الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ملكوت مَلك المايا
في نفق يقع 15 مترًا أسفل السهول العشبية في كوبان، وهي مدينة قديمة تعود إلى حضارة المايا وتوجد في ما أصبح اليوم دولة هندوراس، نظرَ عالم الآثار "جورج ستيوارت"، الموظف لدى ناشيونال جيوغرافيك، من فتحة في جدار من التربة والحجارة. وهناك في مكان حارّ خانق مهدد بالزلزال، رأى هيكلًا عظميًا على بلاطة حجرية ضخمة. كان زملاء ستيوارت من علماء الآثار قد اكتشفوا مدفنًا ملكيًا؛ وأغلب الظن أنه للملك "كإنيتش ياكس كؤوك مو"، أو ما ترجمتُه "طائر ماكاو الكويتزال الأخضر شمسيّ العينين". كان الملك المؤلّه هذا، الذي ظهر اسمه في العديد من النصوص الهيروغليفية للموقع، هو مؤسس السلالة الحاكمة التي حافظت على سلطة مملكة المايا الممتدة على أطراف وادٍ، ما يقرب من 400 سنة.
كان ذلك الاكتشاف المهم قد حدث عام 1989، لكن الباحثين في حضارة المايا كانوا يعرفون أهمية كوبان منذ وقت طويل. فاعتمادًا على أكثر من 100 سنة من البحث، ظلوا يعلمون أن المباني المهدّمة بجانب نهر "كوبان" كانت تمثّل العاصمة السياسية والدينية لمملكة مهمة قبل انهيارها منذ أكثر من ألف سنة. وقد أدرك المحققون في مرحلة باكرة أن ذلك القسم المعروف حاليًا باسم "الأكروبوليس" (وهو منطقة شبه مستطيلة تعلو النهر بمسافة كبيرة) لم يكن يشكّل موضع أروع المباني والمنحوتات فحسب، بل وكذلك مقر السلطة الحاكمة خلال أوج المرحلة الكلاسيكية للمايا، بين عامي 400 و 850 م. وقد زعم حكّام كوبان أن نسبهم يعود إلى الشمس وحكموا بهذا الحق. وترأّسوا مملكةً برعيّةٍ تضم نحو 20 ألف فرد، تنوّعوا بين فلّاحين عاشوا في مساكن مسقوفة بالقش ومحمولة على أعمدة، والنخبة التي سكنت قصورًا على مقربة من "الأكروبوليس". وإذ حفر علماء الآثار نفقًا في "الأكروبوليس"، وقعوا على أعقد ضريح بناءً وتأثيثًا اكتشفوه في الموقع. فقد وجدوا رفات امرأة نبيلة على مستطيل حجري سميك. كانت مكسيّة بسخاء ومزيّنة بتشكيلة من أندر تشكيلات يَشْم المايا التي عُثر عليها. ووفق ما يعتقده علماء الآثار، يرجّح أنها كانت زوجة مؤسس الدولة؛ الملكة الأم للحكّام الخمسة عشر التالين في سلالة كوبان. وباكتشاف ضريح الملكة، ما لبث أن اتضح أن "الأكروبوليس" شكّل ما قد يصحّ تسميته بمحور للعالم.. وعمليًا كومة من المدافن والأبنية المقدّسة بوجود شخص ذي سلطة تكاد تفوق الخيال في عيون سكان كوبان. وانطلاقًا من أن جميع الدلالات أشارت إلى الملك "كإنيتش ياكس كؤوك مو"، فقد بدا أن مثواه الأخير لم يكن عن ذلك المكان ببعيد. وهو ما دفع علماء الآثار المتشوّقين إلى الحفر أعمق في المجمّع. وأخيرًا، وخلف واجهة من أقنعة لإله الشمس مثبتة على منصّة، اكتشفوا هيكلًا يعتقدون أنه لمؤسس الدولة نفسه. كان عمر الملك لا يقل عن 50 سنة، وكانت لاثنتين من أسنانه حشواتٌ من اليَشْم، وانتقل إلى عالم الآخرة بساعد أيمن مكسور. كما كانت هناك علامات على وجود جروح أخرى، ربما أصيب بها خلال معارك أو كانت نتيجة ممارسته لعبة الكرة الشعائرية الخشنة لدى المايا. وتشير التحقيقات المستمرة إلى أن السلطة التي استُمِـدّت من الملك المؤسس أخذت تتداعى بقبض ملك مدينةٍ دولةٍ (city-state) أخرى على حاكم كوبان الثالث عشر وتقديمه قربانًا للآلهة عام 738. وبحلول عهد الملك "ياكس باساه"، بعد ربع قرن على الواقعة، كانت قوة حكم كوبان قد أصيبت بالعجز عن العودة إلى سابق عهدها. وبعد أن هجر المايا الموقعَ لمصلحة الغابة والنهر، وكان ذلك غالبًا بحلول عام 900، أخذت مبانيه الحجرية تتقوّض. ومع ذلك، فإن أطلال مبانيه المزيّنة ومنحوتاته تجعله من أعظم خزائن الفن والعمارة في الأميركيتين. شكرا ابتسامة الزهر
الساعة الآن 05:34 AM
|