ننتظر تسجيلك هـنـا

الأدارة ..♥ مَملكتنا مَملكة الياسمين، يلتهبُ الشجنُ ويَثْمِلُ الحرفُ بالآهات ، حروفُنا الخالدةُ كفيلةٌ بأنْ تأخُذَكم إلى عَالمِ السَحَر ، تَحْدِي بِكُم وتَمِيلُ فهي مميزةٌ بإدخالِ الحبِّ إلى القلوب ،ولكي لا تتَعرَضَ عُضويَّتكَ للايقافِ والتشهيِّر وَالحظر فِي ممْلكتِّنا .. يُمنع منْعاً باتاً تبادل اي وسَائل للتواصل تحْتَ اي مسَّمئ او الدَّعوه لمواقعِ اخْرى ، ولكم أطيب المنى ونتمنى لكم وقت ممتع معنا

❆ فعاليات عَبق الياسمين ❆  


العودة   منتديات عبق الياسمين > ..::ღ♥ღ عبق المنتديات العامة ღ♥ღ ::.. > عبق العام ✿

عبق العام ✿ جميع القضايا العامة التي تهدف الفائدة والأستفادة ﹂ ✿

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 31-03-2020, 04:07 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:31 AM)
آبدآعاتي » 1,508,304[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور



احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور ، وبالنظر إلى وصف الأفكار بعبارة بنات الأفكار ينطلق الكاتب إلى فرضية وجوب احترامها كاحترام البنت بعدم التعرض لها فلا يعتدى عليها بالتسفيه أو السب، وبين احترام الأفكار . وتنفنيد الأفكار الخاطئة . والتأني في الحكم يدور كلام هذا المفكر الخبير، وبين الحرية والاجتراء كما سماها معالم ينبغي على الحاذق معرفهتا للتمييز . وذكر الكاتب اهمية تخصيص آراء المتقدمين بالاحترام
المقالة في 1981 كلمة و 126 فقرة تستغرق 13 دقيقة و42 ثانية للقراءة الصامتة


احترام الأفكار : يقول المبتدؤون والمتوسطون من الكتَّاب بنات الأفكار إذا أرادوا أن يملِّحوا العبارة، ويدلوا على منزلهم في علم الاستعارة،
وهم لا يشعرون _ عند لفظ هاته الكلمة من أفواههم إلا بتلك الاستعارة المطروقة المبذولة _ حدوث ذلك الشيء الذي ذكروه عن ازدواج المقدمات وتمخض الفكر.
وربما كان البعض ذاهلاً أو عاجزاً عن هذا المقدار؛ فلا عجب أنهم ذهلوا عن شيء أكبر منه أفادته العبارة وما أراده قائلها:
وهو تمام التشابه بين الأفكار وبين انتساب البُنُوة من جميع أطرافه،
حتى تجد مُبْتَكَرَ فكرك منك بمنزلة ابنك أو بنتك، وكأنهم اختاروا الثاني؛ قصداً للمبالغة في الحرمة والغيرة.
احترام النسب يقع على وجهين: احترامه قبل قوامه،
أي أن يُتوخى كل ما يدفع اختلاطاً أو فساداً في النسب،
وهو الذي سماه علماء الشريعة حفظ الأنساب، وناطوه مع الكليات التي كانت أساس قانون الشرع التفصيلي،
واحترامه من الاعتداء عليه بعد وجوده أن لا يسبَّ أو ينبذ، أو يقابل بالطعن.
فإذا كانت الأفكار أنساباً أدبية فبغير شك يكون الاجتراء عليها بواحد من هذين الجرمين _اللذين احترما بالاحترامين_ جنايةً عظيمةً في باب الأدب
لو سنَّ له أهله حدوداً يُخزى بها المعتدون، ويخسأ بها المتكالبون.
احترام الأفكار : قلب الحقائق:

