أبها 22 ربيع الأول 1440 هـ الموافق 30 نوفمبر 2018 م واس
" جُرَش الأثرية " بقايا مخلاف وحضارات متعاقبة جنوب الجزيرة العربية سادت ذات قرون وأعوام ثم ما لبثت أن بادت ، وبقيت شواهدها دليل على فتراتها وتحولاتها المتلاحقة ، وما قام به إنسانها آنذاك من تطويع لمعطيات مكانها، لتبرز "جُرش حاضرة المخلاف" كمدينة حضارية وزراعية وصناعية ذات حرفية تميزت بالحصانة والقوة.
فمنذ آلاف السنين ما قبل الإسلام وبعده ، وإلى نهاية القرن السابع من الهجرة كانت " جُرش" ذات مكانة وموقع هام كنقطة التقاء ، ومحطة وقوف على طريق الحج القادم من اليمن والمسمى بدرب البخور، فيما أظهرت دلائل على الاستيطان خلال الفترة العباسية في شمال ووسط موقعها، ودلائل أخرى على الاستيطان جنوب موقعها تعود إلى الفترة الإسلامية الوسيطة والمتأخرة.
وها هي " جُرَش البائدة " تتوسط الآن بأطلالها ومكانتها التاريخية محافظة أحد رفيدة شرقيّ أبها ( 30 كيلومتر ) ويقف جبليها الحارسين لها، المعروفين بجبل "حمومة " الواقع في جهتها الشرقية، وجبل " شَكَر" الواقع غربها الذي أطلق عليه هذا الاسم خاتم الأنبياء سيدنا محمد صلَى الله عليه وسلم بديلاً عن إسم " كَشر " وذلك بعد أن اعتنق أهلها الإسلام .
" وكالة الأنباء السعودية " في مهمة البحث عن تفاصيل مكانها وحضارتها تلك .. وقفت ميدانياً على شواهدها التاريخية المتبقية للعيان في موقع " جُرش " التي تدل بقاياه على هندسة البناء وفنونه وتعكس ملامح القوة والمناعة والحضارة وتحتفظ بتاريخ ممتد، ولعل ما تم نقشه على إحدى صخور المكان من رسم منفذ بالحفر البارز لأسد ينقض على ثور ، وقد كتب تحته بالخط المسند عبارة ( ثورن نعمن وأسدن ملقا ) ، دليل على ذلك، حيث أشارت المعلومات التاريخية أن هذا النقش هو دليل القوة والحصانة الذي يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي .
وذاع صيت " جُرَش " كمدينة حضارية للمخلاف احتضنت مصانع دباغة وفخاريات والدبابات والمنجنيق، والتي اشتهرت بصناعاتها الجلدية والحربية ومنها المنجنيق والعرادات وما كان يعرف باسم الدبابات وهذا ما تم توثيقه عبر صفحات التاريخ التي أفردت مساحات وصفحات ووثقت قصص " جرش " وموقعها وسبب تسميتها وأعمال ساكنيها .
// يتبع //