الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
فَيرُوس كُورونَا .. الدروس و العبر
فَيرُوس كُورونَا .. الدروس و العبر بسم الله الرحمن الرحيم فى أيام معدودة احتبست انفاس العالم مع الإستشراء السريع لـ ( فيروس كورونا ) المستجد “ كوفيد - 19 ” ، و اتسعت دائرة المواجهة الدولية و الوطنية للحد من خطورته و الحيلولة دون الإصابة به . و هذه وقفات متأملةلهذه " الجائحة " بحسب التصنيف الصحب الدولي نقرأها كالتالي : ١ - عظمة و قهر الربوبية : إن من أعظم الدروس المستفادة أن العباد محفوظون بكلأ الله و رعايته و مقهورون بعزة الله الرب تعالى و قهره و أنهم لا يسوون شيئاً أمام ملكوت الله فى هذا الكون العظيم ، فما أحقر الإنسان و ما أكفره ، فإذا لم تكن له حيلة أمام هذا الفيروس المتناهي فى الصغر فكيف يقابل الله بالكفر و العناد و التكذيب ! : ( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) عبس : ١٧ . فمن تأمل هذا الدرس قرّت عينه بربه و انشرح فؤاده لإرادة مولاه فغيره إنما يذعن لتلك الإرادة قهراً و كرهاً إذ لامهرب من الله إلا إليه و الله المستعان . ٢ - مشهد البلاء و العقوبة : و ينبغي أن يُعلم أن انتشار الأوبئة و منها وباء كورونا ما هو إلا ابتلاءٌ و عقوبةٌ من رب العالمين ، و أن من سنن الله تعالى أن البلاء إذا نزل قد يعمُّ غير الظلمة قال تعالى : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ) الأنفال : ٢٥ . كما أن من سُنن الله تعالى أن الأوبئة إذا انتشرت لا تُفرق بين ظالمٍ و كافرٍ و مؤمنٍ ، و هذه الأوبئة قد تكون رجزاً من السماء ، حيث تكرر في القرآن الكريم لفظ الرجز عشر مرات ، منها قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ) سبأ : ٥ ، أي : أن هؤلاء الظلمة المعاندين يسعون بكل جهودهم لإبطال آيات الله تعالى ، و يزعمون أنّهم قادرون على أن يعجزوها ، و تكون لهم الغلبةُ عليها . و هذا الدرس يُذَكِّر بأهمية التوبة و الإنابة و الرجوع إلى الله و يعزز من أهمية الدعوة للإسلام و قيمه في المجتمعات الإنسانية ؛ إذ باتساع دائرة الهداية تضمحل المصائب و تزول الإبتلاءات . ٣ - تجديد قيم الإيمان : فإن النوازل إنما تستدعي ما عند المسلم من حسن الظّنّ و دوام الثّقة في مولاه و حسن التّوكل على الله و استدفاعه بالدّعاء و حسن اللجأ إليه ، قال تعالى : ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) التوبة : ٥١ . و إن المسلم لا يعلم ما قدَّره اللهُ عزَّ و جلَّ إلا بعد وقوعه ، و متى ما وقع قوبل بتلك القيم من صبر و توكل و ثقة و دعاء و افتقار فتتجدد المنحة مع المحنة ، و النعمة مع القمة ؛ فما من مصيبة إلا و أشرق معها معاني الإيمان . ٤ - الأخذ بالأسباب : و إن من تمام تلك القيم في مواجهة “ فيروس كورونا ” الأخذ بأسباب الوقاية ، و لو قدَّر الله عزَّ و جلَّ على أحد الموت “ بفيروس كورونا ” بعد أخذه بالأسباب ، فأجرهُ عظيمٌ عند الله عز و جل ، فعن عائشة - رضي الله عنها - أنَّهَا سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ ، فأخْبَرَهَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه و سلَّم : ( أنَّه كانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ علَى مَن يَشَاءُ ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صَابِرًا يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ له ، إلَّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ ) رواه البخاري . و معنى قوله صلَّى اللهُ عليه و سلَّم : ( يعلَمُ أنَّه لا يُصيبُه إلَّا ما كتَب اللهُ له ) ، أي : يظَلُّ داخِلَ البلدِ الَّذي وقَع فيه الطَّاعونُ ، ولا يخرُجُ منه ؛ ظنًّا منه أنَّ خروجَه يُنجيه مِن قَدَرِ اللهِ المكتوبِ عليه إلَّا كان له مِثلُ أجرِ شهيدٍ . ٥ - و لِجهات الإختصاص دور و تقدير : إن من الأخذ بالأسباب تقدير و إحترام الجهات الطبية المختصة و التي ينبغى أن تسلك سبيل المهنية الطبية و العلمية المختصة بعيداً عن المبالغة و التهوين ، و من الأخذ بأسباب الوقاية من هذا الفيروس : فعلى المستوى الشخصي النظافة بشكلٍ عامٍ كغسل اليدين و الأنف بانتظام ، و غسل جميع البدن ، و نظافة البيت و الأفنية و غير ذلك . فقد حثنا الدينُ على النظافة كما قال تعالى : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) سورة المدثر ، ترك المصافحة و التقبيل و الإكتفاء بالتحية من بُعْدٍ ، و تجنب التجمعات في الأماكن العامة من الأسواق و القاعات و غيرها ، الحجر الصحي بعزل المريض عن بقية الأصحاء طيلة فترة حضانة المرض ، و وضعه تحت الرقابة الطبية الدقيقة . و الإسلام - بحمدالله - سبق العالم كله بتقرير هذا المبدأ الذي لم يعرفه العالم إلا في بداية القرن العشرين و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( لَا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ ) البخاري ، و قال : ( لا تُديمُوا النظرَ إلى للمجذومين ) رواه ابن ماجه ، و روى مسلم في صحيحه عن الشَّرِيد بن سُوَيْدٍ الثَّقَفِيُّ أنَّه : ( كانَ في وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ ، فأرْسَلَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَ سَلَّمَ إنَّا قدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ ) ، « ورَجُلٌ مَجذُوم » أي : مُصابٌ بِمَرَضِ الجُذَامِ ، و هو مَرَضٌ مُعْدٍ ، و أراد هذا المجذومُ أن يأتِيَ النبيَّ صلَّى الله عليه و سلَّم لِيُبايِعَه على الإسلام و الجِهاد فأرسَلَ إليه النبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم ( إنَّا قد بَايَعْناك ) أي : بالقولِ من غيرِ أخْذِ اليَدِ في العَهْدِ ، و فيه دلالة على ترك المصافحة في هذه الحالة . و يندرج تحت القاعدة الفقهية : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، فيُمنع شرعاً مخالطةُ المريض مرضاً معدياً للأصحاء ، لدفع ضرر الأمراض المعدية عموماً . و مثل قاعدة : ( الضرر يُدْفَعُ بقدْر الإمكان ) ، فهذه القاعدة تفيد وجوب دفع الضرر قبل وقوعه بكل الوسائل و الإمكانيات المتاحة ، وفقاً لقاعدة المصالح المرسلة و السياسة الشرعية ، فهي من باب الوقاية خيرٌ من العلاج ، و يكون ذلك بتعميم الإجراءات الوقائية لدفع الإصابة بالأمراض المعدية ، و منع السفر و ترك الإجتماعات ، و هكذا فقد اتسعت الشريعة لهذا و لغيره من التدابير رفعاً للحرج و تيسيراً للأمة . ٦ - بث الأمل و الحذر من الشائعات : عندما يدلهم الخطب و تزداد المصائب ينبغي أن نفتح نوافذ الأمل فيما عند الله ، فقد سبق من الله أنه لا يغلب عسر يسرين ، و لذلك كان الرسول صلى الله عليه و سلم يرى بارقة الأمل عند اشتداد المحنة : ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) ( لا تحزن ان الله معنا ) ، فبشروا ولا تنفروا استعينوا بالله و عظموا الثقة فيه و زينوا نفوسكم بالفأل الحسن . فليحذر الإنسان عند فشو الابتلاءات من نشر الشائعات و الكذب فإن ذلك يزيد السوء سوءاً و يفتّ فى عضد الناس بالبعد عن الإرجاف معتز للأمن و الأمل . ٧ - صَنائعُ المَعروف و بذلُ الإحْسانِ : و هو من آكد الطاعات عند نزول البلاء ، فعَنْ أَنسِ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم : ( صنائعُ المعرُوفِ تقي مَصارِعَ السُّوءِ ، و الآفات ، و الهَلَكَاتِ ، و أَهْلُ المعرُوفِ في الدُّنيا هُمْ أَهلُ المعرُوفِ في الآخِرَةِ ) الحاكم . قال ابنُ القَـيِّم - رحمه الله : ( و مِنْ أَعْظَمِ عِلاجات المرض : فِعْلُ الخيرِ و الإحسان ، و الذِّكْـرُ ، و الدُّعاءُ ، و التَّـضَرُّعُ ، و الابتهالُ إلى الله ، و التَّوبةُ ، و لهذه الأمور تأثيرٌ في دَفْعِ العِلَل و حُصُولِ الشِّفاءِ ؛ أعظمُ مِنَ الأدوية الطَّبِيعِيَّـةِ ، و لكن بحَسَبِ استعدادِ النَّـفْس و قَـبُولِها و عَقِيدتها في ذلك و نفعِه ) زاد المعاد . ٨ - الإيواء إلى ركن شديد : إن الإيواء إلى الله بالتضرع و الدعاء و الإنخلاع من الذنوب و المعاصي و رد المظالم و دوام الذكر لهو من أهم الأسلحة للمواجهة و المدافعة لمثل هذه الإبتلاءات ، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قَالَ : ( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يَدَع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وَ إذا أَمْسَى : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَ الْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ أَهْلِي وَ مَالِي ، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي و آمِنْ رَوْعَاتي ، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ ، ومِنْ خَلْفي ، وَ عن يميني ، و عن شِمالي و مِن فَوْقِي ، و أعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي ) أبو داود و الترمذي . و كقوله : ( مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَ مَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ) رواه أبو داود و الترمذي . و ختاماً نسأل الله سبحانه و تعالى أن يعافينا و يعفو عنا و يجنبنا هذا المرض .. و الله الهادي إلى سواء السبيل .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 07:35 AM
|