ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات الإسلامية ღ♥ღ ::.. > اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿

الملاحظات

اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-12-2018, 10:44 AM
ڵسٰعًـہٌ عِـڜڨ ❀♪ غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 694
 اشراقتي » May 2018
 كنت هنا » 11-08-2020 (07:48 PM)
آبدآعاتي » 152,396[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي دلالات تربوية على سورة الليل



قال تعالى ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾ [الليل: 1 - 4]

الآيتين (1، 2) قوله تعالى ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾
الليل والنهار إشارة كونية إلى تبدل الأيام ومرور الوقت والزمان، وغشاوة الليل تضفي على الكون سكونا، وجلاء نور النهار يضفي على الكون حركة وسعيا، وبالحركة والسكون يعيش الإنسان على هذه الأرض، يقول - سبحانه - ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 71 - 73].

والإنسان يمر عمره كما يمر الليل والنهار، فلا يكاد يشعر بمرور العمر إلا من فقه رسالته في الحياة، ولماذا خلق؟ ولماذا يسعى إلى أجله هذا السعي؟ وكلما مضي من الإنسان عمرا كلما تغيرت هيئته وشاخ جسده واقترب أجله، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ﴾ [يس: 68]، فإذا جاء أجله فني، ولا يزال ثمة من يولد ليكمل سعي أبيه أو أخيه الإنسان، فلا تكاد تشعر أن البشر نقص منهم إنسان طالما يولد بينهم إنسان، تماما مثلما مضى الليل حيث يتبعه النهار، وكلما مر يوم تبعه أيام، وكلما مر زمن خلفه أزمان، وكل يوم جديد يتجلى نهاره للكون يعلن بداية سعي كل مخلوق خلقه الله تعالى في الأرض أو استكمال لسعي من سبقه ذكرا كان أم أنثى، ولا يسعي إلا لما قدره الله تعالى وعلمه في علم الغيب عنده قبل أن يولد الإنسان.

الآية (3) قوله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ﴾
والإشارة إلى خلق الذكر والأنثى كناية إلى فاعلية السعي الذي يسعاه الإنسان، فمبتغى سعي الإنسان في الدنيا إنجاب الذرية التي تخلفه، فإذا ما رأت عينه هذه الذرية ثم تبعتها ذريتها وقر في قلبه شعور باكتمال سعيه، فماذا عليه أن يسعى بعد ذلك! قال تعالى متكلما عن نبيه زكريا ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 4-6]، فإذا كان ذلك بقضاء الله وقدره، ولا دخل له فيه، ولا أحد يقدر أن يزعم غير ذلك، قال تعالى ﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ [القمر/46]، فإن كل سعي يسعاه الإنسان دون ذلك يكون كذلك بقضاء الله وقدره، فلا يشقى إنسان ولا يسعد بسعيه دون أن يكون قدر الله سابق على سعيه، فكان سعي الإنسان من قدر الله وكان قدر الله تعالى هو إطلاق الإنسان من الجبر ليعمل ما يختار، قال - سبحانه - ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل/97]، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الله عز وجل وَكَّلَ بالرحم ملكا يقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة، فإذا أراد أن يقضي خلقه قال أذكر أم أنثى، شقي أم سعيد فما الرزق والأجل فيكتب في بطن أمه) [1].

الآية (4) قوله تعالى ﴿ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾
لا يخرج سعي الإنسان عن أحد طريقين لا ثالث لهما، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (الناس غاديان فغاد في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد موبقها) [2]، وسعي المرء لإدراك رزقه ومصيره الذي كتبه الله تعالى قبل ولادته وقضاه قبل خلقه ضرب من التصديق بقضاء الله تعالى وقدره، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، فعليه أن يسعي وهو مدرك أن سعيه لا يستعجل له رزقا ولا يدفع عنه سوء إلا ما كتبه الله تعالى له أو عليه، وإنما يكون السعي لأجل تحقيق معنى العبادة والتوكل على الله تعالى، أخذا بالأسباب الشرعية مع كمال اعتماد القلب على الله تعالى أ، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانًا) [3]، قال العلماء في قوله (حق توكله) بأن لم يخطر ببالك مداخلة لغيره تعالى في الرزق أصلا وعملتم بمقتضاه (لرزقكم) كل يوم رزقا جديدا من غير أن تحتاجوا إلى حفظ المال، ولا يلزم منه ترك السعي في تحصيل ذلك بالخروج والحركة فإن السعي معتاد في الطير[4]، ومعنى الغدو: الذهاب أول النهار، والرواح ضده، ولذا قال في معنى قوله: «وتروح بطانًا» (وترجع آخر النهار بطانًا: أي ممتلئة البطون) قال السيوطي في قوت المغتدى: قال البيهقي في «شعب الإيمان»: ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب، بل فيه ما يدل على طلب الرزق، لأن الطير إذا غدت فإنها تغدو لطلب الرزق[5].

وفي الحديث دلالة على ضرورة الأخذ بالأسباب من جهة الغدو والرواح، قال العلماء (أي: أنها لم تجلس في أوكارها وتنتظر إلى أن يأتيها رزقها إليها، وإنما تراها إذا أصبحت خرجت من أوكارها خامصة البطون، (خماصًا)؛ أي: فارغة البطون، (وتروح بطانًا)؛ أي: وترجع ممتلئة البطون، فهي قد أخذت بالأسباب، فعلى الإنسان أن يجمع بين الأمرين اللذين أرشد إليهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز)[6]، ثم إذا فعل الإنسان ما يقدر عليه فلا يقل إذا فاته ما أراد: (لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن ليقل: قدر الله وما شاء فعل)[7]، أي: أن هذا الذي وقع هو (قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان) [8].

وفي قوله تغدو إيماء إلى أن السعي بالإجمال لا ينافي الاعتماد على الملك المتعال، فالحديث للتنبيه على أن الكسب ليس برازق بل الرازق هو الله تعالى لا للمنع عن الكسب، فإن التوكل محله القلب، فلا ينافيه حركة الجوارح مع أنه قد يرزق أيضا من غير حركة بل بتحريك غيره إليه يصل رزق الله ببركته، وقد حكي أن فرخ الغراب عند خروجه من بيضته يكون أبيض فيكرهه الغراب فيتركه ويذهب ويبقى الفرخ ضائعا، فيرسل الله تعالى إليه الذباب والنمل فيلتقطهما إلى أن يكبر قليلا يسود فيرجع إليه الغراب فيراه أسود فيضمه إلى نفسه فيتعهده فهذا يصل إليه رزقه بلا سعي[9].

وعن عمر بن الخطاب: (كان النبي ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال) [10]وقد صح بهذا ادخاره - عليه السلام - لأهله قوت سنتهم، وفيه الأسوة الحسنة، وكان ذلك من فطنة يوسف عليه السلام حين قال لأهل مصر ﴿ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾ [يوسف: 47 - 49]، وفي ذلك رد على من قال إنه لا يجوز ادخار طعام الغد، وأن المؤمن الكامل الإيمان لا يستحق اسم الولاية لله حتى يتصدق بما فضل عن شبعه ولا يترك طعاما لغد ولا يصبح عنده شيء من عين ولا عرض ويمسى كذلك، ومن خالف ذلك فقد أساء الظن بالله ولم يتوكل عليه حق توكله، فهذه الآثار ثابتة بادخار الصحابة وتزود النبي وأصحابه فى أسفارهم وهى المقنع والحجة الكافية فى رد قولهم [11]

قوله تعالى ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾ [الليل: 5 - 11]

الآية (5) قوله تعالى ﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾
ميز الله تعالى بين سعيين للعبد، فهو إما أن يسعى للعطاء والتقوى، وإما أن يسعى للبخل والاستغناء بنفسه عن خالقه، فإذا كان قد سعى للعطاء والتقوى فقد صدَّق وآمن، وإلا فقد كذَّب وكفر، وعطف التقوى على العطاء، كما أن عطف البخل على الاستغناء - والذي بمعنى الكفر - ليدل دلالة قاطعة على أن هذا الدين هو دين اجتماعي ويصب في إطار اجتماعي من الدرجة الأولى، فهو ليس مجرد شعارات ولا شعائر مجردة من الخير المادي الموصول للناس بالعطاء والبذل والتضحية، وإنما ترتهن التقوى به، ولا تتحقق إلا بتحقيق هذا البذل وذلك العطاء والسعي لإدراك مصالح الناس وقضاء حوائجهم، ولذلك يكذب القرآن من زعم البر متمسكا بشعائر هذا الدين من عبادات فحسب دون أن يبذل الخير للناس مع حفاظه على العبادات كذلك، يقول - سبحانه - ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]، تلك هي العبادة الحقة، وذلك هو السعي المشكور، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ﴾ [الأنبياء: 94]، وبذلك يتم تصحيح المفهوم عن هذا الدين، فلا تنفصل عباداته وشعائره عن أخلاقه ومعاملاته، ولا تجتزأ أخلاقه ومعاملاته من شرائعه وعباداته.

الآية (7) قوله تعالى ﴿ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
ونظير ذلك قوله تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، وقوله - سبحانه - ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، يقول الإمام البقاعي: (الحسنى) كلمة العدل التي هي أحسن الكلام من التوحيد، وما يتفرع عنه من الوعود الصادقة بالآخرة والإخلاف في النفقة في الدنيا وإظهار الدين وإن قل أهله على الدين كله، وغير ذلك..) [12]، وهو ما يتضمن سعي المسلم لفعل ما هو أحسن، فإن خيِّر بين أمرين اختار أحسنهما، فإن تساويا في الحسن فليختر أيسرهما، لأن اليسر من الحسن، والذي يفعل أحسن ما عنده لا يعرف أن يفعل شيئا سيئا، تماما مثل الذي يرسم لوحة حسنة فلا يعرف أن يسيء الرسم، ومن يحسن الخط لا يعرف الإساءة فيه، ومن يعرف أن يحسن صوته لا يعرف أن يجعل صوته منكرا، ومن يحسن صناعة ما لا يعرف أن يصنع شيئا غير حسن، وهكذا، ومن يحسن العبادة فلا يعرف أن يسيء فيها.

والتصديق بالحسنى هو حقيقة الإيمان بالله تعالى، وهو الذي يترجم التقوى التي تكمن في القلب إلى واقع مادي ملموس، فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، والعطاء إذا لم يقترن بالإيمان فلا وزن له عند الله تعالى، فكان التلازم حتمي بين القلب والعمل، ولذلك عطف المولى - سبحانه - (التقوى) على (العطاء)، وتبعهما عطف (التصديق بالحسنى) عليهما، قال تعالى ﴿ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [القصص: 77]، وقد شرح النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك كله في حديث أوضح فيه مفهوم الصدقة والعطاء، وبذل الخير، وفرضية ذلك فقال (على كل مسلم صدقة)، فقالوا يا نبي الله فمن لم يجد؟ قال (يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق)، قالوا فإن لم يجد؟ قال (يعين ذا الحاجة الملهوف)، قالوا فإن لم يجد؟ قال (فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة) [13]، إذن فالإنفاق المقصود بالآية ليس قاصرا على بذل المال فحسب، وإنما يشمل كل باب من أبواب المعروف يأتيه المسلم سواء ذكرا كان أم أنثى ليسعي به إرضاء للمولى - سبحانه - وتعالى.

قال العلامة ابن القيم - رحمه الله -: "وقد اشتملت هذه الكلمات الثلاث (الإعطاء، والتقوى، والتصديق بالحسنى) على الدين الذي يدور على ثلاث قواعد (فعل لمأمور وترك لمحظور وتصديق الخبر) وإن شئت قلت الدين طلب وخبر، والطلب نوعان طلب فعل وطلب ترك، فقد تضمنت هذه الكلمات الثلاث مراتب الدين أجمعها (فالإعطاء فعل المأمور، والتقوى ترك المحظور، والتصديق بالحسنى تصديق الخبر "[14]

الآية (7) قوله تعالى ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾
لا يصل إلى اليسر إلا من سيَّره الله تعالى إليه، فإذا سعي الإنسان إلى ما هو أعسر فقد شقي، وإذا كانت نتيجة سعيه أن يحصل على التيسير فقد سعد، ولا يسر إلا بالدين، يقول المولى - سبحانه - ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، والسبيل لابتغاء اليسر يسير، يقول - سبحانه - ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، وبالرغم من ذلك فالعبد بحاجة إلى أن ييسر الله له السبيل، يقول الإمامى البقاعي: ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ ﴾ إشارة إلى صعوبة الطاعة على النفس وإن كانت في غاية اليسر في نفسها لأنها في غاية الثقل على النفس، أي نهيئه بما لنا من العظمة بوعد لا خلف فيه [15].

