ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات الأدبية ღ♥ღ ::.. > عَبَقْ آلَقَصصُ وَ آلرَوَايآتّ وَ آلحَكآياَ ✿

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-04-2020, 03:08 AM
عذبة المعاني متواجد حالياً
 
 عضويتي » 895
 اشراقتي » Oct 2018
 كنت هنا » اليوم (06:15 PM)
آبدآعاتي » 2,058,655[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » عَيْنَاهُ والرَُوْحُ سَوَاءَ .
موطني » دولتي الحبيبه Palestine
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 56 الفصل الأول



بسم الله الرحمن الرحيم
توكلتُ على الله

الجزء السادس والخَمسون
الفَصل الأول

هَرَعَت إليه بخطوات مَفْزوعة.. هَلِعة ومُتَخَبِّطة.. تَوَقَّفَت أَمامه بيَدَين قَيَّدهما الحَرام.. لا يجوز لكِ لَمسه، ولا يجوز لكِ مَسْح الدّماء عن عَيْنَيه. هَمَسَت بذهول والدّمعُ يَسْبحُ باسْتعداد في مُقلتيها: مــمــ..ـن شنو! من شنو هذا!
اقْتَرَبَت خطوة عندما مال جَسده على مَرْكبتها بإعياء.. تَحَرَّكت يَداها سريعًا.. لكن في منتصف الطَّريق تَوقَّفَ مَسيرهما إليه.. قَبَضتهما بقلّة حيلة وهي تقول بغصّة: ارْكب.. ارْكب خل نروح المستشفى
هَمَسَ أَخيرًا ببحّة مُضاعَفة: كنت أبي.. اركب سيارتي بس حـ
قاطعته بانْفعال تَأجَّجَ من الرُّعب المُشْتَعِل داخلها: شلـون يعني تركب سيارتك! شلون بتسوق وإنت بهالحالة! "انحنت تَجمع حاجياتها التي تَساقطت بيَدين راجفتَين وهي تُرْدف" ارْكب.. بنروح الطوارئ
وَقَفت وهي تُتابعه من خلف غشاء الدّموع وهو يستند على السيارة ماشيًا باتّجاه باب الرّاكب.. ياقة قَميصه الأَبيض مُلَطَّخة بالدّماء التي سالت منها قَطَرات على صَدره وكُمّه حتى.. وَجْهه تَكاد مَلامحه تُخْسَف من الدَّم العَبيط المُسْتَفرَغ فوقها.. كان حاله مُخيــف.. جدًا مُخيف.. وقلبُها يكادُ ينهار من فَرْط رُعْبه وخوفه عليه. ازْدَرَدت ريقها وهي تَرْمش مَرَّات مُتتالية في مُحاولة لتثبيط عَزْم أَشواك الدّموع المُهَدِّدة بالانهيار.. انتبهت إليه وهو يُعاني في فتح الباب.. يا إلهي، قواه خائرة بالكامل.. أَلقت حاجياتها فوق المقاعد الخَلفية بإهمال ثُمَّ أَسرعت إلى جهته.. فتحت له الباب وهي تُراقب تَحَرّكاته بِحَذر.. جَلَسَ على المَقعد أَوَّلًا ورجلاه لا تزالان تسكنان الأَرْض.. ظَهره مُنْحَنٍ.. ذراع مُسْبَلة.. والأخرى قَد اتَّكأ مرفقها فَوْقَ فَخذه سامِحةً ليده بِتَشَرّب الدّماء عن طَريق قطع مناديل بُلَيت من كمية النَّزيف الهائلة.. زَفَرت أَنفاسها الحارة وهي تَسحب ذراعيها لداخل العَباءة الواسعة.. خَلعت سترتها الخَفيفة التي تَرتديها فوق القَميص لِتَمُدّها إليه وهي تهمس بتأتأة: خِذ.. الكلينكس.. ما يصلح.. خِذ.. خل تتشرب.. الدّم
لَم يُبْدِ أَي حَركة أو اسْتجابة.. فهو كان أَقْرب لأن يَكون قَد فَقَدَ وَعيه.. جَسده في وضعية الاسْتلقاء ورأسه قَد رَجَع للخلف بلا سيطرة منه.. عَقَدَت حاجِبَيها في الوَقت الذي طَرَقَ البُكاء فَكّها المُرْتَجِف.. هَمَسَت وهي تَنحني لِتُلْصِق السترة بجبينه فَوْق يَده: خِذها فيصل.. خِذهــ ـا
تَناولها بأطراف أَصابعه الوَاهِنة وهي عندما تأكدت من مَسكته لها تراجعت للخلف وَأغلقت الباب.. اتَّخَذَت مكانها وشَغَّلَت المُحَرِّك بحركاتٍ سَريعة ومُرْتَبِكة.. لكن قَبْلَ أن تَضغط على البنزين وَصَلها هَمسه المَبْحوح: جِنــ ـان "نَظَرَت إليه دون جَواب.. فدُموعها المَسْفوكة على خَدَّيها تَسَلَّمت المُهِمّة. نَظَرَ إليها من خَلف السَيْل الدَّموي الذي أَغرقه ودون أن يرفع يَده اليُسرى أَشارَ لِعُنقه بسؤال" مُمكن؟
فَهمت هي.. وكيف لا تَفهمه وعلى جِدار قَلْبها قَدُ نُحتِت طِباع ذاته؟ أَعادت المَرْكبة لوضع الوقوف ثُمَّ قَرَّبت جَسدها من مَقعده وهي تَمُد يَديها إلى عُنُقه؛ وبأطراف أَصابع حَذِرة بَدأت تَحُل رَبْطة عُنقه مُحاولةً عَدم مُلامسته.. أَزاحتها وألقتها على المقاعد الخلفية ثُمَّ فَتحت الزِرّان الأول والثاني من قَميصه.. هَمَسَت بصوت مَكتوم وهي تُبْصِر مَسير الدّماء فَوْق عُنقه: تحمّـل.. دقايق واحنا في المستشفى
مَسَحت صَبَيب عَينها اليُمنى لِتَترك فَوْقَ أَثَر الدّموع لَطْخة من دَمه.. اسْتَدارت تنظر للأمام بتيه وكأنّها تبحث عن إشارات تدلّها الطريق.. زَفَرَت بقوّة ثُمّ ازْدَرَدت ريقها.. أَغْمضت بخفّة وهي تعود وتزفر.. فالأنفاس داخلها قدت تَصادمت وتَشابكت بعشوائية حَوَّرَت التَّنفس إلى أَلَم يُزاحم أَضلاع الصَّدر. أَزاحت جِفنيها.. التَفَتَت إليه.. جَسده سابح في العَرَق.. أَنفاسه سَريعة ومُتَخَبِّطة.. وتَوَجّعه تُترجمه خُطوط ملامحه المَشدودة.. عادت ونظرت للأمام وهي تُمسك بالمقوّد.. ثوانٍ وغادرت المَرْكبة بوَّابة الدخول الخاصة بالمصرف وهي مُحَمَّلة بِرَجُلٍ أَدماه الجنون، وبقلب امْرأة شارفت نَبضاتها على الانتحار.



يَتجاوز مُرتادي السّوق بخطوات حازِمة ولكن هادِئة.. كانت عَيْناه على بُقعة واحدة.. تلك التي اعْتاد أن يَجلس فيها صَديقه مُنذ سنوات لِيُمارس هواية تألَفها رُوحه.. هُو حتى بَعْد أن تَوَظَّفَ في الشركة لَم يترك الصَّيد ولَم يَنكر فَضائله عليه.. وكأن هذا العَمل بَركته.. كما المَطر الذي يُنعش أرضه كُلَّما تَراكم عليها غُبار الزَّمن. سَلَّمَ بهدوء وهُو يَتَّكئ على الحاجز من خلفه.. أخرج سيجارة وأَشعلها وبَدأ يَستنشق منها بأنفاس رَتيبة. مَضَت دقائق لَم يَحسبها الاثنان.. كلاهما صامت يَتأمَّل الحياة المُضجّة أَمامه.. ذاك يَتشاجر مع جاره الذي أخذ من مساحته.. وذاك يضحك على سذاجة البائع الجَديد.. آخر يتناقش مع مُشْترٍ بَخيل.. وآخر يُكرّر عَدَّ ربحه للمرة الخامسة خلال دقيقة. رَفعَ رَأسه للسَّماء وهُو يَنفث الدُّخان الذي تَطاير ببعثرة بسبب الهواء العَليل نسبيًا.. السماء مُلَبّدة بالغيوم.. هل سَتُمطر.. لا يعتقد.. على الرغم من أنَّ شَهر نوفمبر قَد اسْتَهل منذ الأسبوع الماضي.. إلا أَنَّ الأجواء لا زالت دافئة أكثر من أن تكون باردة. تَنَهَّد وهو يُخفض بصره إلى صَديقه.. كان جالسًا والصَّمتُ يَعتريه.. رَأسه مُنَكَّس للأرض ينظر لما وراء الواقع.. عُقْدة خَفيفة بَين حاجِبَيه ساندت تقطيب جَبينه.. ملامح ساكنة ولكنَّ الحَديث يَضج بين ثناياها.. شَفتان مَزْموتان ويَد بأصابع مُرْتَبِكة. هَمَسَ وهو يَجلس على المقعد بجانبه: كانت عندكم.. في الشقة
بهمس دُون أن ينظر إليه: قالت لك؟
نَفَثَ الدّخان جانِبًا ثُمَّ أَجاب: لا.. شفتها
سؤال مُسْتَنكر: تراقبها!
بأجوبته المُختصرة: حاليًا اي
بذات الاسْتنكار: ليـش؟
: خايف عليها
صَمَتَ ولَم يُفْصِح عن سؤال آخر.. لكن رائد واصَلَ باسْتفسار: شنو كانت تبي؟
ارْتَفَعَ حاجبه: وليش ما تسألها!
بصراحة: يا إنها بترفض تقول لي.. أو بتجذب
نَظَرَ إليه وهو بوضعيته ذاتها.. جذعه مُتَقَدِّم للأمام وذراعاه مُتَّكِئتان على فَخذيه.. وبسؤالٍ سَمع فيه رائد نبرة التَّعجب: صار لك أكثر من سنتين تعرفها.. ومتزوجها بعد.. معقولة ما انتبهت!
عَقَدَ حاجبيها بعدم فهم: انتبه لشنو؟
شَخَر ساخِرًا: هذا وإنت مُحَقِّق.. الحقائق كلها واضحة قدامك.. ما قدرت تربطها مع بعض!
زادت عُقدته: اللحين شيدخل إنّي مُحقّق.. ترى مو فاهم شي!
أشارَ لنفسه: أنا طَلال.. وهي فاتن "وبسخرية مَريرة طَغت على صوته" شفت شكثر الدّنيا صَغيرة!
التَزَمَ الصَّمت حابِسًا أسئلته بالْتفات لِتساقط الأَقنعة التي لَطالما راوغته وأَغشت وَجْه الحَقيقة.. ازْدَرَد ريقه وهو ينظر لِعَيني طَلال وذاكرته تعود به للحظة التي اصَطَدمت فيها عَيْني فاتن بهما.. تَعَرَّفت عليه.. استطاعت في ثواني أن تربط كُل الخيوط.. طَلال والبَحر والعَينان الرَّمادِيَّتان.. فَتَحَ فمه باحِثًا عن صَوته لينطق حَرفين: إخـ.. إخـ ـ
أَكمل عنه بهمس: إختي.. فاتن.. هي نفسها فاتن.. إختي
شَعَرَ بجليدٍ يَتَسَلَّق جَسده من أطراف أصابعه قَدميه حتى قِمّة رأسه.. عندما أبصرت الحَقيقة النور داخله ظَلَّ جُزءٌ صَغير من ذاته غير مُصَدّق.. لكن الآن بعد أن نَطَقَ بها طَلال.. هَوت عليه الحَقيقة كالجَبَل. سَقَطت السيجارة من بَين أصابعه المَذهولة.. حَرَّكَ طَلال قَدمه وأَطفأها حتى أمست رَماد يُنافس الذي لَم يَفتأ أن يُشاغب عَدَسَتيه. وَصلهُ هَمس رائد المَدهوش حَدَّ نسيان الكَلام: شـ شــ.. ــشلون!.. يمكن.. يعني.. غلطـ.. غلطـانين!
أَفْصَحَ: لقَبل ما تطيح عيوني عليها وهي واقفة عند باب الشقة كنت ناكر.. وبقوة.. تدري أنا ما تقبلتها من أول ما تعرفت إنت عليها.. وشكثر كنت رافض إنّك تتزوجها.. وياما تخاصمنا بسببها.. واللحين تطلع إختي! إختي اللي فقدت الأمل إنّي أشوفها.. كنت متأكد إنّي بموت وأنا ما شفتها ولا أدري وين أراضيها.. وفي النهاية تطلع المراة اللي أكرهها!
كَرَّرَ: يمكن.. غلطانين
مالت شَفتاه لا يدري رائد بابتسامة أسف.. ألم.. أسى.. أو حَنين.. وبهمسٍ بدا وكأنّه يطوف حَول ذِكرى جَميلة: لا.. مو غلطانين.. قبل لا تسافر ألمانيا.. رحنا لها أنا وأمي نودعها.. وأهديتها سفينتي.. قلت لها ترجع لنا فيها "حَرَّكَ كتفه وكأنّهُ مُسْتسلمًا للواقع" وكانت السفينة معاها.. يابتها عشان أعرفها منها
اسْتَفسرَ باهْتمام: شنو صار عقبها؟
أَجابَ ببساطة: طَردتها
عاتبه: حرام عليك
بَرَّرَ وهو يرفع ظهره ليستند للكرسي: من صدمتي.. مو قادر أتقبّل حقيقة إنها إختي!
قال يؤنّبه: تراها وحيدة نفسك والدنيا بهذلتها مثلك ويمكن أكثر منك بعد
سَخَرَ: لا والله.. شلون بهذلتها؟ حرمتها من تنورة ولا من حمرة؟
قال يُذَكّره: شكلك نسيت قصتها اللي قلت لك عنها! بس ما تنلام.. لأنّك ما سمعت منها إلا المختصر المفيد
وَقَفَ وهو يُعَقّب: زيــن.. اللحين بيأذن.. نصلي وبعدين تقول لي قصتها بالتفصيل المُمل "وهو يُكمل باسْتهزاء" يمكن أشفق عليها وأتقبلها!



تَقِف عند باب غرفته من الخارج.. رَفضَ المُعالج دُخولها.. فَظَلَّت واقفة عند الباب تَتنظر طَلعة وَجْهه وُهو حُرًّا من دِماء. كانت واقفة بِكَتِفَين أَحْنَتهما الصَّدمة.. الهَلع لا زال مُتناثِرًا بين مَلامحها.. عَيْناها لَم يُغادرهما الاتّساع، ولَم يَجزر عنهما بَحر الدّموع التي حَوَّرَت وَجْنتيها لصحراء فَقيرة من جَوابٍ عَذْب يُهْديها بِضع اطْمئنان. كانت تَحْتَضن نَفسها بذراعيها.. ورُوحها من الدّاخل تَحْتضن رُعْبها.. قَلْبها قَد انهارت حُجراته مُذ هَرَب عنهُ الوَعي قَبْل الوصول لِمبنى الطّوارئ بدَقِيقَتيْن.. هي تَركت السيارة وَسَط الطَّريق ونزلت تَصرخ من أَعْماقها بالنّجدة.. فَتحت بابه.. احْتَضَنت وَجهه بيَديها العارِيَتَيْن من ثَبات.. كانت تَرْتعش.. تَرْتجف.. بَل كانت أَرْض تَتَزلزل.. مَسَحت الدّماء عن عَينيه.. أزاحت خصلات شعره الذابلة عن جَبينه.. نادته.. هَمَست من قُعر خوفها باسْمه.. هَزّته وهي تَبْتلع شُحوب ملامحه بغصّة.. نادته من جَديد.. هَمَست بفيصل.. ثُمَّ فيصل.. ثُمَّ حَبيبي.. ولَم يَسْتَجِب.. صَرخت واسْتغاثت وصَوْتها قَد ابْتلعته بَحَّة مَرْعوبة. أخيرًا قَدِمَ إليها المُسْعفون بالسرير الذي حَمَل جَسده إلى مَبنى الطَّوارئ.. لا تدري كَيف قادتها قَدماها خَلفهم وهم يَجرونه.. وكأنَّها كانت تَحرث الأرض لتَصِل إليه.. رفضوا دخولها رَغم إصرارها.. فتَسَمَّرَت عند الباب تَبكيه.. وكُلَّما مَسَحت دَمْعة.. غَفت بُقعة دَم مَكانها.

: جِنــ ... ـنان.. جِنــان.. شــنو... شنو.. صار! شفيكم؟ شفيه فيــصل!

نَظَرَت ببصر زائغ للوجه المَفزوع أَمامها.. تلك الأهداب الطَّويلة والشَّفتان الصَّغيرتان.. كَفَّيها تَضغطان على ذراعها وكأنَّها تُريد أن تَنتشلها من دوامة اللاوعي المُسيطرة عليها..: جِنــــان!
حَرَّكت عَدستَيها على وَجْهها والدمع يَجري بلا انقطاع على الخَدَّين.. أَتاها صَوتها مُجَدّدًا كما لَو أَنّهُ يَأتيها من كَهفٍ بَعيد: جِنـــان شفيكم؟ نادوني يوم شافوا تشابه الأسماء بيني وبين فيصل.. وينه هو اللحين؟ داخــل؟ "تَحَسَّست وَجْهها وهي تَستفسر باهتمام نصفه خُوف" من شنو الدم؟ شلون انجرحتين؟ "حَرَّكَت رَأسها بالنّفي وشَفتَاها ارْتعَشتا وكأنهما تُريدان الكَشف عن كلمات.. لذلك ضَغَطت نور على ذراعيها تُشَجّعها" قُولــي جِنان؟ شنو صــااار! "لا شيء.. لَم يأتِها جواب منها.. وكأنَّ الموقف أَحالها بَكْماء إلا من شهقات.. لذلك أَحاطت رسغها وهي تَستطرد برجفة" تعالي.. بعالج جرحش "نظرت للغرفة المُغلقة بعينين يُلاحقهما القَلق" فيصل أكيد بيعتنون فيه زيــن.. امشي نشوف جرحش
شَدَّت رسغها وحركة رأسها في ازْدياد.. وبصعوبة نَطقت: مــمــ... مــا فينــ... ما فيني... شي
عَقَدت حاجبيها: والدم اللي على وجهش من وين؟
كَرَّرَت: ما فيني.. ما فيني شـ ـي
أَصَرَّت وهي تَسحبها بخفّة: ما عليــه بنتأكد.. يمكن الجرح من راسش وإنتِ ما تدرين
حَرَّكت رسغها في مُحاولة للتحَرّر من قبضتها وهي تنطق بنبرة باكية: دَمّـــه.. دَمّــ ـه "أَغمضت وهي تُغطّي نصف وجهها بكفّها وكأنّها تحاول حماية بَصرها من صور الدماء المُعربدة بين طَيّات ملامحه.. وبهمسٍ مُنْهَك أَكملت" هذا دَمّـه.. دَم فيصـ ـل.. أنا ما فيني شي
شَعَرَت بقلبها يَثِب من مكانه ليستقر عند حلقها من شدّة الخوف.. حاولت أن تزدرد ريقها ولكنّها فَشَلت.. هَمَسَت مع اسْتقرار باطن كَفّها فَوْق حنجرتها: ليــش.. ليش.. هالكثر.. دَم! شنو صار جِنان!
أَجابت وهي تَلتفت للغرفة المُوصدة ثُم تعود وتلتفت لنور مُجَسِّدة بذلك صورة الضَّياع: مـادري.. كنت بطلع.. من البنك.. وهو شفته.. بدمه.. هو قال لي "مَسَّت صدغيها وهي تُكمل ببعثرة" قعدي.. حق شغل.. مادري شصار! بس خالي قال لي ارجعي.. وأنا كنت طالعة.. وهو وجهه.. كله دم.. واجـد الدم نور.. من راسه.. كنت بروح.. يمكن ما كنت.. شفته.. كنت بمشي.. وهو جاني وقال ليـ
قاطعتها وهي تُبْصِر حالها البالي: خلاص خلاص "شَدَّت على كتفيها" خلاص جِنان "ساعدتها لتجلس على أحد المقاعد القَريبة وهي تُرْدِف" قعدي ارتاحي.. لا تخافين "وَجَّهت نظرة للغرفة من جديد وهي تزفر بخفوت قَبْلَ أن تعود ببصرها لِجنان وتقول" أنا بدخل وبشوف شفيه
التَقَطَت يَدها سَريعًا وبرجاء: دخليني معاش.. أرجوش نور.. أرجووش دخليني.. أبي أتطمن عليه
ضَغَطَت بحَنو على يَدها وهي تُوَضّح بلُطف: ما يصير حبيبتي.. ممنوع.. أنا بدخل وبشوف شسالفة وصدقيني بطمنش عليه "أردفت وبكلماتها كانت تُريد أن تُهدّئ من روعها على شَقيقها قَبل أن تُهدّئ رَوْع جِنان" وأصلاً واضح إن ما فيه شي خطير.. لأن لو فيه شي خطير لا سمح الله جان شفتين الغرفة مشحونة من الدكاترة
شَدَّت على يَدها وبوَجْسٍ يكاد أن يَنطفئ: طمنيني عليـ ـه
هَزَّت رأسها وهي تُرَبّت على ظاهر كَفّها ثُمَّ اسْتدارت لتدخل الغرفة.. حيث هُناك قابلها جَسد أخيها الجالس بنصف اسْتلقاء على السَّرير.. المُعالِج على يَمينه يُخيط جِرْحه، وإحْدى المُمرضات تَمسح الدّماء بعناية عن وجهه.. اغرورقت عَيناها بالدّموع ومن قَلْبها الشارد فَرَّت شَهْقة.. هَمَسَ بعِتاب: نُور ليش الصياح؟ ما فيني شي "مَدَّ يَده اليُسرى إليها وهو يُرْدِف بابْتسامة جانبية" تعالي
تَحَرَّكت إليه وهي تَرفع يَدها لتلتقي مع يَده.. احتضنتها وهي تُقَرِّبها لصدرها وتتساءَل بذهول: من شنو هذا فيصل!
قال المُعالِج: الجرح عميق شوي من جذي نزف هالكثر وفقد الوعي "أكمل وهو يُحيط رَأسه بقطعة قِماش خاصّة لمثل هذه الإصابات" الحمد لله قدرنا نسيطر على النزيف وخيّطناه له "ابْتَسَم" ما يحتاج تخافين دكتورة
بادلته الابْتسامة بشحوب: يعطيك العافية ما قصرت
أومأ برأسه: الله يعافيش " أَرْدَفَ بمُشاكسة مُحادِثًا فيصل" أعتقد اللحين لازم تدخل زوجتك.. المسكينة شوي ويغمى عليها من الخوف
عَقَدت حاجِبَيها وباسْتفسار وهي تمسح دموعها: ياسمين اهني؟ ما شفتها!
ابْتَسَمَ لها بخفّة دون أن يُجيب ثُمَّ حَرَّكَ بصره للمُعالِج: مشكور ما قصرت "وبسؤال" خلاص اللحين امشي؟
أَجابَ: لا نحتاج بعض الفحوصات.. قلت انضربت بحديدة.. فلازم نتأكد إن الراس ما تضرر.. وبعد نحتاج بعض التحاليل "وبضحكة" يعني شكلها سهرتك عندنا اليوم
ابْتَسَم برِضا أَرْفَع حاجِب نُور اسْتغرابًا والتي نَما في عقلها ألف سؤال وسؤال: مو مشكلة.. أهم شي أتطمن "ثُمَّ التفت لنور مُسْتَفسِرًا" وين جِنان؟
أَجابت بعد ثانيتَين من الصَّمت المُتَعَجِّب: برا!
بِعَطْفٍ نَضَح من عَيْنيه: خليها تدخل واشتري لها ماي خل تشرب.. واااجد كانت خايفة
نَطَقَت بخفوت وعلامات التَّعجّب تُقرفص فَوْق رأسها: أوكـــي!
تَراجعت للخلف ناحية الباب.. أمسكت بالمقبض وفَتحته.. التَفَتت تنظر إليه وهو يُخرج مفاتيحه ومحفظته من جَيْب بنطاله الخلفي ليستلقي بارْتياح تــام وابْتسامة الرِّضا الغَريبة تَتَّسِع فَوق شَفتيه! فَور مُغادرتها الغرفة هَبَّت جِنان واقِفة واقتربت منها بخطوات سَريعة.. تَساءَلت والبُكاء لَم يَبرح عَيْنيها المُحْمَرَّتَيْن: شلــونه؟ شفتينه؟.. هو بخير؟... شنو فيه؟.. والدم.. ليش هالكثر؟ من شنو؟
أَجابت بهدوء وهي تَتَفَحَّص ملامحها المأهولة بالتَّعب: هو بخير
بعدم تَصديق وهي تُلاحظ آثار دموع على وَجْنتيها: أكيد لو تبين بس تسكتيني؟
أَكَّدت: والله.. هو بخير.. ما فيه شي.. جرح بسيط في جبينه وخيطوه له
اسْتَفسرت بقلق: زين ليش إنتِ صايحة؟
وَضَّحت بصدق: كنت خايفة ومو فاهمة شفيه بالضبط.. يوم دخلت وشفت إنّه بخير ما قدرت ونزلت دموعي
سؤال آخر: كان واعي؟
حَرَّكت رأسها: اي.. وكلمني بعد "هذه المرة هي سألت" شلون انجرح؟
رَفَعت كتفيها: مــادري! كنت بركب سيارتي.. وناداني هو "تصافقت أهدابها وبَلَلٌ جَديد شَاغبها إثر زيارة المَشهد المُرعب لها" وشفتـ ـه.. الدم كله على وجهه
هَمْهَمت بتفهّم قَبْلَ أن تُشير للغرفة وتقول: سأل عنش.. ما تبين تشوفينه؟
نَظَرَت للغرفة بصمت وذراعيها تعودان لاحتضانها.. مَرَّرَت كَفّها على ساعدها وهي تَتساءَل بهمس: هو بخير صح؟
بذات الهمس: صَح
مَسَحت دمعة قَبْلَ هبوطها: ما فيه شي خطير؟
شَرَحت: لا ما فيه الحمد لله.. بس بيسوون له بعض الفحوصات للاطمئنان
هَزَّت رأسها وهي تهمس: أوكـي
تساءلت من جديد: ما تبين تشوفينه؟
أَجابت بكلمة واحدة: لا "نَظَرت إليها" قولي له الحمد لله على السلامة "تراجعت للخلف خطوة وبغصّة مُوْجِعة" لازم.. أروح
قالت سَريعًا: لحــظة.. تعالي شربي ماي وامسحي الدم وبعدين روحي
حَرَّكت رأسها وهي تُشيح عنها حتى لا تَرى الحَقيقة المُرَّة التي انبَجَست داخلها بلا موعد: لا ما يحتاج.. لازم أروح "استدارت وقبل أن تخطو مبتعدة" اتحملي فيه

حَشَرَت كَفّيها في جَيبي معطفها الأبيض وهي تُشَيّع ابنة عَمَّتها بنظرات حَوْت شُكوك خَطيرة.. عادت لغرفة المُعالجة التي خَلت إلا من شَقيقها.. كانت تمشي بخطوات بطيئة وبصمت وعلى مُحَيّاها بَدت الحيرة واضِحة.. وَقفت عند سَريره وهو تَساءل: وين جِنان؟
أَجابت دون أن تنظر إليه: مشت
تَقَدَّم جذعه للأمام هاتِفًا بصدمة: مَشـــت!
كَرَّرَت بنبرة هادئة: اي مشت.. قالت لي أقول لك الحمد لله على السلامة وبعدين مشت
ضَرَب على فخذه وهو يُغمض بقهر: أووووف "تَطَلَّع إليها بلوم" ليش تخلينها تروح؟ ليـــش؟
تَصَدَّت لهُ بسؤال: وليش إنت ما تبيها تروح؟!
أَشاح عنها وهو يُصدر صَوت ضائق من بين شَفتيه.. وَضَع كَفّه فَوْق عينه قَبْلَ أن يَرفعها لرأسه لتَتخَلَّل خصلات شعره والزَّفرات تُغادر صدره كالمُهاجِر اليائس.. هَمَسَ بانْهزام: خـلاص "ضَرَبَ على فخذه بأسف" راحـــت
حاولت أن تَتجاهل حاله الذي انقلب عندما عَلِم بذهاب جِنان.. كلماته وإيحاءات ملامحه الآسِفة؛ وسألته.. بجديّة كَبير سألته: شنـو صار لك بالضبط؟
لا زال بَصره بَعيدًا عنها ولسانه لَم يَنطق بحرف.. نادته بحدّة: فيــصل "رنا لها بطرف عَيْنه فأكملت" شنو صار لك؟ شقصة الحديدة ومن ضربك وليش؟
أَدار وجهه لها مُجيبًا بهدوء: مراهقين.. غافلوني وضربوني
عَقَدَت حاجِبَيها والجواب لَم يَجد لهُ مُسْتَقَرًا في عقلها: نَعــم! مُراهقيــن! "استطردت بتهكّم وهي تُشير لجسده" اللحين كل هالعضلات وهاللياقة ومراهقين يسيلون دمّك! دوّر جذبة غيرها فيصل
أَكَّدَ: والله.. مراهقين ضربوني بحديدة وصار اللي صار
مالت في وقوفها ويدها تَتكئ على خصرها: وليـش؟
مَسَّ أنفه بظاهر سَبّابته وهو يُجيب دون أن يَنظر إليها: باقوني
كَرَّرت خلفه بملامح قَطَّبها الاستنكار: باقووك!
هَزَّ رأسه: اي.. اخذوا مني فلوس
دَارت عَدستاها على ملامحه المُواربة.. حَتْمًا يُخفي شيء.. القصة لا تدخل العَقل! التَفتَت جانِبًا فقابلتها محفظته ومفاتيحه.. اعتدلت في وقوفها وهي تتناول المحفظة.. فَتحتها لتُلقي نظرة على ما بداخلها.. رَفعت عَينيها إليه بعد ثواني لِتُعَلّق بابْتسامة ساخِرة: شكلهم حنّوا عليك على آخر لحظة وتركوا لك ثلاثين دينار "حَرَّكَ كَتفه وهي واصلت والتقطت مفاتيحه.. قَلَّبَت مفتاح سَيَّارته وَسَط راحة يَدها وهي تُرْدِف" الواضح إنهم مو من محبّين المرسيدِس
أَبدى رأيه: أكيد ما يبون يورطون روحهم.. بسهولة بينصادون لو باقوا السيارة
اقتربت منه وهي تُمسك ساعده الأيسر.. رَفعت يده أمام وجهه لتلتقط عينيه ساعته.. وبحاجب مَرْفوع عَلَّقت: قنوعين هالبوايقة.. حتى الرولكس غَضّوا البَصر عنها!
سَحَب يده منها مُتسائِلاً بنفاذ صَبر: شنو تبين توصلين له نُور؟
غَمَرَت الجديّة عَينيها وصَوتها وهي تُجيبه: أبي أتأكّد.. إنتِ فعلاً انضريت من أحد؟ لو إنت تعمّدت تضر نفسك عشان شوفة جنان؟
ارْتَفَعت زاوية شَفته بسخرية وهو يهمس: وإنتِ شنو تتوقعين؟
حَرَّكت رأسها بعدم تصديق والذهول صُبَّ على وَجْهها: مَجنـوون.. مَجنون فيصل "هاجمته بحدّة" شفيك صاير ما تحاسب لتصرفاتك؟ بديت أشك إنّك فقد عقلك! يعني لو صادك شي؟ لو مت من الضربة؟ تحسبها شي عادي يعني؟ شفيك تحولت لإنسان متخبّط ومتهور؟ تصرفاتك صارت مجنونة وغبيّة! "حَذَّرته وإصبعها يُلوّح أمامه" ترى حياتك بدأت تنفلت من ايدك.. غفلة أخيرة منّك وبتشوف إنّك فقدتها كلها.. بعدين اقعد عض أصابعك ندم
نَطَقَ وضيقٌ مُوحش بَدأ يجول داخله: خليني بروحي
عَقَّبَت بِقهر: بخلّيــك.. يمكن يرجع لك عقلك وتبدأ تفكر نفس الأوادم
استدارت عنه بعد أن ألقت عليه نظرة خَيْبة أمل كَرِهها لأنَّها انتصفت قَلبه.. غادرت الغرفة وهي تخرج هاتفها من جيب معطفها.. ضغطت الأرقام ثُمَّ رَفعته لأذنها.. ثواني وأتاها الرد: هــلا نور
تَساءلت سريعًا: جُود إنتِ في بيت عمتي؟
أجابتها: اي ليش؟
أمرتها: إذا جت جِنان كتبي لي.. مو تنسين.. إذا جت كتبي لي.. باي
قَطَعت الاتّصال دون أن تسمح لها بإلقاء أي سؤال.. ومُباشرة اختارت أرقامًا اعتادت أن تلجأ إليها طَلبًا للعَون.. ولكن هذه المرة العَون لم يكن لها..: ألو نور حياتي
ابْتَسمت بحُب: هلا يُبه شلونك
: بخير ما دامش بخير
بتردّد: يُبه.. بغيت أكلمك بموضوع
باهْتمام: قولي حبيبتي
نَظَرَت للغرفة ثُمَّ تَحَرَّكت مُبْتعدة وهي تُوضّح: عن فيصل
باستغراب: شفيـه؟
مَرَّرت لسانها على شَفتيها.. تَنَهَّدت قَبْلَ أن تُجيب بكلمة واحدة: اسْتَخف!



