ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  

❆ رمضان يجمعنا ❆
                                                          
                  



الملاحظات

اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿

إضافة رد
#1  
قديم 09-05-2017, 04:13 PM
هيلدا غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 126
 اشراقتي » May 2017
 كنت هنا » 14-02-2018 (12:33 PM)
آبدآعاتي » 811[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » النت والدراسة
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟



كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟



﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ [الحديد: 23]



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يشكو كثيرٌ من المسلمين من مسألة الضيق، أو الاستياء مما يصيبهم من مصائب على غير ما يُحبون، ولعل الدافع وراء تلك الشكوى هو خوف من تقصير، ورغبة في إصلاح النفس، فنسأل الله السداد وأن يصلح قلوبنا لتكون على ما يُحب ويرضى.


كيف سبيلنا لتتأدب أنفسنا فتقنع بما قدَّره الله عز وجل وتحبه؟


لنمضي في هذا السبيل؛ فإن علينا أن نعرف أمورًا، لعل الله يرزقنا في هذا الباب علمًا راسخًا؛ فالعلم بما أنزل الله في المسألة سبيل إلى اليقين، وتحقق الرضا بالله وقضائه إن شاء الله.



أولًا: القدر والقلم واللوح:


عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ أوَّلَ ما خلقَ اللَّهُ القَلمَ، فقالَ: اكتُب، فقالَ: ما أكتُبُ؟ قالَ: اكتُبِ القدَرَ ما كانَ وما هوَ كائنٌ إلى الأبدِ))؛ [صحيح الترمذي - 2155].



العلم بالقلم هو علم بالقدَر؛ لأننا حين نوقن بأن كل كائن هو من تقدير الله عز وجل السابق، فإن النفس تستسلم وتعرف قَدْرها، وأنه ليس باليد من حيلة ليبخع الإنسان نفسه على ما لا يملك تغييره، ولا يحق له الاعتراض عليه.



يقول ربُّنا سبحانه وتعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 22، 23].



فنجد في الآية أعظم التوجيه في قول الله: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾، فربُّنا الذي خلقنا - وهو أعلم بنا - يدلُّنا على أننا إذا ما علمنا أن كل المصيبات هي في كتاب مِن قَبل أن يبرأها الله عز وجل، فإن الأنفس تطمئنُّ إن شاء الله، فيذهب عنها الأسى على الفائت، أو الفرح بما أوتيت، (وقد بيَّن الله تعالى لنا الفرح الذميم بقوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.



ونجد في الآيتين السابقتين لهاتين الآيتين توجيهًا آخر، يذهب إن شاء الله بالحزن على الدنيا والفائت منها، ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [الحديد: 20]، بل ﴿وسَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: 211]، فإن البذل في سبيل الله لن يغيِّر المقادير التي قدَّرها الله في الكتاب، فلا يخش المؤمنون الفقدَ، فيُقعدهم خوفهم عن البذل.



﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [الحديد: 222]، وقد قيل: إن هذه الآية تتصل بما قبلُ، وهو أن الله سبحانه هوَّن عليهم ما يصيبهم في الجهاد من قتلٍ وجَرْح، وبيَّن أن ما يخلِّفهم عن الجهاد مِن المحافظة على الأموال وما يقع فيها من خسران، فالكل مكتوب مقدَّر لا مدفع له؛ وإنما على المرء امتثال الأمر)؛ (تفسير القرطبي).



فعلامَ الحزنُ وهي دار زائلة؟ وبمَ الفرح وهو متاع الغرور؟


هذا، ومَن فاتته الدنيا وزَهِد فيها، فإن الله يَعِد بمغفرة ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾ [الحديد: 211]، فليعمل لذلك العاملون.



﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾ [الشورى: 200]، فالآخرة مبتغَى المؤمنين، وهي الأَولى بالإعمار والحرص.



