عاد باحثاً عنها وعن وجهها الجميل الذي لم يفارق خياله
وهي تتوسل إليه بعينين وجلة باكية تملئها عبرات
الوفاء
ألا يطلقها
فكم كان الوفاء ثوبها والإخلاص عبقها
آثرت أن تبقى معه برغم عجزه بعدما تخلى الجميع
عنها بسبب هذا القرار
فضل أن يهبها الحرية ليسلب منها وفائها
أغرقت دموعها حبهما ألماً ولكن ........
لحظة اليأس المريرة
تحولت لمرآة لم يرى فيها غير عجزه
كم يكون مؤلماً أن يكون الانسان عاجزاً من الداخل
وأطلق سراح حباً كان مكبلاً بأحضانهما
رحلت وهي تجر أذيال الخيبة وعذاب الفراق
وقادته قدماه في يوم ثلاثاء لذات المعرض الذي كانا يلتقيان ويتمتعان بأحلى اوقاتهما
بين لوحات الفن الجميل .......
فكم هي عاشقة للفن التشكيلي
مازالت فاتنة لم تتغير بل اصبحت
أجمل
رجع بشريط ذكرياته في اول لقاء حميم
حينما فاجأها بقبلة أغفلت لها عينيها وغفت بين أحضانه وهو يشم عبق رقبتها الفاتنة
ابتسم واقترب خلفها وهي تتأمل احدى اللوحات وهمس برقة.. =لم تتغيري حبيبتي أنت كما أنت تعشقين الفن والرسم
ألتفت اليه وقد الجمتها المفاجأة
هتف
=اشتقت اليك كثيراً
تلاقت عينيهما فترة طويلة بين الشوق والذهول
لترسم حدثاً جديداً كلوحة جميلة ولكنها غامضة
أصابتها رجفة حاولت اخفائها بصعوبة بالغة
رفع يديها وقبلها برقة غير مبالي بمن حولهما
= ما زالت رائحة عنقك رائعة اشتمها برغم بعدك
وما زال جمال عينيك يداعب أجفان عيني
لم تختفي صورتك ابدأ من مخيلتي
لم تهبها المفاجأة فرصة بأن تنبث بكلمة
وفوجيء الأثنين بصوت أتى من خلفهما وبعين إفترستها الغيرة
= بسمة هل انتهيت من جولتك ؟
أومئت برأسها .....لترحل في صمت معه ...
وتتركه يصارع صدمته بالتماسك
وعلم الحبيب انه الرجل الزوج الآخر
عم الصمت كيانه ووجدانه وخرس الحنين وحل مكانه الأنين
مرت أيام ....قرر مقابلتها
وقررأيضا استرجاعها ..
وغنم برقم هاتفها
بحيلة ورشوة لحارس بيت غير أمين
فنظرة عينيها كانت مكبلة بالحنين
وهتاف قلبها اخترق قلبه من بعيد
طلب مقابلتها وافقت بلا تردد
كان اللقاء ....وكان الحديث
هتف بابتسامة باهتة
ردت بوجه جامد وعينين حائرتين
= علمت انك اصبحت تسير على قدميك الآن
= لما لاتنظرين إلي ؟ أرى عينيك حائرة ...
لم تجب وأطرقت رأسها تعبث بسلسال مفاتيح سيارتها بتوتر
عم الصمت المكان برغم ضجيج زبائن الكازينو ...
وشتان بين صمت وصمت ....
تجرأ وقال
= عدت من أجلك أبحث عنك
تبسمت بابتسامة حركت ألما في قلبه
= لما طلبت مقابلتي مادمت تعلم إني تزوجت ؟
هتف بلا تردد
= كي استرجعك .....
