الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
عبق التراث والآثار ✿ ثقافَات منقوِِله جَديدَه أو قديمهِِ تَطِـلْ مِـن حاضراًومستقبلاً. ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الحضارة الفارسية
ينتمي الفرس إلى الجنس الآري وموطنهم الأصلي في الشمال الشرقي لبحر قزوين. كانوا قبائل رحل يجوبون تلك المناطق بمواشيهم، ثم نزحوا في أوائل الألف الثاني ق.م. إلى الهضبة الإيرانية المجاورة لبلاد ما بين النهرين. وكان الشعب الفارسي في ذلك الوقت ينقسم إلى قسمين: الميديون وسكنوا في الشمال الغربي للهضبة الإيرانية، والأخميدون الذين سكنوا في الجنوب الغربي منها.
كانت زعامة الفرس حتى القرن السادس ق.م. بيد الميديين الذي تمكنوا من تأسيس مملكة واسعة امتدت من الخليج العربي حتى بحر قزوين. ولكن ما لبث أحد زعماء الأخميديين قورش أن أعلن الثورة على استياج آخر ملوك الميديين واستولى على العرش في سنة 555 ق.م. واتخذ لقب شاهنشاه (ملك الملوك) ثم سيطر على آشور وشمال أرض الرافدين وتقدم غربا ودخل سارديس عاصمة مملكة ليديا في آسيا الصغرى، ثم دخل بابل وقضى على الكلدانيين سنة 539 ق.م. ولكنه قتل في إحدى المعارك مع بعض القبائل في الشمال الشرقي من إيران فخلفه ابنه قمبيز. اتبع قمبيز سياسة والده في التوسع والفتوحات فاستولى على مصر سنة 525 ق.م. وبلغت الامبراطورية الفارسية في عهده أقصى اتساعها فامتدت من نهر السند حتى بحر إيجى. وعندما أراد احتلال قرطاجة رفض الفينيقيون مساعدته فاضطر للعودة عندما بلغته أنباء بعض الفتن في بلاد فارس. توفي في الطريق سنة 521 ق.م. فخلفه قائد جيشه دارا (داريوس) الذي اهتم بالفتح أيضا فوصل إلى البنجاب ولكنه دخل في حروب طويلة مع بلاد اليونان عرفت باسم الحروب الميدية وقد انهزم الفرس في معركة الماراتون سنة 490 ق.م. وبعد موت دارا خلفه ابنه أحشوبروش الذي أخمد الثورات التي واجهته. ثم هاجر بلاد اليونان ودخل أثينا وأحرقها ولكنه هزم في معركة سلامين البحرية سنة 480 ق.م. فعاد إلى بلاده. وبعده دخلت بلاد الفرس في عهد الانحطاط ولم تستطع الصمود أمام ضربات الإسكندر المقدوني. عبد الفرس الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم والأرض. ولكن النار كانت أعظم الآلهة عندهم. وكانت الهياكل عبارة عن مذبح حجري منصوب في العراء يضرم عليه الكهنة النار التي يحافظون عليها مشتعلة باستمرار. في أوائل القرن السادس ق.م. ظهر مصلح ديني يدعى زرادشت انتقد ديانة أبناء قومه وأخذ يبشر بدين جديد، فبدأ بإصلاح الطقوس الدينية وأبطل بعض العادات كالشراب والنشوة المقدسة لكنه أبقى على مذابح النار باعتبارها رمزا للخير والنور. ثم دعا إلى اتباع الحكمة وقول الصدق وشدد على أن الخير هو الأصل في الكون، ويتمثل بالإله أهورامزدا (رب الحكمة) ويعاونه عدد من الملائكة يتمثلون بالنور (متراس) والنار والشمس. أما الشر فهو مجموعة أرواح شريرة يقودها أهريمان (رب الظلام). وقال إن الانسان خلق حرا وعليه أن يختار بين أهورامزدا وأهريمان، وعلى أساس اختياره سيمثل في الآخرة أمام أهورامزدا ليحاسبه على أعماله، فمن كان صالحا يرث حياة النعيم ومن كان من أتباع أهريمان يرث العذاب والظلام. كان الفرس في الأصل رعاة غير متحضرين ولكن اتصالهم بشعوب بلاد ما بين النهرين جعلهم ينتسبون حضاريا إلى تلك المنطقة. فاقتبسوا أساليب حياتهم وتعلموا كتابتهم وأدبهم وعلومهم، واستفادوا من تنظيم تلك الشعوب السياسي والإداري فنسجوا على منواله وأدخلوا عليه بعض التحسينات حتى بلغ أوجه على أيام دارا (داريوس). فبعد أن توج ملكا على بابل ومصر قسّم الإمبراطورية إلى عشرين ولاية (مرزبانة) على رأس كل منها حاكم مدني يسمى المرزبان ويعاونه حاكم عسكري. وكان الحاكم مطلق الصلاحية تقريبا في إدارة شؤون ولايته شرط أن يؤدي ما يتوجب عليه من الضرائب. وكالن الملك يراقب المرزابة مراقبة دقيقة بواسطة موظفين هما القائد العسكري و"أذن وعين الملك" يتصلان مباشرة بالملك وذلك للحؤول دون محاولتهم الاستقلال عن السلطة المركزية.. كان المجتمع الفارسي يتألف من الملك، ويلقب بالشاهنشاه واعتبر ممثلا لإله الخير أهورامزدا. والنبلاء وهم أبناء العشائر وتنتقل سلطتهم بالإرث. أما عامة الشعب فكانوا بدوا يسكنون المراعي والهضاب ويهتمون بتربية الماشية ويعملون في الزراعة في أراضي النبلاء ويؤدون الضرائب من محاصيلهم الزراعية للسلطة المركزية. أما الجيش فقد كان يتألف من المشاة والرماة والفرسان. وكانت عربات الخيل القوة الضاربة في الجيش الفارسي. استعان الفرس بالفينيقيين لبناء الأساطيل الحربية والتجارية وقيادتها، وقد عاملهم دارا معاملة حسنة فتعاونوا وبنوا له أسطولا كبيرا استخدمه أبناء أحشوبروش في قتال اليونانيين. لم يهتم الفرس بالعلوم لأن الكتابة عمل شاق ودون فائدة. إلا أن اتساع الامبراطورية وحاجتهم إلى ضبط الحسابات وجباية الضرائب وتنظيم المراسلات دفعتهم إلى اقتباس الكتابة المسمارية لكتابة لغتهم. وقد اهتموا ببناء القصور الضخمة وكان أشهرها قصر دارا في مدينة سوسة وقد شيده بالحجارة الضخمة والأعمدة الكبيرة. كذلك اهتم الفرس بالمواصلات من أجل أحكام سيطرتهم وسهولة انتقال الجيش إلى أطراف الإمبراطورية، ومن أجل تحسين طرق التجارة البرية والبحرية في مختلف أرجائها، خاصة وأن العلاقات التجارية كانت قد بدأت تزدهر بين بلاد الهند في الشرق وبلدان البحر المتوسط. واهتم دارا بتنشيط الأعمال التجارية فأمر بإعادة حفر ترعة السويس التي تبرط بين البحر الأحمر ونهر النيل والتي كان قد شقها فراعنة مصر وردمتها الرياح الرملية. وقد اشتهر الفرس أيضا بتنظيم البريد وكان سعاة البريد يستخدمون الخيول والعربات إلا أنهم كانوا ينقلون المراسلات الرسمية فقط.
الساعة الآن 07:09 PM
|