وضع شيء في غير ما وضعته يد الزمان، وإن تقصى عن كلفة التصنع
لا يفارق مفسدة الاجتراء على بعثرة نواميس الكون والاعتداء على نظامه، وإيهام غير الواقع فيه واقعاً.
وفي ذلك من قلب الحقيقة ما أوجب تحريم الكذب، وتكرير لعن صاحبه،
فإذا كان الكذب الذي يذكرونه التمويه اللساني، فهذا التمويه الفعلي الذي يكون أشد متى كان الفعل أوقع من القول:
لو عمدت إلى رجل من سوقة الناس، فأسندت إليه مسائل حققتها، أو رسائل نَمَّقتها،
لكنت توحي إلى الأمة أن تسند إلى هذا الرجل منصب الرئاسة في علومها، أو أن تكل إليه قلمها الذي به تدافع عن نفسها.
وفي هذا ما يجر الفساد لنفسك ولصاحبك وللأمة،
أما الثالثة فقد ضرب فيها الفساد منذ صارت بيد من لا يعرف كيف يدير، وحسبك من هاته الكلمة تشخيصاً لحالها.
وأما صاحبك فرجل ألقي إلى الأمة بذلك الوصف العظيم، فكيف تراه والمشاكل تتقاطر عليه، وعيون الحيرة تعشو إلى ضوء اهتدائه، وتنظر إليه،
ثم لا يبوء لهم أمرهم إلا بضلال مبين، أو سكوت إن كان المسؤول من خُلَّص الجاهلين.
وأما نفسك فأنت _ إذن _ بها أعرف.
احترام الأفكار : الحق أحق أن يتبع

قضت سنة الله في الناس أن تخضع نفوسهم إلى الحق والواقع والثابت،
ترى الرجل تُسند إليه الهِنةُ وهو بريء منها، فتصعد إلى دماغه دماء الغضب، ويدافع عن نفسه دفاع البريء المخلص، بلسان فصيح، وقلب صحيح،
ثم تراه تسند إليه تلك السيئة إن كان قد اقترفها، فيطأطىء لها رأساً، ولا يجد منها مناصاً، مهما سترها بأطمار الجمود(2) والمكابرة،
حتى تفتضح حاله عند الفراسة الصادقة، أو يزلق لسانه عند البحث الشديد،
أليس ذلك آية على أن النفس تخضع إلى الحق وإن لم يكن مشتهاها؟ وتبرأ من الباطل وإن كان هواها؟
كذلك الرجل يبلوه الله _ تعالى _ بنبات ذرية سوء، فيستسلم إلى ما قدر عليه،
فلو كان ذلك الولد دَعِيَّه لقرع السن من ندم، ورضي أن لو باء من سعيه بالعدم.
هكذا حال الأفكار ومنشئاتها متى أسندت إلى غير أصلها قارنتها ندامة واغتباط، وفضيحة تلوح على أخواتها مِنْ تخالفِ شكل، وانحلال، ورباط.
لعل في هذا المقدار مَقْنَعاً من إيصال هذا الإحساس الحكمي إلى نفوسكم أيها النقاد، وتعريفاً بوجوب دعائنا الأفكار إلى آبائها؛ لنقوم بالقسط،
فلن نكون كذي ذهن عاقر يُشَوِّه فضيلته بانتحال أفكار ما كان لينال أمثالها.
قد تغتفر الأمور الضرورية والإحساسات الفطرية العامة التي تشترك فيها أفراد الأمة متى تقاربت في الشعور، فلا يجب إسنادها،
وربما استحال في البعض ذلك، إن الذي قالها بالأمس لم يصدر كلامه حتى قال مثلها، أو قاربها اليوم آخر.
أما احترام الفكر بالمعنى الثاني فحق على كل صاحب فكر أن يقابل فكر غيره بالاحترام دون السخرية والهزو؛
فإن الاسترسال على ذلك يُجْبِنُ الذين تخلقت فيهم مبادئ العقل النظري عن الإعلان بما وُهِبوه؛ خشية الاستهزاء والاستسخار،
ولو كانت قد وصلت إلى التمكن والرسوخ لأَمَّنا عليها حتى إن تتستر كشمس تحت السحاب، أو كإدبار المحترف للقتال،
أترون ذلك يرزونا المنفعة المقصودة؟ ولكننا لا نخشى عليها إلا أن تموت تحت أقفال الأسر في صباها،
وما بلغت أَشُدَّاً تستطيع به مقاومةَ الزمان، ولَيَّ أيدي المضطهدين.
احترام الأفكار لا يعني قبول ساقطها

نحن نوقن أن أفكاراً ساقطة تنشأ في الأمة قد يجب الضغط أن لا تشيع؛
فتستهوي أقواماً غافلين بسطاء، فتصبح وباءاً في الأفكار المهزولة.
ولكنَّا لما وازنَّا بين هاته المصلحة النادرة، وبين المفسدة الكبرى التي كانت ولا زالت تتضاءل من اضطهاد الأفكار السامية، باسم التحقيق آونة وباسم…. أخرى؛
لأنها لا توافق الرغبات، ولا تجاري الشهوات _ حكمنا للأفكار باحترامها، وجعلنا البحث والنقد معياراً يُمَيِّز به خبيثها من طيبها،
ولا يلبث الحق أن يهزم الباطل.
لو كنا نضطهد الأفكار لاشتبه الباطل منها بالحق، فيصرخ يستنصر لاهتضامه كما يستصرخ الحق شيعته،
وربما وجد من السامعين قلوباً ترق للمضعوف وإن جار، فيصبح فتنة أشد مِنْ أَنْ لو ترك يتمارض بالنقد الصحيح والحجة الدامغة، حتى يموت حتف أنفه، ثم لا يثأر له أحد.
ليس يحول هذا دون الواجب من تقويم المخطئ،
إنا نعني باحترام الفكر أن لا يُتَعرَّض لصاحبه الشخصي بالطعن والاستخفاف.
ولكن التقويم يكون بصفة كلية، وتعريض بسيط بين سقوط الرأي بوجه برهاني أو خطابي ينفر الغافلين.
وليس احترام الأفكار يأبى مناقشتها والحكم بضعفها، لكن تجب الأناة في الحكم على الفكر أن لا يتعرض له بالنقد، مادام فيه احتمال الصواب.
أليس في ارتياء مقاصد المتكلمين قبل التسارع إلى تغليطهم ببوادر الظنون…
أو بشهوات نفس تخب خَبَبَ البازل الأمون ما نقتصد به زمان المراجعة إلى استئناف شيء جديد ونحفظ به كرامة الاتحاد، وسلامة الضمير،
ونسلم به من افتضاح حب التشفي، والانتقام لإطفاء ثوائر الحسد والغل؟.
احترام الأفكار : معالجة الخطأ بخطأ مثله:

ما كان التقرير على الخطأ إلا خطأً وتضليلاً، ولكن نظيره في التضليل وأعظم منه فساداً التسارعُ إلى تغليط الصائبين
لاسيما إن قارنه ما يقارن سفاهة الرأي، وضيق الصدر، وبالثاني غليل الجهل من تفويق سهامِ نقدٍ تخطىء الرمية،
والأخذ بسلاح العاجزين من الغيبة والشتيمة التي تسترحم عن قصد صاحبها من غير غرض ترشقه،
اللهم إلا رأي رجل اعتدت منه المكابرة والمسارعة إلى الزج بنفسه فيما لا يدبر منه مخرجاً ولا يجد لمثله فيه مولجاً،
ثم قومته المرة والمرتين، فما زاده تقويمك إلا عناداً، ولا أكسبه اقتصادك إلاَّ سرافاً وازدياداً؛
فإنك إن رأيت منه ما يقتضي أن تسلك معه مسلك الخطابة من تقبيح انتحاله، وتشخيص مشوه حاله…
فلا ملام عليك إن كنت قد صادفت البلاغة في فعلك أو قاربت.
قد ترى قوماً أغرقوا في احترام أفكار الناس وما كل الناس إلى غور عميق،
فغشيهم ظلام طمس على أعينهم حتى تلقوا كل قول بالتأييد، وحكموا في كلا المتناقضين بأنه سديد،
واتسموا _أكرمك الله_ بِسمَةِ البليد،
ثم ترى رجلاً يخترق قلوبهم بنصائح تفتح لهم أعيناً عمياً، وقلوباً غلفاً وهم في صمم عن تلقيها؛
أفتعذره إن رأيته يسلك معهم ذلك المسلك؟ أم تعذره إن خالف ما تأصل من احترام الأفكار؟
لعلك تشعر ساعتئذٍ بأن أصول التهذيب دواليب تدور، وأنه تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور؟.
سيظن البسطاء من الناس أن احترام الأفكار، وحريتها يخولها حق الاجتراء بنحو الشتيمة،
ولكنه ظن سريع التقشع متى وجدوا لساناً حكيماً يبين لهم أن الحرية والاحترام شيء، وأن الاجتراء شيء آخر؛
لأن الحرية إنما ينالها المرء بعد شعوره بوجوب مساواته مع غيره فيها، وإلا كانت الاستعباد الذي نفر منه،
فإن طلبت أنفسهم زيادة البيان فإنا نحيلهم على كلام طويل في معنى الحرية، لو بسطناه لفصم عنا سلك الكلام في مرادنا من هذا المقال.
الوقوف عند سياج الأفكار المحترمة:

فإذا كانت الأفكار محترمة كما قلنا فالاجتراء عليها بما ذكرنا يتساهل عقوبة على خرق سياج هذا الاحترام حقاً؛
لأن ذلك يثير العصبيات ويجفي عن الحقيقة التي ما احترمت الأفكار إلا لأجل الوصول إليها.
من أكبر الأسباب في تقدم الأمة بعلومها وقبولها لرتبة التنوير وأهليتها للاختراع في معلوماتها _
أن تشب على احترام الآراء على الوجه الذي وصفنا من قبل، وعسى أن نصف من بعد.
وقد كان للمسلمين من ذلك الحظ الذي لم يكن لغيرهم يومئذٍ من التسامح مع الأفكار،
شهد بذلك التاريخ وأهله إلا المتعصبين منهم مع ما كان بين أصناف أهل الآراء من التناظر والجدل،
ولكنك لا تجد ذلك محفوظاً بتعصب ولا اضطهاد، كنت ترى الأشعري بين يدي المعتزلي لا يستنكف عن تلقي فوائده، والاعتراف له بحق التعليم،
وترى السني يتعلم عن القدري وعن الفيلسوف الشاك ِّ،
قد كان عمرو بن عبيد الزاهد الشهير من خاصة تلاميذ الحسن البصري _ رحمهما الله _
وهو الذي كان مكلفاً بكتابة ما يمليه الحسن من التفسير الذي يرد به على القدرية والمعتزلة،
وما كان يمنعه ذلك من المجاهرة باتباعه مذهب المعتزلة، ومن التحاقه بدروس واصل بن عطاء الغزال الذي قال له الحسن لما كثرت مناقشته اعتزل مجلسنا،
فكان عمرو بن عبيد يختلف إلى الدرسين جميعاً، وما كان ذلك يمنع الحسن من تكليفه بإملاء تفسيره،
حتى استخدم اختلاف الآراء آلة للتشيع السياسي حين أذنت الدولة العربية والجامعة الإسلامية بالانحلال والافتراق اللذين تركا من الآثار ما نحن نتخبط في مصائبه ولأوائه حتى اليوم.
وكذلك الحَجْر على الرأي يكون منذراً بسوء مصير الأمة، ودليلاً على أنها قد أوجبت نفسها خفية من خلاف المخالفين، وجدل المجادلين،
وذلك يكون قرين أحد أمرين،
إما ضعف في الأفكار، وقصور عن إقامة الحق، وإما قيد الاستعباد الذي إذا خالط نفوس أمة كان سقوطها أسرع من هويّ الحجر الصلد.
احترام الأفكار : أمثلة على ضعف الأفكار:

حكى الجاحظ: أنَّ النظَّام دخل على شيخه أبي هذيل العلاَّف، فقال: يا أبا الهذيل! لم قررتم أن يكون الله _ تعالى _ جوهراً خشية أن يكون جسماً؟
فهلاَّ قررتم أن لا يكون جوهراً مخافة أن يكون عرضاً، والجوهر أضعف من العرض،
فبصق أبو هذيل في وجهه فقال النظَّام: قبحك الله من شيخ ! فما أضعف حجتك!.
وكان الخليفة المأمون يقول لأهل ناديه إذا جاروه على كلام: هلاَّ سألتموني لماذا؟ فإنَّ العلم على المناظرة أثبت منه على المهابة.
دامت على ذلك الأمة الإسلامية متمتعة باحترام الأفكار،
جرى كل واحد على أن يبوح برأيه، وجرى كل مستمع على تقويمه بالحق،
وإن وقع في خلال ذلك حادثة صغيرة وقعت بالقدس بين الباطنية وأهل السنة؛ إلا أنهما لأسباب عالية، وغلط فاحش لا يسع ذكره اليوم.
الآراء السياسية تضعف احترام الآراء

لما استخدمت الآراء للسياسة، وشاعت المداهنة بين الناس، وضعفت الكبراء عن الحجة، يومئذٍ ساد اضطهاد الأفكار والضغط عليها؛
كي لا تسود على مخالفتها القاصرين الظاهرين في مظاهر العلماء المحققين.
نعني بالسياسة ما يقرن سياسة الدول في تصرفاتها وأغراضها بسياسة الأشخاص المسيطرين في هواهم،
وربما كان القسم الثاني أشد على الأفكار لكثرة دواعيه، ووفرة منتحليه، وأنواع وجهتهم في هذا الغرض:
منهم من يفعل ذلك إبقاءاً على منصبه، واستحفاظاً على وجاهته؛ لأنه يخال أن كل مخالفة له في الرأي تنذر بثَلِّ عرشه، وزلزال أركانِه، والمريضُ كثير الأوهام.
ومنهم الذي يسخط من مخالفة المعتاد، ويرى العادة ديناً أو شبه دين، يجب أن لا يتلاعب به الشخص،
ومنهم الذي يتوهم أن الدين يخالف احترام الآراء، وهذا إن شئت أن تجعله فرعاً من سابقه وجدته لك أطوع من نعلك.
ومنهم الحاسد العاجز الذي يحب أن يظهر في مظاهر الكمال بكلمات يلفقها،
ويحس في ذكر ذلك لذة ما دام منفرداً بها، فإن شاع ذلك بين الناس تميز من الغيظ.
كنت أعرف رجلاً ينادي بين الناس باسم النقد للحالة والطعن في الأوضاع المعتادة،
وربما ترقى إلى بعض الشتيمة زمانَ كان يقول ذلك وحده يحب الشهرة وما يلقاها، ويترصد طريقها وما يقع بمرآها،
كان يومئذٍ مستأثراً بورقات ينقل منها ما يغلط به،
فلما امتدت الأيدي، وانبرت العيون إليها، واستوى مع غيره في معرفتها _ انصاع يُقبِّح ذلك الحال، ويرى خلفه ودعاءهم في ضلال.
احترام أفكار المتقدمين

مما يخص بالوصاية والاحترام أفكار المتقدمين الذين وصلوا بنا إلى حيث ابتدأنا من العلم والمدنية، عوضاً أن نكون في متحركهم الأول نبتدئ سيراً بطيئاً،
كما قالوا: إن الإنسان ابن يومه لا ابن أمسه، فهو _أيضاً_ ليس بابنٍ لغده؛
فمقدار فضيلة الرجل ومكان شهرته لا ينظر فيه إلى غير يومه الذي كان فيه،
فلا يغلط لنا كثير من الناس ينتقصون الأقدمين بمستدركات المتأخرين، فإنما تعرف مقادير الرجال بما أوجدوه، لا بما تركوه؛
ولكن طرق الشهرة لا تختلف، وهي قوة الفكر، ومرتبة العلم والعمل على تنوير آراء المتعلمين والقارئين في عقل صحيح، ونية قويمة، ونصح جهير.
قد استهوى هذا الغلط الشيخ أبا علي ابن سينا حين بالغ في ثنائه على أرسطو حتى قال:
أما أفلاطون الإلهي فإن كانت غايته من الحكمة ما وصلنا من علومه فإن بضاعته إذن لمزجاة.
وكأنه نسي أنه لولا أفلاطون بكلماته القليلة خوّل لأرسطو أن يبني عليها كثيراً _ لكان أرسطو هو أفلاطون وبضاعته الوافرة كانت مزجاة.
هذا أيها الناشؤون على النقد، الباحثون عن الحكمة نبراس مبين،
أقمناه بين أيديكم؛ ليضيء لكم مستقبلاً نيّراً وعسى إن اهتديتم بضيائه، واحتفظتم عليه من عواطف الأهواء والشبهات _ أن تحمدوا غبَّه، وتسلكوا به طريق العقلاء،
فتصبحوا سمراءَهم، والله يضيء آراءَكم بالحكمة.

____________________
(1) مجلة السعادة العظمى عدد18 ص273_281، في 16 رمضان 1322،
وسيلاحظ القارئ الكريم أن هذه المقالة متينة قوية، ولكنها صعبة متعاصية؛ لأنها من بواكير كتابات الشيخ ابن عاشور
حيث كتبها وهو في السادسة والعشرين من عمره، وسترى مقالة مجلس رسول الله وهي أي أيسر وأسلس من هذه المقالة بكثير.
(2) لعلها: الجحود. (م)




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة:
,
قديم 31-03-2020, 05:57 PM   #2


الصورة الرمزية سليدا
سليدا غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 726
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » 19-11-2023 (03:58 PM)
آبدآعاتي » 245,098[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  سورية
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لا تعش نصف حياة ولاتمت نصف موت.
إذا صمت فاصمت حتى النهاية.
وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية.
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : سليدا



رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ سليدا على المشاركة المفيدة:
قديم 31-03-2020, 06:29 PM   #3


الصورة الرمزية حسن الوائلي
حسن الوائلي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:31 AM)
آبدآعاتي » 1,508,304[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
 اقامتي »  العراق .. واسـط
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يـــاايها الطرف الخجولُ قتلتني
لله درُك قـــــــــــــاتــــــــــلآ وخجــــــولا
من ذا سينصفني فاصبحُ قاتلآ
واراك مــــابين الحـــــروفِ قتيلا
 الاوسمة »
وسام المئوية الخامسة بعد المليون وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة:
قديم 10-04-2020, 01:25 AM   #4


الصورة الرمزية جازلك غيري
جازلك غيري غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 874
 اشراقتي » Oct 2018
 كنت هنا » 20-06-2023 (12:52 PM)
آبدآعاتي » 257,312[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » متابعه كل ماهو جديد
 اقامتي »  الكويت . .
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : جازلك غيري




رد مع اقتباس
قديم 10-04-2020, 10:56 AM   #5


الصورة الرمزية حسن الوائلي
حسن الوائلي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:31 AM)
آبدآعاتي » 1,508,304[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
 اقامتي »  العراق .. واسـط
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يـــاايها الطرف الخجولُ قتلتني
لله درُك قـــــــــــــاتــــــــــلآ وخجــــــولا
من ذا سينصفني فاصبحُ قاتلآ
واراك مــــابين الحـــــروفِ قتيلا
 الاوسمة »
وسام المئوية الخامسة بعد المليون وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 10-04-2020, 11:05 AM   #6


الصورة الرمزية امير بكلمتى
امير بكلمتى متواجد حالياً

 
 عضويتي » 652
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » اليوم (07:36 AM)
آبدآعاتي » 1,353,258[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
https://www.raed.net/img?id=193837
 الاوسمة »
وسام وسام سهرة رمضانية مع صائم وسام انفاس الياسمين 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : امير بكلمتى




















مواضيع : امير بكلمتى



رد مع اقتباس
قديم 10-04-2020, 11:10 AM   #7


الصورة الرمزية حسن الوائلي
حسن الوائلي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:31 AM)
آبدآعاتي » 1,508,304[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
 اقامتي »  العراق .. واسـط
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يـــاايها الطرف الخجولُ قتلتني
لله درُك قـــــــــــــاتــــــــــلآ وخجــــــولا
من ذا سينصفني فاصبحُ قاتلآ
واراك مــــابين الحـــــروفِ قتيلا
 الاوسمة »
وسام المئوية الخامسة بعد المليون وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2020, 04:55 AM   #8


الصورة الرمزية عبير الليل
عبير الليل غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 39
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 25-04-2024 (09:08 PM)
آبدآعاتي » 3,444,695[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » كتابة الشعر والخواطر # التصوير
 اقامتي »  قلب أبي
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 الاوسمة »
وسام وسام المئويه الرابعه بعد الثلاثه مليون وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
 توقيع : عبير الليل




لااحلل نقل مدونتي وكتاباتي ..
كونوا اسمى من ذلك آحبتي ]





نحن وإن جار الزمان لبرهة.. نبقى الكبار وغيرنا أقزام
ما ذنبنا إن كان يشعر أننا أرقى.. وأن مكانه الأقدام






رد مع اقتباس
قديم 09-05-2020, 08:43 PM   #9


الصورة الرمزية حسن الوائلي
حسن الوائلي متواجد حالياً

 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:31 AM)
آبدآعاتي » 1,508,304[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
 اقامتي »  العراق .. واسـط
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
يـــاايها الطرف الخجولُ قتلتني
لله درُك قـــــــــــــاتــــــــــلآ وخجــــــولا
من ذا سينصفني فاصبحُ قاتلآ
واراك مــــابين الحـــــروفِ قتيلا
 الاوسمة »
وسام المئوية الخامسة بعد المليون وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2020, 06:12 PM   #10


الصورة الرمزية عيون الريم
عيون الريم متواجد حالياً

 
 عضويتي » 1
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (04:50 PM)
آبدآعاتي » 3,288,298[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الأعمـاق من كُل شيء !
 اقامتي »  فِي عليِّين السّماءِ وأسْمَى ❤
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 SMS ~
سَ أكون أخت للجميع وألقي السلام وأبتسم فلا أريد سوى أن أكون شيء جميل بحياه كل إنسان ألتقيت به كغيمة مرّت، رَوت، ثم ولت
 الاوسمة »
وسام وسام وسام وسام 
 
افتراضي رد: احترام الأفكار للشيخ محمد الطاهر بن عاشور




لا يمكنكم مشاهده باقي المشاركة لأنك زائر ...
فإذا كنت مشترك مسبقا معنا  فقم بتسجيل دخول بعضويتك للمتابعة وإذا لم تكن  فيمكنك تسجيل عضوية جديدة مجانا ً ( من هنا )
اسم العضوية
كلمة المرور


 
مواضيع : عيون الريم



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع ¬ آلمنتدى ✿ مشاركات ¬ آخر مشآرگة ✿
ليلى الأخيليَّة رهينة الماضي شخصيات في الذاكرة ✿ 27 14-02-2024 10:16 AM
الوحي المحمدي للشيخ محمد رشيد رضا حسن الوائلي عبق العام ✿ 22 12-01-2024 08:07 PM
فنانون منسيون من بلادي الموسيقي الملحن محمد نوشي غرآم الروح عبق اخبار الفنانين ومشاهير العالم ✿ 12 14-12-2023 12:27 PM
ليلى الأخيليَّة غرآم الروح شخصيات في الذاكرة ✿ 25 10-05-2023 10:30 AM
من صفات النبي محمد ـ عليه الصلاة والسلام ذبحني غلاك عبق حياة رسولناالكريم والخلفاء الراشدين و أمهات المؤمنين ✿ 38 31-07-2022 02:32 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 05:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.