الأدارة ..♥ |
عبق منقول الخواطر و القصيد من غياب الخاطر✿ «• َواحة الخواطر والنثر المنقولة وكل ما سطر من ابداع الحروف لنبحر بها ﹂ ✿ |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
يوميات جرح فلسطيني
يوميات جرح فلسطيني [ إلى فدوى طوقان ] -1- نحن في حلِّ من التذكار فالكرمل فينا وعلى أهدابنا عشب الجليلِ لا تقولي : ليتنا نركض كالنهر إليها، لا تقولي! نحن في لحم بلادي..وَهْيَ فينا! -2- لم نكن قبلَ حزيرانَ كأفراخ الحمام ولذا، لم يتفتَّتْ حبنا بين السلاسلْ نحن يا أُختاه، من عشرين عام نحن لا نكتب أشعاراً، ولكنا نقاتل -3- ذلك الظل الذي يسقط في عينيك شيطان إله جاء من شهر حزيران لكي يعصب بالشمس الجباهْ إنه لون شهيد إنه طعم صلاهْ إنه يقتل أويحيي, وفي الحالين ! آه ! -4- أوَّلُ الليل على عينيك, كان في فؤادي , قطرةً من آخر الليل الطويل والذي يجمعنا, الساعة في هذا المكان شارعُ العودة من عصر الذبول. -5- صوتك الليلةَ, سكينٌ وجرحٌ وضمادُ ونعاس جاء من صمت الضحايا أين أهلي؟ خرجوا من خيمة المنفى, وعادوا مرة أُخرى سبايا ! -6- كلمات لم تصدأ, ولكن الحبيبْ واقعٌ في الأسر – يا حبي الذي حمَّلني شرفاتٍ خلعتها الريحُ.. أعتابَ بيوت وذنوب. لم يسع قلبي سوى عينيك, في يوم من الأيام, والآن اغتنى بالوطنِ! -7- وعرفنا ما الذي يجعل صوت القُبَّرهْ خنجراً يلمع في وجه الغزاة وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبرهْ مهرجاناً... وبساتين حياة! -8- عندما كنت تغنين, رأيت الشرفات تهجر الجدران والساحة تمتد إلى خصر الجبلْ لم نكن نسمع لون الكلمات كان في الغرفة مليون بطل ! -9- في دمي, من وجهه, صيفٌ ونبض مستعارُ. عدتُ خجلان إلى البيت, فقد خرَّ على جرحي.. شهيدا كان مأوى ليلة الميلاد كان الانتظار وأنا أقطف من ذاكراه.. عيدا ! -10- الندى والنار عيناه، إذا ازددت اقتراباً منه غنىَّ وتبخرت على ساعده لحظة صمت, وصلاه آه سميه كما شئت شهيدا غادر الكوخ فتى ثم أتى, لما أتى وجه إله ! -11- هذه الأرض التي تمتصُّ جلد الشهداءْ تَعِدُ الصيف بقمح وكواكبْ فاعبديها! نحن في أحشائها ملح وماء وعلى أحضانها جرح... يحارب -12- دمعتي في الحلق, يا أخت, وفي عينيَّ نار وتحررت من الشكوى على باب الخليفه كل من ماتوا ومن سوف يموتون على باب النهار عانقوني, صنعوا مني... قذيفه ! -13- منزل الأحباب مهجور، ويافا تُرجمتْ حتى النخاع والتي تبحث عني لم تجد مني سوى جبهتها أُتركي لي كل هذا الضياع فأنا أضفره نجماً على نكبتها -14- آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبهْ وأنا لست مسافر إنني العاشق, والأرض حبيبهْ ! -15- وإذا استرسلت في الذكرى ! نما في جبهتي عشب الندمْ وتحسرت على شئ بعيدْ وإذا استسلمت للشوق، تَبَنَّيْتُ أساطير العبيد وأنا آثرت أن أجعل من صوتي حصاة ومن الصخر نغم ! -16- جبهتي لا تحمل الظل، وظلي لا أراه وأنا أبصق في الجرح الذي لا يشعل الليل جباه ! خبئي الدمعة للعيد فلن نبكي سوى من فرح وَلْنُسَمِّ الموت في الساحة عرساً.. وحياه ! -17- وترعرعتُ على الجرح, وما قلت لأمي ما الذي يجعلها في الليل خيمهْ أنا ما ضيَّعتُ ينبوعي وعنوانيَ واسمي ولذا أبصرت في أسمالها مليون نجمهْ ! -18- رايتى سوداءُ, والميناء تابوتٌ وظهري قنطرهْ يا خريف العالم المنهار فينا يا ربيع العالم المولود فينا زهرتي حمراءُ, والميناء مفتوح, وقلبي شجرهْ ! -19- لغتي صوت خرير الماء في نهر الزوابعْ ومرايا الشمس والحنطة في ساحة حربِ ربما أخطأت في التعبير أحياناً ولكنْ كنت – لا أخجل – رائع عندما استبدلت بالقاموس قلبي ! -20- كان لا بد من الأعداء كي نعرف أنا توأمان ! كان لا بد من الريح لكي نسكن جذع السنديان ! ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب ظل طفلاً ضائع الجرح ... جبان. -21- لك عندي كلمهْ لم أقلها بعد, فالظل على الشرفة يحتل القمرْ وبلادي ملحمهْ كنت فيها عازفا... صرت وترْ ! -22- عالِمُ الآثار مشغول بتحليل الحجارهْ إنه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير لكي يثبت أني : عابر في الدرب لا عينين لي ! لا حرف في سفر الحضارهْ ! وأنا أزرع أشجاري, على مهلي, وعن حبي أغني ! -23- غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمهْ عَلَّقَتْ نسل السلاطين على حبل السراب وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمهْ ها أنا ازددت التصاقاً... بالتراب ! -24- آن لي أن أبدل اللفظة بالفعل, وآنْ ليَ أن أثبت حبي للثرى والقُبَّرهْ فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان وأنا أصفَرُّ في المرآة, مذ لاحت ورائي شجرهْ !
الساعة الآن 08:23 PM
|