ثانيًا: ضرورة الإيمان بالقدر:


الإيمان بالقدَر ركن من أركان الإيمان:


• عن عبدالله بن عمر رضي الله أنه قال: حدَّثني أبي عمرُ بن الخطاب، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشَّعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند رُكبتَيه إلى ركبتيه، ووضع كفَّيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبِرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا))، قال: صدَقتَ، قال: فعجِبنا له؛ يسأله ويُصدِّقه، قال: فأخبِرني عن الإيمان، قال: ((أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))، قال: صدَقت، قال: فأخبِرني عن الإحسان، قال: ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك))، قال: فأخبرني عن الساعة، قال: ((ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل))، قال: فأخبِرني عن أَمارتها، قال: ((أن تَلِدَ الأَمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحفاة العراة العالةَ رِعاءَ الشاءِ، يتطاولون في البنيان))، قال: ثم انطلق، فلبثت مليًّا، ثم قال لي: ((يا عمر، أتدري مَن السائل؟))، قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنه جبريل، أتاكم يعلِّمكم دينَكم ))؛ [صحيح مسلم - 8].



وفساده مُصيب للإيمان والدين:


• عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن عبدٌ حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليُصيبه))؛ [صحيح الترمذي - 2144].



والكفر به سبب لعدم قبول الأعمال ودخول النار نعوذ بالله منها:


• عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحِمهم لكانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل أُحُد ذهبًا - أو مثل جبل أُحُد ذهبًا - تنفقه في سبيل الله، ما قبِله منك حتى تؤمن بالقدر كلِّه، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن متَّ على غير هذا، دخلت النار))؛ [سنن ابن ماجه - 74].



ثالثًا: مذمة الاعتراض على القدر:


سبق وقد بيَّنَّا ضرورة الإيمان بالقدر، وأن الكفر به مستحق صاحبه عذاب النار، وفي هذه الرواية نتعلم حرصَ السابقين من الأمة على إيمانهم بالقدر:


• عن ابن الديلمي، قال: وقع في نفسي شيء من هذا القدر، خشيت أن يفسد عليَّ ديني وأمري، فأتيت أُبَيَّ بن كعب، فقلت: أبا المنذر، إنه قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر، فخشيت على ديني وأمري، فحدِّثني من ذلك بشيء لعل الله أن ينفعني به، فقال: لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحِمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل جبل أُحُد ذهبًا، أو مثل جبل أُحُد تنفقه في سبيل الله، ما قُبِل منك حتى تؤمن بالقدر، فتَعلَمَ أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن متَّ على غير هذا دخلتَ النار، ولا عليك أن تأتي أخي عبدَالله بن مسعود فتسأله، فأتيت عبدالله فسألتُه، فذكر مثل ما قال أُبي، وقال لي: ولا عليك أن تأتي حذيفة، فأتيت حذيفة فسألته، فقال مثل ما قالا، وقال: ائتِ زيدَ بن ثابت فاسأله، فأتيت زيد بن ثابت فسألته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل أحد ذهبًا - أو مثل جبل أحد ذهبًا - تنفقه في سبيل الله، ما قبِله منك حتى تؤمن بالقدر كله، فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأنك إن متَّ على غير هذا، دخلت النار))؛ [سنن ابن ماجه - 74].



• وفي رواية أخرى أنه قال: أتيت أُبي بن كعب، فقلت له: وقع في نفسي شيء من القدر، فحدِّثني بشيء لعل الله أن يُذهبه مِن قلبي، قال: لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، عذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثل أُحُد ذهبًا في سبيل الله، ما قبِله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا، لدخلت النار، قال: ثم أتيت عبدالله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت حذيفة بن اليمان، فقال مثل ذلك، قال: ثم أتيت زيد بن ثابت، فحدَّثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك؛ [سنن أبي داود - 4699].



وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا غلام، إني أُعلِّمك كلمات، احفظ الله يحفَظْك، احفَظِ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسألِ الله، وإذا استعنت فاستعِنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف))؛ [صحيح الترمذي - 2516].



فمن آمن وصدَّق حقًّا أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وأن ما أخطأه ما كان ليصيبه، وأن الأمة لو اجتمعت فلن تُغيِّر تقدير الله وما كتبه لنا أو علينا، فإنه لا يحزن؛ لأنه قد أيقن بأن احتياله لنفسه وسَعْيه وسعي الخلق، كلُّ ذلك لن يغير ما قد كتبه الله، فعلامَ الأسى؟!



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرِصْ على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَرُ الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتحُ عمل الشيطان))؛ [صحيح مسلم - 2664].



