الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
شخصيات في الذاكرة ✿ شخصيِّات لها تاريخ وَانجاز وتستَحق ان نتذكرَها ونفتَخِر فيهَا ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي
هو علي حسين عبد الجليل الوردي. ولد في بغداد، حي الكاظمية في عام (1913-1995). من عائلة متوسطة المستوى المعيشي، حيث عمل ابوه عطارا في الكاظمية، وقد شارك الوردي اباه في عمله هذا حينما ترك الدراسة التقليدية (الكتاتيب) التي كان قد التحق بها كعادة معظم ابناء جيل تلك المرحلة ولقلة المدارس النظامية. وقد كان العراق وقتها جزءا من السلطنة العثمانية. وبعد انهيار حكم السلطنة في العراق بعد دخول القوات البريطانية اليه إبان الحرب العالمية الاولى (1914-1918)، فقد عاد الوردي الى الدراسة ولكن هذه المرة من بابها الواسعة، حيث دخل مدرسة نظامية وهجر دراسة الكتاتيب. ويجد الوردي في انهيار حكم الدولة العثمانية في العراق والمنطقة أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من مدخلات الحضارة الى العراق ومنها انتشار هذا النوع من التعليم الحديث، والذي لولاه لكان الوردي عطارا مثل ابيه كما ذكر ذلك في أكثر من مناسبة.
عمل معلما لمدة سنتين بعدها بعد تخرجه من الدراسة الاعدادية، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الاميركية في بيروت، ثم جامعة تكساس في اميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الاجتماع، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد ان تفوق بامتياز. عاد الى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الاجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الاجتماع في العراق. تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب "استاذ متمرس" في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم. تقاعد عن التدريس في عام 1972، وهو في اوج عطائه العلمي، وتفرغ للتاليف والقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره في بغداد. كانت معظم طروحاته التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة في بغداد، الامر الذي دعى بها الى التضييق عليه تدريجيا وابتداءا من سحب لقب استاذ متمرس المشار اليه ووصولا الى سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها على القراء بداعي ما اسموه "السلامة الفكرية" ،ومرورا بمحاولات تهميشه وافقاره ماديا وهو ما آل اليه حاله. حيث مات في شهر تموز عام 1995، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في الستشفيات الاردنية وعلى نفقة السلطات الاردنية كما اشيع وقتها. وقد اقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضر من المشيعين. استفاد الوردي من طروحات ابن خلدون كثيرا واعتبره منظر حقيقي ودارس متمعن للمجتمع العربي في تلك الفترة، وكان ابن خلدون موضوع اطروحته للدكتوراه. وقد كان الوردي اول من دعا الى "علم اجتماع عربي" يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا- ثقافية، وانطلاقا من طروحات ابن خلدون. ركز الوردي على عامل البداوة وقيمه وأثرها في تكوين الشخصية العربية. اهم طروحاته: - الازدواجية الشخصية للفرد العراقي والتي عممها على الفرد العربي. - التناشز الاجتماعي وهي تحوير لإطروحة وليم اوغبرن "الفجوة الثقافية".- الدعوة لقيام علم اجتماع عربي المشار اليها اعلاه.- نبذه للمنطق الارسطي التقليدي الشائع. - نقده اللاذع للاسلوب الوعظي الذي يتبعه رجال الدين والساسة والذي يتخذه بعض الكتاب.- كما حمل بشدة في معظم طروحاته على اسلوب الخطابة والحماسة الكلاسيكي الذي مجد الذات ويعلو من شانها دون النظر الى سلبياتها وهو ما درج عليه الكثير من شعرائنا وكتابنا. ترجمت بعض اعماله الى عدد من اللغات منها الانكليزية والفارسية والتركية والالمانية. اهم أعمال الدكتور علي الوردي: - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ستة اجزاء في 12 كتابا.- دراسة في طبيعة المجتمع العراقي.- شخصية الفرد العراقي: بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث.- وعاظ السلاطين.- مهزلة العقل البشري.- منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته.- أسطورة الأدب الرفيع.- الأحلام بين العقيدة والعلم. - خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة.- هكذا قتلوا قرة العين. أهم الأعمال التي كتبت عن الوردي: - حميد المطبعي، علي الوردي يدافع عن نفسه. (كتاب). - سليم علي الوردي، علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية، (كتاب). - سعد البزاز، علي الوردي – في الطبيعة البشرية، (كتاب). - قيس النوري (1997) فكر علي الوردي السوسيولوجي: مجلة البحرين الثقافية: (12): 51- 62. - حميد الهاشمي، علي الوردي رائد الدعوة لعلم الاجتماع العربي، بحث منشور في مجلة شؤون اجتماعية الاماراتية، العدد 70، صيف 2001. الصبغة الانثربولوجية لمؤلفات وابحاث الوردي يعتبر على الوردي رائد علم الإجتماع في العراق وهو من القلائل الذين كتبوا عن هذا المجتمع ونذروا له حياتهم, ولحد الآن لم يخلفه أحد. صرّح علي الوردي في مقابلة قبل وفاته بفترة قصيرة أنه ألف عدة كتب وطلب من ورثته نشرها بعد موته,ورغم مرور أكثر من عشرة سنوات لم نر أي كتاب من تلك الكتب التي بقيت بحوزة الورثة. كما حلل اصول المهاجرين وتميزت مؤلفات وابحاث الوردي بالصبغة الانثرولوجية حيث ما انفك يبحث عن الكثير في واقع مجتمع العراق و بغداد عاداته وتقاليده المتحدرة من عهود الخلافة العباسية.وعن المناسبات الدينية واهميتها في حياة الفرد البغدادي كالمولد النبوي الشريف وذكرى عاشوراء. شن حملة شعواء ضد بعض رجال الدين خصوصا في كتابه وعاظ السلاطين و مهزلة العقل البشري و اتهمهم بالوقوف إلى جانب الحكام و تجاهل مصالح الامة على حساب مصالحهم الضيقة متخاذلين عن واجبهم الديني. دعا إلى نبذ الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة و طالب بالنظر إلى موضوع الخلاف بين الامام علي و الصحابه على ان خلاف تاريخي تجاوزه الزمن و يجب على المسلمين عوضا عن استلهام المواقف و الاراء من هؤلاء القادة التاريخيين.
الساعة الآن 11:20 PM
|