الأنسان والأنسانية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ مجيء الاسلام الحنيف التي ارست اركانه الرسالة المحمدية السمحاء كان اول التعاليم في اصلاح المجتمع هي تهذيب النفس وتثبيت الانسانية في جعل الفرد مسلما او غير مسلم من الديانات الاخرى التي خضعت لسلطة الاسلام جعلها تتمتع بالنظام الاسلامي الانساني فالدين الاسلامي هو الدين السمح في تعاليمه وتعامله مع الديانات والطوائف الاخرى وقد حرص سيد الخلق الرسول الاكرم ( ص ) ومن بعده الخلفاء والصحابة الكرام على تقوية اواصر الانسانية بين ابناء المجتمع الواحد فهذه الصفة حين يتمتع بها الانسان امكنه ان يصل بالنفس الى طريق الخير والصلاح عندما تقوده الانسانية ترى كل طرق الخير مفتوحة امامه بكل يسر هذه الصفة التي غرسها الاسلام في النفوس وحرص الهادي الامين على سقايتها ونموها في نفوس المسلمين هي اعلى مراتب الخلق واكثر مايبتغيه الاسلام ذلك لان الدين الاسلامي هو الدين الانساني في المقام الاول واذا نظرنا وتتبعنا سيرة الرسول المصطفى ( ص ) منذ ان بدأت الدعوة الاسلامية لحين وفاته ومابعدها من عهود الحكم الاسلامي لو تتبعنا نرى واضحا كيف كان التعامل الانساني حتى قبل تبليغ الدعوة ولماذا اكتسب رسولنا الكريم تلك المكانة في نفوس الناس حتى قبل ان يبعث رسولا هاديا ومبشرا ونذيرا ومابعد البعثة النبوية نرى التعامل كيف كان مع مجتمع قريش الرافض للاسلام ومع المجتمعات والديانات الاخرى ومع الحروب ومع الأزمات والمواقف والظروف التي مرت بحياته وواجهها هو وصحابته الكرام نرى بوضوح اسس التعامل الانساني مع الصغير قبل الكبير مع الشيخ قبل الشباب مع المريض قبل السليم مع الكافر واليهودي والنصراني قبل المسلم مع المجتمع باكمله ذلك كله لحرصه على مبدأ واحد وصفة نبيلة واحدة ان يبين ان الاسلام هو دين الرحمة والانسانية قبل كل شيء وبهذا تمكن من نشر دعوته في افاق رحيبة وواسعة امتد اليها سلطان الدولة العربية الاسلامية على مر العصور والاجيال والعهود التي مرت عليها.
ولكن مانراه في وقتنا الحالي هو الابتعاد عن الانسانية والتعصب نحو بناء اسس طائفية او عرقية او مذهبية تلك الجمرة الصغيرة التي ماأن تلقي لها حطبا حتى تتوهج في نار تضطرم فتأكل ماحولها هناك مقولة خالدة تقول ( لاتحدثني عن الدين كثيرا بل دعني اراه في اخلاقك وسلوكك وتعاملك ) ولو تمعنا جيدا في مفرداتها لظهر جليا لنا معنى الانسانية باعلى مراتبها فالدين ليس فقط صفة الاسلام مكتوبة ولكن صفة يحملها الانسان متفاخرا ومشرفا بها بين الاخرين ولكن كيف لنا ان نكون حاملين هذه الصفة ونحن بعيدين عن الانسانية والاسلام اتى لبناء الانسان في انسانيته قبل اسلامه دعني ارى الدين قبل ان تتحدث عنه دعني اراه في خلقك امام المجتمع في تربيتك لابنائك وسط المجتمع دعني اراه في تعاملك مع الصغار والكبار دعني اراه في سلوكك تجاه الله قبل الناس في حمدك لله والثناء على نعمته في السراء والضراء قبل تعاملك مع الاخرين حين تتمكن من ان تكون بكل هذه المقاييس البسيطة في تربية وتهذيب افراد الاسرة وفي تعاملك مع الناس وفي اخلاقك تجاه المجتمع تأكد حينها تكون استحققت ان تحمل صفة الانسان .


عازف الليل مونامور .. 6 يوليو
حصريا لمنتديات عبق الياسمين

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور