الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يوفنتوس يهزم إنتر.. درس "التنظيم العشوائي" وديبالا الأكثر خيالا من ميسي
..
يرفض أنتونيو كونتي التخلي عن منظومته المحكمة ما لم يجد دافعا استثنائيا، ولذا فقد كان من المتوقع أن يختار الرسم المعتاد وإبقاء إريكسن وسانشيز على مقاعد البدلاء، خاصة أنه يواجه أقوى فريق إيطالي من حيث العناصر: يوفنتوس. بـ3-5-2، مع تفضيل الشاب باستوني على الخبير غودين في الدفاع، وهو خيار منطقي تماما لمن تابع أداء الأوروغواياني المتذبذب مؤخرا، مع ثلاثي في الوسط "باريلا- فيسينو- بروزوفيتش" خلف ثنائية لا خلاف حولها "لوكاكو- مارتينيز". منظومة مجزأة بنى أنتونيو كونتي فريقه بالصبر، واعتمد على صنع منظومة واحدة لكنها مكونة من مجموعات متعددة لتسهيل التفاهم بين اللاعبين. المجموعات المترابطة مجزأة إلى قسمين رئيسيين: فيسينو- كاندريفا- لوتارو مارتينز- خلفهم سكرينار في الجانب الأيمن، مقابل مجموعة أخرى في اليسار مكونة من أشلي يونغ- باريلا- ولوكاكو، وخلفهم باستوني، ويربط بين المجموعتين الكرواتي بروزفيتيش الموكل بأعمال البناء والتنظيم. لحظة الهجوم والاستحواذ على الكرة، بروزفيتش في قلب الملعب، كاندريفا يتحول إلى لاعب جناح، فيسينو يتوغل إلى منطقة الجزاء دون كرة، والأمر نفسه معكوسا مع أشلي يونغ وباريلا. بين التحكم في اللعب والاستحواذ على الكرة مع التنظيم الكبير والتعليمات التي يفهمها لاعبو إنتر تماما تحرك بروزفيتش بين الخطوط وأتيحت له فرصتان للتسديد أمام منطقة الجزاء مباشرة لكنه سدد مرة فوق المرمى بكثير بعد عمل ممتاز من كاندريفا، والأخرى بعد إعداد بارع من لوتارو مارتينيز أنقذها الحارس تشيزني. في المقابل، كان يوفنتوس أكثر تحكما في الكرة خلال الربع ساعة الأولى وكاد يسجل من ركلة ركنية ارتقى لها دي ليخت لولا التصدي الممتاز من الحارس سمير هاندانوفيتش الذي يظهر في كل مرة أنه أحد أبرز حراس أوروبا خلال العشر سنوات الأخيرة حتى لو تجاهلته وسائل الإعلام. الفارق بين الفريقين في الشوط الأول هو أن إنتر كان منظما ربما أكثر مما يجب، أي قليل الابتكار، بينما كان لدى يوفنتوس عناصر أكثر خبرة ومهارة خاصة كريستيانو رونالدو الذي حاول كثيرا استغلال المساحة خلف بروزفيتش وأمام دي فراي لتسديد كرات جاءت بمنتصف مرمى سمير ولم تشكل خطورة. طرفا نقيض على العكس من كونتي، يسعى ماوريسيو ساري إلى خلق فريق انسيابي سريع الحركة والتنقل، وتماشيا مع تلك الرغبة تخلى عن اثنين من بين أهم لاعبي الكالتشيو وأكثرهم مهارة، باولو ديبالا الذي عوّض بالمبتعد عن نسق المباريات "دوغلاس كوستا"، وميراليم بيانيتش الذي لم يقدم مستويات قوية خلال الأسابيع الأخيرة. هذا الأخير هو اللاعب الأكثر مركزية في يوفي ومنه تبدأ عادة الهجمات، أي أن دوره يشبه نسبيا بروزفيتش ولذا فالتخلي عنه لصالح ثلاثي أقل جودة بكثير مثل "رامزي- بينتانكور- ماتويدي" وحتى لو لم يكن في كامل لياقته يوضح الكثير من الفروقات بين ما يطلبه المدربان. باختصار، عدم البدء بديبالا وبيانيتش يأتي تحت عنوان "اللا مركزية والسرعة". تلك اللامركزية أتت ثمارها في المرة الأولى التي انطلق فيها ماتويدي خلف كاندريفا كلاعب جناح مع عرضية اصطادها رونالدو ليتدخل رامزي الذي كان قد وصل إلى منطقة الست ياردات ليسدد في المرمى. لحظة تسجيل الهدف كان أربعة لاعبين من يوفي على حدود منطقة الست ياردات: رونالدو- هيغواين- كوستا آرون رامزي، وهو ما يترجم الانسيابية الأقرب إلى العشوائية المنظمة التي يهدف ساري إلى خلقها في يوفنتوس. فور تلقي الهدف قرر كونتي إجراء المغامرة فأشرك إريكسن بدل باريلا على أمل صنع خطورة لم يجدها، بل إن ديبالا الذي حل بديلا لكوستا أنهى المعركة بأجمل طريقة ممكنة. ديبالا.. الخيال مهما تحدث ماوريسيو ساري عن عدم إمكانية البدء بالثلاثي رونالدو هيغواين ديبالا معا لعدم فقدان التوزان يبقى الفتى الأرجنتيني واحدا من بين أبرع لاعبي كرة القدم في الوقت الحالي. لمسة في منتهى الجمال، بعد تمريرة طويلة تسلمها بشكل سينمائي ثم انطلق دون تردد إلى منطقة جزاء إنتر قبل أن يراوغ مدافعي إنتر ويسدد بوجه القدم بشكل مثير للبكاء من فرط الجمال. استشاط كونتي غضبا، ولم يتردد كثيرا لإخراج لوكاكو وكاندريفا لإشراك غليارديني وسانشيز فور تلقي الهدف الثاني مع تعليمات واضحة بالتقدم لكامل الخطوط.. سكرينار على اليمين.. سانشيز خلف لوتارو، وإريكسن تحتهما فيما قرر ساري إشراك دي تشيللو وبيرنانديسكي لتأمين الأطراف بتوجهات دفاعية واضحة مع الاعتماد على ديبالا ورونالدو في المقدمة. مرت الدقائق دون أي خطورة على مرمى تشيزني، حتى انتهت المباراة بفوز يوفنتوس بهدفين دون رد ليبتعد إنتر كثير عن المنافسة على اللقب. نقطة أخيرة مرة أخرى يثبت ديبالا أنه أمهر وأبرع لاعبي السيريا آ، وأن جماهير الكالتشيو لا يجب أن تخسر مشاهدة لاعبا بمثل هذه الفنيات النادرة والخيال المدهش لأن أحدهم كان يبحث عن بيعه في ميركاتو الصيف الماضي.. يا له من هدف ممتع ويا لها من جريمة كادت ترتكبها إدارة يوفنتوس حين أصرت على بيعه قبل أشهر. في كوكب الأرض، لدينا ليونيل ميسي، ولدينا نسخة يمكن أن تكون أقل جودة لكنها أكثر خيالا، متعة في لمساته التي تشبه الرقص وأفكاره التي لا يتردد للتعبير عنها بقدمه.. نحن نحب كرة القدم لأنها تضم لاعبين مثل ديبالا.
الساعة الآن 03:18 AM
|