رواية عَمودُ نَارٍ.
تأليف : كين فوليت.
عدد صفحاتها : 992.
"أعدمناه أمام كاتدرائية كينغزبريدج حيث تُنفذ الإعدامات عادةً؛ فإن لَم تكُن قادراً علىٰ قتل رجلٍ أمام الرّبّ لَن تنجح فِي قتله أبداً.
أحضره الشريف مِنَ الزنزانة أسفل مبنىٰ غيلد هيل ويداه مُقيّدتان خلف ظهره. مشىٰ بِانتصابٍ وبِوجهٍ شاحبٍ يفور بِالتحدي والشجاعة.
سخر منه الحشد وشتمه، ولكنّه بدا وكأنّه لا يرىٰ أحداً سواي. تلاقت عيوننا، وفِي هذا التبادل اللحظي للنظرات مرّ عمرٌ بِأكمله.
كُنتُ المسؤول عَن إعدامه وهو يعلمُ بِهذا.
طاردته لعقودٍ مِنَ الزمن، فقد كان مَن زرع المُتفجرات، ولو لَم أوقفه لكان قتل نصف حُكّام بلدي – بِمن فيهم العائلة المَلكيّة – بِكُل وحشية وتعطشٍ للدماء.
قضيت حياتي فِي تقفي أثر المُجرمين أمثاله، وقد أوصلت الكثيرين إِلىٰ المقصلة. لم يُعدموا فحسب بل أُغرقوا وقُطّعوا، أمّا أحكام الموت الأكثر ترويعاً فقد كانت مِن نصيب أسوأ المُجرمين.
قمتُ بِهذا مراتٍ عديدة، وراقبتُ كُلّ رجلٍ يموت وأنا علىٰ علمٍ تام أنّي – وأكثر مِن أيّ أحدٍ آخر – مَن أوصله إِلىٰ هُنا لينال عقاباً رهيباً وعادلاً فِي آنٍ معاً. قمتُ بِهذا خدمةً لبلدي الغالي، ومِن أجل المَلكيّة الّتي أعمل لمصلحتها، ومِن أجل مبدأ آخر وهو الإيمان بأنّ أيّ شخص يملك حق اختيار طريقه إِلىٰ الرّبّ.
كان آخر الرّجال الكُثر الّذين أرسلتهم إِلىٰ الجحيم، ولكنّه جعلني أعتقد أنّه أوّلهم..."