ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا



عبق أقصوصة من زبرجد حكاياتكم ✿ خاص بفيض إبداعاتكم الحصرية والغير حصرية بأقلامكم فقط ﹂ ✿

إضافة رد
#1  
قديم 26-10-2020, 03:09 PM
محمد البهلوان متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1853
 اشراقتي » Oct 2020
 كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
آبدآعاتي » 333,373[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان













اولاً نفكركم بالجزء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع وانتظروا مفاجأة هذا الجزء


الجزء الأول

كان ياما كان يا سعد يا إكرام ولا يحلي الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام
كان فيه زمان رجل فقير غلبان إسمه عواد عدوي أبوه مات وهو لسه إبن ست شهور فرباه جده وياريته سابه يعيش في ملكوت ربنه لوحده ، لكن خذه وعذبه وبهدله ، كان عواد المسكين وهو لسه إبن سبع سنين شغال يا عيني من النهار لليل في الفرن في منوف عمال يشيل ويودي علشان أخر النهار ياخد قرشين وبعد ده كله يأخدهم جده ، كل ده وأم عواد مش قادرة تعمل حاجة لابنها وسابته لجده وراحت تتجوز راجل من أغني الناس في منوف ، إسمه محمد البدوي ، وأصبح جد عواد هو الذي يأمر وعواد هو الذي يطيع ، ياله من شقاء لهذا الطفل المسكين .
عواد كان يتمنى دخول المدرسة لكي يتعلم مثل أي طفل ولكن هيهات !
إزاي جده يدخله المدرسة .
وفي عمله في الفرن الناس كان بيعطفوا عليه لانهم عارفين ان جده بياخد اجرته منه ، فزودوه قرشين كمان فأصبح أجره أربع قروش دفعه واحده ( وهذا يعتبر مبلغ كبير في هذا الزمن ( أواخر الثلاثينات ) من ا لقرن الماض ) فحاول عواد ان يدخر القرشين علي قد ما يقدر فكان تقريبا كل يوم يصرف قرش على طعامه ، والقرش الباقي يدخره لكي يتلحق بالكُتاب لكي يتعلم القراءة والكتابة ، فكان بيهرب من جده بعد أن يعطيه اجره طيلة النهار ويقول له انا رايح العب مع اصحابي ، فيندهش جده ويقول له أنت لسه فيك حيل تلعب ويذهب الي الكُتاب وهناك صاحب أول صديق له وهو إبراهيم الفلاح وكان مثله يتيم ولكنه كان يتم الام وابوه متزوج ايضا فتعلقا ببعض اشد التعلق .
وكان كلا منهما يشكو للأخر ، فعواد دائما ما يشكو من قسوة معاملة جده له فهو لا يزال طفلا علي العمل ، وابراهيم يشكو من زوجه ابيه العنيفه معه دائما .
وعندما اخبر ابراهيم عواد بانه في السنة الأولي بالابتدائية ويذهب للكُتاب لحفظ القرأن والمراجعه علي القراءة والكتابة ////// شعر عواد بالحسرة والانكسار لماذا هو غير كل الاطفال أنه يريد ان يتعلم مثله فغار من صديقه وذهب عند امه وحيدة ليبكي علي صدرها ويقول لها إنه يريد ان يذهب للمدرسة لابد ان يذهب للمدرسة ............... فبكت أمه لبكائه وذهبت لجده لتخبره ان عواد سيعيش معها فقال لها بصوته الجهور
ازاي انا جده أولى بيه منك يا مرأة البية
لقد كانت تخافه فمعروف عنه الشدة والقوة
فقالت له أنا سأعطيك القرشين كل يوم ولا أقولك هاديلك جنية كل شهر
وهنا برم الجد شنبه باصابعه وقال لها أنا وخده عشان اربية ومادومتي مصرة ماشي ما انتي امه برضه وتخافي عليه اكتر مني .
وكانت امه وقتها حامل وبالفعل اتي عواد مع امه ليعش معها ومع زوجها محمد البدوي

وفي البداية كان زوج امه حنون جدا علي عواد اكتر من جده فقرر دخوله المدرسة في العام القادم ولكن ياللحسرة ومع ذلك اصر علي عمله ليلاً في الفرن ، فيا لصبرك يا عواد
في النهار مدرسة وفي الليل عمل بالفرن . وكأنه خلق ليشقى
وظل هكذا إلى انهي دراسة الابتدائية
وفي خلال هذا الفترة أمه تلد من زوجها أخواته محمد رضا وسعاد وحبيبة

وفجأءة اخبرة زوج امه بان يترك المدرسة بعد ان حصل علي الابتدائية وكفي هذا المقدار من التعليم ويجب عليه ان يعمل وردتين في الفرن ليزود دخله ليعاونه في مصروف البيت

فقال له عواد
انت محتاج لاجري انت ماشاء الله مش محتاج
فيفاجا عواد بالصفعة علي وجه
ويقول له زوج امه
امال تقعد هنا بلوشي
فيا لشقاء المسكين
في المدرسة نهارا وفي العمل ليلا وهو تقريبا متكفل بكل مصروفاته ورغم ذلك مش عاجب
ومطالب بان يترك المدرسة بالرغم من انه كان متفوق ويعش التعليم
فذهب الي صديق عمره ليشكو له والذي اختصر الطريق واختار ان يترك المدرسة بعد سنة رابعة ابتدائي ليكمل تعليمه في مدرسة الحياة ، وحكي له ما حدث من زوج أمه وإن أمه مش قادرة تعمل حاجة
فقال له إبراهيم هو ن علي نفسك يا عواد انت متعلق بالمدرسة للدرجة دي ، بص يا صاحبي جوز امك هينفذ كلامه يبقي خلاص الدموع دي مش هتفيدك
فرد عليه عواد
يعني ايه حرام والله اللي بيحصل لي ده
من ساعة ما وعيت علي الدنيا وانا بصرف علي نفسي دنا بأكل في البيت طقة واحدة بس حرام
فقال له ابراهيم
مش عارف اقول لك ايه يا صاحبي
فرد عليه عواد
خلاص مفيش غير اني اهرب
فرد عليه ابراهيم
تهرب
ايوه ههرب
فين
علي مصر طبعا
وانبهر ابراهيم بالفكرة وقال له معاك يا صاحبي
ايه في منوف لقيناه حلو
تسقط منوف تسقط منوف
الجزء الثاني (2)
وفي محطة رمسيس وصل عواد وإبراهيم والذهول والإندهاش يصاحب عيونهما فما كل هؤلاء الناس الذين تشكلوا علي هيئة أمواج ، وكأن الناس كلها نازحين إلى القاهرة مثلهم ، و\الكل ينزل من قطاره في سرعه لما يعتادها في قريتهم ، فهذا يمشي ممسك بحقيبته وكأنه يجري ليبحث عن وسيلة مواصلات وهذا يجري ممسك بزوجته البدينة ويجرها جراً لكي يلاحقا بالقطار الذي أوشك ان يغادر المحطه ، الكل يعلم وجهته جيدا ً ولكن لا يعلمان لهم وجهه ، ماذا سيفعلان في تلك المدينة الواسعة ، كان كل تفكيرهام ينصب علي كيفية الهروب وتدبير أكبر كمية نقود وتجهيز حقيبة الملابس وترك رسالة لكل أسرة لشرح أسباب الهروب فإبراهيم يترك رسالة لوالده يخبره فيها بانه السبب في هروبه في إنه تزوح من إمرأة تعامله بعنف شديد لدرجة كره معها الحياه ، وترك عواد رساله لأمه المغلوبة علي أمرها وأخبرها بإنه لن يتنازل عن تحقيق أحلامه أبدا وسيكمل تعليمة رغم كل شيء ، ورغم طيبة قلبها ولكنها دائما مهزومة ولم تستطع أن تحميه سواء من جدها الظالم أو زوجها الذي يريد منه أن ينفق على أولاده أيضا .
أمسك الطفلان ببعضهما البعض خوفاً من أن ينجرفا وسط الأمواج الهائلة من البشر
- هنعمل إيه يا عواد
= مش عارف
- مش عارف مش دي كانت فكرتك
ومن عين عواد تنشق دمعه جريجه ويمد يده ليربت علي كتف صديقه
- ويقول له ولا يهمك تعالى الأول نخرج من المحطة
وفي خارج المحطه يزداد البحر أمواجا فالناس في كل مكان وأصوات في كل مكان
إسكندرية إسكندرية
منصورة منصورة
يقف عواد فجأة ويقول لإبراهيم
- إيه رأيك نسأل عن بيت إيجار
- بيت إيجار بكان
- نسأل ونعرف
وذهبا إلى بقال بالقرب من محطة الأتوبيس
- يا عم لو سمحت هو فيه بيت قريب هنا إيجار
عاوزين بيت ايجار
فرد الرجل بإندهاش
- بيت إيجار ليه يا ولاد
- علشان نسكن فيه يا عمي
- تسكنوا فيه أمال بيتكوا فين
- أحنا من المنوفية
-هو إنتوا هاربنين من أهلكم ولا إيه ، حرام عليكم زمنهم دلوقتي بيموتوا عليكم من القلق ، ارجعوا لأهلكم أحسن
وعندما رأوا الرجل يقول لهم ذلك أخذوا بعضهم وقالو لهم عمرنا ما هنرجع أبدا ، أحنا مالناش حد في المنوفية ، شكرا يا عم
وفي الطريق سألوا شاب لعله يدلهم علي مكان ولكنه لم يكن عنده الوقت الكافي ليرد عليهم فتركهم وكأنه لم يسمع منهم شيئا ، سألوا كثيرا ولا مجيب ولا رد شافي


يالها من مدينة ....، شوارع واسعة ، سيارات فارهه سريعه ومباني ضخمة ولكن تلك المدينة لم تحتويهم ولم يتسع حضنها لهم .
وفي أحدى الميادين القريبة من رمسيس جلسوا ليستريحوا قليلا ولكنهم دون أن يشعروا إستغرقوا في النوم ، لعلهم يجدوا مكان في أحلامهم وإستيقظوا بعد قرابة الساعتين على صوت أجش من رجل بدين وكأنه بطنه علي هيئة الكرة الأرضية وله شارب يكاد يصل إلى رقبته وأصلع إلا من قليل من الشعر على جانبي رأسه
- إنتوا قاعدين كده ليه
- إبدا يا عم مستنين الأتوبيس
- اتوبيس إيه
فصمتا قليلا والخوف والرعب يسيطر عليها من منظر هذا الرجل المخيف .
- ياعم أحنا مش من هنا
- يعني إيه أمال انتوا منين تايهين ، ولا إيه بيتكوا فين وأنا أوديكوا
فرد إبراهيم عندما شعر أن الرجل ظاهره غير باطنه فمنظره يدل على انه وحش جسور ولكنه رجل طيب .
- يا عمي أحنا من المنوفية وعاوزين نأجر بيت
- بيت مرة واحدة ، ما انتوا جايين من عز طبعا ، الارياف ولا بلاش
- اوضة علي قدنا ، اي حاجة
- تعالوا باتوا عندي الليلة دي وبعدين نتكلم علي راحتنا .
فاخذهم الرجل في التاكسي الخاص فعندما رأهم علي تلك الهئية وهم نائمين كل صديق علي كتف صديقة فرق لحالهم وذهب ليوقظهم ويعرف ماذا وراءهم
فذهبوا معه حيث يقطن في حلوان .
وكان في داخلهم بعض الريبة والشك من هذا الرجل ولكنهم قالوا قدر أخف من قدر
سننام عنده الليلة أفضل من التشرد في الشوارع .
وفتح الرجل باب منزله واستقبلته زوجته ولامته علي التأخير
وعواد وإبراهيم يجران رجليهما لكي لا يدخلا من الخوف والخجل لانهما يدخلان بيت لأول مرة .
وعندما ارادت المرأة إغلاق الباب لاحظت الطفلين فقال لهم زوجها
- إدخلوا يا ولاد
- مين دول يا راجل
- إبدا دول ولاد من الأرياف هاربنين من أهلم
- هو إنتوا بقيت ملجأ ولا إيه
- يا شيخه حرام عليكي دول أولاد باين ع ليهم ولاد ناس ، عايزين نعرف حكايتهم إيه ، إعملي عشا بسرعه ز
- تعالوا يا ولاد احكوا لي بقي الحكاية ، حكايتكم ايه بالضبط
فروا له حكايتهم بالتفصيل فرق الرجل لحالهم منه شدة وقسوة الحياة عليهم .
فقال لهم - لازم ترجعوا لأهلكم لان رغم الحكاية دي أبوك يا ابراهيم وامك يا عواد زمنهم ميتين عليكم من الخوف .
ولكن عواد اخبره بانه لن يعود لزوج الأم الذي يريد أن يتحكم في مصيره .
ونفس الشيء لإبراهيم الذي كره الحياه بسبب زوجه ابيه التي نكدت عليه عيشته
وهنا قام الرجل وقال بعلو صوته
- بكره ان شاء الله هوديكوا لاهلكم ، ناموا كويس ، بلاش لعب عيال ، انتوا مش حاسين أهلكم عاملين إيه دلوقتي .
وكانت الأم المغلوبة والده عواد في نفس التوقيت وبعد يوم حافل مبكر بكت فيه نهر من الدموع ، بعد أن قرأ لها زوجها رسالة إبنها ورد في النهاية في ستين داهية ياله من قلب متحجر ولم تنطق بكلمة وحبست دموعها بداخلها نيران إنها الآن تبكي وحيده على هروب إبنها ، إلى متى ستظلين هكذا مغلوبة علي أمرك ، إلى متي تسمحين بالآخرين يحدودن مصيرك ومصير إبنك
أين انت يا عواد تعالي لحضن أمك ، إين أنت أكاد أموت إنت لست بالقرب من حضني ، تعالي لأمك ياحبيبي
وابو ابراهيم ، في تلك اللحظة لا تنام عيونوه لماذا ترك إبنه حياته لماذا يهرب ابنه منه
اكيد من تلك الإنسانة التي ترقد بجواره في السرير ، تنام عيونها وكأن شيئاً لم يكن ، لقد تساهل كثيراً معها ، فياما ضربته أمامه وهو لا حراك هي السبب بل هو السبب
وعندما سمع الطفلان كلام الرجل وغضبة وانه سيرجعهما لاسرتهما .
لم يردا عليه ولكنهما استسلما لنوم عميق ولكن عواد استيقظ مبكرا كعادته والبيت كله نيام وأيقظ صديقه إبراهيم فاخذا حقيبتهما وتركا البيت ورساله لهذا الرجل ويشكرانه ولكن ماذا يفعلان في حلوان تلك وأين الطريق ، ها هما يمشيان كثيراً لعل أحد يساعدهما في النجاة والعثور علي عمل ومسكن ليكملا مشوار الحياه .
التعب الآن يكاد يهزمهما من المشي فأرجلهما لا تسطع السير أكثر من ذلك
تحدثت نفسهم عليهم وقالت ألم تكن منوف أفضل من تلك المدينة الواسعة
أين أنتم أين أنتم
وفي نفس واحد قالوها
تعيش منوف تعيش منوف

10-2-2002 الأحد

الجزء الثالث (3)
وبعد أن أنهى التعب والإرهاق كل مقاومة لهما جلسا علي أحد الأرصفة إلى أن أنتهت ليلتهما وهم علي تلك الحالة فناموا علي الرصيف ، وفي الصباح أخبر إبراهيم صديقة بأنه سيرجع ثانيا لمنوف لانهم لن يستطيعوا العيش هنا في تلك الأرض الواسعة .
ولكن عواد قال له بصوت عالي
- لن أرجع مهما حصل ، لازم تصبر يا إبراهيم لحد ما نشتغل
فقال له إبراهيم
- الفلوس قربت تخلص ، كل يوم يعني هنام في الشارع ، منوف أرحم بنا ، لا ياعم مرآة أبويا أحسن
أنا عاوز منك بس تمن التذكرة
وهنا بكي عواد
حتى صديقة سوف يرحل عنه ، وسيبقي هنا لوحدة
ما العمل ما الحل في تلك المشكلة
في منوف
يوجد رجل يريده ان يعمل فقط ولا يدرس ولا يتعلم
وكأن قد ولد وولد معه الشقاء والعناء
وهنا غربة وليس هناك مصدر رزق وهو لا يزال صغيرا
حتى صديقة ونيسة سوف يتركه
بكي عواد لاصرار صديقه على الرحيل
فقال له
- هتوحشني يا صديقي
فرد ابراهيم
وانت كمان يا عواد ، ارجوك تعالي نرجع نعيش وسط اهلنا همه أهلنا برضه ، قوللي بس هتعيش إزاي
فرد عواد
- ماليش حد في المنوفية ، انا هرجع تاني حلوان لسواق التاكسي
أنا هبدأ المشوار من هناك ، ومش هرجع ابدا الا .....
وهنا اخذه ابراهيم بالاحضان
وبكي الطفلين معاً
رحل إبراهيم وترك صديقه وحيدا ً وسط تلك المدينة ، ليس له قريب ولا غريب
ولكنه يعرف سائق التاكسي فذهب له وحضنه الرجل واستقبله احسن استقبال
فقال له
- كنت فين يا بني وفين صاحبك
ففال له عواد
- صاحبي رجع المنوفيه
فقال له
- وانت لازم ترجع لاهلك برده
فقال له عواد وهو يبكي
يا عمي لو عايز تساعدني بصحيح أنا مش عايز ارجع لجوز أمي ، مش عايزني أروح للمدرسة وأمي مبتقولش حاجة ، حرام حرام
أرجوك أنا هبعتلها كل فترة جواب هطمنها عليا .
وبالفعل وعده الرجل بألا يخبر اهله شيئا بل وعده بالحصول له علي عمل مناسب وفعلا ً بعد يومين حصل له علي عمل في المصانع الحربية بشهادته الإبتدائية .
وبدأ عواد عهد جديد ليحقق طموحه ويكمل تعليمه ويبدو إن حلوان ستكون مدينته الجديدة
فأحب تلك المدينة من كل قلبه
تعيش حلوان تعيش حلوان
تم الجزء الثالث
الجزء الرابع (4)
وبعد أن أستقر عواد مع سائق التاكسي في منزله والذي كان بالنسبة له اب حنون وعطف عليه كثيراُ عوضه عن حنان وحضن امه المفقود هناك في منوف ، وأولاد سائق التاكسي كانوا يحبونه كثيراُ ، كان مثل أخوهم بالضبط يأكل معهم ، يذاكر معهم ، يلعب معهم ، لم ينغص حياته سوى بعض المضايقات القليلة من زوجة سائق التاكسي وكلامها الحاد بعض الشيء معه أو مع زوجها بسبب وجوده في منزلهم .
ورغم تعب عواد الشديد كل يوم لأن يومه طويل جدا عمل شاق في المصانع الحربية في حلوان ثم مذاكرة مساء ، إلا أنه كان في منتهي السعادة لانه يتعلم يتعلم يتعلم مع عمله وكل شيء من أجل التعليم والدارسة
وانتهي أول عام دراسي له في الصف الأول الإعدادي .
واخذ اربع أيام اجازة من عمله ليقرر ان يرى امه ويذهب الي بلدته منوف وفرح لذلك جدا سائق التاكسي
لان امه اكيد مشتاقه له وتتمنى ان تراه .
دخل المنزل ...... وجد والدته ومن حسن حظهما لم يكن زوجها موجود لم تصدق عينيها اخذته في حضنها
واخذت عينها في البكاء الشديد ، فكم كانت مشتاقه له وكن كان بعده دون إرادتها ، وكم كان عواد مشتاق لأمه .
- حرام عليك يا عواد تبعد عن أمك حبيبتك ، ازاي قادر تعيش بعيد عني حضني أزاي
- إصبري يا أمي ، أنتي طبعا عارفه اخباري من الجوابات اللي ببعتهالك وبيقراهالك ابراهيم
-الله يكرمه يا بني كل جواب يجيله يجي يسحب ويقراهولي .
- أنا إن شاء الله يا أمي كل اجازة من دلوقتي هقضية معاكي
كفاية عياط بقي يا امي ، حرام عليكي مش قادر
- مكتوب عليكي الشقا يا ضنايا وانت لسه صغير كده
- ابنك راجل يا امي
- طبعا راجل وسيد الرجالة ، بس انت لازم ترجع وتعيش معايا يا عواد ، لو حتى أطلق مش مهم يا بني خلاص أنا مش قادرة علي بعدك عني .
وإذا بسعاد أخته ( من الأم ) تدخل هي واخوها محمد رضا وتقول
- هو مين ده يا ماما
فترد عليها امها وهي تمسح دموعها
- ده أخوكي يا سعاد ، إنتي نسيتيه ولا إيه ، دي يدوبك سنة اللي غابها عننا ، ايه شكله إتغير للدرجة دي ، ولاإنتي مش فاكره شكله كويس ماهو يا عيني من صغره شقيان هتشوفيه فين .
وفي الساعة الرابعة عصراً وبعد ان جلس مع أخواته ووالدته قال عواد لأمه
- لازم أمشي عشان عارف ان عم محمد بدوي هيجي يتغدى دلوقتي ، مع السلامة يا أمي
- عواد يا بني حرام عليك حرام عليك
- معلش يا أمي ، لازم أمشي
ويدخل فجاءة زوج والدته محمد بدوي ويرى عام بعد غياب عام
- معقول ظهرت تاني يا سبع البرمة ، كنت فين طول ا لمدة دي ، مش عيب عليك تهرب ياله، كل ده عشان بقوللك إن ليك أخوات صغيرين لازم تكون جنبهم ترعيهم ، خلاص بتحب المدرسة أووي ، أديك إتشردت أهو لا مدرسة ولا يحزنون
وهنا يرد عواد وتملا ملامح وقسمات وجهه ابتسامه عريضة كلها سخرية وفي نفس الوقت كبرياء
- أنا في سنة تانية في الثقافة العامة يا عمي ، وهكمل تعليمي إن شاء الله مهما تكون الظروف
- لا فالح طب عايش فين وبتأكل إزاي ، عيل زييك لسه ماكملش 13 سنة ازاي قادر تعيش في مصر
- الحمد لله ربنا مابينساش حد
- مع السلامة يا أمي
- وترد أمه وكلها حسرة والدموع تنهمر من عيون مكلومة علي فراق ابنها الغالي
- مع السلامة يا عواد
وتقول لزوجها الواقف امامها بكل برود
- حرام عليك ، هاته أمسك فيه رجعه صالحه
وعواد يسمع كلامها مع زوجها وهو خارج من المنزل والزوج كلوح الثلج لا يسمع شيئا .
ويخرج عواد من منوف تلك البلدة التي لطالما أحبها ، أحب كل شوارعها ، بيوتها ، كل شبر فيها
وقبل ان يغادر تذكر صديق عمره ابراهيم وذهب لمنزله وهناك قابله والد ابراهيم وقال له
- اهلا يا عواد يابني حرام عليك ، أمك تعبانه اووي ، دي هتموت من العياط عليك ، انت ايه ، ايه القسوة دي ، أبوك الله يرحمه مكنش كده ، إستحمل شوية قرف جوز أمك
- معلش يا أبو ابراهيم أنا هبقي اجيلها كل يوم جمعة هقعد معاها شوية ، أمال فين ابراهيم
- ابراهيم في الغيظ
وفي الغيط
يتقابل الصديقان
- ابراهيم ابراهيم
- عواد حبيبي ، معقولة شوفتك تاني يا عواد ، مش مصدق عينيه
- إزيك يا ابراهيم ، متعيطش يا وله
- اه منك انت يا واد يا متعلم عامل ايه
- الحمد لله ، عم شوقي عايش معاه زي ما انت عارف وبيعاملني احسن معامله
- يا ه ه يا عواد ربنا سخرلك سواق التاكسي ده عشان تكمل في مصر
ربنا يخلي عم شوقي ده والله
خلاك تتعين بالابتدائية في المصانع الحربية وإديك دلوقتي أهوه بتكلم تعليمك
يا ه ه يا عواد يا صاحبي شايف الدنيا عملت فينا ايه ، انت في بلد وأنا في بلد وأحنا اللي كونا مع بعض ديما ، مين كان يصدق .
- أنا حاسس يا ابراهيم إنك والحمد لله بقيت مستريح وبالك رايق ، إيه اخبار مرأة ابوك معاك.
- ابويا يا بني لما سبته ورحنا مصر ندم وحرم وخلي مراته تمشي علي العجينة متلخبتوش
امال ايه يا بني احنا رجاله برده ، دلوقتي اقولها الكلمة تنفذها علي طول
وهنا شعر عواد بضعف والدته تجاه زوجها وزاد ضعفها امامه انها انجبت منه البنين والبنات
وحان وقت الفراق
وودع ابراهيم صديقة وقال له عواد
ان شاء الله هحاول كل يوم جمعة اجي البلد وان شاء الله هشوفك ساعتها ونتقابل زي زمان
- ماشي يا صاحبي
- ماشي يا صاحبي وما باليد حيلة
وركب عواد قطار التاسعة مساء وودع بلدته منوف التي لها معه ذكريات اليمة علي امل فرح قريب
ولقاء قريب أخر
تم الجزء الرابع
يوم الأحد 6-9-2002

