في الفيلم الملحمي The Sixth Sense هناك مشهدان لخصوا كلام كتير أوي في الفيلم، وفي الحياة بشكل عام..
المشهد الأول: كان في بداية الفيلم، وفيه يمشي د. مالكولم كرو Bruce Willis الطبيب النفسي مع الطفل المريض كول سير Haley Osment ليدور الحوار التالي:
- كرو: هل تكلمت ولو لمرة مع والدتك حول علاقتك بأصدقائك؟
- سير: أنني لا أخبرها أشياء.
- كرو: لما لا؟
- سير: بسبب أنها لا تنظر إلي مثل باقي الأشخاص، وأنا لا أريدها أن تعلم
- كرو: تعلم ماذا؟
- سير: أنني غريب الأطوار.
- كرو: أنك لست غريب الأطوار، حسنًا، لا تصدق أي شخص يحاول أن يقنعك بذلك، ذلك هراء، ليس عليك أن تعيش حياتك مصدقًا لذلك.
في هذا المشهد نجد تجسيدًا رائع لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الشخص ومن يحاول أن يساعده، فأولى خطوات المساعدة تكون في إبعاد الشخص عن كل الضغوطات النفسية التي من الممكن أن تؤثر عليه، ومن ثم اعادة اكسابه الثقة التي افتقدها، وبث الأمان والطمأنينة فيه، وإقناعه أنه إنسان عادي جدًا لا يختلف عن أحد، وإنما تشوب حياته بعض الأمور التي تبعده قليلاً عن مساره، لذا نستطيع أن نلخص هذا المشهد في كلمة واحدة هي "الثقة".
وبتطور أحداث الفيلم ومن فرط ثقة الطفل في طبيبه النفسي، بدأ يقص عليه مخاوفه وآلامه وعذاباته، والتي لم يستطع الطبيب أن يتقبلها كحقيقة، وظن أن الطفل مريض بالفعل وأنه بحق "غريب الأطوار"، لذا قرر التخلي عنه وعدم مساعدته، وحينما زاره دار هذا الحوار بينهما:
كرو: لا استطيع أن أكون طبيبك بعد الآن، أنني لم أعط الاهتمام الكافي لعائلتي، أشياء سيئة تحدث عندما تفعل ذلك، هل تفهم، سوف أقوم بنقلك، أني أعرف طبيبان نفسيان.....
سير: لا تخذلني، لا تتخل عني، أنت الوحيد الذي يستطيع مساعدتي، أعلم ذلك.
كرو: لا استطيع مساعدتك، أحد غيري يستطيع مساعدتك
سير: أنت تصدقني، صحيح؟
كرو: .............
سير: د. كرو أنت تصدق سري، صحيح؟
كرو: لا أعلم كيف أجاوب على ذلك، كول
سير: كيف تستطيع مساعدتي، إذا كنت لا تصدقني؟!
طبعاً مش قادر أوصفلكم المشهد ده عظيم قد أيه، واللي هيعرف كلامي ده اللي شاف الفيلم، وبسبب الأداء الرائع للطفل كول سير تم ترشيحه لينال جائزة الأوسكار عن هذا الدور.
طبعًا الفيلم لم ينتهي عند هذا الحد، وإنما حدثت مواقف برهنت على صدق كلام الطفل، ومن ثم عاد إليه الطبيب مرة أخرى وساعده بكل حماس وقوة، حتى أدرك النجاة وتخلص من عذاباته وآلامه.
إذن هما الصدق والثقة، إذا أردت أن تساعد أحدًا ما فعليك أولاً أن تصدقه، وأن تثق به وتجعله يثق بك، وهذان وحدهما كفيلان ببلوغ النجاح في أي أمر.
#أعمال_خالدة
#بحب_السينما
د. أحمد مروان