الأدارة ..♥ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حديث الكراسي... الجزء الثاني
الجزء الثاني تتساقط الرغبات الملحة على أن أنتشل شخصيتي الساكنة خلف كواليس الهروب والنوم واللامبالاة، وأن أفرض شخصية جديدة تتناسب مع ما يجول فيني من أشياء لا أستطيع تقييمها بنفسي وأنما الآخرين يشاهدون المزايا في داخلي ويفضلون لي حياة تليق بي أكثر، لم أجد ذلك لنفسي وبدأت انحرف بذاتي للسوء لكثرة النوم واضراب للأكل وشرب للماء فقط، ربما ماجعلني أسير إلى هذا الطريق الصدمة من أني جيد ولست بهذا التشويه الذي داهمني لفترات طويلة، وقفت على النافذة طويلاً أشاهد كل شيء بلا رؤية مطلقة كنت منشغلاً بما احدثوه فيني من شغب، نعم شغب تمرد نوعاً ما عن المألوف وبدأ يعيد سيناريوهات دقيقة بتفاصيلها عادت بي للذاكرة قليلاً للوراء وبدر إلى ذهني أول موقف تم حفظه في مخيلتي وانا بالرابعة من عمري وأنا امسك بثوب امي اركض ورائها باكياً لا أعلم ماالذي أبكاني ولكن اذكر جيداً انه يوم زفاف اختي، اذكر قريباً لي في عمر الثامنين حينما يرانا يدخل يده في جيبه ويوزع لنا حبات من حلوى النعناع البيضاء كان حدثاً لا ينسى، اذكر بعد ذلك وانا بالسادسة تقريباً اننا كنا نجعل جركل الماء فرصة ذهبية لنركب عليه لكي ننزلق من أعلى الطريق إلى أسفله بطريقة مثيرة كانت ملاهي قديمة ولكن رحبة بالحب والحنان والجمال، هناك بالقرية التي كنت اسكنها صغيراً الطرق غير معبدة ترابية في كل اتجاهاتها حينما نود أن ننوع باللعب نذهب إلى أرض قريبة من المنزل ونبدأ اللعب، هوية اللعبة أن مجموعة منا تغلق أعينها فحين أحدنا يمسك بحجارة بيضاء صغيرة ويخفيها بعيداً عن الأنظار وفي حال انتهائه يذهبون للبحث عنها واي منا يقترب منها يقول له حااااار ليبرهن له أنه ليس ببعيد عنها وإذا ابتعد تماماً عنها يقول بااااااارد، واذكر وانا بالثامنة أن أحد المعلمين من الجنسية الفلسطينية سامحه الله وانا بالصف الثاني الابتدائي كان يشد شعري بطريقة مؤذية عندما افشل بمعرفة الجواب الصحيح، واذكر وانا بالتاسعة مشهد لجنازة ذلك الثامنيني الذي كان يوزع لنا الحلوى واتابع توافد جمعاَ كبيرا من الرجال للمقبرة وسماع صوت النساء تبكيه بصوت يزلزل الأمكنة.
الساعة الآن 02:42 PM
|