ثم استطرد بمكر لم تراه في عينيه من قبل
اعلم أن زوجك يكبرك بخمسة عشر عاما
حزين أنك لم تصبحي أماً حتى الآن
رددت بوجه بارد ولكن بعاصفة من نفور اجتاحت كيانها من طريقتة
= ساهمت انت في ذلك ايضاً ام انك نسيت؟
أردف متحدياً نفورها
مهما قدم من سعادة ومهما فعل من أجلك لن يحبك كما احببتك
فهل ستدفنين بقية عمرك وحياتك بلا أبناء
لتعيشين مع رجل قدم لك المال
واعتنى بك وكأنك ابنته ولستي زوجته؟
أتحدى أنك أحببته كما احببتني
فلما المكابرة ؟
صمت فترة بعدما اطرق راسه للأرض ورفعها
بسمة .....يجب ان نعود ..
يكفيه ما قضاه معك من عمر لايجب أن يكون أنانياً
إن كان يحبك بصدق فليفعل كما فعلت ويعطيك
حريتك تختارين من تعيشين معه
رفعت بسمة عينيها في عينيه ثم
ظلت تتأمل وجهه بدقة فائقة فترة طويلة
بعدها أطرقت رأسها وعادت لمداعبه سلسلة مفاتيحها بصمت تفكر ثم علقت
بلهجة ساخرة
=كم كنت منخدعة....
وأطلقت ضحكة خافته مليئة بالحسرة
= اتعلم يا خالد ........؟
أن فراقنا أظهر صفات بداخلك لم اكن أراها من قبل ..
انانية وخبث لم اكتشفهما الا الآن ولا أعلم هل كانت
الحادثة سبباً في ذلك أم أنني كنت عمياء بحبي لك
بما يكفي
صمتت برهة ثم استطردت بعدما هزت رأسها
لقد وقف هذا الرجل الذي نعته بالعقيم بجانبي في الوقت الذي تخليت انت عن حبنا في لحظة يأس منك وهبني الثقة التي نزعتها أنت قصراً
حينما طلقتني وحرمتني
وطبيبة لقلبك .....
أنت لم تعرف الحب يومًاكما عرفه ذلك الرجل
كل ما كان بيني وبينك توفي عند اول هزة في حياتنا وكان تخليك عني مسمار لنعش جثمانه
ذاك الرجل الذي اعيش معه الآن وهبني حباً لا تعرف معناه أنت
حباً صادقاً
حب يهب الروح بلسماً وفاء استقرارا ثقة وأمان
والآن وبعد مقابلتي لك أيقنت أنك لم تحبني قط
بل اردت ان تمتلكني كدمية ترافقك كطفل يتيم
فقد أبويه
وخشيت من خيانتي لعدم ثقتك بي ففضلت الهروب وها انت تعود لتعاود الكرة
لتطالبني بأن أخون من أحبني أخون من
الأمان .
الذي سلبته انت مني يوما حينما هربت وتركتني ألوك عذابي خلفك
قامت بسمة وتركته في ذهول ألجمه الصمت
فور عودتها لمنزلها . وقبل دخول الفيلا توجهت لغرفة حارسها
وقامت بطرده على الفور
أغلقت الباب خلفها واستندت عليه فترة وجيزة
مغمضة العينين
ثم توجهت لغرفة زوجها بهدوء وجدته نائماً
اقتربت منه بخطوات هادئة بعدما خلعت حذائها بحذر
وجثت على ركبتيها بجانب السرير وأخذت تداعب خصلات شعره البيضاء
فاستيقظ ليجد دموعها على خديها
هتف في قلق بعدما فرك عينيه
= مابك حبيبتي .هل آذاك بشيء هل جرحك؟
= فلما تبكين؟
= بكيت فرحا بثقتك التي منحتني إياها فجعلتني اقابله لأختارسعادتي بنفسي
أو ربما لأعرف الفرق بين الحب والوهم
هتف برقة محاولاً إخفاء قلقه
تبسمت ومسحت دمعتها وهتفت
=قررت
ان اقبلك قبل ان تستيقظ فوجدتك لم تنم
تنتظرني بشغف وها انا عدت إليك
اشتقت لقبلتك الودودة المليئة بحنان فاق حدود العشق
اعتدل في فراشه بلا تردد وعانقها بكل حنان ودموع الفرح تنساب من كليهما
.........كم احبك ........