خَلَعت ثَوْبَ الصلاة مع دُخول والدتها للغرفة.. سَألتها وهي تَطويه: هـا؟ للحين مُصرة على رايش؟
أَجابت بخفوت دون أن تنظر إليها: اي للحين
مالَ رأسها وبمُعاتبة: يُمه حَنين غلط.. غلط إنش تتركين بيتش سنة
رَفعت بَصرها مُسْتَنكرة جُملتها: ليش غلط ماما؟ وين الغلط أصلاً! بقعد في بيت أبوي ما بقعد في بيت غريب
وهي تَقترب منها: وزوجش؟ شلون تتركينه كل هالمدة؟
ببساطة: يقعد معاي هو بعد
: وتتوقعين يرضى؟
ارْتَفَعَ حاجِباها: وليش ما يرضى! عــادي
في مُحاولة لِإقناعها: ما بيرضى يا بنتي.. ما بياخذ راحته.. وما يبي أكيد يترك أبوه في البيت.. لا تصعبينها على الرجّال وارجعي بيتش
عَقَّبَت بنبرة زَعل وهي تَجلس على السَّرير: قولي ما تبيني في بيتكم وخلاص
زَفَرَت قَبلَ أن تَمضي وتجلس بجانبها: يُمه شهالحجي؟ إنتِ بنتي الوحيدة وتدرين شكثر أحبش وأحب ولدش.. وهذا بيت أبوش.. بس ما يصير تتركين زوجش وبيتش.. هذي مو حياة يا يُمه
وعيناها تتنازع وَسطهما الدّموع: ماما صدقيني للحين ما أعرف لحسّون عدل.. والله أخاف أضره "انهمرت دموعها وببكاء" والله ما أبالغ ماما ولا أتدلع.. بس صدق للحين أحس إنّي ما أقدر أهتم فيه بروحي
تَمْتَمت: إنا لله وإنا إليه راجعون "أحاطت كَتفها لِتُقَرّبها لحضنها وهي تَستطرد بمَلق" يا يُمّه ما يحتاج الصياح.. والله إنش تقدرين تهتمين فيه وتراعينه.. لو ما تقدرين جان الله ما رزقش إياه.. الله أعلم حَبيبتي.. إذا إنتِ تقولين ما تقدرين على هالنتفة.. أمهاتنا وجداتنا مساكين شنو يقولون؟ قبل حتى لا يكمّل الطفل سنة تولد الأم بالثاني.. وعقبه الثالث.. ويشيلون ويحطون ويربون بروحهم.. محد يشيل معاهم ولا يساعدهم "وهي تُمَرّر كَفّها على ذراعها بحَنو" ماما حَبيبتي إنتِ تقدرين وتعرفين.. هذا ولدش.. محد بيهتم فيه وبيخاف عليه كثرش.. وما راح تكونين بروحش.. بسام معاش وما راح يتركش.. وأنا بكون عندش أي وقت تحتاجيني.. حتى لو بنص الليل.. حتى جيني إذا تبينها إخذيها معاش وخلها هي تقابل شغل البيت وإنتِ بس قابلي ولدش لين ما تتعودين
هَمَست وهي تنكمش في حضنها: مادرري
مَسَحت على شعرها وهي تُقَبّل جبينها ثُمَّ قالت بنصيحة: فكري يُمه.. فكري بعقل واتركي عنش الخوف.. إنتِ مو أول وحدة تربي.. فكري عدل واخذي القرار الصح.. عشانش وعشان زوجش.. ترى الرجال بيجي يوم وبيمل.. لا تخلين الخوف يخرب حياتش وينغصّها



أَرْكَنت السَّيارة في موقفها الخاص.. أَوقفت المُحَرِّك.. فَتحت الباب وغادرتها.. مَشَت بخطوات بَطيئة ومُتَعَرِّجة حتى دَخلت إلى المنزل.. كُل ذلك حَدث بآلية وببرود كان أَقرب للتَّبلد.. ما إن أغلقت باب المَنزل حتى قابلتها والدتها التي ارْتَفَعت من صَدرها شَهقة فَزِعة.. نَظَرت بلا رَدَّة فِعل لها ولجُود وندى المَصْدومتان خَلْفها.. ثانيتان وأشاحت عنهن وهي تُواصل طَريقها إلى السُّلم.. وقَبْلَ أن تَركب أَوقفتها يَدُ والدتها التي نَطَقت بصوتٍ غائر: من شنو هالدّم! شنو فيــش؟!
أَجابت بنبرة جَرْداء: ما فيني شي.. مو دمي.. دم فيصل
اتَّسَعت عَيْنا جُود وبوَجْسٍ نَطقت: فيـصل!
اسْتدارت من جَديد وهذه المرة مَنعها سؤال نَدى: شصار في البنك جنان؟
تَطَلَّعت إليهن وبخفوت: مادري!
والدتها بإصرار: شلون يعني ما تدرين! من شنو هالدم وليش توش ترجعين؟! وفيصل شنو فيــه؟
تَصَدَّعت ملامحها وكأنَّما السَّماء اختارت أن ترعد على قارعة وَجْهها.. تزاحمت وَسط مُقلتَيها الغَمام وتلوَّت الحيرة في قلبها حتى طالت همسها: مــادري.. والله مادري "وبرجاءٍ شَديد" خلوني أرووح
تَحَرَّكَت للأعلى ومن خلفها نَدى تَتبعها.. انتبهت لها فالتفتت إليها عند منتصف السُّلم لتوضّح بخفوت: بروحي نَدى.. أبي أقعد بروحي
نَطقت باعتراض: لكن مـ
قاطعتها وهي تُطالب عَينيها بالتَّفهم: أرجــوش
زَفَرت باسْتسلام وهي تَتراجع بنزول للأسفل.. أما جِنان فواصلت طريقها إلى الطابق العلوي حيث غرفتها.. أغلقت الباب ثُمَّ شَرعت في نزع عباءتها وحجابها.. ألقتهما في سلّة الملابس المُتَّسِخة وتَبعتهما بملابسها.. دَلَفت لدورة المياه.. وما إن تقابلت مع وَجْهها في المرآة حتى استيقظت بين أوصالها الرَّجفة الهيستيرية.. وبلا سيطرة منها بدأت الشهقات تتنازع في صدرها لتغادره بحدّة مُوجِعة جَرحت حلقها.. كانت الدماء المنسية على وَجْهها تَرسم لها هَزيمتها.. تَحكي لها من خلال خُطوطها عن فَضيحتها.. حالها المُزري هذا كان الشاهد على ضِعفها وهوانها.. فتحت الصنبور.. مَدَّت كَفّيها بارْتعاش.. وفي لَحظة رفعتهما وصَفعت وَجْهها بالماء.. نَعم كانت صَفْعة.. تَمَنَّت لو أَنَّها تُوقِظ ذاتها بها.. أو أنَّها بهذه المياه تَغسل رُوحها وتُطَهِّرها.. تَمسح خطايا الماضي ودَنس أفعالها.. تُطلي صَفحات الذكريات بالبياض.. وتُعيد إحياء ما مات وقُتِلَ وانتحر.. لَيتها بهذا الماء تَبتلع واقعها المُشَوَّه وتَجترع سُمومه الأَبدية.. لَرُبَّما يُدفن في قُعرٍ مُهْمَل في رُوحها.. فيَمسي الوُجود حُرًّا منه.. حينها تَستطيع أن تَبدأ حَياة جَديدة.. حياة كالإطار الذي يَحتضنها معه ومع جَنى.. هُم.. كَعائلة. اسْتَحَمَّت لمدة طَويلة.. فهي قَد اعتكَفت تحت المياه غارقة في تَفكيرٍ عَميق فَصلها عن هذا العالم وانتشلها من براثن أَحداثه.. قطرات الماء تَتساقط بالتوالي على وَجهها وجَسدها العاري.. ترفع يَديها تنظر لباطنهما الباقية فيهما بضع دماء.. دعكتها بقوة بَسيطة حتى اختفت تَمامًا.. أخفضتهما لبطنها.. تَحَسَّست آثار عملية ولادتها.. ثُمَّ انخفضت أكثر لفخذها حيثُ انطوت غُرز الجِرح الذي كَوَّنته يَده الغاضِبة.. تخالطت الدموع مع المياه حتى استعصت عليها الرؤية.. سيسكن جبينه أثرًا كهذا.. أَثرًا لَن يمحيه الزَّمن ولَن تغفل عنهُ العيون.. على الأقل عَيونها.. عَيناها وعين قَلبها. أغمضت وهي تعود لاحتضان جسدها.. احتضان ذاتها وضَياعها.. تَلَمْلَمت على نَفسها لتغوص في أعماقها. للحظة ظَنَنتُ أنّي قَد فَقدتُك للأبد فَيصل.. وأَنَّ رُوحك قَد هاجرَت جَسدك ولَبَّت نداء رَبّها.. حينها حاولتُ أن أَستعيد آخر قُبْلة بيننا.. الحُضن الأخير والهَمسة الأخيرة.. نَبَّشتُ بين قواريرٍ كَثيرة عن رائحتك.. تلك التي تغفو فَوْق عُنقك بَعد أن تُمارس رياضتك.. تَصَفَّحتُ جُدران قَلبي باحثة عن وَجْهك الذي وَدّعني في آخر لقاء بيننا كَزوجين.. تَحَسَّستُ ذُبول روحي ورَبَّتُ على شَيْب أُنوثتي لعَلّي أظفر بذكرى.. ولكن لا شيء.. فكُنتُ كُلَّما حاولت أن أتمسّك بذكرى لنا مَعًا تُنجيني بعد موتك أَفشل مرة ومرتان وعَشر. أَيُعْقَل فَيصل! أَيُعقل أن يَسرق المَوت واحدًا منّا لينتهي الحال بالآخر فَقيرًا من الذَكرى؟ ألهذه الدرجة قَسونا على نَفسينا؟ على قلبينا وعلى رُوحينا؟ ما هذا الخَراب الذي أَلمَّ بنا؟ أَيُّ فَقدٍ هذا الذي أَحالنا مسكينَيْن؟ لا تُطعم صَبرنا قُبْلة.. ولا يَحتضن شَوْقنا دِفئٌ عَتيق. أَزاحت جِفْنيها ببطء.. نَظرت للصورة الضبابية المُشَوّشة.. هَمَسَت لذاتها بانشداه: أَسينتهي بنا المَطاف هَكذا؟ قَلبان عَصيٌّ عليهما اللقاء؟



دَخلت الشقة.. بَحثت عنهُ بِعَينيها في غرفة الجُلوس والمَطبخ ولكن لَم تَجده.. إذن هو في غرفة النّوم.. تَحَرَّكت بثقل وهي تفتح أزرار عَباءتها وتُزيح حجابها عن رأسها.. فتحت الباب فقابلها جَسده المُسْتلقي فوق السَّرير على بَطنه بطريقة عرضية.. التَفتَ إليها للحظات ثُمَّ عاد للذي كان في يده. عَلَّقت العباءة والحِجاب ثُمَّ قَصدت دورة المياه لتغتسل سَريعًا.. أَبدلت ملابسها بثوب مَنزلي من القطن الخَفيف والمُريح قَبْل أن تعود للغرفة.. اضَّجعت في مكانها والصَّمت ثالثهما.. هو لا يزال على بَطنه يَعبث في قارب خَشبي صَغير استطاعَ أن يَلتقطه بَصرها من مكانها وهي مُسْترخية بنصف اسْتلقاء، يَد على بطنها.. والأخرى تُداعب بأصابعها خصلاتها المُتناثرة بنعومة على كَتفيها. اتَّكأ على جانبه مُتسائِلاً: للحين مخاصمتني؟
لَم تُجِبه ولَم تنظر لهُ حَتَّى.. كانَ تَجاهلها صَريحًا جدًا.. ناداها وهو يَدفع فخذها بقدمه: إنتِ يا النتفة.. أحاجيش
لا مُجيب.. تَرَك القارب ثُمَّ تحرّك ناحيتها.. قال وهو يضع يَده فوق يدها: ترى ولدي اشتاق لي "أَبْعَدَت يَدها عن يَده فارْتَفَع حاجِباه تَعَجُّبًا وهو ينطق" لا والله! رَفَع جسده مُقَرِّبًا وَجْهه من وَجْهها وهو يقول بنبرة تخويف مُصطنعة" هــي يا النتفة.. إذا ما صرتين عاقلة بتندمين.. ترى أنا ساكت لمصلحتش "اسْتَطَرد بمُشاكسة" وتدرين عاد.. رحت البحر ورجعت تسبحت.. عنــاد عشان ما تشمين ريحتي
نَظَرت إليه وعلى جِفْنيها استراح الاستخفاف.. ابْتَسَمَ لها بثقة وهو يُقَرّب وجهه أكثر حتى ألصق جَبينه بجبينها.. هَمَسَ وهو يُحاول أن يُركّز في عَيْنيها: ترى أدري إنش مشتاقة لي.. اعترفي حبيبتي "مال رَأسه ليترك فَوْق شَفتيها قُبْلة خَفيفة قَبْلَ أن يُكْمِل" خل ننسى الزعل.. أنا بعد مشتـاق
أَبعدت رأسها وهي تُشيح بوجهها عنه فَنَطَقَ هُو بتنبيه: تدرين إن الملائكة تلعنش إذا دعاش زوجش لـ
قاطعته سريعًا وهي ترفع يَدها أمام وجهه: اسكت اسكت "وبهجوم" طبعًا ما تحفظون من الدين إلا اللي من صالحكم
عَقَّبَ بسخرية: لااا احلفي؟
وهي تُزيح خصلاتها عن وجهها: هذا الصدق.. لا تنكر
ارْتَفع حاجبه: يعني تبين تقنعيني إنّش تفهمين في الدين أكثر مني؟
بثقة: اي طَبعًا "وبنبرة واخِزة" أفهم إن قطع صلة الرحم ما يجوز وإثمه كبيــر
الْتَزَمَ الصَّمت ولَم يُعَقِّب.. مالت شَفتاه يُخفي ابْتسامته عندما ارْتَفعَ حاجِبَها بانْتصار.. هَمَسَ: بوصلها إن شاء الله
تَعَجَّبَت وبسخرية: أوووه.. شنو اللي غَيَّر رايك؟
أَفْصَحَ بجدية: كَلَّمني عنها رائد "حَرَّك كتفه" وكسرت خاطري
استلقت على جانبها لتُقابله باهتمام: شنو قال لك؟
باختصار: قال لي إنها تبهذلت في حياتها مثلي.. وأبوها ما كان زين معاها "استطرد والذهول لَم يُفارقه" تخيلي.. زَوَّجها وعمرها أقل من خمستعش سنة!
ارْتَخَى حاجِباها بعَطف: على عمري! ليش عــاد؟
أَكمَلَ: بس عشان الفلوس.. تزوجت من سلطان الــ
ارْتَفَعَ حاجِباها: والله؟
هَزَّ رأسه بتأكيد: ايــه.. ويابت منه بنت.. سمتها حَنان على اسم أمي الله يرحمها.. بس أخذها منها.. وهي ما تدري وين أراضيها.. حية لو ميتة
صَمَتت لثواني وعدستاها تَتقلقلان بتفكير.. تساءلت بعد وَهلة: قلت لي تزوجت سلطان الــ؟
أجابَ: اي.. ذاك التاجر
سؤال آخر: وجابت منه بنت وأخذها؟
: اي أخذها وما تدري وينها "نَظرت إليه وعيناها تَتّسعان شَيئًا فشيء.. اسْتَفسر وهو يُلاحظ كيف وَمضت عَينها" شنو؟ بشنو تفكرين؟
هَمَسَت وهي تترك السرير بحركات سَريعة: دقيــقة
غادرت الغرفة لثواني ثُمَّ عادت وهي تَتَصَفَّح أَحد الألبومات.. تساءَل باسْتغراب: شنو تدورين؟
نَطَقت وهي مُنهمكة في البحث: الصورة.. وينها ياربي.. ذاك اليوم شفناها
اعتدل في جلوسه: صورة من؟
هَتَفَت بحماس وهي تُخرجها من مخدعها: هذي هي "جَلست بجانبه وهي تُشير للوجه المألوف وبسؤال" تذكرها؟
أمسك بطرف الصورة: اي أكيـد.. صديقة حَنين
أَكَّدت: ايــه.. اللي قلت إنها تشبه إختك وهي صغيرة.. تشبه فاتن
حَرَّكَ رأسه: اي انزيــن.. شفيها؟!
تساءَلت من جديد: تدري من أبوها؟
ارْتَفعَ حاجباه: لاا! "وباسْتنكار" شيدخلها اللحين في الموضوع؟!
اسْتَنَشَقت نَفَس عميق ثُمَّ نَطَقت بالذي التمع وَسَط عقلها وعيناها تُراقبان ملامحه: أبوها سلطان.. سلطان الـــ




يتبع




مواضيع : عذبة المعاني


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عذبة المعاني على المشاركة المفيدة:
    قديم 02-04-2020, 03:08 AM   #2


    الصورة الرمزية عذبة المعاني
    عذبة المعاني متواجد حالياً

     
     عضويتي » 895
     اشراقتي » Oct 2018
     كنت هنا » اليوم (06:15 PM)
    آبدآعاتي » 2,058,655[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » عَيْنَاهُ والرَُوْحُ سَوَاءَ .
     اقامتي »  عَبِق الْيَاسَمِين . 🤍
    موطني » دولتي الحبيبه Palestine
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 56 الفصل الأول




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
    مواضيع : عذبة المعاني



    رد مع اقتباس
    الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عذبة المعاني على المشاركة المفيدة:
    قديم 02-04-2020, 03:14 AM   #3


    الصورة الرمزية Queen♚
    Queen♚ متواجد حالياً

     
     عضويتي » 516
     اشراقتي » Dec 2017
     كنت هنا » اليوم (03:05 AM)
    آبدآعاتي » 17,083[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 1 
     
    افتراضي مرحبا بك في منتديات عبق الياسمين!




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 02-04-2020, 04:23 AM   #4


    الصورة الرمزية رفيق الالم
    رفيق الالم غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1319
     اشراقتي » Jul 2019
     كنت هنا » 09-04-2024 (02:27 AM)
    آبدآعاتي » 532,608[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » الشعر والخواطر
     اقامتي »  الجيزة
    موطني » دولتي الحبيبه Egypt
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 56 الفصل الأول




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : رفيق الالم














    رد مع اقتباس
    قديم 07-04-2020, 01:19 AM   #7


    الصورة الرمزية إحساس إنسان
    إحساس إنسان غير متواجد حالياً

     
     عضويتي » 1043
     اشراقتي » Jan 2019
     كنت هنا » 01-10-2023 (03:34 PM)
    آبدآعاتي » 246,624[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي »
     اقامتي »  
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     الاوسمة »
    وسام حرف جليل وسام وسام وسام 
     
    افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 56 الفصل الأول




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     

    رد مع اقتباس
    قديم 11-04-2020, 01:33 AM   #8


    الصورة الرمزية عبير الليل
    عبير الليل متواجد حالياً

     
     عضويتي » 39
     اشراقتي » Feb 2017
     كنت هنا » اليوم (06:39 PM)
    آبدآعاتي » 3,444,627[ + ]
    سَنابِل الإبْداع » [ + ]
    هواياتي » كتابة الشعر والخواطر # التصوير
     اقامتي »  قلب أبي
    موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
    جنسي  »
    مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
     
    مزاجي:
     MMS ~
    MMS ~
     الاوسمة »
    وسام وسام المئويه الرابعه بعد الثلاثه مليون وسام 
     
    افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 56 الفصل الأول




    لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
    فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
    اسم العضوية
    كلمة المرور


     
     توقيع : عبير الليل




    لااحلل نقل مدونتي وكتاباتي ..
    كونوا اسمى من ذلك آحبتي ]





    نحن وإن جار الزمان لبرهة.. نبقى الكبار وغيرنا أقزام
    ما ذنبنا إن كان يشعر أننا أرقى.. وأن مكانه الأقدام






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
الإعجاز العلمي في أحاديث النوم على الشق الأيمن فريال سليمي اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 37 06-12-2023 09:02 PM
ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 39 الفصل الأول والثاني عذبة المعاني عَبَقْ آلَقَصصُ وَ آلرَوَايآتّ وَ آلحَكآياَ ✿ 20 26-02-2023 01:05 AM
ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 45 الفصل 1 عذبة المعاني عَبَقْ آلَقَصصُ وَ آلرَوَايآتّ وَ آلحَكآياَ ✿ 21 26-02-2023 01:04 AM
تنظيم اوقات النوم لدى الاطفال reda laby عبق الأمومة والطفولــه ✿ 19 25-12-2022 05:16 PM
ذات مُقيّدة حوّل عُنُقُ امْرَأة / 5 عذبة المعاني عَبَقْ آلَقَصصُ وَ آلرَوَايآتّ وَ آلحَكآياَ ✿ 27 09-12-2022 10:44 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.