*
حكــــــــــــــــــــــــــــــــايات...رمضانية.. .(في حلقات ) .علاااء و أبتسامة الزهر
الحكاية الثامنة
وهكذا تمر أيامه ولياليه في سرعة وما يكاد ينفرط عقد يوم حتى يلحقه الاخر ثم يأتى آخر يوم كي يصيبنا بلوعة الفراق والحزن عل أننا لم نغتنم هذه الأيام المباركة الجميلة أكثر وأكثر في العبادة والطاعات
هو هكذا أبدا شهر رمضان هذا الشهر الكريم وكم تمنينا أن تكون أيامنا كلها رمضان لما يحدث فيه من انسجام وتلاحم بين الناس
كانت جدتى الله يرحمها تقول دائما أنه شهر كريم يركض ركضا لانه يخاف من معاصي وذنوب البشر...
في هذا اليوم قادتنى قدماي الي مكتبة الأسكندرية حيث يحلو لي دائما قضاء وقت جميل ممتع بين أمهات الكتب والقصص والروايات العالمية ومشاهدة بعض المخطوطات النادرة
هذا البنيان الرائع الذي تأسس قبل 23 قرنا من الزمان في عهد بطليموس الأول او يقال الاسكندر الاكبر, تحفة معمارية هذا الي جانب ما تحتويه من مخطوطات نادرة....
أخذني الوقت سريعا وأنا أتجول من كتاب لآخر فأنا نهما جدا في القراءة ...
لم أشعر باليد التى وضعت علي كتفي الا عندما سمعت صاحبها يقول لي ...أيييه أخيرا علاااء أستطعت أن أجدك...كنت متيقنا أني سوف أعثر عليك هنا ....
أهلا كريم ...عاش من شافك ...فينك وفين أيامك ..؟
زميل دراستى القديم بالمراحل الأولي من العمر ...متقدما معي عاما بعد الاخر ..كانت بيننا منافسة دراسية وايضا في حصد الألقاب الرياضية في المسابقات التى كانت تجريها مدرستنا الثانوية...
ثم أفترقنا أنا وصديقي كريم علي أمل باللقاء مرة أخري قبل السفر للخارج...
أكملت وقتي في المكتبة ..كنت أبحث عن شيء محدد نعم كتب في علم النفس أريد أن أعرف الحالة التى تعانيها ابنتي الحبيبة وهي تعلقها الشديد بي حتى غيرتها الغير طبيعية من ان تقترب مني زوجتى كانت تنظر لي أني ملك خاص لها ولا يمكن لأي أحد أن يقترب مني او حتى أن أطلب من أي أحد غيرها قضاء أي شيء أريده
أعرف جيدا ان شعور تعلق الفتاة بأبيها شيء عادي وخاصة في مرحلتها العمرية فهي تري في أبيها المثل الأعلا والقدوة والرجل الذي تختال بيه بين أقرانها....البنت فى اغلب الاحيان تنظر الى ابوها على انه القوة المسيطرة المهيمنه على الاسرة بما يقوم به من انفاق....وهو الذي يعطيها الثقة والامان
ولكن في حالة تسنيم أبنتى أري أن الوضع أصعب بكثير....
هي لا تعلم تحديدا يوم سفري وعودتى الي عملي فقد أخفينا ذلك عنها تماما...وألا يصيبها المرض والقلق والأكتئاب الي جانب انها تستيقظ ليلا بسبب أحلام وكوابيس تجعلها تبكي وتبحث عنى .....
أخيرا وقد وجدت كتابا في علم النفس يتحدث عن هذا الموضوع وينسب هذا التعلق للبنت بأيها بما يسمى بعقدة ألكترا وهي شخصية أسطورية عُرفت في الأساطير الإغريقية بولائها التام لوالدها الزعيم الإغريقي أجاممنون.
وهى عكس عقدة أوديب تماما حيث يتعلق الابن بأمه أكثر من أبيه...!!
أذا يجب أن نعمل أنا وزوجتى علي تقوية علاقة تسنيم بأمها أكثر بالتأكيد في هذه المرحلة من عمرها سوف تحتاج الي أمها أكثر ...تحدثت كثيرا مع زوجتى في هذا الموضوع أن تحاول ان تحتويها وتقترب منها وتقربها منها أكثر ...خاصة وأنى معظم الوقت بعيدا عن أسرتي في عملي بالخارج.....