الجزء الخامس (5)
رحل عواد تاركا مدينته التي ولد فيها وتربي فيها وامه الجميلة وحيدة فيها علي مسكنه في حلوان ، فقد اصر علي عم شوقي صاحب التاكسي ان يستأجر له شقه او اوضه بمنافعها كما يقولون ، اوضه مشتركة في الحمام في حلوان بجواره ، وبكي لذلك عم شوقي ولكن اقنعه عواد بان له بنات وهو بدأ يكبر والبنات ايضا ولا يصح ان يسكن معه ، وانه يعتبره ابا له وليس انسان عادي .
رجع وحيدا يقاسي الفكر في حياته ماذا يفعل في تلك الحياة الشاقه الم يحن الوقت بعد للراحة .
انه الأن في ثانية ثقافة عامة وباقي سنتان علي اتمام الشهادة ثم سنة توجيه ثم الجامعة
هل تمر تلك السنوات ويدخل تلك الجامعة التي يحلم بها هل هذا ممكن
دخل عواد حجرته وأول ما رأي السرير قاله له حبيبي انا مش قادر ونام سريعا
وفي اثناء نومه حلم حلم غريب
انه مرتدي بيجامه كستور ممسكا بيد رجل لابس جلابية ويمشون علي محطة قطار ولافته عليها كلمة محطة امبابة وخضرة تكسور كل المكان حول المحطة انه يتذكر ملامح ذاك الرجل جيدا ،له شارب طويل مبروم ويرتدى طربوش طويل وجلابية طويلة ويده عريضه
كان يشعر اثنان مشيه مع هذا الرجل بالزهو . انه في حلمه يشعر وكأنه هذا الرجل اباه انه لا لم يرى اباه مطلقا فلقد توفي اباه وهو لا يزال رضيعا ابن الست شهور امعقول هذا الرجل في حلمه هو اباه حقا .
استيقظ عواد من حلمه مبتسماً مستبشرا بهذا الحلم الجميل . ووقتها دق الباب وفتح عواد الباب ليجد عم شوقي امامه ذلك الكتلة البشرية التي تمشي علي الارض ولكن بقلب ابيض جميل .
احتضنه عواد بشدة وقال له تصدق يا عم شوقي انا لسه حالم بابي بملامحه وكل تفاصيله دلوقتي حالا والاقيك خبطت انت ززيي ابويا بالضبط يا عم شوقي .
واحتضنه عم شوقي وقال له يا عواد علي فكرة انا بحبك بالضبط زي بناتي واكتر
ياله انا جبتلك عشا انا كنت عارف انك هترجع انهرده وانك مش عامل حسابك في اكل
في ام حسنية بقي عاملتك عشوة يارب تعجبك
يب يا عم شوقي امي ما بتعملش حاجة وحشة ، امك يا عواد
اه طبعا
هيا امي وانت ابويا انا عمري ما انسى فضلكوا عليا ابدا .
هيا الساعة كام دلوقتي ياعم شوقي
الساعة الثانية بعد منتصف الليل .
ده سحور بقي يا عم شوقي مش عشى والله انا علي غدايا من ساعة ما كلت عن الواد ابراهيم
ياه ابراهيم عامل ايه
تمام بقي فلاح اصيل
هههههههههههههه
واتعشوا وكان عم شوقي جائعا فيما يبدو فاكل مع عواد بكل نشاط وبادره عواد قائلا يا عم شوقي انت جي تاكل الاكل ولا ايه الاكل ده مش ليا برضه .
وضحكا سويا ...وتبادل اطراف الحديث .
مرت الايام سريعا اننا الأن في عام 1947 عام عواد في الصف الثالث ثقافة عامه وباقي له عام ويأخد الشهادة ( الثقافة العام ) وعام اخر ليأخد شهادة التوجيه ويدخل الجامعة ..
ياله من حلم جميل يحلم به عواد ...............فمتي يتحقق ؟
يدق الباب بطريقة عشوائية وفيها ازعاج كبير وعواد لايزال في نوم عميق انه يوم الجمعة وهو راحة من العمل والدراسة لماذا اذن الاستيقاظ باكرا
من يكون خلف هذا الباب من هذا المزعج
وذا بصوت عم شوقي افتح يا عواد افتح يابني
خير يا عم شوقي خير
اصحي بقي
يفتح شوقي بصعوبة الباب
يا عواد
خير يا عم شوقي
وصلني التلغراف ده
جدك مات
تم الجز الخامس
في 21-10-2020 الأربعاء

الجزء السادس (6)
يا لها من مفاجاة ماذا يفعل عواد أيفرح لرحيل جدة الذى كانت القسوة عنوانه وكان يأخذ منه اجرته من الفرن ،اما يحزن لرحيل جدة الذي رعاه في صغره برغم من قسوته ، كان له لافتات حلوة وطيبة وياما اخذه في حضنه وياما لعب معه برغم كبره في العمر ، مشاعر متناقضة عندما سمع الخبر من عم شوقي .
واذا بها يفيق بسرعة
بتقول ايه يا عم شوقي
التلغراف اهو يا بني بنتي حسنية قرأتهولي وقاللتي جد عواد مات وهنا لمع بريق غريب في عين عواد حسنية ذات الجمال الهادي البريء والشعر المجعد والقوام الملفوف والحياء الجم والأكل اللذيذ فكثير من الأوقات كان يرسلها اباها شوقي لعواد لتحضر له طعام العشاء اللذيذ المحروم منه شوقي
طيلة اليوم فطوال اليوم ما بين عمل ودراسة .
يالا يا عم شوقي مفيش وقت انا ماشي
رايح فين يا عواد
هاروح البلد طبعا
وهناك في بلدته التي يعشقها الحقول الخضراء والأطفال يلعبون في كل مكان والترعة والقطار .
واخواته وامه وزوج امه
ولكن مفاجاة لا توجد اي اثار لاقامة عزاء او اي شيء دخل الدار دار الحاج محمد البدوي وسلم علي اخواته وعلي امه التي احتضتنه بشدة تكاد تكسر عظامه من شده احتضانها له انها مشتاق جدا لابنها ، الطفل المغوار اصبح الان شاب علي مشارف التوجيهيه
عواد يا بني يا حبيبي
امي يا حبيبتي
البقية في حياتك يا امه
انت لسه فاكر يا عواد
التلغراف وصل يا مه انهرده يدوب
انا بعتهلولك علي العنوان بتاع عم شوقي من يوم الأثنين لسه واصل الجمعة
العزاء انفض يا بني
جدك كان بيحبك يا عواد
كان روحه فيك
مش بيقلوا اعز الولد ولد الولد
ازاي يامه
قلة الحيلة يا بني والفقر احنا كنا مش قادرين نعلمك ولا ناكلك الفقر محاوط كل المكان
جدك مكنش لاقي وراجل كبير وانا زي ما انت عارف
اتجوزت صحيح راجل غني بس ناشف اووي يدوب اللقمة والهدمه .
انت راجل يا عواد يعتمد عليه بصحيح ربنا يخليك يا بني ويحافظ عليك
وهنا دخل الحاج محمد البدوي بجلابية رمادي غامقة وحذاء له بريق من شده لمعانه وطربوش طويل . وعصا مزخرفة ومنقوشة عليها رسومات فرعونية جميلة
ازيك يا عواد انت طولت اهو وبقيت راجل وشنبك خط
ازيك يا عمي الحمد لله الكبر بيكبر مفيش حاجة بتفضل علي حالها
ياله يا حاجة اعملي غداء لعواد عشان ناكل سوا
غريبة تلك المعاملة زوج والدته يعامله بحنية غريبة وفي نفس اليوم يعرف من والدته ان جده كان يعشقه جدا ولا يقسوا عليه الا من شدة الفقر .
وأن وقت الرحيل في المساء
انا ماشي يا مه
لا انت مش ماشي يا عواد
لا لازم امشي يا امي مكاني هناك في مصر يا امي ، لسه ماانش الاوان اني ارجع هنا
بس انا متاكد هيجي اليوم قريب ان شاء الله
سلام يا امه
واحتضنته امه وبكت بكاء له نحيب علي فراق ابنها
وتركها عواد بصعوبة
ورحل حيث مدينته وموطنه حلوان
تمت 22-10-2020
الجزء السابع (7)
باقي شهر علي الامتحانات وعواد كما هو مواظب علي العمل وعلي المذاكرة باجتهاد وفي العمل في المصانع الحربية الطفل صاحب الخمسة عشرة سنة معروف جدا ومشهور جدا في المصنع فهو خدوم جدا لكل زملائة والمديرين وكل الناس في العمل .
يستقيظ فجرا ً . علي طول علي عربية الفول يشتري الفول الطازج الجميل الساخن وعليه طحينة لذيذة والزيت الحار والبصل الأخضر الطازج واالطعمية الساخنة المللهلبة . والعيش وخلافه لزوم افطار العمال في المصنع تقريبا القسم الذي يعمل فيه عواد يفطر معه ثم بعد
يتقاسموا مبلغ الافطار .
عواد في تلك الفترة كان قلبه يدق بشدة لحسنية صاحبة الثلاثة عشرة سنة فتاة جميلة وجمالها في هدوئها ووحيائها ورشاقتها ،
تعلم عواد كتابة بعض ابيات الشعر كان يصف فيها جمال حسنية ورقتها .
ومن كتر حبه في الاغاني وكلماتها الهائمة في الحب ومن كتر عشقه في ليلي مراد
اشتري راديو من ادخاره ليسمتع اغاني ام كلثوم وليلى مراد
فكان يعشق السينما وشاهد فيلم ليلى بنت الفقراء العام قبل الماضي وشاهد ليلى بنت الظلام وكان من عشاق فن ليلى مراد وجمال ليلى مراد
وكان يشعر ان هناك تشابه كبير بين ليلى مراد وحسنية فتاته التي يعشقها بنت عم شوقي اباه الذي لم يلده
وبدأ يكثر من زياراته لبيت عم شوقي ليرى حسنية ويكلمها ويحادثها ويضحك لها وتضحك له
فيه تبادل نظرات بينهما ولكن لا حديث عن الحب فالحياء غالب علي اطراف الحديث بينهما
فهو متربي في وسطهم كاخ لهم واكثر .
وعم شوقي صاحب فضل عليه كبير ،فهو الذي اخذ بيده من شرور الشارع الواسع واسكنه منزله وهو لا يزال طفل صغير جدا ، في وسطه وبين اولاده
حسنيه فتاة لم تكمل تعليمها كأكثر الفتيات فتركت الدراسة بعد ان انهت الصف الثالث الابتدائي ولكنها تجيد القراءة والكتابة ،
وتجيد الطبيخ كما علمتها والدتها لكي تستطيع ان تقوم باعباء وواجباتها في عش الزوجية .وابتدت الامتحانات
وقبل اخر امتحان وعواد يذاكر بجد واجتهاد يدق الباب بشدة بشدة افتح يا عواد افتح يا عواد
انها حسنيه ياله من صوت رقيق وجميل .
طيب يا حسنية
خير مالك
ابويا يا عواد تعبان اوووي
ايه
طب ياله بسرعة
عم شوقي منهار تماما علي سريره والعرق يغزو جبينه يبدو انه في لحظاته الاخيرة
حبيبي يا عم شوقي مالك
عوا .... يقولها عم شوقي بصعوبة بالغة ويشر اليها ان يجلس بجواره
عواد انت اخو البنات يا عواد خلي بالك منهم انت صحيح مش اخوهم من اب وام لكن انت اخوهم من عشرة ومودة وحب انا حبيتك يا عواد زي بناتي بالضبط
انا مش هسيبلهم غير الاوضة دي اللي عايشين فيها والتاكسي
عمال اتحرق ليل نهار ومعملناش حاجة الله كريم
يا عم شوقي بلاش اهدا شوية
سيبني يا ابني اكمل كلامي انا حلو اهو
انا بوصيك علي البنات وام البنات
انت راجل والله ارجل من ناس كتير برمه شنبات
انت راجل يا عواد
ادفني في بلدي يا بني يا ام حسنينه
ايو يا حبيبي وهي تبكي والدموع تغرق عينينها
ادفني في بلدي يا ام حسنية في الشرقية فاقوس
من نايحة امي في مقابر هنا في البساتين
بس انا عاوز ادفن مع ابويا ..
اشهد ان لا اله الا الله وأن محححححمد رسووول الله
الله
وهنا انتهت اخر انفاس عم شوقي ورحل الي بارئه حيث تلتقي الخصوم
وينهار عواد من البكاء
ماذا يفعل لا يدري اين يذهب لا يدري
لقدر حل اباه انه لم يرى اباه لقد توفي وهو لا يزال ابن الست شهور
ان عم شوقي اباه الله يرحمك يا عم شوقي
خلاص يا بنات ما تعيطوش ابوكم مات موته حلوة مات علي الشهاة ما شاء الله
من غير ما حد يلقنه
احنا لازم نعمل اجراءات شهادة الوفاة والجنازة وخلافة
تمت

الجزء الثامن (8)

الله يرحمك يا عم شوقي ، مالك يا بابا ، اول مرة اشوفك بتعيط كده علي حد

يا بني عمك شوقي ده هو اللي رباني وكبرني هو ابويا الحقيقي


الله يرحمه ويغفر له

كفاية كده حكايات يا بابا

تصبح علي خير
تصبح علي خير يا محمد

انه محمد ابن عواد صاحب الخمسة عشرة ربيعا ، رومانسي جدا ، يعشق اباه لدرجة الجنون
اصر علي والده على ان يحكي له حكاياته في الحياة ، وبالفعل عواد حكي له حكاياته وكيف واجه كل صعوبات الحياة

ومحمد يعشق كأس العالم ويعشق المباريات ويعشق البلد ( منوف ) مسقط راس أباه
واستأذن من اباه ان يذهب للبلد ليرى سته وحيدة وعمه محمد رضا انه مهندس زراعي كبير وعضو في المجلس المحلي دائما ما كان يحضر عندهم في منزلهم في امبابة بشكل كان يخاف منه محمد وهو صغير دون العاشرة عام . فكان دائما ما يرتدي بدلة شيك جدا ولكن هناك سلاح تحت طيات تلك البدلة ويخاف ان يحدث اي خلاف بينه وبين اباه ويحدث اي شيء ويستخدم هذا السلاح المميت ( الطبنجة )
كان محمد يعشق عمه برغم كل ذلك لانه ايقن جدا انه طيب القلب ولن يؤذي اخاه ابدا مهما كان فاباه عواد هو الذي ضحي وضحي من اجل تعليم محمد رضا اخوه الاصغر .
ذهب محمد الي البلدة ( كمشوش ) فلقد استقل عمه بمنزل في كمشوش وهناك كانت الاسرة الجميلة المكونة منه ومن زوجته الجميلة نفوسة ومن ابنائه احمد وعبير ومحمود وعمرو وووفاء وهناء .
وهناك في كمشوش تلك البلدة الصغيرة كان يذهب اليها كل عام محمد ليغسل همومه وشقائه طيله عام من الدراسة . يريد الراحة قليلا من وجع الدراسة وتعبها .
انه الان في عام 1990 عام كاس العالم
شاهد هناك بعض مباريات كأس العالم واستعاد ذكريات طفولته مع اولاد عمه
ولكن لاحظ انه عمه يستعمل بخاخه يضع رشها علي فمه ولم يفهم لماذا ؟طول عمره يشاهد عمه بصحة جيدة وهو لا يزال في الثمانية والأربعين من عمره لا يزال صغيرا .
سأل محمد ابن عمه عمرو كان اكبر منه بعامين .
هو عمي ماله ؟
قال له تعبان شوية
ولم يخبره بمرضه
يظن محمد انه الربو . او مرضي صدري اخر .
لم يستطع محمد الذي يعشق عمه ان يراه بهذا الصورة ،عمه الذي كان يمتك حيويه وشباب ، الأن هو طريح الفراش ولا يتحرك كثيرا ، ويتألم كثيراً .
يتذكر محمد ذكرياته مع عمه عندما كان يذهب به في سيارته ليرى سته وحيدة ، وياما ضحك معه واطلق النكات التي كان يذوب منها محمد ضحكا .
لم يتحمل محمد ان يرى عمه بهذه الكيفية وبهذا الألم وبهذه الوضعيه السيئة التي عليها عمه من شدة المرض .

رجع الي امبابة
حيث تربي وترعرع ونشأ لينتظم في الصف الأول الثانوي العام ، فلقد كان يحلم بأن يدخل الثانوية العامة ودخلها فعلا ، وباله مشغول بعمه المريض
ماذا يفعل ، في هذا الوقت لم يكن هناك هاتف محمول ليطمئن عليه باستمرار ولم يكن بمنزلهم هاتف منزلي ليهاتف عمه ليطمن عليه ، باله مشغول عليه كثيرا
وكان يدعو لعمه في كل صلاوته فلقد نشأ محمد علي الصلاة والعبادة والصيام منذ صغره كما عوده اباه عواد علي ذلك
ويرجو الله ان يشفى عمه من مرضه ويرجع كما كان .
تمت

26-10-2020







آخر تعديل محمد البهلوان يوم 26-10-2020 في 03:19 PM.
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ محمد البهلوان على المشاركة المفيدة:
, ,
    قديم 27-10-2020, 02:14 PM   #3


    الصورة الرمزية محمد البهلوان
    محمد البهلوان متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1853
     اشراقتي » Oct 2020
     كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
    آبدآعاتي » 333,373[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام الحرف المخلد وسام الحرف السامق وسام سراج حرف مخملي 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 27-10-2020, 08:25 PM   #4


    الصورة الرمزية قهوة المسا
    قهوة المسا متواجد حالياً

     
     عضويتي » 956
     اشراقتي » Dec 2018
     كنت هنا » اليوم (06:07 AM)
    آبدآعاتي » 671,484[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » كوب قهوة وكتآب
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام صور رمضانية وسام فخامة شيف وسام عدسة احترافية 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : قهوة المسا



    رد مع اقتباس
    قديم 27-10-2020, 10:15 PM   #5


    الصورة الرمزية رهينة الماضي
    رهينة الماضي متواجد حالياً

     
     عضويتي » 815
     اشراقتي » Aug 2018
     كنت هنا » اليوم (05:34 PM)
    آبدآعاتي » 1,341,946[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  عبق الياسمين
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    سهرة رمضانية مع صائم وسام وسام انفاس الياسمين وسام 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : رهينة الماضي





    فديتك ياروحي سما على كرمك وطيبته قلبك




    شكر بحجم الكون اخي تاجر الاحزان



    الف شكر اخي الكنج على الاهداء الجميل






    ربي يحفظك ويديمك حبيبتي عيون الريم على كرمك وطيبة قلبك





    رد مع اقتباس
    الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رهينة الماضي على المشاركة المفيدة:
    قديم 28-10-2020, 03:16 PM   #7


    الصورة الرمزية محمد البهلوان
    محمد البهلوان متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1853
     اشراقتي » Oct 2020
     كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
    آبدآعاتي » 333,373[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام الحرف المخلد وسام الحرف السامق وسام سراج حرف مخملي 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 28-10-2020, 03:18 PM   #8


    الصورة الرمزية محمد البهلوان
    محمد البهلوان متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1853
     اشراقتي » Oct 2020
     كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
    آبدآعاتي » 333,373[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام الحرف المخلد وسام الحرف السامق وسام سراج حرف مخملي 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 28-10-2020, 03:20 PM   #9


    الصورة الرمزية محمد البهلوان
    محمد البهلوان متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1853
     اشراقتي » Oct 2020
     كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
    آبدآعاتي » 333,373[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام الحرف المخلد وسام الحرف السامق وسام سراج حرف مخملي 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 28-10-2020, 03:21 PM   #10


    الصورة الرمزية محمد البهلوان
    محمد البهلوان متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1853
     اشراقتي » Oct 2020
     كنت هنا » اليوم (04:11 PM)
    آبدآعاتي » 333,373[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » تأليف الاغاني والقصص والخواطر
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام الحرف المخلد وسام الحرف السامق وسام سراج حرف مخملي 
     
    افتراضي رد: عواد ( الجزء الثامن ) بقلمي محمد البهلوان




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
عظمة النبي محمد صلى الله عليه و سلم ( المسابقة ) أمير الليل عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 17 25-02-2024 01:35 PM
الملاكم محمد على كلاي الأسطوره ( مسابقة التحدي الكبير ) البدر شخصيات في الذاكرة ✿ 31 13-02-2024 11:41 PM
عواد ( الجزء الثالث ) بقلمي محمد البهلوان محمد البهلوان عبق أقصوصة من زبرجد حكاياتكم ✿ 28 16-10-2023 11:43 AM
عواد ( على اجزاء ) متجدد بقلمي محمد البهلوان محمد البهلوان عبق أقصوصة من زبرجد حكاياتكم ✿ 27 16-10-2023 11:42 AM
عائشه بنت أبى بكر عطر الحنان اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 26 28-07-2022 02:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.