مع عودة التخييم.. أسعار الخيام زادت أكثر من 100%

مع قرار السماح بعودة التخييم اعتبارا من 15 الجاري نظرا لبدء العد التنازلي لانحسار جائحة «كورونا» وتحسن الوضع في البلاد والملاحظ من خلال انخفاض أعداد الإصابات بشكل كبير وتسجيل ارتفاع في حالات الشفاء وبما يبشر بعودة الحياة الطبيعية، بات سوق الخيام وتجهيزها يشهد إقبالا من المواطنين الراغبين بإقامة مخيماتهم الربيعية، حيث كان عمل محلات صناعة الخيام ومستلزماتها شبه متوقف بسبب منع التخييم وكذلك إقامة المقرات الانتخابية والمناسبات، لكن المفاجئ لهم كان الارتفاع الكبير في الأسعار والأجور.
ولمتابعة الموضوع كانت جولة «الأنباء» في سوق الخيام بعد ان تلقت الكثير من ردود الأفعال والشكاوى بسبب الارتفاع المبالغ فيه بأسعار الخيام ومستلزماتها، وذلك بعد ان تم السماح لإقامة المخيمات، ورغم ذلك فقد لاحظنا الإقبال الكبير على الشراء والازدحام في السوق، حيث اشتكى المواطنون من غلاء الاسعار، وبرر البائعون ذلك بارتفاع التكاليف وأجور العمال وأسعار المواد المستخدمة في التصنيع، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، التقينا مع طلال العازمي، حيث سألناه عن سبب تواجده في سوق الخيام ورأيه بالأسعار، فقال لـ «الأنباء»: جئت إلى السوق لاشتري خيمة أو خيمتين قبل يومين ولكنني فوجئت بالأسعار المرتفعة التي يجب أن تكون الرقابة عليها أكبر لوقف جشع التجار، حيث إن بعضهم ليس عندهم ضمير ومن غير المعقول ان تصل قيمة الخيمة الباكستانية التي كان سعرها لا يتجاوز الـ 120 بالسابق إلى سعر 210 دنانير في الوقت الحالي، «وبعد مشاهدة هذه الأسعار غيرت رأيي وتراجعت عن الشراء، وعندي خيام قديمة راح أصلحها والمشكلة حتى التصليح غال وأسعارهم ثابتة، تبي ولا ما تبي كيفك صدقني اخوي بالكويت كل شي ارتفع سعره والسبب عدم وجود رقابة من جهات الاختصاص ولو تقيس أسعار الخيام بالدول المجاورة راح تجد ان الخيام لم يتغير سعرها من 5 سنوات، والسبب ان الرقابة قائمة بأعمالها على أكمل وجه وبسبب السماح للمخيمات عندنا بالكويت استغل تجار الخيام وأصحاب المحلات هذه الفرصة لتعويض خسارتهم بسبب الإغلاق وعدم السماح بالمخيمات خلال جائحة (كورونا) من جيب المواطن البسيط.

سعر مضاعف

والتقينا أيضا مع مشاري الحربي الذي عبر عن رأيه قائلا: «الكويتيون من زمان يحبون البر ويحبون الكشتات والمخيمات وهذه عادة توارثناها من أهلنا، ولكن تفاجأنا اليوم بالأسعار وهي غير معقولة وغير مقبولة أبدا، فكل شيء تضاعف سعره بشكل كبير ومبالغ فيه».

وعند سؤال «الأنباء» عن الأسباب وراء ذلك، قال: «أصحاب المحلات يتعذرون ان ما عندهم عمالة كافية، وما عندهم كميات كبيرة من الخيام والاستيراد قليل ولم يتوقعوا ان يتم السماح بإقامة المخيمات هذا العام، ولم يقوموا بتأمين الكميات الكافية من الأقمشة ومواد التصنيع والخيام لتغطي السوق والطلب الكبير من قبل رواد البر، وكنا نتوقع ان يستغل تجار الخيام وأصحاب المحلات هذا الموسم بزيادة 5% أو 10%، ولكن ان تكون الزيادة أكثر من 100% فهذه جريمة لا يجب السكوت عنها من قبل وزارة التجارة ومن حماية المستهلك.

صرخة من الأعماق

بدورها، قالت أم فيصل: «صرخة من الأعماق إلى وزارة التجارة ولمن يهمه الأمر، أنا شفت شغلات وبضائع ترتفع أسعارها بنسبة لا تتعدى 20%، ولكن ان تكون الزيادة 100%، هذا غير معقول وهل تصدق انه في سنة 2019 اشتريت من محل خيمة بـ 120 دينارا، واليوم جئت للمحل نفسه لآخذ الخيمة نفسها ولكن الصدمة ان السعر تجاوز الـ 200 دينار، علما أنها من اقل الخيام جودة ولكن راح أركب سيارتي وما أقول إلا بلاها من هالخيمة اللي اما انها تنسرق او تتقطع بسبب تقلبات الجو في الشتاء».

