كيف نتجاوز الشعور بالندم؟
يتخذ البعض قرارات/اختيارات في حياته سرعان ما يكتشف أنها خاطئة، أو يتاح له خيارات صحيحة فيتجاهلها، سرعان ما يكتشف أن هذا التجاهل كلّفه كثيراً، في كلا الحالتين يجتاحه شعور بالندم يلازمه فترة طويلة من الزمن.
الشعور بالندم ليس مجرد شعور عابر، بل شعور مؤلم يأكل صاحبه من الداخل، خاصة أن الماضي لن يعود، وأن ما ندمت من أجله لن يتكرر، هي فرصة واحدة فقط ورحلت إلى الأبد وكان لديك الخيار. ورغم أنك تجد هذا الشخص هادئاً لكن شعوره بالندم هو ضغط نفسي داخلي هائل يؤثر على صحته.
وحسب ما جاء في دراسة لجمعية علم النفس الأمريكية APA عام 2018م سواء كان الندم على أمر أنت فعلته أو الندم على أمر أنت لم تفعله، فتحتاج المرور بأربع خطوات الأول أن تتقبل أنك تشعر بهذا الشعور ولا تتجاهله بحيث تراه وتتعرف عليه، الثاني أن تحدد لماذا تشعر بهذا الشعور، الثالث أن تسمح لنفسك بالشعور بالندم ولا ترفضه أو تتهم نفسك، والرابع أن تطلق سراح هذا الشعور وتتقدم للأمام، ومن طرق ترك الشعور هو ممارسة التلطف مع النفس، البعض قاس على نفسه كثيراً، ويحمّل نفسه مسؤوليات ليست مسؤولياته، أو لا يسمح لنفسه بالخطأ، وما حدث هو خطأ بشري.
وهي مفاهيم تحتاج أن تتصحح لديك، أنك بشر هناك أوقات ستصيب فيها وأوقات ستخطئ فيها وتتخذ قرارات خاطئة أو لا تتخذ قرارات في وقتها، وأن تفهم أنك تبذل ما بوسعك بحسب أفضل ما لديك من معلومات في ذلك الوقت، وأن تفهم أن عليك أن تتعلم من الخطأ، الأخطاء تبني فهمنا للحياة كيف نعيشها بشكل أفضل.
تذكر أن عليك أن تسامح نفسك، فلا يعقل أن تعلق في دائرة الندم للأبد، الحياة لابد أن تستمر، وستحين لك فرصة أخرى مشابهة وبنفس المستوى في المستقبل، فالحياة مليئة بالفرص المتنوعة، احرص دائما على التلطف مع نفسك، في دراسة Hofman, 2015 تحدث فيها أن التلطف مع النفس يقلل من المشاعر السلبية.
الدراسة بينت أن الأشخاص الذين يركزون على التحكم بالظروف للوصول إلى النجاح ارتفعت لديهم المشاعر السلبية مقارنة بالأشخاص الذين تلطفوا مع أنفسهم عندما قهرتهم الظروف، بمعنى أتقن عملك ولا تقسُ على نفسك، فإذا أخفقت اليوم فستنجح غداً، كن مرناً في التعامل مع الظروف حولك ولا تتهم نفسك.
تعلم أنك تنمو بالتدريج، وأن الندم لا يصح عندما تحتاج لوقت أكبر للنضج واتخاذ القرارات الصحيحة الناضجة، بمعنى من الطبيعي أن تخطئ لعدم امتلاكك الخبرة اللازمة وذلك لعدم مرور الوقت الكافي لك بعد، توقف عن لوم نفسك، فهناك قرارات صحيحة كثيرة ستتخذها في المستقبل لأنك تعلمت من خطأك الآن.