السعادة فى القناعة والرضى ... قلمى

ان السعادة دائما تكمن فى القناعة فإذا رضينا عن أنفسما وقنعنا بها فقد بلغنا قمة السعادة إنها راحة البال وليس هناك أثمن وأجمل من هذه اللحظات الذى يحس فيها المرء بالقناعة وراحة الضمير . واذا كانت السعادة مرهونة بامتلاك شىء او بشخص معين يقف بجانبك فهذه ليست بسعادة .لكن لكن اذا عرفت كيف تقف وحدك فى مواجهة موقف عصيب مؤديا ما يجب عليك عمله بكل ما فى قلبك من حب وإخلاص فانت غنسان قد وجدت السعادة هى أرملة فقيرة توفى زوجها إثر حادث أليم لا تملك شيئا إلا حجرة فوق أحد المنازل وطفل صغير تركه زوجها الراحل لتواجه به حياة متواضعة فى ظروف قاسية صعبة فى تلك الحجرة الصغيرة والتى هى عبارة عن أربعة جدران وباب خشبى ولكنها حجرة بدون سقف يحميها من حرارة الشمس صيفا ولا مطر الشتاء . ولكنها راضية النفس هى وطفلها الصغير تمتلك كنزا لا يفنى من القناعة وتعلم ان نعمة الرضى هى عطاء من الله كانت الأرملة الأم تخرج فى الصباح مع طفلها تلهث بين العرابات لتبيع المناديل الورقية لتأتى بما يسد رمقها هى وطفلها وتعود فى وقت الغروب إلى حجرتها .. أو الأربعة جدران التى تحتمى بها وتأخذ طفلها بين ذراعيها فى سعادة ورضى وراحة بال وقناعة وابتسامة يحسدها عليها الجميع لكن كان أكثر ما يزعج الأم هو سقوط الأمطار فى الشتاء . وقد مر على الطفل خمس سنوات منذ ولادتة والمدينة لا تتعرض إلا زخات قليلة وضعيفة من المطر وكانت دائما ما تأخذ طفلها فى حضنها الدافى لتحميه من تلك الزخات الممطرة سعيدة بابتسامته وهو يلف يدية الصغيرتين حول رقبتها ويقبلها سعيدا . الا انه فى يوما من ايام الشتاء تجمعت الغيوم بكثرة وتلبدت السماء بالغيوم والسحب الداكنة مما ينبأ أن اليوم سيكون المطر غزيرا مما أزعج الأم خوفا على طفلها الصغير . ومع الساعات الأولى من الليل بدأ هطول الأمطار بغزارة على المدينة كلها واحتمى الناس بمنازلهم وخلت الطرق من المارة .. أما الأرملة الأم كان عليها مواجهة الموقف من أجل طفلها الصغير .. نظر الطفل حولة ووجد الماء ينهمر داخل الحجرة نظر الى أمه بنظرة حائرة ثم اندس فى حضنها ليحتمى من المطر كما تعود دائما عند سقوط زخات المطر .. لكن جسد الأم مع ملابسها غارقة فى البلل . وسالت دمعة من عينيها المنزعجتين الحائرتين وهى ترى طفلها مبلل من ملابسها ولا تستطيع فعل شيئا له فكرت سريعا كيف تتصرف ؟ عليها أن تحمى طفلها فى حيرتها خطرت لها فكرة طارئة .. تركت طفلها جانبا وقامت مسرعة إلى باب الغرفة وقد اعطاها الله القوة والأصرار على حماية طفلها فخلعته ووضعته على أحد جدران الحجرة مائلا وخبأت طفلها خلفه لتحجب عنة سيل المطر المنهمر . نظر الطفل إلى أمه فى سعادة وفرح وهو يبتسم ابتسامة بريئة على وجهه تحمل الرضى والسعادة وقال لأمه سائلا ... الناس الفقراء ماذا يفعلون إذا لم يكن عندهم باب خشبى يحتمون خلفة حين سقوط الأمطار ؟ لقد أحس الصغير أنه ينتمى إلى طبقة الأثرياء فى هذه اللحظة ففى بيتهم باب يحميهم من المطر .... ما أجملها القناعة مع الرضى . فماذا تقول أنت الذى لديك باب واربع جدران وتكييف وكل ملذات المعيشة ؟؟؟؟؟ فما أجمل الرضى والقناعة .. أنهما مصدر السعادة وهدوء البال ووقاية من المرارة والحقد والكره ليتنا ننعم بالرضى والقناعة لنسعد ونتخلص من سواد القلب . تمت بحمد الله

المصدر : منتديات عبق الياسمين

 

لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )

اسم العضوية		حفظ معلومات الدخول
كلمة المرور