فاذكر الله وتذكَّر أن ذلك تقدير مقدَّر، رادع للنفس عن المُضِي في (لو كان) و(ليتني)، فإن الله شاء وقدَّر ففعل، فمن ذا الذي يجرؤ على تغيير أو تبديل حُكم الله؟ ومَن هذا الذي له تدبير وحكمة يظن بهما أن هناك خيرًا مما قضى الله وحكَم به؟! فليس هناك خير من حُكم الله وتدبيره، بذلك آمَنَّا وأسلَمنا.



وإذ لم يكن هناك خير مما قضى الله، ولا أطيب ولا أحسن ولا أحكم، فماذا نريد ونبتغي، وعلامَ الاعتراض والأسف؟!


ومن الناس مَن إن أصابته مصيبة يقول: "لماذا أنا خاصة تصيبني؟"، أو: "ماذا فعلتُ لأستحق هذا البلاء؟".


فمثل هذه الأقوال جحود لنعمة الله وعفوه، وظن سوء بالله، واعتراض على حكمه وقدره، واستهانة بالذنوب واحتقار لها، واغترار بالعمل.



وتردُّ ذلك شواهدُ من القرآن والسنة:


يقول ربُّنا: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [ق: 29]، ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ﴾ [هود: 9]، ﴿وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ﴾ [الشورى: 488].



• وعن أبي ذر الغِفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا))؛ [صحيح مسلم - 2577].



• عن عبدالله بن عباس وعبادة بن الصامت وزيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه، لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالهم))؛ [شرح الطحاوية - 450].



• عن مسروق، قال: قال عبدالله: لأنْ أعَضَّ على جمرة حتى تبردَ، أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيء قد قضاه الله: ليته لم يكن؛ [الزهد؛ لأبي داود].



• ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ [الرحمن: 333].


ومع تباين أقوال أهل التفسير وقول بعضهم بأن القصد بالآية أنه في الآخرة، وقول آخرين بأنه في الدنيا، فمعلوم أنه في الدنيا وفي الآخرة، فلا أحد يستطيع الفرار من سلطان الله وقدره وحكمه، والحمد لله أنْ لم يتركنا لقلة علمنا وجهلنا بالغيب وعجزنا، فما كنا لنجلبَ لأنفسنا خيرًا مما قدر لنا، فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.



رابعًا: من فضائل الرضا بالقدر:


• عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قال حين يسمع المؤذِّن: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمد رسولًا، وبالإسلام دينًا - غُفِر له ذنبه))، قال ابن رمح في روايته: ((مَن قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد))، ولم يذكر قتيبة قوله: ((وأنا))؛ [صحيح مسلم - 386].



• عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذَهاب همي - إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حزنه فرحًا))، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: ((أجل، ينبغي لمن سمعهنَّ أن يتعلَّمهنَّ))؛ [صحيح الترغيب - 1822 - (حديث صحيح)].



عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ذاق طعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا))؛ [صحيح مسلم - 34].



فنجد في الأحاديث فضلًا عظيمًا من الله تعالى يعطيه الراضين به وبقضائه وحكمه؛ مغفرةً، وتفريجَ كروب، وذوقَ طعم الإيمان، فاللهم ارزقنا ولا تحرِمنا.



ولله عبادٌ قد قال فيهم: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [المائدة: 119]، فنجد أن الرضا بالله عز وجل معينٌ على نوائب الدهر، مسلٍّ للقلب حين ترهقه الخطوب، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةٌ حسنة في كل سنَّته؛ حيث قال فيما روى عنه أنسُ بن مالك: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القَيْنِ، وكان ظئرًا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ فقبَّله وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينَا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟! فقال: ((يا بن عوف، إنها رحمة))، ثم أتْبَعَها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرضى ربُّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون))؛ [صحيح البخاري - 1303].



فمع عظم المصاب وحزن القلب، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا على ألا يقول إلا ما يُرضي اللهَ رب العالَمين.


