذين يَعبدون غيرَ الله، أو يعبدون غيرَه معه، فهؤلاء جميعًا كافرون بتكفير الله لهم، شاء الغربُ أم لم يشأْ، ورضي أم لم يرضَ، فلسنا نبحث عن رضاه، وإنَّما نبحث عن رضا الله ربِّنا وخالقِنا ومولانا، لا إلهَ غيرُه، ولا ربَّ سواه، فكلُّ مَن انطبق عليه وصْف الكفر، فهو كافرٌ، أيًّا كان لونُه وجِنسه، ولُغته وقُرْبه وبُعْده. لكنَّنا لا نُكفِّر المعيَّن حتى تتحقَّق فيه صِفاتُ الكفر وشروطه، وتنتفيَ عنه الموانع ممَّا هو معلوم من الدِّين بالضرورة، وإنَّما يقال كلُّ مَن لم يؤمن بالله ربًّا، ويُفرده بالعبادة وبالإسلام دِينًا، وبمحمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - رسولاً ونبيًّا فهو كافر. لقد حرص الإسلام على إقامة جِدار صُلب عازل بينه وبين الكُفر ومَايَزَ بين الفريقين بدءًا وانتهاءً، فالمسلمون هم الذين ربُّهم الله، ودِينهم الإسلام، وكِتابُهم القرآن الكريم، ورسولهم ونبيُّهم محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - والكافرون هم مَن ليس كذلك، وهم مِلل وطوائف شتَّى، لا يجمعهم إلاَّ الكُفر. لكنَّ هؤلاء الكافرين يُريدون إزالةَ ذلك الحاجز - الذي أقامه الإسلام بينَهم وبين المسلمين - حتى تختلطَ الأوراق، وتذوب الفوارق، ويتحلَّل المسلمون من إسلامهم ويلتحقوا بمعسكر أولئك، ويعيشوا مثلَهم كالبهائم، ومصداق ذلك كلِّه قولُ الحق - جل في علاه -﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89]، وقوله - سبحانه -﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة: 109].
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 03:33 PM
|