إذن للعطاء والتقوى والتصديق بأحكام هذا الدين قولا وعملا نتيجة مباشرة ألا وهي أن ييسر الله تعالى للعبد طريق الخير فيزداد فيه ويكثر منه، بل ويعوضه الله تعالى عما بذله من خير خيرا مثله، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا) [16]، وهكذا يبدأ كل يوم جديد بدعوة لهذا الساعي في الخير، والذي أضمر عند مبيته بالليل نية الخير من غده حالما يتجلى النهار، أن الله تعالى سوف ييسر له طريق الخير، ليكون بذل المال هو أظهر الدلائل على طيب القلب وسلامة السريرة، ولسوف يعوضه الله تعالى عما أنفقه، يقول - سبحانه - ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا)[17]، وعنه - صلى الله عليه وسلم - (ما نقص مال عبدمن صدقة) [18].

وتيسير الله تعالى للعبد الحسنى - فيختار الأحسن ويسعى للأحسن - هو من قبيل اطلاع الله تعالى على نية الخير التي ينويها الإنسان لما سوف يستقبل من يومه أو من غده، كأن ينوي أن يعمل صالحا وينفق على نفسه وأهله ويتصدق على غيره، فتظل هذه النية محبوسة ضميره حتى ينفذها بعمل صالح يحقق هذه النية الصالحة، وهذه النية وذلك العمل يحتاجان لإنفاذهما إلى بذل جهد ومشقة وبذل وعطاء، ولا شك أن الوقت والطاقة شحيحان على الإنسان أن يفعل ذلك، فالإنسان مبتلى بشيء من حب الراحة والدعة واختزان المال والطاقة لعمل آخر قد يصرفه عن طاعة الله تعالى ويحمله إلى معصيته، فمن الذي يعين الإنسان على هذا الابتلاء؟ إذ لو اتكل على نفسه في بذل الخير لضعفت وقصرت عزيمته عن إدراك ذلك؛ حيث يغلبه بخله وشحه وأثرته لنفسه، وهنا يطلع الله تعالى على قلب هذا الرجل أو تلك المرأة، ليعلم صدق نيته فإن رأي في قلبه صدق العزيمة ونية صالحة لبذل الخير لأجل الله تعالى، فهنا سوف ييسر الله له سبل الطاعة وبذل الخير، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - (من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة)، فقال - صلى الله عليه وسلم - (اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة)، ثم قرأ ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [19].
الآية (8) قوله تعالى ﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴾
البخل قرين الاستغناء، بمعنى أن الذي يبخل بماله على غيره، ولا يصرفه فيما أمر الله تعالى أن ينفق فيه المال، فإنه يغتني بهذا المال عن فضل الله تعالى، فلا يطلب من الله فضلا، وإنما يطلب مالا يكتنزه لأجل نفسه، ظنا منه أن الدنيا وكأنها الآخرة، بيد أن الله تعالى أوضح لنا حقيقتها وأنها لا تساوي شيئا حتى يبخل الإنسان بها على غيره حسبة لله تعالى، فقال - سبحانه - ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ ﴾ [آل عمران: 185]، وفصل لنا - سبحانه - أقصى ما تتزين به الدنيا، وما يتمتع ابن آدم فيها فقال - سبحانه - ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، وبعد هذا التفصيل أرشدنا إلى ما هو خير من هذا المتاع، فقال - سبحانه - ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 15]، وعن سهل بن سعد قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال أترون هذه هينة على صاحبها فو الذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدًا) [21].
الآية (9) قوله تعالى ﴿ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
والتكذيب بالحسنى هو تكذيب بالأخلاق والمعاملات الحسنة بين الناس، وذلك لاعتقاده أن سوء الخلق في المعاملة يغنيه عن الافتقار للناس، وأنه بسوء الخلق يكتنز أكثر وأكثر، ولذلك لا تراه إلا مرابيًا أو آكلاً للسحت، أو غاشًّا في الميزان.. إلخ، كما أن من صنوف التكذيب بالحسنى التكذيب بقضاء الله تعالى وقدره، وعدم الرضا به، وهو أظهر صور التكذيب، فإذا ما ابتلى الإنسان ولم يصبر على ما ابتلاه الله به، ولم يشكر ربه على نعمائه فإنه ولا شك يكون مكذبا بأن القضاء والقدر هو أحسن ما قضاه الله تعالى للعبد.

ولذلك كان المسلم رجَّاعا لله تعالى حال المصيبة، يقول - سبحانه - ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 155، 156]، فإذا آمن بذلك علم أنه لن يحول بينه وبين قضاء الله تعالى وقدره شيء، وعليه أن يأخذ بالأسباب المشروعة ويلتمس الدعاء من الله تعالى أن ييسره لليسرى دائما، فعن أبي خزامة قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال (هي من قدر الله) [23].

الآية (10) قوله تعالى ﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
فهم البعض هذه الآية خطأ، فقالوا بأن الإنسان مسير في عمل الخير والشر ولا اختيار له، وهذا الفهم يناقض السياق الذي ذكرت الآية فيه؛ حيث تقدم تيسير الله له عمل الشر تقديم العبد البخل والاستغناء والتكذيب، كما أن هذه الشبهة لا تزال تتردد بين المشركين، وقد رد الله تعالى ردا قاطعا فقال - سبحانه - ﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ * قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الأنعام: 148- 149]، وعن عمران قال: قلت: يا رسول الله، فيما يعمل العاملون؟ قال: (كل ميسر لما خلق له) [24]، قال العلماء: هذا السؤال تكرر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عدد من أصحابه، فبين لهم أن الله -تعالى- قد علم أهل الجنة وأهل النار قبل وجودهم، وأنه تعالى قد كتب ذلك في الأزل، ونهاهم - صلى الله عليه وسلم - أن يتكلوا على ذلك الكتاب، ويدعوا العمل، وكأنه عرض لهم أنه إذا كان أهل الجنة قد عملوا، وكتبوا، وكذلك أهل النار، فلا فائدة في العمل، والاجتهاد، فإنه لا بد من حصول المكتوب، فأجابهم عن ذلك بقوله: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)، يعني: أن الذي كتب من أهل الجنة سوف يهيئ الله له أسباب عمل أهل الجنة، وييسرها له فيعملها، فتكون سبباً لدخوله الجنة، وكذلك الذي كتب من أهل النار، لا بد أن يعمل عملاً يستحق به دخول النار، وقد أوضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - إيضاحًا تامًّا[25].

الآية (11) قوله تعالى ﴿ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾
هذه هي إشكالية من يستغنى عن عبادة ربه بما معه من مال؛ حيث يظن أن ماله سوف يكفيه مؤنته في الدنيا، بل ويظن كذلك أنه سوف ينفعه في الآخرة، تأمل ماذا قال صاحب الجنتين ﴿ وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36]، هذا الغرور الذي أصابه جعله يضن على غيره من ماله ولو بالشيء اليسير، وجعله لا يستشعر نعمة ربه عليه، وكأن المال الذي جاءه لم يكن وليد نعمة ربه، وهو ما قاله قارون ردا على من نصحه بألا يفرح بكنوزه فقالوا له ﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، فلم يأبه لنصيحتهم وتفاخر بنفسه مغرورا باعتبار أنه مصدر هذا المال ولم يرجع الفضل لله ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78].
قوله تعالى ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ﴾
إذن المسألة ليست إلى جبرية محضة وليست إلى اختياري محضا، فالله - سبحانه - أوجب على نفسه الهدى فقال ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾ وقد فسر لنا المقصود بهذا الهدى في سورة البلد فقال - سبحانه - (إنا هديناه النجدين)، ومعنى ذلك أنه إذا بيَّن لنا طريق الخير وطريق الشر، فإن ذلك ينفي عنه - سبحانه - أن يكون قد ساقنا لأيهما رغما عنا، لذلك رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من فهم هذا الفهم.. إلخ، وقال (أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل)، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - (اعملوا) أي أن العمل له تأثير على جزاء الإنسان الأخروي، وإلا لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمر به القرآن، لكن المعنى المقصود والذي تشير له الآية أن قصد العمل الصالح لابد وأن يقترن معه التوفيق للعمل الصالح، وهذا لا يكون إلا باستعانة العبد بربه، لذا قرنت آية الفاتحة العبادة بالاستعانة في قوله - سبحانه - ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة/5]، أي يشترط أن يقصد الإنسان بعبادة ربه رضا مولاه فحسب لا أحد غيره وأن يستعين به في أداء الطاعات، ولا يتكل على نفسه، وهذا هو الهدى الثاني الذي هدى الله به المؤمنين، إذ كان هديه الأول كان للنجدين، والهدي الثاني بتوفيق المؤمن للعمل الصالح، ثم يكون الهدى الثالث بالتوفيق للجزاء الذي انتهى إليه عمل المؤمن الصالح بعد أن يتقبله الله تعالى، قال - سبحانه - ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ [محمد: 6-5]، وكذلك العكس صحيح حينما يختار المرء طريق الشر فإنه ييسر لعمل الشر فلا يمنعه المولى - سبحانه - عنه، وإنما يمده في طغيانه، فيكون ذلك بمثابة الاختيار الحر الكامل، ومن ثم يكون الجزاء من جنس العمل سواء في دار الآخرة أو في دار الدنيا.