وقول أحدنا عند سماع المؤذن: (رضيت بالله ربًّا) فيه إقرار بالرضا بالله عز وجل، فهل حقًّا رضِينا به ربًّا يفعل بنا ما يريد؟



هل رضينا بحكمه وقضائه؟


بين البشر: الثقةُ بأحد وتفويضه أو توكيله في قضية أو مسألة - تعني ثقةً به وبحكمته وحكمه وحسن تدبيره إلى حدٍّ بعيد، وهذا في نطاق البشر معلوم نقصه؛ لأن العبد لا يملك من العلم ما يكفي ليدبر حاجة محيطًا بتبعاتها وما تخلف من عواقب، فنحن لا نعلم الغيب ولا ما يخفى، ولا نملك من القوة ما يكفي لجلب أو دفع شيء إلا بإذن الله وإرادته.


ولكننا نعلم يقينًا أن الله علَّام الغيوب، يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، وأن أمر المؤمن كله خير.



عن صهيب بن سنان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له))؛ [صحيح مسلم - 2999]، وأن ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ [الطلاق: 122].



فهذا العلم بالله تتحقق به الطمأنينةُ والتوكل وتفويض الأمر إليه، كيف لا وهو العلي العليم، الحكيم الخبير، مدبِّر الأمر، السميع البصير؟!


فإلى من يوكل الأمر ويفوَّض إن لم يكن إلى الذي بيده الملك ربِّ العرش؟!



﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر: 44]، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: 3]، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 1599].


وإن من أجمل وأطيب ما في الإيمان بالقدر، والتسليمِ بقضاء الله - أن يجد العبد نفسه راضية بالله حتى تحبَّ ما يحبُّ وتتمتع به وإن كان ابتلاءً.



فإذا ما تذكر العبد أن هذا البلاء الواقع هو مراد الله عز وجل فيه، قضاه ولا مكره له (عز وجل)، فكيف يكرَهُ أحدُنا ما رضيه الله له وقدَّره ودبره؟


فلنَلُمْ أنفسنا أن أغضبت ربَّها جل وعلا حتى وقع البلاء، ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: 30]، ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: 10، 111].



(لله تعالى ملائكة يتعاقبون على الإنسان من بين يديه ومن خلفه، يحفظونه بأمر الله، ويُحصُون ما يصدر عنه من خير أو شر، إن الله سبحانه وتعالى لا يغير نعمةً أنعمها على قوم إلا إذا غيَّروا ما أمرهم به فعَصَوه، وإذا أراد الله بجماعة بلاءً فلا مفرَّ منه، وليس لهم من دون الله من والٍ يتولى أمورَهم، فيجلب لهم المحبوب، ويدفع عنهم المكروه)؛ (التفسير الميسر).



• (قوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ﴾؛ أي: لله ملائكة يتعاقبون بالليل والنهار، فإذا صعِدت ملائكة الليل، أعقبَتْها ملائكة النهار.


وقوله: ﴿مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ﴾؛ أي: المستخفي بالليل والسارب بالنهار.



﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾، اختُلف في هذا الحفظ:


فقيل: يحتمل أن يكون توكيل الملائكة بهم لحفظهم من الوحوش والهوام والأشياء المضرَّة؛ لطفًا منه به، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه؛ قاله ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.



وقيل: يحفظونه من ملائكة العذاب حتى لا تحل به عقوبة؛ لأن الله لا يغيِّر ما بقوم من النعمةِ والعافية حتى يغيِّروا ما بأنفسهم بالإصرار على الكفر، فإن أصروا حان الأجل المضروب ونزلت بهم النقمة، وتزول عنهم الحفَظة المعقِّبات.



وقيل: يحفظونه من الجن؛ قال كعب: لولا أن الله وكَّل بكم ملائكة يذبُّون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم، لتخطَّفتْكم الجن وملائكة العذاب من أمر الله، وخصهم بأن قال: ﴿مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾؛ لأنهم غير معاينين، كما قال: ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ [الإسراء: 855]؛ أي: ليس مما تشاهدونه أنتم.



• قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد: 111]؛ أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه لا يغير ما بقوم حتى يقع منهم تغيير، إما منهم أو من الناظر لهم، أو ممن هو منهم بسبب، كما غيَّر الله بالمنهزمين يوم أُحُد بسبب تغيير الرماة بأنفسهم، إلى غير هذا من أمثلة الشريعة، فليس معنى الآية أنه ليس ينزل بأحد عقوبة إلا بأن يتقدَّم منه ذنب، بل قد تنزل المصائب بذنوب الغير، كما قال صلى الله عليه وسلم، وقد سئل: أنَهلِكُ وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثُر الخبث))، والله أعلم)؛ (تفسير القرطبي).