كان عملي بوزارة الخارجية يقضي بالسفر من بلد الي اخر حسب مقتضيات العمل...وتغيبي الكثير هذا يلقي عبئا كثيرا علي زوجتى فهي يجب أن تهتم بالولد والبنت وتهتم بالبيت...أيضا بالزوج عندما يتواجد ....
لم تشتكى أو تتذمر زوجتى من هذا ابدا ولكنى كنت أشعر بذلك حتى وأن لم تتكلم فيه...!!
كان ولابد أن أعيد تفكيري وحساباتي في العودة والعمل في أرض الوطن , التواجد في هذه الفترة مع عائلتي أراه أهم كثيرا من التواجد بعيدا عن اولادى وزوجتى في وقت أرى أنهم في أمس الحاجة لتواجدي معهم وبينهم
أنتهيت من جولتي اليومية وأتخذت طريق العودة الي البيت
تحدثت مع زوجتى فيما تريد من مشتريات حتى أتي بها في طريق عودتى الي البيت....
قالت لي : لا لن أدخل المطبخ اليوم ..اليوم عطلة من الطبخ فنحن معزومون علي الافطار عند والدتى وأصرت علي ان نتواجد حيث أن أخوتى أيضا سيتواجدون حيث أنهم يريدون أن يجلسوا معي فقد مر وقت طويل لم يرونى فيه
= أوكي حبيبتي مافيش مشكلة أنت تعرفين جيدا كم أشتاق اليهم وتعرفي مدي حبي لعائلتك..!!
- نعم ححبيبي أعرف وهم أيضا يحبونك كثيرا ودائما ما يسئلونى عنك ومتي سوف تعود فقد أشتاقوا أليك كثيرا....
علي مائدة الفطار مع عائلة زوجتى تواجدت أصناف كثيرة من الأطعمة التي أفتقدتها كثيرا والتي لا اراها الا في شهر رمضان
- علاااء انت بترجع لعملك بوزن زائد خلي بالك...!!
=عقبت حماتي عليها ...يابنتى أتركيه بعدين بيسافر وما بيجد هذه الأطعمة في غربته ثم يعنى علاااء أكلته بسيطة جدا....
بالطبع كانت تسنيم تضع في فمي من وقت لاخر كل ما تجده طيبا ولذيذا من الطعام....
حبيبتي أنا تقريبا أمتلأت معدتي كفاية انت ما أكلتى شيء....
- نووو بابي انت لازم تاكل كويس لونك مش عاجبنى انا شايفاك كتير ضعفان ....!!
وبالطبع تتغامز زوجتى مع امها ويضحك الجميع علي اهتمام تسنيم الزائد بي ....!!
كانت أمسية جميلة وقد أستكملناها بعد ان ذهبنا الي المسجد القريب لصلاة العشاء والتراويح
أنقضت هذه الأمسية علي وعد بأن يكون الأفطار القادم عند أخت زوجتى وزوجها وبالطبع كان لابد أن نوافق خاصة اني وقد مرت أعوام لم أدخل بيتهم....
فقط طلبت التأجيل الي الويك اند القادم لانشغال الاولاد بالدراسة وبعض الاختبارات....
في طريق العودة بالسيارة ....وقد أحببت ان تتولي القيادة أبتسامة فقد مللت قيادة السيارة في الغربة....الا ان زوجتى فاجأتنى أن من سيقود السيارة هو أحمد ابننا فهذه مفاجأة أعددناها لك ولم نريد اخبارك الا وقتها لان احمد ابننا قت تعلم قيادة السيارة واخى اخرج له رخصة القيادة من المرور....
= لا لابد الاحتفال بيك ياحمادة وفرت علي تعب تعليمك القيادة ..!!
لا ياحبيبي لابد من مكافأة عينية لابد من هدية ...!!
أوكي ياحبيبي اختار الهدية وانا عينيا ليك...!!
شرد عقلي قليلا بالطريق كيف أن الله سبحانه قد أنعم علي بهذه الزوجة الطيبة الصالحة وهؤلاء الاولاد المحبين الطيبين ..كيف لي أن أسجد لله شكرا علي منحه الكثيرة وعطاياه...
ونظرت لي زوجتى وعلي فمها ابتسامة وفي عينيها رضا ...
وأنا أقول ..اللهم لك الحمد والشكر يارب العالمين ..علي ما أنعمت به علينا...اللهم لك الحمد والشكر
والي اللقاء في الحكاية القادمة
مع خالص تحياتي
علاااء....أبتسامة الزهر
*