نَسْياً مَنْسِيّاً ../

والفلُّ يتقمّص وجوهاً في الغياب... كي نراها جميلة حينما تعود .. وأفئدة تتعمّد نسيانناوتغيب ... لظلّهم رنينٌ على الأرض وهم راحلون .. أؤلئك الذين .. يرميهم الوقت بساعاتٍ لا تعود . ويحفُّ ذكراهم طُحْلب أرعن .. ويهطلُ مساؤهم على أرصفة تتشبّع الفراغ.. وتتوق للمارّة .. من الهدوء والبنفسج والحنين مساؤهم متجعّد .. يصهلُ كالقربة المثقوبة في ظَهيرة مائلة للموت .. .... يقرعون الضوءَ مُدّ بصرهم .. يَمْسكون بخيطٍ غائر في معصمهم .. يشدّونه نحوهم .. لعلهم يعودون .. إلى حجرة دون باب .. أو نافذة مُشْرَعة للحب ... ................................ كُلّ الصباحات دونهم .. بلا قهوة كُلّ الصباحات تمضي بلا وقت .. (ولا تجرؤ العقارب أن تنبئهم بأنّه مضى ) تتلوّنُ الرّمااد تقتاتُ الغبار والزهر في العراء .. كل الصباحات .. لا تكفّ قلوبهم عن الرّضى والدعاء يا لقساوة قلوبهم .. يقابلها اشتياق يخرج حتى من أصابعهم .. يحضرون كل يوم غيمة إلى مائدة وَجَعِهم .. يسألونها .. يا ترى أين ظلّهم ؟! ........... ذهبوا .. والنشيد الأخير وقطاف اليأس حان صمتت أفواههم عن هدهدة هدير اللهفة.. هذا النهار قصير سيأخذنا حيث لا وقت مكسورٌ يراوغنا .. ولا نوافذ يجفف ريحها دمعنا .. ولا ساعي بريد يملّ من سؤالنا .. ... اصمتي ... لوقع رنين ظلهم .. هنا قُرب وسائدنا .. هم أشخاص ليسوا أبناءنا .. نزلوا مبكرين من ذاكرتنا .. ليتنا ذبنا في ملح الشتاء ولا كنا ! وخلعنا معطف الانتظار عن أرواحنا .. ودسسنا الحنين تحت الحصى .. وما أعدناه لجيبنا ! ورمينا بحجر النرد للشمس وقلنا هاتي الحظ .. فَرَمَتْ بــــ طعنة الفقد .. وحفنة الغياب ألقته بمصيرنا .. نثرته على هُدْب ِتعبنا وذكرياتنا .. أيُّ ظلٍّ بعدهم .. سيقرأ على أجسادنا فاتحة الموت .. ويروي بالدّعاء لَحْدِنا! هنا ,, وجعٌ سكن أضلعاً ! سُلاف !

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور