لا تلم أحدًا إذا رأيت ابنه على غير شاكلته ،
ولا تسخر منه بحجة أنه قصّٓر في تربية ابنه ، فسيدنا آدم لم يقصر في تربية ولديه ،وبالرغم من ذلك قتل أحدهما الآخر ، وسيدنا نوح لم يقصر فى تربية أبنائه وبالرغم من ذلك مات أحدهم كافرا .
وسيدنا يعقوب عليه السلام هل قصر في تربية أبنائه الذين حقدوا على أخيهم يوسف وألقوه في غيابة الجب ليتخلصوا منه ؟، وهل (آزر ) الكافر أبو سيدنا إبراهيم عليه السلام اجتهد ونجح فى تربية ابنه إبراهيم الذي أصبح رسولا نبيًا يخاف على أبيه ويخاطبه بكل أدب (يا أبتِ.... ، يا أبتِ.....، يا أبتِ....) .
كل ما فى الأمر أنك( لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)؛ فإذا رزقك الله بأبناء صالحين فاحمد الله واشكره كل يوم ،ولا داعى للافتخار بأنك أحسنت تربية ولدك وغيرك لم يحسن ،فخير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم رباه جده وعمه الكافران ،وفي النهاية مدحه ربه (وإنك لعلى خلق عظيم ) فمن أين جاء الخلق العظيم ؟ ، إنه إعداد الله لمحمد صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين ، فلا تنسب هداية وأدب ابنك لنفسك ، وتنس أن هذا توفيق من الله ،
وأما أنت الملام المدان بعدم التربية، فلا تجلد ذاتك؛ لأن ابنك الذي بذلت جهدك ومالك وعمرك في تربيته مازال بعيدا عنك وعن الهداية،ولكن استمر ،لعل الله يأتي بالهداية في الوقت المناسب ،، لاتوجد تربية صحيحة غير الاستعانه بالله .
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )