| الأدارة ..♥ |
|
|||||||
 |
|
#1
26-03-2024, 03:39 AM
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الإبريق العجيب
اعتاد أبوه أن يأخذ قيلولته بعد الظهر ؛ ولأنّه صغير فلا بُدّ أن يتمثل لنفس القواعد التي يتمسك بها والده،ومنها طبعاََ هذه النومة الشنيعة بعد الغذاء،فالمصائب تترى ليس في النوم فقط، بل لأنه لايشعر بالرغبة في النوم.في هذا الوقت بالذات ؛لأن الأولاد يكونون في أوج حيويتهم وينتشرون في الطرقات الُمظَلَّلَة بين الأزقة والصَّوابِيت المفعمة بالحيوية بألعاب التَّيلَة والدُّوَّام والكَانَة وغيرها من مختلف أنواع الألعاب الحركية والذهنية ،إن كانوا يعتقدون أنّها للتسلية والمتعة إلا أنّها تقوّي عضلاتهم وتنمّي مهاراتهم وتعطيهم مواهب وقدرات وإن لم يعرفوا ذلك أما هو فكُلَّما تذكر حُرّية أقرانه في عدم رغبتهم للنوم في هذا الوقت الَمقيت تألَّم أكثر وضاقت الدنيا في عينيه٠بالإضافة إلى أنّه البغيضة تنغَّصُّ حياته من كلّ الاتّجاهات،خسارة باللعب وخربطة في الأوقات٠ ماذا يعمل؟تلك رغبة القائد ،وفي نظرة أنّها التربية السليمة، وكالعادة بعد صلاة الظهرين والانتهاء من اغْتِرافِ الغذاء يؤُول المصيرإلى ماسلف ذِكُره،ولاحول ولاقوة بالمناسبة، بيت الجد في الديرة يُعَدّ أكبر بيت في جايزة تاروت المسمى (( البيت العود)) الذي الذي تسكنه تسع عوائل يحتوي على مكان به مجموعة من الأدَبَات ،أي المراحيض متقاربة لقضاء الحاجة وأيّ واحدِِ يحتاج للمرحاض، يأخذ معه إبريق الماء ليتطهّر ثم يرجعه مكانه وذلك قبل توصيل المياه للمنازل وبعد أن أخذ هو وأبوه كلُّْ فِراشَه في غرفتهم ((فَانِي صَفَّة )) بالدور الثاني قام والده بضبط ساعته المعروفة(بالسَّيْطُور) على الوقت الذي يريد أن يستيقظ فيه،وخَلَدَ لنوم عميق ولكنه لو سمع أقلّ حركة يستيقظ لئلا يخرج ولده من الغرفة إلى الطرقات ويعمي عينيه من قوة الشمس حسب عُرْفِه ويوسّخ ملابسه من العرق من لهيبها وكثرة حركاته بدأت أنفاسه مع دقات الساعة بالتنهّد تارة والتأفف أخرى وينام على الجنب الأيمن وينبطح على الأيسر ويتقلب على كلّ جهة علَّ فكرة تفيده أو طريقة تنجيه والهموم والغموم لاتفارق أفكاره، فماذا يعمل؟ومالحيلة للخروج من هذه المصيدة؟ بينما هو يتقلّب على الجمر اللظى من الملل والقهر لئلا تفوته مباراة الَمخَطَّة المتفق عليها في هذا الوقت ،إذ وقع بصره على ذلك الخصر النحيل والرقبة الممشوقة وإحدى اليدين مختصرة والأخرى إلى فوق تحيه،فطار لبّه وفرح واستبشر بما رأى من ذالك الجمال وفخر الصناعة وإن بدا عليه بعض الصدى إلا أنه الإبريق الذي سينقذه من ورطته وبهذا صار لرفيقنا فرصة أن يخرج بالإبريق للمرحاض ، وقام يمشي على قمة أصابعه؛لكيلا يحدث أيّ جَلَبَةِِ توقظ والده فيرجعه إلى مثواه أو قبره أو سريره ، لافرق عنده! وماإلى وصل إلى الإبريق حتى احتضنه وكاد أن يُقَبَّلَه ولكن الوقت لايسعه للعواطف وانسلّ إلى الباب الذي لم يقبل بخروجه كما أظن،وماإن أدارَ مقبضه حتى صَهَلَ وزَنَّ وأخذ ضريره يرتفع فاستفاق والده رافعاََ رأسه إلى مصدر أزِيزِ الصوت فإذا بصاحبنا يبلع ريقه ويصفرّ لونه فلم تسعفه أيّ كلمة ينطقها ،فرفع الإبريق ليراه والده وإذا بالوالد يصدق حيلته وينزل رأسه على المخدّة ، أي الوسادة،مسَلَّماََ أنّ ابنه يستخدم حقّه الإنساني في قضاء الحاجة وماإن خرج من الباب حتى رأى السماء موَلَّعة بنور الشمس تناديه بالإسراع للرَّبع ،ولم يضيع وقته في الفَشْحِ على المرحاض فسوَّلت له نفسه أن يترك الإبريق في مكان المرحاض وينفذ بجلده من الأسر رافعاََ طرف ثوبه واستخدم جميع المحولات والمحركات النثافة للطيران،وإذ هو في وسط أحبابه قائلاََ (دُوري اللُّول)قال الأول حجزته قبلك ، ثم عدّد المراكز ولكنّها حجزت فاضطر أن يكون التُّوش ، أي آخر دور في اللعبه ظنّ أصحابه أنّ المعركة سيُسجُّرُ أُُوَارُها ويقوم بمشاجرة طفيفة لاسترجاع أحد المراكز ولكن صاحبهم استرجع دقَّات الساعة والغرفة المظلمة ، وأن الله ثم الإبريق أخرجاه من الجُبّ فَتَهَلَّل وجهه وقبِل أن يكون (التُّوش)أي آخر شخص في اللعبة٠ هامش - جمع طابات وهو ممر مسقوف فوقه غرفة أو ليوان أي جلسة لأحد البيوت يمتاز بالظلال وبرودة المكان وتجمع الناس أو الأطفال للعب فاني وفالف هذه اللهجة لبعض بلدات القطيف وتعني الدور الثاني والبعض يطقها تاني وتالت 
    
الساعة الآن 07:58 PM
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضويتي 
العرض العادي
