| الأدارة ..♥ |
|
|||||||
| عَبق المَقَالات الشخْصِّية ✿ يَهْتَم بِتَألِيفْ وَاِبْدَاعَات الاَعضَاء مَهمَا كَانْت وَأي نص سبق له النشر خارج مملكة عبق بقلم العضو ﹂ ✿ |
 |
|
#1
12-02-2024, 11:07 AM
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
المقال الثالث:: مرحلة الطفولة والشباب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة وبركاته العظماء هم أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بشأن خاص وليس شيئا يكتسبه الإنسان فيما بعد بل هي صفة تكون جزءًا من طبيعتهم منذ ولادتهم يتميزون بأفكارهم العميقة ورؤيتهم المتقدة وعقولهم النيرة إحدى أعظم الشخصيات التي عرفتها التاريخ هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق وأفضل الرسل. عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ* مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ». [صحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة]. هذا الحديث الشريف يسلط الضوء على تفضيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتميزه عن سائر الأنبياء فهو من أفضل الأنبياء وتميز بنسبه وقربه من الله تعالى. يعود نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام الذي كان والد العرب وتُعتبر كِنَانَةَ أحد فروع قبيلة بني إسماعيل التي تنحدر من إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام. تم اصطفاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من بَنِي هَاشِمٍ ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين وليحمل بين يديه رسالة الإسلام وكتاب الله القرآن الكريم وهذا النسب والاصطفاء يعطي النبي محمد صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما ويجعله من أعظم الشخصيات في التاريخ. قبل أن يبعث الله له بالنبوة نشأ الرسول صلى الله عليه وسلم في ظروف صعبة ومآسٍ فقد فقد والده عندما كان الرسول صغيرا وماتت والدته بعد وفاة والدة بست سنوات فقط لقد تجاوز في صغره العديد من المحن وذاق مرارة اليتم والحرمان من رحمة الوالدين ولكنه كان يملك قوة روحية عالية وصبرا جبارا فتحمل تلك المحن بكل ثقة واعتمد على النفس في الحصول على ما يحتاجه في حياته. بعد وفاة والده تولى جده عبد المطلب رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم وكان جده من أصحاب القرب والكرم فقد كفله ورعاه بكل حب ورحمة حتى وفاته وبعد وفاة جده تولى عمه أبو طالب رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عمه أبو طالب رجلا صالحا وكريم فعلم الرسول صلى الله عليه وسلم القيم الحميدة وأخلاق النبل وكانت هذه التربية الصالحة في ظل الرحمة والعناية تعطي الرسول صلى الله عليه وسلم الثقة والقوة الروحية لمواجهة التحديات الصعبة في حياته. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتسم في صباه بخلق رفيع وأخلاق نبيلة فلم يقتصر صبره وتحمله على مصاعب الحياة بل تعدى ذلك إلى اتخاذه للرحمة والرأفة والتضامن والتعاون والمواساة والعفو كقيم أساسية* في تعامله مع الآخرين فكان يتعاطف مع المحتاجين ويمدُّ يد العون للمظلومين وكان يتصرف بعفوية ولطف مع الناس حتى أن الناس كانوا يتسابقون للقرب منه والاستفادة من حكمته ومعرفته فعندما نتامل في قيمة الرحمة التي تجسدها الرسول صلى الله عليه وسلم نكتشف كيف أن تجربته كيتيم قد تساعدنا في تحقيق الرحمة والرأفة في حياتنا والاعتناء بمن هم في حاجة إلينا إن تجربة اليتم التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعلته يتعلم الكثير من القيم النبيلة واكتساب القوة والصبر والرحمة في التعامل مع الناس ولذلك ينبغي علينا أن نستوحي من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هذه القيم النبيلة وأن نحاول أن نطبقها في حياتنا اليومية فلنتعلم الصبر والتحمل في مواجهة المحن والصعاب ولنمارس مارس الرحمة والرأفة والتعاون والتضامن مع الآخرين قد يكون لدينا القدرة على إحداث تأثير إيجابي في حياة أشخاص آخرين من خلال تجسيد هذه القيم النبيلة في تعاملنا معهم تماما مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم النبيل والمحبوب لدى الناس طفولته وشبابه صلى الله عليه وسلم قد سجلت المراجع التاريخية المروية أسانيد متصلة إلى جميع المصادر الثابتة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم – تفاصيل نشأة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما مر بها من أحداث خلال فترة الطفولة والصبا* فذكرت تلك المصادر أنه صلى الله عليه وسلم بعد ولادته تولت إرضاعه حليمة السعدية حيث كانت عادة العرب أن تدفع بأطفالها إلى نساء البوادي ليقمن بإرضاع الأطفال في البادية حتى ينشأوا على الفصاحة والفطرة السليمة والقوة البدنية. وقد روت المصادر الإرهاصات التي حدثت لحليمة وزوجها منذ أن حل بهم الطفل الجديد – محمد صلى الله عليه وسلم – إذ تحول حالهما من العسر إلى اليسر فقد أصبحت شاتهم العجفاء دارة للبن وحتى حليمة ذاتها أصبح ثديها مدرارا للبن لأنها رضيع النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك مما روته حليمة فيما ذكرته المصادر. حادثة شق الصدر: «عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتاه جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلام وَهُوَ يلعب مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ يَعْنِي ظِئْرَهُ* فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَط فِي صَدْرِهِ». [رواه مسلم في صحيحه: كِتَاب الإِيمَانِ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات] يتحدث أنس بن مالك عن لقاء حدث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فجاء جبريل وأخذ النبي بقوة وصرعه حتى شق عن قلبه ثم استخرج قلبه وتفحصه فوجد فيه شيئاً غريباً وهو علقة وقال جبريل للنبي: "هذا حظ الشيطان منك" بعد ذلك قام جبريل بغسل القلب النبوي في طست من ذهب مليء بماء زمزم ويُعتبر ماء زمزم من المياه المباركة والمقدسة في الإسلام ثم استخرج العلقة من القلب وقال جبريل: "هذا حظ الشيطانية منك" مؤكداً بذلك أنها كانت نوعا من الضرر الذي أراد الشيطان أن يلحقه بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اعاد جبريل بالقلب ووضعه مرة أخرى في مكانه الأصلي واستدعى النبي الغلمان الذين كانوا يلعبون معه قبل أن يأتي جبريل وبينما كان يذهبون ليبلغوا أمهم ما حدث قالوا: "إن محمداً قد قتل" وهم يتحدثون عن النبي محمد بحزن وقلق. عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله الغلمان أعادهم وهو متألم اللون إلى أمهم وفيما بعد علق أنس بن مالك على هذه الحادثة قائلاً: "وقد كنت أرى أثر ذلك الجرح في صدره" وهو يشير إلى العلامة التي تركها جبريل الشرعية في صدر النبي بعد أن قام بفصل القلب ليستخرج منه العلقة. تعتبر هذه الحادثة من بين الحوادث العجيبة التي حدثت في حياة النبي محمد وتشير إلى قوة وصبر وإيمان النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة هذه الأمور الصعبة وغير المألوفة كما تعكس أيضا رحمة الله تجاه النبي وحفظه الله من كل سوء ومكروه. عمل النبي صلى الله عليه وسلم بالرعب والتجارة.... يُعَدُّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم القدوة والمثال الأفضل في جميع جوانب الحياة بما في ذلك الكدح والاجتهاد في طلب الرزق فقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم في ضيعة قرب مكة المكرمة وعمل كراعي للغنم بهدف مساعدة عمه أبا طالب الذي كان يكفله كانت الظروف المادية للنبي صلى الله عليه وسلم صعبة جدا حيث كان يعيش في فقر شديد وكان فقيرًا كثير العيال. وقد ورد في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الغَنَمَ" فسأله الأصحاب عن نفسه، فأجابهم قائلاً: "نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ" [صحيح البخاري]. إن عمل الرعي يرتبط بالعديد من الفضائل التي يحتاجها المرء في حياته اليومية مثل الصبر والحلم والأناة والرأفة والرحمة والتواضع والشجاعة والاعتماد على النفس وكانت تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم تعد تربية مثلى له حيث تعلم من خلالها قيم الصبر والجهد والمثابرة. عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سن الثانية عشرة سافر مع عمه أبو طالب إلى الشام في رحلة تجارية.. قصة خروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه أبو طالب في رحلة إلى الشام على متن إحدى قوافل التجارة. يقول النص إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان في سن الاثنا عشر عامًا حينما خرج في هذه الرحلة. قد تحركت القافلة وبدأت تسلك طريقها نحو الشام على طول الطريق وصلت القافلة إلى بلدة تدعى بصرى. وبينما كانت القافلة تسير قامت بالمرور بجوار كوخ يسكنه راهب يدعى بحيرى. لدى رؤية القافلة خرج بحيرى والقي* بنظرة مطولة ولاحظ وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعمق ثم سأل أبا طالب عم النبي عن صلة القرابة التي تربطه بالغلام فأجاب أبو طالب بأنه ابنه وكان يلقبه بابنه بمحبة. وبدأ بحيرى في الشك والتساؤل حول صحة هذا الادعاء فقال لأبي طالب أن الغلام ليس ابنه ولا يمكن أن يكون والده على قيد الحياة. فأجاب أبو طالب بأنه ابن أخيه فاستمر بحيرى في الاستفسار وسأله عن ما فعل أبوه ولماذا لم يرافقه في هذه الرحلة. فأجاب أبو طالب بأن والد النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد توفي في صغره ولذلك اضطر أبو طالب لتبنيه ورعايته وبدأ بحيرى في تأمل الأمر وفهم حقيقة القلب الذي يحمله هذا الغلام. فعندها قال لأبي طالب: "إن هذا الغلام سوف يكون أعظم الأنبياء وخاتمهم فهذا الوجه يشع بالنور وإنه خليفة الله في الأرض." ومع هذه الكلمات النبوية عرف بحيرى بأن محمد صلى الله عليه وسلم ليس مجرد طفل عادي بل هو رسول الله ونبيه الذي جاء بالحق والإرشاد للبشرية استغرق بحيرى وقتًا طويلاً في النظر والتأمل في وجه النبي صلى الله عليه وسلم وشعر بتأكيد قوي في قلبه بأن هذا هو رسول الله. التجارة بمال خديجة رضي الله عنها: عندما قرر النبي محمد صلى الله عليه وسلم السفر إلى الشام للمتاجرة بمال خديجة بنت خويلد اعتبر هذه الرحلة خطوة مهمة في حياته وحياة المسلمين الذين تبعوه. وكانت خديجة زوجة النبي وأحد أنفس النساء القويات في مكة كانت تعمل كتاجرة وكانت ثروتها تزداد باستمرار وقد استخدم النبي هذه الخبرة والمال لصالح الإسلام. بدأت الرحلة إلى الشام بحضور محمد مجموعة صغيرة من التجار وكان من بينهم* الشاب ميسرة الذي كان يخدم* خديجة أثناء هذه الرحلة شاهد ميسرة النبي محمد يتصرف ويتحدث بطريقة تبعث الإحترام والتقدير. لاحظ قوة شخصيته وكرامته وصدق كلماته. عندما عاد ميسرة إلى مكة قرر أن يخبر خديجة عن ما شاهده وسمعه من النبي محمد.استخدم كلماته بعناية ليصف الصفات المميزة للنبي محمد مثل الكرم والفكر الراجح والنطق الصادق والنهج الأمين وبمجرد أن سمعت خديجة هذا الوصف أدركت انها وجدت الرجل المثالي الذي كانت تبحث عنه. لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم محبًا ومحترمًا وكان يعتني بأفراد أسرته وقد اعجبت خديجة بهذه الجوانب الإنسانية لشخصيته صلى الله علية وسلم بالإضافة إلى مشاهدتها لقوته التجارية ونجاحه لذلك بدورها قررت خديجة أن تتحدث إلى صديقتها نفيسة بنت منبه لتشاركها بما في نفسها. عندما سمعت نفيسة ما قالته خديجة شعرت بالإعجاب والمنبهرة قررت أيضًا أن تلتقي النبي محمد لتطلب منه الزواج من خديجة. على الرغم من سنها (40 عامًا) في ذلك الوقت، كان النبي محمد مستعدًا للزواج بها. حلف الفضول: حلف الفضول هو تحالف تشكل في شهر ذي القعدة بين بعض أشراف قريش في العصر الجاهلي بهدف نصرة المظلوم واسترجاع حقه. وكانت الأسباب والبنود التي تضمنها هذا الحلف متعلقة بالعدل والمساواة وحماية الحقوق. كل شيء بدأ عندما قدم رجل من زبيد إلى مكة بضاعته، وقد اشتراها العاص بن وائل منه ولكنه منعه حقه ولم يدفع له ثمن البضاعة، مما أثار استياء الرجل الزبيدي الذي بات يشعر بالظلم والاضطهاد. عندما لجأ الرجل الزبيدي إلى زعماء قريش لم يجد منهم الدعم الكافي بسبب موقعة العاص بن وائل في قريش وتأثيره الكبير عليهم. لكن بعض أشراف قريش الأكثر حسماً وإصراراً قرروا أن يكونوا يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم، ولذلك عقدوا اجتماعاً وتعاقدوا وتحالفوا بالله ليجتمعوا تحت راية العدالة والإنصاف. وكانت هذه الرؤية الشجاعة والأفق الأرحب هي سبب تسمية هذا التحالف بحلف الفضول. من أهم البنود التي تضمنها حلف الفضول نصرة المظلوم واسترجاع حقه كان الهدف الرئيسي من هذا الحلف هو إرجاع الحقوق إلى أصحابها خاصة بعد أن كانت الحقوق تنتهك بعدوان وظلم كما كان الهدف التصدي للعدوان والعدالة في إرجاع حقوق الناس والتأكيد على أن الظلم لن يمر دون عقاب. بالإضافة إلى ذلك كان لحلف الفضول أهمية كبيرة في حماية البيت العتيق والحفاظ على مكانته وتكريس أهميته فقد وضع الحلف على عاتقه حماية هذا المكان المقدس والذي يحمل قيماً عظيمة في قلوب قوم مكة وذلك بمنع أي عدوان يستهدف البيت العتيق وضمان استمراريته. كما أن حلف الفضول كان يسعى لترسيخ قيم التعاون والعدل والتضامن والنصرة بين أعضائه. فقد كانت القيم السامية والفضيلة هي الأساس الذي قام عليه هذا الحلف، حيث ارتبط مصير أفراد هذا التحالف بمدى انتصار هذه القيم في المجتمع. لذا، كانوا ملتحمون في سبيل تحقيق تلك القيم والمبادئ. مشاركة النبي صلى الله عليه في تجديد بناء الكعبة.. في صحيح البخاري، روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه عندما بنيت الكعبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم وعمه العباس ينقلان الحجارة، قال للنبي صلى الله عليه وسلم العباس: "اجعل إزارك على رقبتك وانحنِ إلى الأرض"، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بنصحه ولما انتهى الأمر، طلب نبينا صلى الله عليه وسلم من العباس أن يريه إزاره وشدَه عليه. تحتل الكعبة مكانة مرموقة في الإسلام حيث يتجه إليها المسلمون في صلاتهم اليومية في صلاة التوجه وتُعتبر الكعبة قبلة المسلمين في أي مكان في العالم وتعبِّد المسلمون الله وحده عندما يصلون في مسجد الحرم المكي حيث تقع الكعبة المشرفة. من المعروف أن الكعبة قد تعرَّضت للتدمير والاعتداء عليها في أكثر من مناسبة.. تعد هذه القصة من أبرز وأهم القصص التي رواها البخاري في صحيحه حيث تعكس قدرة النبي صلى الله عليه وسلم على حل المشكلات وإيجاد الحلول الوسطى. ففي ذلك الوقت كان هناك اختلاف وتنازع بين القبائل العربية حول من يستحق أن يضع الحجر الأسود في مكانه في الكعبة. وكان الحجر الأسود قد سقط أثناء ترميم الكعبة وأراد الجميع أن يكون له شرف وضعه في مكانه الأصلي. وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم حساسية الموضوع واختلاف الآراء بين القبائل، ومن جهة أخرى عرف أنه يجب إيجاد حلاً لهذه القضية المهمة والتي يهتم بها الجميع. وعندما اقترح العباس أن يقوم النبي بوضع إزاره على رقبته والانحناء إلى الأرض فقد كان هذا الاقتراح يهدف إلى إظهار واضح للكل أن النبي هو الأمين والشخص الذي لا يُشكك فيه. وتم استجابة لهذا الاقتراح وتنفيذه من قبل النبي صلى الله عليه وسلم. تأثرت القبائل بأمانة النبي ومروءته وقد قبلوا اقتراحه ورأوا ضرورة الاتفاق عليه كحلاً للمشكلة العقدية التي كانت تواجههم. قد تفاعلوا معه بقوة وقدموا احترامهم وتقديرهم له بوضعه الحجر الأسود في مكانه الصحيح والمشروع وذلك بفضل الثقة والمحبة التي تتمتع بها شخصية النبي صلى الله عليه وسلم. في هذه القصة يتبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعتمد على الحكم الشخصي أو الاحتكار في حل المشكلات الجماعية. بل بالعكس، فإنه يسعى إلى التشاور والعمل بالأفكار التي تحظى بالقبول والإجماع من جميع أفراد المجتمع. وهذا يدل على أنه حكيم ومستعد لاستخدام كافة الوسائل الممكنة للتوصل إلى حلول سلمية وعادلة. فضل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها.. هو موضوع ذو أهمية كبيرة ويستحق الكثير من البحث والتفصيل إنها أحد أبرز الشخصيات في تاريخ الإسلام وأول زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها من النساء العظيمات والمؤمنات الصالحات اللاتي أظهرن الإيمان الصادق والدعم الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم في بداية نشر الإسلام. خديجة رضي الله عنها كانت من أول المؤمنين والمؤمنات ودعمت النبي صلى الله عليه وسلم في الأوقات الصعبة والمحن. إن خديجة رضي الله عنها كانت جزءًا لا يتجزأ من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قدمت له العزاء والدعم في الأوقات الصعبة والمحن التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم. إنها كانت الشخص الذي يمكن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجد بها ويعتمد عليها في كل شأن وقد قرأت الكثير من الأحاديث التي تشهد بفضلها وأخلاقها الحميدة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يعزها ويقدرها في حياتها وأعرب عن فضلها وجمالها بعد وفاتها للإشارة إلى تقديره الدائم لها وإخلاصه لودادها وعشرتها. فضلها لم يكن محصوراً في العامل المعنوي فحسب، بل شمل أيضاً للتفكير الرشيد والقلب الوفي. إنها شخصية فريدة من نوعها تملكت عقلا جليلا وأعتقادا قويا وإرادة صلبة لقد أشاد النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها وأثنى على فضلها وقدرها. فقد قال: "أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب" إن هذه العبارة تشير إلى فضلها الكبير عند الله تعالى وإلى عظمة مكانتها في الجنة كما قال الذهبي رحمه الله: "كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة من أهل الجنة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُثني عليها ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين" إن الفضل العظيم لخديجة رضي الله عنها يتجلى في كونها أمًا للمؤمنين وأمة في الإسلام. إنها تمتلك سمات وصفات الأم المثالية التي تتميز بالرحمة والعطاء والحكمة. إنها قدوة للنساء المسلمات في الاخلاق والأدب والدين. كما أنها كانت شريكة النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة والنصر وزعيمة في المجتمع. في الختام، يجب أن نحافظ على تذكر فضل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ونقدر إسلامها وعطاءها الكبير في سبيل نشر الإسلام ودعم النبي صلى الله عليه وسلم. إنها شخصية رائعة وقدوة لكل امرأة تسعى لنيل محبة الله ورضوانه. ليكن لنا جميعًا السؤال الذي نقدمه لأنفسنا هو: كيف يمكننا أن نتعلم من خديجة رضي الله عنها ونتحلى بصفاتها النبيلة والحميدة. بقلم أخوكم أبو نورة مقال حصري على دروب الخير دائما نلتقي 
وجود القارئ الجيد لا يعني إن الكاتب جيد ولا القراءة القاصرة تعني إن الكاتب كامل..
الكاتب الجيد هو من يفتح أبواب عدة لكل تفكير وهم وتطلع.. أن مهمتي أن أكتب وأنت وضميرك لا أن تحكم بل لتشرف منارة قولي بوهج رأيك.. عبدالله بن سعد السهلي  
الساعة الآن 08:45 AM
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضويتي 
.gif "100 (106)")
العرض العادي