(﴿لَهُ﴾؛ أي: للإنسان ﴿مُعَقِّبَاتٌ﴾ من الملائكة يتعاقبون في الليل والنهار.



﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾؛ أي: يحفظون بدَنَه وروحه من كل مَن يريده بسوء، ويحفظون عليه أعماله، وهم ملازمون له دائمًا، فكما أن علْم الله محيطٌ به، فالله قد أرسل هؤلاء الحَفَظة على العباد، بحيث لا تخفى أحوالهم ولا أعمالهم، ولا يُنسى منها شيء.



﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ﴾ مِن النعمة والإحسان ورغد العيش، ﴿حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها، فيسلبهم الله عند ذلك إياها.



فإنه ﴿لَا مَرَدَّ لَهُ﴾ ولا أحد يمنعهم منه، ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ يتولى أمورهم فيجلب لهم المحبوب، ويدفع عنهم المكروه، فليحذروا من الإقامة على ما يكره الله؛ خشية أن يحلَّ بهم من العقاب ما لا يُرَدُّ عن القوم المجرمين؛ (تفسير السعدي).



﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 52، 533].



(يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يُغيِّر نعمةً أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: 111])؛ (تفسير بن كثير).



وقد بيَّن لنا ربُّنا أن البلاء واقع، وأن مَن عزم على البذل في سبيله، فليعلم أنه سبيل ابتلاء، ويلزمه صبر، فقال: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155 - 1577].



فيا للحسرة إذا كان الفقد في غير سبيل الله عز وجل، وأن يكون الحزن على فوائت الدنيا؛ حرصًا عليها ورغبة فيها! لا مِن حب النعمة المعتدل الدافع إلى المسارعة في الخيرات، والرغبة عن دار الفناء إلى دار البقاء، ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: 8]، ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14]، ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 466].



فسلوى الباذل في سبيل الله هي رجاء ما عنده مِن خير ورضوان وأجر عظيم، أما الفائت والمفقود في اللهو والمعصية، فحسرة في الدنيا، وندامة في الآخرة، فنعوذ بالله من الخسران المبين! وفي الآية: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: 1566]، أحسن التبيين في حال مَن كانت الآخرة همه، فهو لها ذاكر عند المصاب، عالم أن المفقود - كان ولا بد - مفارقٌ على آية حال، أليس ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾[الرحمن: 266]؟



وفي هذا القول ﴿إِنَّا لِلَّهِ﴾ نجد التسليم والإذعان لله، وتذكُّر أننا لا نملك لأنفسنا شيئًا، بل نحن من ملك الله عز وجل، خلَقَنا لنفسه، وما خلَقَنا إلا لنعبُدَه، وهو ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [البروج: 166]، فالنظر في البلاء من منظور الدنيا يثقل القلوب، ويوهن الأجساد، ويُضعف الهمم عن البذل، ولكن تذكُّر الآخرة وقضية الخلق ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 566]، يصرف القلبَ إن شاء الله عن كل شاغل عما لم نخلق إلا له، وهو عبادة الله.



فـ﴿إِنَّا لِلَّهِ﴾ يفعل بنا ما يريد، وهو العليم الحكيم، ﴿وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، فنرجو ثوابه، ونعوذ به من سخطه وعذابه إذا ما رجعنا إليه، ونستغفره لذنب حلَّ به علينا البلاء، فكانت البلاءات مذكِّرة بالذنوب، و﴿الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات: 555]، أليست الذنوب تصيبنا بما كسَبت أيدينا، والله يعفو عن كثير؟!


فحق الله علينا أن نأسف على تقصيرنا في حقه، بدلًا من الأسى على زائل الدنيا.



خامسًا: صور من حياة الأنبياء:


ولعلنا نجد مزيدًا من تثبيت الفؤاد وسكينة القلب إن شاء الله في قصص الأنبياء.


نوح ومفارقة ولده:


﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: 45 - 477].



فسأل نوح عليه السلام ربَّه نجاةَ ولده، وقد سبق له من الله قوله عز وجل: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ﴾ [هود: 400]، فبيَّن له الله أن هذا الولد ليس من أهله، فهو عمل غير صالح، فكان حُكم الله أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، ولكن ذاك لم يعد منهم، فما كان فعل نوح عليه السلام إلا أن آمَنَ وسلَّم بقضاء الله وحكمه.