قوله تعالى ﴿ فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [الليل: 14، 16].
والله تعالى شاءت مشيئته ألا يعذب أحدا إلا بعد أن يبلغه النذير، فإنه - سبحانه - وتعالى ينذر بنفسه الناس أجمعين بالعذاب الشديد الذي أعده للأشقياء منهم، والنفي ثم الاستثناء الوارد بالآية (لا يصلاها إلا الأشقى) هو أسلوب حصر وقصر يفيد أنه لن يدخل النار ليصلى فيها إلا الأشقى، وليس كل شقي بالأشقى، فيخرج من الاستثناء من شقي بالنار ثم خرج منها دون أن يصلاها – وهذا ما فهمه ابن القيم رحمه الله - ومن شقي بطول الحساب ومن شقي بطول العرض، ومن شقي بذنوبه في الدنيا فمحيت خطاياه بما ابتلاه الله تعالى من بلاء، وهكذا لا يصلاها إلا الأشقى، وهو الأمر الذي يطرح سؤالا، من هو الأشقى؟ فتجيب الآيات بوصفه بأمرين متلازمين فيه، وهما التكذيب والتولي، على ما سوف نعرض له فيما يلي.
قوله تعالى ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾
ونظير ذلك قوله تعالى ﴿ إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الحسنى أولئك عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101، 102]، وهو ما يعني أن اجتناب النار رهين بالتقوى، بل إن الأتقى في مأمن منها عن من هو أقل منه في التقوى، وأنها حجب يجب أن تتخذ ستارا من النار، وليست حجابا واحدا، والآية بينت وفصلت كيف يصل المسلم إلى مستوى الأتقى وذلك بأن ينفق ماله في سبيل الله تعالى ليتطهر من شح نفسه وحبه لها وانشغاله عما سوى الله تعالى، وخير إنفاق للمال يكون بالإنفاق على البنات، لأنهن بحاجة للنفقة باعتبار قرارهن في البيوت لإصلاح شأن الزوج والأولاد، وأنهن لا يسعين للكسب لانشغالهن بالحمل والرضاع وتربية الأولاد، فكن من هذا الوجه بحاجة لمن يكفلهن ويقوم عليهن، يقول المولى - سبحانه - ﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 233]، ولا يوجد مجتمع يكفل المرأة على هذا الوجه إلا الإسلام، وذلك بخلاف ما كان يصنعه أهل الجاهلية حين كانوا يأدون البنات، فيدفنونهن أحياءا مخافة الفقر أو العار، لكن الإسلام صحح هذا المفهوم ليجعل خير ما يتقي المسلم به النار هو الإحسان لهن، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار) [40]، وقال - صلى الله عليه وسلم - (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة) [41]، وقال - صلى الله عليه وسلم - (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنتين فقال واثنتين) [42].
قوله تعالى ﴿ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ [الليل: 19 - 21]
والذي يجدر التنويه إليه في هذا الصدد أن التقوى مرهونة بخدمة المجتمع لوجه الله تعالى، ودون انتظار لأجر أو شكر، فإن كانت العبادات أحد الوسائل الموصلة لهذا الهدف، فإنها لا تقبل إلا إذا انعكست على سلوك المسلم ليكون نافعا لغيره، فإذا كانت الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فإنها كذلك تحض على المعروف وتحقيق النفع للناس بوجه عام غير مخصوص ولا مقطوع، بمعنى أن هذا الخير يتعدى المسلم إلى غير المسلم، ويتعدى الإنسان إلى الحيوان والطير كذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) [46].
وتختتم السورة بتوجيه قرآني لأن يتم الله هذه النعمة على من سلك طريق الخير ووفقه الله له بأن يكون ذلك ابتغاء مرضات الله تعالى فحسب، لذا جاء لفظ (إلا ابتغاء) ليقطع كافة صور الشرك والمنافع الشخصية التي قد تقترن بالعمل الصالح فهو لا يبغي من العمل الصالح إلا الإخلاص لله تعالى.




 توقيع : ڵسٰعًـہٌ عِـڜڨ ❀♪

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ ڵسٰعًـہٌ عِـڜڨ ❀♪ على المشاركة المفيدة:
,
قديم 26-12-2018, 11:14 AM   #2


مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,533[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  جده
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 26-12-2018, 09:30 PM   #3


ظمآى انت غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 533
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 20-02-2024 (09:44 PM)
آبدآعاتي » 145,583[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » كتابة الخواطر والشعر عموما
 اقامتي »  جده
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام الحرف المخلد وسام 8 مليون مشاركة وسام احساس حرف 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : ظمآى انت

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 27-12-2018, 06:35 PM   #4


˛ ذآتَ حُسن ♔ متواجد حالياً

 
 عضويتي » 290
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » يوم أمس (04:21 PM)
آبدآعاتي » 454,372[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » دنِيَــِا مَآ تِسِـِوَىَ ذَرَة . . [ آهتِمَآم «~
 اقامتي »  آلآـأإمآرآت ..
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام 1 وسام وسام 1 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : ˛ ذآتَ حُسن ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-12-2018, 08:21 AM   #5


إلين غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 986
 اشراقتي » Dec 2018
 كنت هنا » 19-04-2021 (12:28 PM)
آبدآعاتي » 80,881[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  مكه
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : إلين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : إلين



رد مع اقتباس
قديم 28-12-2018, 04:32 PM   #6


وهج الكبرياء غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 494
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 06-02-2021 (12:33 AM)
آبدآعاتي » 380,417[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : وهج الكبرياء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-12-2018, 06:14 PM   #7


امير الرومانسيه غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 819
 اشراقتي » Aug 2018
 كنت هنا » 01-03-2019 (03:58 PM)
آبدآعاتي » 439[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام المحبة 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : امير الرومانسيه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 28-12-2018, 07:11 PM   #8


سواد الليل غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 908
 اشراقتي » Nov 2018
 كنت هنا » 12-04-2024 (08:19 PM)
آبدآعاتي » 45,360[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
 الاوسمة »
وسام انفاس الياسمين وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : سواد الليل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 29-12-2018, 03:06 PM   #9


صدى صوتك متواجد حالياً

 
 عضويتي » 664
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » يوم أمس (10:11 PM)
آبدآعاتي » 28,501[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : صدى صوتك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 29-12-2018, 06:51 PM   #10


رهينة الماضي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 815
 اشراقتي » Aug 2018
 كنت هنا » اليوم (02:38 AM)
آبدآعاتي » 1,434,120[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  عبق الياسمين
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 الاوسمة »
وسام وسام المئوية الرابعة بعد المليون وسام وسام 
 
افتراضي رد: دلالات تربوية على سورة الليل




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : رهينة الماضي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
معجزة ترتيب سور القرآن الكريم سمو الملكة عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 22 04-12-2023 08:03 PM
بطون الأنعام وبطون النحل وهج الكبرياء اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 31 10-12-2022 02:47 PM
اشياء قد لا تعرفها عن القرآن الكريم الاستاذ اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 33 18-11-2022 05:30 PM
أسباب حكة الجسم في الليل وعند النوم حكآية روح عبق الطـب الحديث والصحة العامة✿ 16 10-09-2022 04:33 PM
مراتب قيام الليل . عتاب الياسمين اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ 27 25-07-2022 12:35 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 12:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.