ميزانية خاصة

كذلك تحدث طلال العتيبي لـ «الأنباء» عن أسعار الخيام وارتفاع قيمها الخيالي، فقال: «إن البائع لا يرد علينا، ويعطينا السعر ولا يقبل التفاوض أو التنزيل وكأن جميع المحلات متفقة على الأسعار نفسها، والحمد لله بعد زوال الغمة عن هذه الأمة وبعد العودة للحياة الطبيعية والسماح للمخيمات وبعد اعتدال الأجواء في بلدنا، والكل يعلم ان جميع أهل الكويت يحبون كشتات البر، واليوم انا جئت الى سوق الخيام لشراء خيمتين وقد خصصت مبلغا للشراء لمعرفتي التامة بالأسعار في السابق، لكن المفاجأة أن المبلغ اللي معاي لا يشتري لي خيمة واحدة ذات جودة، وما تصدق لو اقول لك ان الخيمة اللي كان سعرها 200 دينار اليوم حاطين عليها سعر 470 دينارا، وعلى فكرة ترى مو بس أسعار الخيام ارتفعت ترى كل مستلزمات البر ارتفعت من تمديدات الكهرباء وأعمدة الكشافات ومن ليتات ومن توانكي المياه وحتى المفروشات صارت أسعارها مضاعفة بسبب الموسم، علما بأنه في السابق كان موسم التخييم غير مكلف علينا وننتظره بفارغ الصبر للتنزه وتغيير روتين حياة المدينة والزحمة الى البر والهدوء، لكن في الوقت الحالي أصبحت تجهيزات المخيم بالكامل مرتفعه جدا وتحتاج الى ميزانية خاصة.

لا خيام ولا دوخة راس

من جهته، قال تركي الرشيدي: «لو قلنا مفاجئة شوية وان قلنا صدمة شوية، وهذه أسعار ولا بالخيال ليش وين التجارة ووين الحسيب ووين الرقيب؟ ماكو الكل ساكت وغير مبال لما يحدث من جشع تجار الخيام والأسعار الجنونية، يعني ما يصير اما نشتري على أسعارهم المرتفعة ولا توكل على الله، ويقول الكل يعلم وانا انت نعلم ان كل شي بالكويت أسعاره ترتفع شوي شوي ولكن ان تكون زيادة أسعار الخيام أكثر من الضعف فهذا أمر غير معقول ويجب على أصحاب القرار التدخل بأسرع وقت ممكن لمحاسبة كل من له يد في التلاعب بأسعار الخيام، وأنا جاي وناوي اشتري ولكن بعد مشاهدة هالأسعار راح آخذ جولة بالسوق وأتوكل على الله من غير خيام ولا دوخة راس؟

والتقينا مع أحد المواطنين أيضا، حيث قال: «انا في كل مرة اشتري خيام ولا اخذ إلا الخيام عالية الجودة والكل يعرفها لأنها تكون 3 طبقات ودافية ولا تخر ماي أثناء المطر وتدوم أكثر من 7 سنوات عندي لاني بعد كل موسم تخييم أقوم بتخزينها بشكل جيد حتى لا تتقطع وهذا الموسم جئت الى السوق لأشتري خيمة ولكن فوجئت بأن السعر مضاعف.

كشتة بين السيارات

والتقينا في سوق الخيام مع سارة الكندري، فقالت لـ «الأنباء»: أنا أول مرة أدخل هذا المكان وجاية اشتري خيمة صغيرة حق أمي لكي نكشت فيها أسبوعيا ولا تكون دائمة بالبر، وقبل ما أجي سألت عن الأسعار وقالوا ان الخيمة 4 في 4 من 120 إلى 130 دينارا، ولكن عند وصولي الى السوق لقيت ان الأسعار مختلفة جدا عما سمعت وغير معقول ان تصل بعض الخيام مساحتها 4 في 6 إلى أكثر من 600 دينار، وهذا شي عجيب، والله ترى كلها خيمة وأنا أسمع ان الخيام في الدول المجاورة أرخص بكثير من أسعار الخيام عندنا، وابي أعطيك مثال في إحدى المرات كنا في جورجيا واشترينا خيمة دائرية فخمة للكشتة في جورجيا كان سعرها 150 دولارا ورغم كثرة الأمطار لم تنزل منها ولا قطرة ماء وبعد انتهاء سفرتنا أهديتها للمرشد السياحي اللي معانا واليوم الأسعار غريبة عجيبة مدري علشان موسم تخييم ولا علشان يعوضون خسائرهم على الناس، ولكن هونت عن المشتري وراح تكون كشتتنا في البر بين السيارات اللي راح نخليها تحمينا من الهواء أو نحجز لنا مخيم ملكي لمدة يومين بسعر الخيمة».

التقينا مع البائعين محمد يوسف وفخري عجيب، وهما من المدافعين عن الأسعار، فقالا لـ «الأنباء»: «إن الاسعار مرتفعة ولكن غير مبالغ فيها وبعدين أغلب الزبائن يأتي الى السوق لشراء خيام من نوعية محددة، وهو يعلم ان هذه الخيام سعرها غال من قبل ويوجد بالسوق نوعيات من الخيام رخيصة، لكن أغلب الزبائن لا يرغبون فيها ويريدون خيام ذات جودة عالية وتكلفتها علينا مرتفعة بسعر الخيام الرخيصة وهذا غير معقول لأن الخامات والأقمشة والمواد المستخدمة فيها غير، وأيضا الأسعار حسب الأحجام فهناك خيام صغيرة وأسعارها رخيصة وأخرى كبيرة وأسعارها أعلى، وأيضا هناك بعض الزبائن يطلبون مواصفات خاصة للخيام، وهذا قد يتطلب زيادة في استخدام الأقمشة والمستلزمات الداخلة في صناعة الخيمة، وأيضا أجور العمال ارتفعت وكل هذا أثر على الأسعار، وعند سؤالهما عن أكثر الخيام التي عليها طلب في هذا الموسم اتفقا على أن اكثر الخيام التي عليها طلب هي المقاسات المتوسطة مثل 4 في 6 او 5 في 8.

سما الموج معجب بهذا

المصدر : منتديات عبق الياسمين