الأدارة ..♥ |
❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اسلَامِي هُو سِرُّ حَيَّاتِي✿ بـِ حُـبْ آلله نَلْتَقـيْ ﹂ ✿ |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
حديث القرآن عن الجهاد في سبيل الله
الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام ، وناشر لوائه ، وحامي حماه ، بل لا قيام لهذا الدين في الأرض إلا به ، به نال المسلمون العز والتمكين في الأرض ، وبسبب تعطيله حصل للمسلين الذُّل والهوان والصغار ، واستولى عليهم الكفار ، بل تداعت عليهم أرذل أمم الأرض كما تتداعى الأكلةَ إلى قصعتها ، وأصبحوا مع كثرتهم غُثاءٌ كغُثاء السيل ، نزع الله المهابةَ من قلوب أعدائهم ووضعها في قلوبهم.
ولقد حرص الأعداء على تشويه صورة الجهاد والمجاهدين ، وتخذيل المسلمين عنه ، ووضع العراقيل دونه ، وعلى قصر معناه على الدفاع فقط ، كل ذلك وغيره خوفاً من أن يؤوب المسلمون إليه ، فيهزموهم ويُذلوهم ويلزموهم الذل والصغار لأنهم يعلمون أنه متى أعيد الجهاد بصورته التي كان عليها الرعيل الأول ، فإنه لن تقوم لهم قائمة ، ولن يقدروا على الصمود أمام زحف جحافل الحق التي وعدت بالنصر والتمكين (ولينصرّن الله من ينصره)(الحج40) ولهذا حرصنا على تجلية معنى الجهاد وعرض صوره وذكر فضائله وأنواعه وحِكمه وأحكامه وغير ذلك من زاوية قرآنية ، فنقول مستعينين بالله.... أولاً: تعريف الجهـــاد أ- لغة: الجهاد مأخوذ من الجهد : وهو الطاقة والمشقة ، وقيل : هو بالفتح المشقة ، وسمي بذلك لما فيه من المشقة ، وبالضم: الطاقة والوُسْع وسمي الجهاد به لما فيه من بذل الوسع واستفراغ الطاقة في تحصيل المحبوب أو دفع مكروه، ب- شرعًا: تطلق كلمة الجهاد في الشرع مرادًا بها أحد معين 1- المعنى العام : بذل الوُسْع في حصول محبوبِ الحَّـق ودفع ما يكرهه الحَّـق ، وهذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية. 2- المعنى الخاص: بذل الجهد في قتال الكفار لإعلاء كلمة الله والنصوص الواردة تدل أحيانًا على العموم كما في قوله تعالى:(المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) رواه أحمد وابن حبّان والحاكم وصححاه ، وقوله صلى الله عليه وسلم للذي استأذنه في الجهاد:( أحيّ والداك،قال نعم،قال ففيهما فجاهد) رواه البخاري. ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتل الكفار لإعلاء كلمة الله تعالى قال ابن رشد في مقدماته (1/369) <<الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاق إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ومما يدل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مؤمن يجاهد يتقي الله ويدع الناس من شده>> رواه البخاري فالثاني مجاهد لنفسه ولكنه أطلق الجهاد على الأول. وليس جهاد النفس هو والجهاد الأكبر على الإطلاق كما يزعمه بعضهم، فإن (وصف قتال الكفار بالجهاد الأكبر مغالطة لم يدل عليها دليل من كتاب ولا سنة، ثم إن من جاهد نفسه حقيقة ً حتى تغلب عليها فإنه يسرع إلى امتثال أمر الله عز وجل، ومن تأخر عن قتال الكفار فليس بمجاهد لنفسه على امتثال أمر الله ، فالتذرع بجهاد النفس قد يكون من الحيل الشيطانية الصارف للمسلمين عن جهاد أعدائهم، وجهاد النفس يندرج تحته أنواع كثيرة من أهمها جهاد: العبد نفسه على إخلاص العبودية لله سبحانه، والبراءة من الشرك وأهله، ولا شك أن المجاهد في ميدان القتال إذا لم يحقق إخلاص العبودية لله...لا يستفيد من جهاده, فعلى هذا لا يقال: ما مرادك بجهاد النفس، هل تريد جهادها على تحقيق التوحيد.. أم تريد تهذيبها وتزكيتها بالأذكار والنوافل، فإن كنت تريد الأول فلا شك أنه أكبر لكن ينبغي أن يقال جهاد النفس على تحقيق التوحيد أكبر من غيره، وإذا أردت الثاني فلا شك أن الجهاد أكبر منه وأفضل، وأما الحديث المروى(رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)فهو ضعيف..)(بتصريف من كتاب أهمية الجهاد للعلياني/121) ثانيًا: حكم الجهـاد: قدونا أن الجهاد له معنيان في الشرع وعلى هذا فيختلف الحكم: - فأما حكمه بمعناه العام فإنه فرض عين على كل مسلم لأن المسلم لا يخلو في لحظة من لحظاته من مجاهدة نفسه وشيطانه وأعدائه وهواه، وهذا يفهم من قوله تعالى (وجاهدوا في الله حق جهاده...)-سورة الحج آية 78- قال ابن القيم رحمه الله(زاد المعاد 2/65):<<والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال،وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع) - وأما حكمه بمعناه الخاص: فنقول: إنه ينقسم إلى قسمين: القسم الأول : جهاد الطلب: وهو تطلب من الكفار في عقر دارهم ودعوتهم إلى الإسلام وقتالهم إذا لم يقبلوا الخضوع لحكم الإسلام، وهذا فرض كفاية على المسلمين إذا قام به من تكون به الكفاية سقط الإثم عن الباقين والدليل على فرضًا: قوله تعالى:( فإذا انسخ الأشهر الحرم قتلوا المشركون كافة كما يقاتلوكم كافة)-سورة التوبة آية 36- وقوله (انفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله)-التوبة آية36- وقوله (إلا تنفروا يعذبكم عذابًا أليما ويستبدل قومًا غيركم)-التوبة آية39- وقوله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)-البقرة آية193- وغير ذلك من الآيات الدالة على وجوب جهاد الطلب والدليل على كونه ليس على الأعيان وإنما هو على الكفاية قوله تعالى (وما كان المؤمنين لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذر قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)-التوبة آية 122- فقوله (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) دال على أن النفرة لا تكون على جميع المؤمنين لما في ذلك من ضياع العيال والأموال وترك النفقة في الدين ونحوه. وفي قوله (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة...) أي أنه يبقى من كل مجموعة من يقوم بتعلم العلم وحفظه ليكونوا نذر الهداية في قومهم أو أن الطائفة النافرة هي المتفقهة في الدين فالدلالة من كلا المعنيين واحدة وكذلك قوله تعالى ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً)-سورة النساء آية 95- ووجه الدلالة أنه وعد كلا الفريقين بالحسنى القاعد والمجاهد ولو كان زمن عين لما وعد بها القاعد. ومما يدل لذلك أيضاً سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يخرج للغزو تارة ويبقى تارة، ولم يكن جميع أصحابه يخرجون في كل غزوة بل تخرج ثلة وتبقى بقية. القسم الثـاني: جهاد الدفاع: وهو فرض عين على كل مسلم بالإجماع، فإذا هجم الكفار على بلد من بلدان المسلمين وجب على كل قادم مدافعتهم وصد عدوانهم قال تعالى(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم)-البقرة آية 190- وقال تعالى (ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها..)-سورة النساء آية 75-
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
الساعة الآن 01:54 PM
|