إبراهيم ومفارقة أبيه وقومه:


﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ [الزخرف: 26]، فبعدما كان حريصًا عليه وعلى استنقاذه من الهلاك، صارت مفارقة وبراءة لأجل الله عز وجل، ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [الممتحنة: 44].



فالله هو خالق الرحم وقد شقَّ لها اسمًا من اسمه؛ عن عبدالرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله: أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، مَن وصَلها وصلتُه، ومَن قطعها بتته))؛ [سنن أبي داود - 1694]، فربُّها وخالقها هو الأَولى بحقها، وما يجب لها من حكم بالوصل والقطيعة فيه وله؛ عن عبدالله بن عباس وابن مسعود والبراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحبُّ في الله، والبغض في الله عز وجل))؛ [صحيح الجامع - 2539 - (حديث صحيح)].



فحق الله في الرحم ليس صلة له فقط، بل وقطيعة له أيضًا، وذلك قضاؤه ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 366].



إبراهيم وذبح ولده:


﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ* فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصافات: 103 - 1111].


فنجد هنا البلاء في حالة من أعظم حالاته، فاجتمعت البلاءات معًا، فكان صابرًا محتسبًا، راضيًا بقضاء الله.



فالولد إن كان عصيًّا، فقد يكون البلاء أخفَّ، فالدين إذا عظُم في القلب أورث موالاة وعداوة، وقد يكون أخف أن يُذبح الولد بغير يدي أبيه، أو أن يجزع الولد من أمر الله فيغاضب أباه، ولكننا نجد تراكب البلاءات في هذه المحنة في: (بذل الولد) (الصالح)، (طواعية) (من كليهما)، (على حب) و(بيدي الأب)، فسلام على إبراهيم!


وكذلك ما ذكرناه عن النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ومشهدِ موتِ ولده، فما كان إلا صابرًا محتسبًا.



هكذا نتعلم من أنبياء الله واجب الرضا بالله، وأداء حقه على غير جزع وتأفف، بل قد علموا أنهم بشر مخلوقون، فلم يَعْدُوا قَدْرَهم بكونهم بشرًا تجب عليهم الطاعة والرضا، فسلَّموا أمرهم لله عز وجل، راضين بحكمه وقضائه.



سادسًا: التصبر على البلاءات والاحتراز منها بأفعال الخير والذكر والدعاء:


التوبة والاستغفار:


﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ [هود: 3]، ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 522].



التضرع والرجوع إلى الله:


﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 42، 43]، فلنحذر ﴿وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ [يوسف: 1100].



اعتزال الباطل وأهله:


﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا﴾ [الكهف: 166]،﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا * فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾ [مريم: 48، 499].



الاحتساب والاسترجاع وأدعية وأحاديث فيها السلوى إن شاء الله:


• ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 1566، 1577].



• عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن مسلم تصيبه مصيبةٌ فيقول ما أمره الله: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها - إلا أخلف الله له خيرًا منها))، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتُها، فأخلف الله لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قالت: أرسل إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطِبَ بن أبي بَلْتَعَةَ يخطبني له، فقلت: إن لي بنتًا وأنا غيور، فقال: أما ابنتها، فندعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغَيرة))؛ [صحيح مسلم - 918].



• عن قيس بن عبَّاد: صلى عمار بن ياسر بالقوم صلاة أخَفَّها، فكأنهم أنكروها، فقال: ألم أُتم الركوعَ والسجود؟ قالوا: بلى، قال أما أني دعوت فيها بدعاءٍ كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: ((اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمتَ الحياة خيرًا لي، وتوفَّني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضاء بالقضاء، وبَرْدَ العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مُضِلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين))؛ (صحيح النسائي).



• عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمِدك واسترجَع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسمُّوه بيت الحمد))؛ [صحيح الترمذي - 1021].



• عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مصيبة تصيب المسلمَ إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها))؛ [صحيح البخاري - 5640].



• عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ابتلى الله عبدًا ببلاءٍ وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء كفارةً وطهورًا، ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله، أو يدعو غير الله في كشفه))؛ [(حديث حسن) - صحيح الترغيب - 3401].



• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"؛ [صحيح البخاري - 6347].


(واستعاذ صلى الله عليه وسلم أيضًا من "سوء القضاء"، وهو ما يسوء الإنسانَ ويحزنه من الأقضية المقدرة عليه، والموصوف بالسوء هو المقضيُّ به لا القضاء نفسه)؛ (شرح الحديث من موسوعة الدرر السَّنِية).



ترك التمني في القضاء استغلاقًا لعمل الشيطان:


• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرِص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعجِز، وإنْ أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل؛ فإن (لو) تفتح عمل الشيطان))؛ [صحيح مسلم - 2664].



الأعمال الطيبات:


• عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيًّا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقةٌ، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة...))؛ [(حديث صحيح) - صحيح الجامع - 3796].


وسبل التعوذ والاحتراز من غضب الله عز وجل كثيرةٌ، منها ما أورد هاهنا، وفي القرآن والسُّنة شفاءُ الصدور إن شاء الله.



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم






 توقيع : هيلدا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 09-05-2017, 04:57 PM   #2


уαѕмєєη..❀❀ غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 69
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 17-02-2022 (01:00 PM)
آبدآعاتي » 360,685[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  قلـب القـدس
موطني » دولتي الحبيبه Palestine
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 SMS ~
[IMG][/IMG]
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : уαѕмєєη..❀❀

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : уαѕмєєη..❀❀



رد مع اقتباس
قديم 09-05-2017, 09:34 PM   #3


بنت اليمن غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 16
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 04-01-2024 (07:26 PM)
آبدآعاتي » 100,695[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Yemen
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 SMS ~
أرى تغيرات تؤلمني
واراقبها بصمت
ويبقى الكتمان أرقي انواع الوجع
 الاوسمة »
وسام قناديل العبق وسام وسام 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : بنت اليمن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 09-05-2017, 09:45 PM   #4


سمو الملكة غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 32
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 14-09-2018 (08:56 PM)
آبدآعاتي » 6,805[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الانترنت
 اقامتي »  بغداد
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 SMS ~
 الاوسمة »
وسام وسام وسام 3 وسام 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : سمو الملكة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 01:46 AM   #5


البدر غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 58
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (02:00 PM)
آبدآعاتي » 1,309,967[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام انفاس الياسمين وسام صندوق الهدايا 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : البدر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 10:22 AM   #6


عبير الليل متواجد حالياً

 
 عضويتي » 39
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (08:08 PM)
آبدآعاتي » 3,301,158[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » كتابة الشعر والخواطر # التصوير
 اقامتي »  قلب أبي
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام المئوية الثالثة بعد المليون االثالثة وسام صور رمضانية المئوية الثانيه بعد الثلاثه مليون وسام فخامة شيف 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : عبير الليل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 11:03 AM   #7


هيلدا غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 126
 اشراقتي » May 2017
 كنت هنا » 14-02-2018 (12:33 PM)
آبدآعاتي » 811[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » النت والدراسة
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : هيلدا

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 11:05 AM   #8


زائرة الصباح غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 46
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 12-11-2022 (10:33 AM)
آبدآعاتي » 59,844[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » كل شئ جميل
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : زائرة الصباح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 11:08 AM   #9


الشهم غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 66
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 10-02-2024 (01:46 AM)
آبدآعاتي » 3,746[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
 الاوسمة »
وسام وسام وسام الرد المميز بالقصص الاسلاميةة 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : الشهم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2017, 04:16 PM   #10


فريال سليمي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 3
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (08:03 PM)
آبدآعاتي » 1,165,843[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم
 اقامتي »  في قلب الحياة
موطني » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 SMS ~
بعد المسافات .. لا يضعف نبض القلوب الوفية عن المحبة .
 الاوسمة »
وسام بريق وهاج وسام صندوق الهدايا وسام 8 مليون مشاركة 
 
افتراضي رد: كيف أرضى بالقضاء وأؤمن بالقدر؟




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : فريال سليمي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : فريال سليمي



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
طبيا الأسبرين يحمى مرضى السرطان من الوفاة بنسبة 20% ذبحني غلاك عبق الطـب الحديث والصحة العامة✿ 29 07-02-2024 03:00 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.